الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنجح الهوسا من خلال المظاهرات في الضغط علي الحكومة لإقالة حاكم إقليم النيل الأزرق؟

محمد مرزوق

2022 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


خرج الآلاف من أهالي قبيلة الهوسا في مظاهرات كبيرة ضد التهميش والتجاهل الذي يمارسه حاكم إقليم النيل الأزرق ضدهم، مطالبين السلطات السودانية بالتدخل في أقرب فرصة لإقالة الأخير وعزله من منصبه قبل أن تشمل المظاهرات المدن الأخري السودانية، وتأتي موجة الغضب هذه عقب المعارك الدامية التي اندلعت بين قبيلتي الهوسا والبرتا قبل أسبوعين من الآن والتي خلفت أكثر من مائة قتيل من قبيلة الهوسا.

وعقب الأحداث كان من المفترض من حاكم الإقليم أن يباشر في فتح تحقيقات في القضية وتقديم الجناة للعدالة لينالوا عقابهم، وكذا إيجاد حلول لأساس المشكلة، وهي إعطاء قبيلة الهوسا الحق في إنشاء إمارتهم في المنطقة، ولكن ما بدر من أحمد العمدة بادي حاكم الإقليم كان مخيبا للآمال بالنسبة لقبيلة الهوسا، حيث علق فقط علي ما حدث مضيفا أن الأمور قد رجعت إلي ما كانت عليه من قبل من هدوء واستقرار متناسيا أن الذين سقطوا قتلي هم بشر ولسيوا حشرات، واعتبر أهالي الهوسا أن هذا الفعل هو استفزاز لهم واحتقار للفرد الهوسي ولدمائه التي ضاعت سدى، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات حاشدة مطالبين بإقالته ومهددين بتعميمها في كل أنحاء الوطن إذا لم تستجب الحكومة لمطلبهم.

ويعود السبب الثاني الذي دفعهم للقيام بهذه المظاهرات إلي انتشار أخبار عن دخول شركات أوروبية لولاية النيل الأزرق عن قريب لبدء الإستثمار في حقول الغاز التي تم اكتشافها من قبل وزارة الطاقة السودانية في شهر أبريل الفارط، وتم آنذاك فتح المجال لشركات استخراج الغاز الأجنبية للإستثمار في المشروع، وهو ما جعل العديد من الشركات الأوروبية تتهافت لبدء المشاورات حول العرض المقدم، وذلك للنقص الحاد في الغاز الذي مس أوروبا بعد أن قطعت روسيا ضخها له عن القارة العجوز وذلك لتدهور العلاقات الثنائية بسبب الأزمة الأوكرانية، وقد تم فعلا مناقشة مشروع الإستثمار هذا مع حاكم إقليم النيل الأزرق، ما جعل مخاوف قبيلة الهوسا تزداد بصفة كبيرة وذلك لإمكانية تهميشها بصفة كاملة من الإستفادة من هذا الإستثمار، علي عكس قبيلة البرتا التي رحبت بهذا الإستثمار وفرحت به، لأنها تعلم بأنها صاحبة الأرض ولها وزن إداري يمكنها من الجلوس علي طاولة التفاوض مع الأوروبيين لطلب فرص عمل ومناصب لأفرادها في هذا المشروع، كما أن حاكم الإقليم نفسه سيصب كل تركيزه في مشاوراته وحواراته مع قبيلة البرتا، ليتم بذلك تجاهل واحتقار وتهميش الهوسا من هذا المشروع.

ويري المحلل السياسي عبد الحميد القدال أنه آن الأوان لقبيلة الهوسا أن تضع حدا لما عانته في السنوات الماضية من تهميش واضطهاد وتجاهل من قبل السلطات المحلية، وهي فرصة لا تعوض للإستفادة من مناصب إدارية وإدارة أهلية لتسيير شؤون رعاياها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب