الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الشيعية - الشيعية ونتائجها المتوقعة

محمد رضا عباس

2022 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


وصل التوتر السياسي بين التيار الصدري و الاطار التنسيقي ( جميع الأحزاب والكتل الشيعية عدا التيار الصدري) الى قمته في الأيام الأخيرة , حيث كل جهة جيشت أنصارها في تظاهرات حاشدة , انصار التيار الصدري احتلوا بناية مجلس البرلمان العراقي وما زالوا هناك , فيما دعا الاطار أنصاره النزول الى الشارع وحاولوا احتلال المنطقة الخضراء المحصنة بدعوة حماية القانون والمؤسسات الحكومية وحماية العملية السياسية من السقوط والتي طالب بها السيد مقتدى الصدر قبل يومين , حيث جاء في إعلانه انه يريد طرد الفاسدين وإلغاء المحكمة الاتحادية , تغيير الدستور, وإلغاء العملية السياسية برمتها.
وللحق نقول ان جميع الأحزاب والتيارات السياسية التي شاركت بإدارة الحكومة العراقية منذ التغيير ولحد الان ,هي المسؤولة عن الفشل بما فيها التيار الصدري . فلو سألت أي مواطن من المكون الكردي سوف يقول ان قادته فاسدين , وكذلك السني بقادته والشيعي بقادته . هنا لا استثني أي حزب او كتلة سياسية شاركت بحكم العراق بعد التغيير , قادة وأبناء واقرباء ساسة المكون الكردي استأثروا بثروات ضخمة لا يمكنهم جمعها بدون فساد, وكذلك قادة المكون السني والشيعي . النتيجة ان وصفة الحكم بالعراق تطابق ذوق الأحزاب والكتل الحاكمة وسوف لن ولا يسمحون بتغيير النظام السياسي في العراق ,بنظام يخدم الشعب العراقي ولا يسمح للسياسيين الفساد وجمع الثروات على حساب الشعب العراقي.
اذن , سوف لن يحصل السيد مقتدى الصدر على ما يريد لأنه هو نفسه جزء من المشكلة , ولكن احتمال انفجار قتال شيعي – شيعي وارد جدا , وللأسباب التالية :
1. على ما يبدوا ان السيد الصدر قد تورط بدعوة ممثلي التيار الصدري في البرلمان الى اعلان استقالاتهم , وقبول السيد رئيس مجلس البرلمان لها. السيد خسر من قراره هذا المشاركة في القرارات المهمة , ويريد بكل قوة استعادتها , ولما لا يمكن للمستقيلين من العودة الى البرلمان , فان السيد الصدر ارسل أنصاره الى البرلمان من اجل اسقاط البرلمان وإقامة انتخابات تشريعية جديدة. توتر انصار السيد الصدر يدعو الى القلق خاصة في المدن المنقسمة بين التيار الصدري والاطار وان اطلاق نار من أي جهة قد يشعل اكثر من جبهة واحدة. الاثنان متخومين بالسلاح ولا يحتاج الوضع الا عود ثقاب .
2. هناك قوى داخلية تدفع العراق نحو الهاوية , وان خلافات التيار والاطار هذه الأيام تعد فترة ذهبية لهم . بل حتى الكتل والأحزاب الغير شيعية لم تقف على بعد واحد من التيار و الاطار , ومن يراقب الفضائيات الغير تابعة للاطار التنسيقي يكتشف سريعا انها تدعم التيار على حساب الاطار .
3. دعم خارجي واضح الى التيار ضد الاطار , مما يفسر برغبتهم في ادامة الخلافات وانفجار الموقف بين الاطار و التيار. على سبيل المثال, ركزت صحيفة احرونوت تغطيتها لتحركات التيار الصدري بانها في سياق حملة قائده السيد مقتدى الصدر ضد ما وصفته بالنفوذ الإيراني العميق في العراق , مبينة ان السيد الصدر الذي حارب "الغزاة الأمريكيين في العام 2003 " يطالب الان بإزالة ابواق طهران مشيرة الى ما يضمه من "ترسانة " من الاف المحاربين المسلحين .
ولكن ماذا سيجري على العراق في حالة انفجار الموقف واستخدم السلاح في شوارع المدن ؟ الله يستر .
1. الغرب والعرب سوف لن يقفوا على الحياد , بدعوة ان السيد مقتدى الصدر "عروبي" والاطار " ذيل" لإيران. وان القضاء على حضور الاطار القوى في المجتمع العراقي يعني القضاء على العامل الإيراني في العراق , وهذا ما تريده الدول العربية .
2. القتال سوف لن يعفي منطقة في العراق , ولكن معظمه سيكون في المنطقة الوسطى والجنوبية.
3. تركيا التي لها قواعد عسكرية في العراق ستبقى في العراق حتى بعد 2023 بحجة حماية ارضها من الاضطرابات .
4. ايران لا يوجد لها قواعد في العراق, ولكن طول حدودها مع العراق وضرورة حماية امنها القومي سيعطيها الف سبب بالمشاركة الفعالة في هذه الحرب . ايران يكفيها مما تعاني حدودها مع إقليم كردستان ولا تريد ان يفتح ضدها جبهتين اخرتين , الوسط والجنوب.
5. وعلى قول المثل العراقي " شلي بالأقارب الما ينفعون ", فان الإقليم الكردي سوف يعتزل العراق بعد استحواذه على كركوك وشمال محافظة واسط.
6. على الرغم من المكون العربي السني في اغلبه يفضل البقاء في عراق موحد , ولكن الحرب الاهلية سوف تعجل بانفصال المناطق ذات الأغلبية السنية , أولا دفعا لمشاكل الحرب وثانيا تلبية لرغبات دول عربية تريد الاستثمار في أراضيها و تقطيع الهلال الشيعي.
7. الحرب المتوقعة ستكون من القساوة بحيث سيقتل الأخ أخيه والجار جاره . الخلافات بين التيار والاطار دخلت معظم بيوت الشيعة وهناك اخوة يعيشون في بيت واحد ,منهم من يناصرون التيار ومنهم من يناصرون الاطار.
8. وفرة السلاح لدى الأحزاب المتنازعة والعشائر في الوسط والجنوب من السهولة ان يحرق العراق وسوف يضع القطاع النفطي في خطر.
9. تذكر " الصنبور " عندما هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بقفله في حالة اعلان إقليم كردستان الاستقلال عن العراق. الحالة ستكون مختلفة الان في العراق. الطلب على النفط يتصاعد والعراق منتج مهم لهذه المادة وسوف لن يسمح الغرب بوقف انتاجه , ولكن الإيرادات النفطية سوف لن تدخل الخزينة العراقية وانما ستبقى في البنك المركزي الأمريكي بحجة حمايتها وحتى الإعلان عن حكومة جديدة . بكلام اخر , العراق سوف يكون مثل سوريا , أمريكا تنتج وتبيع النفط السوري ولكن الإدارة السورية لا تستلم منه مليم واحد .
10. وامام هذه الحرب الرهيبة سيختفي العراق من الخارطة العالمية وتحل محله ثلاثة دول جديدة , اثنان منها مستقرتان سياسيا وامنيا, والثالثة تعاني القتل والجوع والتشريد. ومن يتصور ان الوضع العالمي يسمح بإدخال الجنوب العراقي تحت الحماية الإيرانية فانه يستخف بالقوى العالمية وقدرتها في فرض ارادتها على الشعوب . خزين النفطي الضخم في الجنوب سوف لن يتخلى عنه الغرب حتى لو كان على حساب أرواح كل اهل الجنوب.
11. بجانب كثرة القتلى والجرحى من اهل الوسط والجنوب من هذه الحرب , سيضرب الجنوب والوسط أيضا الجوع و سيضطر ابناءه بالاتجاه غربا وشرقا من اجل البقاء على الحياة , وهناك سيتأكد اهل المنطقة ان " قادسية صدام" قد حلت بدارهم مرة أخرى , وسيضطر الاحياء منهم بالخروج الى شارع المدن يهتفون بإزاحة " العمامة السوداء والبيضاء" من حياتهم.
12. ومع نهاية العراق , ينتهي المد السياسي الديني في العراق والمنطقة , ويصبح منبوذا من جميع الجهات . الميديا الغربية قادرة على خلق عدو وان هناك ناس يسمعون له ويطبقونه , تماما مثل ان استطاع الاعلام الغربي تحويل العداوة العربية الإسرائيلية الى عداوة عربية إيرانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف