الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث ما قبل الإنقلاب وما بعده

محمد مرزوق

2022 / 7 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد الإطاحة بحكومة البشير في أبريل 2019، تقلد الحكم في السودان المؤسسة العسكرية التي قررت فيما بعد تقاسم شؤون الحكم مع المكون المدني ممثل في أعضاء من مختلف القوى السياسية المعارضة لحكم البشير، وما تجلي للناس ونشرته وسائل الإعلام قبل وأثناء الإنقلاب هو أن الغضب الشعبي اكتسح حكومة البشير وأجبرها علي التنحي، ولكن ما حدث داخل القصر الرئاسي وعلي مستوى المؤسسة العسكرية لا يزال مبهما، والآن قرر أحد كبار المسؤولين السودايين الذين شاركوا في تنظيم الإنقلاب إحاطتنا بتصريحات مدوية ومثيرة حول حيثيات ما قبل الإنقلاب وما بعده.

وقد بدأ بشرح خطة الإنقلاب وكيفية تنظيمه من طرف بعض المسؤولين في جهاز المخابرات والجيش، حيث قال: "في ديسمبر 2018 كان صلاح قوش رئيس المخابرات السودانية آنذاك رفقة اللواء أحمد عوض عوف وبعض كبار الضباط في الجيش السوداني يدبرون لفكرة عزل الرئيس عمر البشير، وقرروا استعمال غضب الشارع كورقة ضغط علي الرئيس في خطوة مبدئية فبدأوا بإثارة الشعب للتظاهر ضد نظام الحكم، ومن ثم عمد صلاح قوش إلي الإستعانة بالبرهان لإتمام ما تبقي من مهام كقائد مشروط للجيش، وهو ما نجح في فعله حيث أدت الإحتجاجات و المظاهرات إلي زعزعة الإستقرار في البلاد، ومن خلاله تم الإنقلاب علي الرئيس بحجة إعادة النظام والإستقرار للبلد، وسرعان ما تفطن صلاح قوش إلي إبعاد أحمد عوض عوف فور تسلمه الحكم في 11 من أبريل 2019 حيث أجبروه علي الإستقالة من منصبه في ثاني يوم، ليتولي بعد ذلك زمام الأمور الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي قرر بدوره عزل صلاح قوش وإبعاده من كل منصب سياسي في البلاد.

وبعد أن صار الحكم في يد المؤسسة العسكرية، احتار القائمون عليها في كيفية تسيير أمور البلاد وهم الذين يفتقرون للخبرة السياسية والإقتصادية الكافية التي تمكنهم من فعل ذلك، الأمر الذي جعل مخاوفهم تكبر من هيجان الشارع الذي كان في استطاعته اجتياح أي نظام حكم مهما كانت قوته، فقرر القائمون علي المؤسسة العسكرية بعد مشاورات فيما بينهم إشراك المدنيين السياسيين في الحكم لتهدئة الشارع السوداني وبقاء المكون العسكري في السلطة وتمت عملية تأسيس المجلس السيادي الذي تكون من مكونيين المدني والعسكري، ومن هنا جاءت قصة القدوم بعبد الله حمدوك كرئيس للوزراء".

وأضاف نفس المسؤول أنه والبعض ممن كانوا معه في المعارضة كانت نيتهم هي بناء سودان متحضر ومتقدم ومزدهر، ولكن هذه الأماني اصطدمت بواقع النفاق السياسي الذي كانت تمارسه بعض القوى السياسية التي نشأت بعد الإنقلاب والتي كانت تتنافس لتقسيم النفوذ في البلاد وكانت علي استعداد تام لبيع البلاد لجهات أجنبية.

وعلق في الأخير علي الوضع بعد الإنقلاب قائلا بأن الثورة قام بها الشعب البسيط وقدم من أجل ذلك تضحيات كثيرة في سبيل تحقيق تغيير حقيقي للعيش في ظروف أحسن، ولكن الخونة خطفوا الثورة من أيدي الشعب السوداني لخدمة مصالحهم الخاصة، وهو ما جعل الثورة السودانية ودماء الشهداء يذهب سدى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟