الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 84

ضياء الشكرجي

2022 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِّنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إلَى الظُّلُماتِ أُلائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ (267)
حيث علمنا أن مصطلح «الَّذينَ آمَنوا» يعني المسلمين ومصطلح «الَّذينَ كَفَروا» يعني غير المسلمين، فتعني هذه الآية «اللهُ وَلِيّ المُسلِمينَ يُخرِجُهُم مِّنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَغَيرُ المُسلِمينَ أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إلَى الظُّلُماتِ أُلائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ اللهُ». وبهذا لا تكون هناك حاجة لأي زيادة في التعليق والشرح.
أَلَم تَرَ إِلَى الَّذي حاجَّ إِبراهيمَ في رَبِّهِ أَن آتاهُ اللهُ المُلكَ إِذ قالَ إِبراهيمُ رَبّي يُحيي وَيُميتُ قالَ أَنَا أُحيي وَأُميتُ قالَ إِبراهيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأتي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِق فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِ فَبُهِتَ الَّذي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ (258)
يبدو إن هذا الملك الملحد كان غبيا في محاججته، ولذا بهت من قول إبراهيم كما تعبر الآية، إذ كان بإمكانه أن يقول ليأت ربك بالشمس من المغرب، كما إن إبراهيم لم يكن أذكى منه بكثير، فلما قال الملك أنا أحيي وأميت، فأن يعفو عن شخص كان محكوما بالإعدام قبل تنفيذ الإعدام به لا يعد إحياءً، فلم لم يفطن إبراهيم، وهو النبي المرسل المسدد بالوحي إلى أن يُعجِز الملك، فيطلب منه أن يأتي بميت فيحييه. لكن هنا كان الملك سيطلب المثيل من إبراهيم. طبعا المؤمنون بالنبوة عموما وبنبوة إبراهيم، والمؤمنون بالمعجزات المنسوبة للأنبياء سيكونون على يقين بأن الله سيفعل ذلك لنبيه ويحيي ذلك الميت. هذه الأساطير يمكن أن تصلح كقصص للأطفال التي تقص عليهم وهم في الفراش، كي يغفو عليها.
أَو كَالَّذي مَرَّ عَلى قَريَةٍ وَّهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها قالَ أَنّى يُحيي هاذِهِ اللهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِئَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَّبِثتَ مِئَةَ عامٍ فَانظُر إلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَم يَتَسَنَّه وَانظُر إِلى حِمارِكَ وَلِنَجعَلَكَ آيَةً لِّلنّاسِ وَانظُر إِلَى العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمَّ نَكسوها عَظمًا فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعلَمَ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ (259)
هذه ككل قصص المعجزات التي لا يشهد على حدوثها سوى الكتب التي يعتقد بها موحاة من الله، ولم يؤيد حدوث أي منها تنقيب أو أثر من الآثار التي عثر عليها، بينما نعلم الكثير عن تاريخ وادي الرافدين ووادي النيل وبلاد فارس وبلاد المايا، مما لم نعثر على معلومات مشابهة عن نوح وإبراهيم وموسى ويوسف وسليمان وغيرهم.
وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيِي المَوتى قالَ أَوَلَم تُؤمِن قالَ بَلى وَلاكِن لِّيَطمَئِنَّ قَلبي قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِّنَ الطّيرِ فَصُرهُنَّ إِلَيكَ ثُمَّ اجعَل عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِّنهُنَّ جُزءًا ثُمَّ ادعُهُنَّ يَأتينَكَ سَعيًا وَّاعلَم أَنَّ اللهَ عَزيزٌ حَكيمٌ (260)
وما قيل عما سلف يقال عن هذه الحادثة المدعاة. لا شك إن الله على كل شيء قدير، ولكن لا شك أيضا إن الله أخضع الكون لقوانينه ونواميسه، ولم نعلم حتى الآن أنه تدخل لتغيير مسار حوادث الكون، بحيث يحول دون حدوث تلك النتيجة، بالرغم من توفر كل المقدمات اللازمة التي تؤدي إلى نتيجة ما.
مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِل في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَّاللهُ يُضاعِفُ لَمَن يَّشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ (261)
بقطع النظر عن الموارد التي يراها الإسلام حسب هذه الآية للإنفاق، فالإنفاق للمحتاجين ولأعمال الخير ولكل ما هو نافع للناس، والعطاء بمعناه الواسع، هو من من أفضل الأعمال الإنسانية، وهنا يجري الكلام عن الإنفاق في سبيل الله، وبقطع النظر عما يعده مؤسس الإسلام إنفاقا في سبيل الله، فالمعنى جميل، إذا فهمناه إنفاقا منطلقا من الإيمان بالمثل العليا، وإنفاقا لا يجعل في الحساب مصلحة ذاتية للمُنفِق، وهذا ينطبق حتى على من لا يستحضر الله في وعيه عند الإنفاق، بل من نزعته الإنسانية ودون التفكير بتحقيق مصلحة ذاتية، ومن هنا يستحق مثل هذا النوع من الإنفاق هذا الثواب حسب ما وصفته الآية وصفا جميلا. هذا كله إذا غضضنا النظر عن دور الإنفاق آنذاك في تمويل الحروب، سواء الدفاعية، أو الهجومية بقصد الغزو والفتوحات، فـ «في سبيل الله» لا تعني في القرآن إلا في سبيل الإسلام وفي سبيل محمد.
الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتبِعونَ ما أَنفَقوا مَنًّا وَّلا أَذًى لَّهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ (262) قَولٌ مَّعروفٌ وَّمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَّتبَعُها أَذًى وَّاللهُ غَنِيٌّ حَليمٌ (263)
بلا شك إن خير الإنفاق هو الذي لا يتبعه مَنٌّ على من يُنفَق عليهم وإيذاءً لهم وتعييرهم وربما إشعارهم بالمذلة، وبلا شك إن من لا يستطيع أن ينفق أو يستطيع ولا ينفق لأي سبب، خير له أن يعتذر بكلام جميل يهون به على طالب الحاجة ودون إحراجه وإشعاره بالذل.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى كَالَّذي يُنفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ وَلا يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِر فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفوانٍ عَلَيهِ تُرابٌ فَأَصابَهٌ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلدًا لّا يَقدِرونَ عَلى شَيءٍ مِّمّا كَسَبوا وَاللهُ لا يَهدِي القَومَ الكافِرينَ (264)
إن الإنفاق وعموم العطاء وأعمال الخير، كل ذلك يفقد قيمته، عندما يتبعه مَنٌّ وأذى وإسماع كلام جارح ومسٌّ بكرامة المُنفَق عليه أو يتبعه رياء ومباهاة وطلب الشهرة والإطراء والمديح. لكن الذي يشكل على هذه الآية هو هذا الربط على نحو التعميم بين مزاولة المن والأذى والرياء وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر والكفر بعنوانه العام. فكثير من المؤمنين والمؤدين العبادات بكل دقة يمارسون ما أدانته الآية من سلوك عبرت عنه بالمن والأذى والرياء، وكثير من الإنسانيين غير المؤمنين يزاولون العطاء وخدمة الخير العام دون من ولا أذى ولا رياء. لكن القرآن وهكذا بقية الأديان لا تعرف إلا لونين في الحياة، إما أبيض وإما أسود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي




.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت