الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-معجزات- الأمم المتحدة في مواجهة نقص المياه

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2022 / 8 / 3
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


سحب الجبال الجليدية إلى مناطق الخصاص... جعل السماء تمطر ...

وفقًا لتقرير للأمم المتحدة، إن تقنيات التعامل مع نقص المياه في العالم ستكون موجودة عما قريب. لكن العديد من الباحثين يعتقدون أن هذه "الوعود الوردية" غالبا ما تتجاهل القضايا الأساسية المتعلقة بالمياه.

"الماء موجود ، فقط عليك تناوله"، هذا هو فحوى رسالة آخر كتاب الأمم المتحدة حول موارد المياه غير التقليدية(1). والذي يقرأنه "من قاع البحر إلى الغلاف الجوي العلوي للأرض ، يتمتع العالم بمجموعة متنوعة من موارد المياه غير التقليدية التي يمكن استغلالها".
--------------------------
(1) – هو نتاج عمل جماعي بقيادة باحثين ومسؤولين من جامعة الأمم المتحدة ومنظمة الفاو.
---------------------------

عبر 300 صفحة ، يتم توصيف حالة المعرفة بخصوص عشرات من موارد المياه غير التقليدية- أي غيرالأنهار أو المياه الجوفية أو هطول الأمطار. ويخصص كل فصل لكل مورد والتقنيات المتاحة لاستغلاله:
- إطلاق الأمطار عن طريق زرع الغيوم مع "يوديد الفضة" - silver iodide ،
- التقاط الرطوبة باستخدام الشباك ،
- تحلية مياه البحر ،
- عادة استخدام المياه العادمة ،
- استغلال المياه من الجبال الجليدية ، إلخ.
إنها تقنيات يذكرنا بأسطورة "بروميثيوس" (1).
-----------------------------------
(1) – "بروميثيوس" هو عملاق حارب في صف اللآلهة الأولمبية ضد العمالقة في الحرب العظمى، وقد كان ذو حنكة ودهاء ومحبب للبشر دونا عن الآلهة. قصته من أهم القصص في الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وترمز القصة لمضامين ودلالات هائلة في الفكر والتاريخ الغربيين.
--------------------------------

لا يقدم الكتاب أي تسلسل هرمي بين هذه التقنيات ، الشيء الذي أثار استغراب العديد من علماء المناخ المائي – hydroclimatologist. بعضها قديم جدًا ، مثل مجموعة الضباب ، التي كانت موجودة في أمريكا اللاتينية منذ عصور ما قبل "كولومبوس" ، في المناطق التي تكون فيها رطوبة الهواء عالية جدًا لجزء كبير من العام على سواحل المحيط الهادئ ، ولكنها مع ذلك تمطر فيها قليل جدًا بسبب هبوط الغلاف الجوي. يرتبط البعض الآخر بشكل أكبر "بأسطورة "بروميثيوس" حول القدرة على التخلص من الطبيعة ، مثل استغلال الجبال الجليدية في القطب الجنوبي لتوفير المياه للسكان في المناطق شبه القاحلة، أو جعل المطر يسقط أينما ومتى نريد".

وبهذا الخصوص قال "بيير لويس مايو" - Pierre-Louis Mayaux- الباحث في العلوم السياسية في مختبر الأبحاث المشترك (1) G-EAU: "هذا التجمع يجعل من الممكن إنتاج فكرة الموارد المائية التي لا تنضب. على نطاق أوسع ، يعرض التقرير التقنيات التي توضح حتى الرسوم الكاريكاتورية للحلول المعجزة".
---------------------------------------------
(1) - تجمع 90 باحثًا ومهندسًا دائمًا وحوالي خمسين طالبًا للدكتوراه وما بعد الدكتوراه من جميع التخصصات يعملون معًا في قضايا إدارة المياه المتكاملة والتكيفية.
----------------------------------------------------------

مثل تحلية مياه البحر ، إذ يتم النظر إلى المحيطات كمورد لا ينضب من المياه .إن "تحلية مياه البحر هي انحراف للطاقة"، يشرح "تييري ليبل" (2) - Thierry Lebel - "تتناول المقالة الحدود فقط من حيث التكلفة الاقتصادية ، ولكن ليس البصمة الكربونية التي تبقيها في حيز الكتمان" ، في حين أن الدول الرئيسية التي تستخدم تحلية المياه على نطاق واسع اليوم هي الدول المنتجة للنفط في الخليج. "تم ذكر مشكلة المحاليل الملحية عالية التركيز التي تبقى بعد تحلية المياه ، وهي مشكلة بيئية رئيسية". بدوره يستنكر "بيير لويس مايو" - Pierre-Louis Mayaux- والذي يتذكر وجود تقرير آخر للأمم المتحدة في عام 2019 مخصص بدقة لسمية المحاليل الملحية.
---------------------
(2) - عالم مناخ مائي ومدير أبحاث في معهد علوم الأرض البيئية في "غرونوبل" - فرنسا.
----------------------

دفاعا على التقرير، إن "منصور قادر" ، مدير معهد المياه والبيئة والصحة بجامعة الأمم المتحدة - (UNU-Inweh) - وهو مؤلف أحد المساهمين في إعداد التقرير- قال: "في السنوات الأخيرة ، طور علم تحلية المياه العديد من تقنيات تركيز المحلول الملحي واستخراج المعادن ، مما يسمح بإنتاج منتجات مجدية تجاريًا. ويعد استخراج المعادن من مياه البحر مسعى "صديقًا للبيئة" أكثر من التعدين البري".

مسار آخر، هو تساقط الأمطار بفضل بذر غيوم "اليود الفضي" بواسطة الصواريخ أو الحملات المحمولة جواً ، والتي استحسنها عدد متزايد من البلدان ، وفقًا للتقرير. فقد تم اختبار هذه التقنية منذ ستينيات القرن العشرين. وكان التقرير صادقا في الإشارة إلى حدود التكنولوجيا التي لا تزال فعاليتها الحقيقية موضع جدال. لكنه تجنب الحديث الآثار الجانبية ، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بهذه التقنيات أو تداعيات "يوديد الفضة" ، كما يقول "تييري ليبل".

من الموارد أقل شهرة ، يتيح استغلال طبقات المياه الجوفية العذبة المغمورة – تحت البحر - توفير "كميات هائلة من المياه الجوفية" بفضل "الأساليب الجيوفيزيائية البحرية الجديدة التي تجعل من الممكن الآن تعيين وتحديد كمية المياه الجوفية منخفضة الملوحة. وقال منصور قادر: "على الرغم من خطر تلوث طبقات المياه الجوفية بالمياه المالحة ، فإن استخدام المياه العذبة من البحر المفتوح من قبل المدن الساحلية الكبرى يمكن أن يمثل مصدرًا مهمًا للمياه لسكان السواحل".

فيما يتعلق بإعادة استخدام المياه العادمة ، "فإن الوعد بتوفير موارد جديدة وفيرة - هنا مرة أخرى - يتوافق مع الواقع" ، ويؤكد "بيير لويس مايو" ، المتخصص في هذا الموضوع أنه: "في العديد من المناطق القاحلة ، مثل شمال إفريقيا أو فلسطين أو مصر ، تُستخدم المياه العادمة بالفعل ، لا سيما في الزراعة شبه الحضرية. وحتى إذا لم يتم استخدامها ، فإنها تعود لتزويد تدفقات المياه. لذلك ، غالبًا ما تكون إعادة الاستخدام إعادة تخصيص ، والتي يجب أن تستند إلى خيارات محل نقاش محلي". وللتصدي لمشكلة أخرى في هذا النص:" يستغل هذا الكتاب الحاجة الملحة لوضع حلول تقنية ولا يترك مجالًا للنقاش الديمقراطي بخصوصها".

طبعا لا يجب رفض كل شيء في التقرير. فبعض هذه التقنيات هي جزء من الإجابات ، مثل استعادة المعرفة في المناطق التي فقدت فيها هندسة المياه. ولكن لا يوجد حل للطلب العالمي الهائل على المياه ، كما يصر "تييري ليبل" في بيان شاركه فيه "بيير لويس مايو" ، الذي يشعر بالقلق إزاء "التجاوزات العلمية والتقنية" في هذا التقرير.
ورداً على سؤال حول الرسالة الرئيسية للكتاب (التقرير) ، أصرّ "منصور قادر" على مجموعة الأدوات التي يمثلها للبلدان الأكثر تعرضاً لندرة المياه، إذ قال: "هناك تفاوت متزايد بين توافر الموارد المائية والسكان. على الرغم من الفوائد الموضحة لمعظم موارد المياه غير التقليدية هذه ، فإن إمكاناتها غير مستكشفة من قبل البلدان التي تحتاج بشكل عاجل إلى مصادر مياه عذبة مستقرة. قد ينعت البعض رؤية للأمم المتحدة بأنها بالية في عصر "الأنثروبوسين" (3) والتي تتطلب مزيدًا من الحيطة والاعتدال والديمقراطية".
------------------------------------
(3) - "الأنثروبوسين" هي حقبة جيولوجية جديدة تتميز بقدوم البشر كقوة رئيسية للتغيير على الأرض ، وتتغلب على القوى الجيوفيزيائية. هذا هو عصر البشر! عصر اضطراب كوكبي غير مسبوق. إنه مصطلح ، موضوع جدال ، يتعلق بعصر جيولوجي جديد اكتسب فيه الإنسان مثل هذا التأثير القوي والمباشر على المحيط الحيوي لدرجة أنه أصبح الفاعل الرئيسي فيه.
-------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون