الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة محامي (2)

أحمد فاضل المعموري
كاتب

2022 / 8 / 4
حقوق الانسان


الجزء الثاني ..
المكان : محكمة في بغداد
اليوم: الاثنين تاريخ 1 /أب/2022
الوقت: الساعة الثامنة صباحاً
المحامي : مجيد
القاضي : طارق
المحققة القضائية: أسيا
نائب المدعي العام: بتول
الضابط: المسؤول عن القضية : رائد نبيل
معقب المكتب : سيد جاسم
الحرس: عريف رزاق
المتهم : صقر
ملاحظة : كل الأسماء والأماكن هي أسماء رمزية .
المحامي : يقدم ثلاث طلبات للقاضي الأول من خلال الحماية الشخصية.. وينتظر ..الحماية ينادي على المحامي أستاذ .. تفضل القاضي يريدك .
المحامي : يخاطب القاضي : صباح الخير .. أستاذ البارحة قدمت طلب الاطلاع على الأوراق التحقيقية ورفضت الطلب واليوم تقدم طلب أخر .. المحامي وما هو المانع من ذلك .. القاضي أستاذ اني فقط أكتب على الطلبات ..المحامي أستاذ أنا اقدم الطلب والقرار لك هذا من حقي .
المحامي : يستلم الطلبات ..ويدفع الرسم ويقدم الطلبات الى المحققة القضائية .. أستاذة ارفقي طلباتي .
المحامي : ينتظر دخول المتهم (صقر) والمفرزة الى المحكمة لتدوين أقواله القضائية أمام قاضي التحقيق (طارق) وبعد دخول المتهم وجلبه أمام المحققة تباشر المحققة القضائية إجراءات تدوين أقوال المتهم ويهم المحامي بالدخول الى غرفة المحققة القضائية.. إلا أنه يتم منعه من الدخول من قبل سيد جاسم وعريف رزاق بحجة هناك تعليمات من القاضي (طارق) بعدم دخول المحامين ألا بعد تدوين أقوال المتهم .
المحامي ينظر الى غرفة المحققة القضائية : والمتهم واقف أمامها ويتكلم بعد أكمال تدوين أقواله .. وبقاء المتهم أكثر من ساعتين في غرفة المحققة القضائية .
يتم إدخال المتهم الى غرفة القاضي (طارق) وأثناء ذلك يهم المحامي بالدخول الى غرفة القاضي حتى يعرف ما يجري باعتباره وكيل المتهم لكن حماية القاضي (طارق) يمنعه من الدخول أستاذ ممنوع تدخل ألا بأمر القاضي.
المحامي : أخبر القاضي (أعلمه) أريد أدخل مع موكلي المتهم (صقر)
ولكن حماية القاضي تم ابلاغ السيد القاضي يرفض دخولك .. المحامي ينتظر واستمر بقاء المتهم في غرفة القاضي (طارق) خمسة عشر دقيقة ويخرج المتهم مع الحرس.
المحامي : يبلغ حماية القاضي : أنه يريد الدخول والتكلم مع القاضي فيتم السماح له .. المحامي يخاطب القاضي (طارق): أستاذ المحققة القضائية تدون أقوال موكلي فلا يسمح لي بالدخول والتواجد مع المتهم يدخل الى حضرتك دون ان تسمح لي كذلك بالدخول ومعرفة ما يجري، هل هذه الإجراءات القضائية صحيحة بنظرك ؟ .
القاضي (طارق): يخاطب المحامي (مجيد): أستاذ لحد الأن لم يتم تدوين أقوال المتهم لأنه لا يملك هوية تعريفية . ماذا تقصد بالهوية أستاذ
المحامي : أستاذ المتهم من الساعة الثامنة والنصف صباحاً أمام المحققة ولم تعرف أنه لا يملك البطاقة الشخصية . وحضر أمامك .. أي كلام هذا ؟
القاضي : أستاذ المفروض تسأل أهله وتجلب الهوية معك .
المحامي : يخاطب القاضي : أستاذ الله يحفظكم هو أنت حضرتك سمحت لي بالتواجد ، حتى أفهم ما هو الموضوع وقد تم منعي من دخول غرفة المحققة، عندما كان المتهم متواجد ولم يسمح أن أقابله أو أتحدث معه واعرف ظروف المتهم .. والان وبعد أكثر ثلاث ساعات واتفاجئ أن المتهم لا يملك هوية .. والهوية موجودة بملابسه .. المحامي يكرر على القاضي طلبه أستاذ نستطيع أن نأخذها منه ويتم تدون أقواله أمام المحكمة.
المحامي مجيد : يذهب الى الموقف ويسأل المتهم عن البطاقة الشخصية .
المتهم (صقر) : نعم موجودة وهذه البطاقة ويسلمها الى أحد الحراس المتواجدين أمام باب غرفة الموقوفين (المتهمين) وهم بالبدلات الصفراء والحمراء .. حماية الموقوفين عريف رزاق يأخذها ويسلمها الى الضابط المسؤول (نبيل) .
المحامي يخاطب الضابط (نبيل): السيد القاضي (طارق) يريد البطاقة الشخصية للمتهم . الحرس يفتعل أزمة بخصوص تكلم المحامي (مجيد) مع المتهم (صقر) حول سؤال المحامي مع المتهم عن هويته الشخصية.
المحامي يدخل على القاضي (طارق): ويوضح الموضوع.. أستاذ البطاقة موجودة عند المتهم (صقر) مثلما أخبرتك واطلب جلبها لتدوين أقوال المتهم (صقر).
القاضي (طارق): يجيب على طلب المحامي مجيد .. لا أستاذ لا استطيع تدوين أقوال المتهم إلا ان تضبط وترسل بكتاب رسمي من قبل الضابط (نبيل).
القاضي (طارق): يرسل على الضابط (نبيل): والحرس عريف رزاق الذي افتعل أزمة مع المحامي مجيد لأنه تكلم مع المتهم .
عريف رزاق قصير القامة مربوع الشكل ووجه الكئيب وشاربه الخيطي وتقاسيم وجه تعبر عن خلجات حقد ومرض نفسي وهو ذات بعد أرتكابي خبيث . ونظراته تعبر عن سفاهة بتقطيب حاجبيه ورفعهما على المحامي مجيد وهو ينظر نظرات طويلة واستفزازية لعله يحظى بالتلاسن مع المحامي .
المحامي (مجيد) يتجاهل عريف رزاق .
عند الممر الواصل بين غرفة القاضي وغرفة انتظار المتهمين ممر ضيق طويل في ظل الجو الحار ،وحرارة الجو في شهر أب عالية جداً ، حتى يصعب الشهيق وانفاس المراجعين.. لضيق المكان وتنعكس على ردود انفعال المتواجدين من شدة الانتظار والبعض يصيبه الأعياء في ظل حرار جو الممر الواصل بين غرفة القاضي والمحققة .. والممر الواصل بين تواجد المتهم والباب الخارجي .. وهو الممشى ذهاباً وإيابا والذي لا يسمح بالتواجد فيه .
المحامي: يخاطب القاضي .. أستاذ المتهم موجود في المحكمة والهوية شخصية وتعريفية، وهي موجودة عند المتهم (صقر) فما هو سبب عدم تدوين أقوال المتهم ألا بضبط وأرسال الهوية بكتاب رسمي . ولماذا لم يتم سؤال المتهم عن الهوية عند المحققة وكان متواجد طوال الوقت ولأكثر من ساعتين ؟؟
كل هذا التأخير غير مبرر من اجل تأخير تدوين أقواله وتقرير مصيره .
القاضي: يخاطب المحامي : أستاذ أنا اعرف الهوية شخصية وتعريفية ولكن يجب ضبطها من قبل الضابط (نبيل) وترسل بكتاب .
الرائد نبيل أمام القاضي (طارق) وهو يبرر عدم ضبط الهوية .. لقد سألت المتهم (صقر) عن هويته فقال لا توجد عندي هوية . المحامي أستاذ الهوية موجودة عند المتهم (صقر) .
القاضي : يخاطب عريف رزاق: أين كانت هوية المتهم بعدما تكلم المحامي مجيد مع المتهم (صقر).
عريف رزاق: يجب على سؤال القاضي سيدي كانت عند المتهم .. عندما أخرجها وأراد تسليمها الى المحامي أخذتها منه وسلمتها الى الرائد (نبيل) .
القاضي : يكرر السؤال على عريف رزاق: الهوية كانت عند المحامي (مجيد) أم عند المتهم (صقر).
عريف رزاق : يرد على سؤال القاضي : سيدي كانت عند المتهم (صقر) أخرجها من ملابسه
القاضي: يصرف الجميع ويخاطب المحامي أستاذ لا تورطني هؤلاء مشكلة كبيرة، وكان القاضي يريد أن يتدارك الموضوع حول عملية التأخير المقصودة ويصر على تأخير تدوين اقوال المتهم .. وهي إجراءات غير مبررة .
المحامي : يخاطب القاضي : أستاذ أي مشكلة لا توجد تستطيع تدوين أقوال المتهم وهو متأخر كثيراً عن المدة القانونية لتدوين أقواله، وكضمان قانوني ودستوري ..ولا يوجد مبرر لهذا التأخير وتستطيع تدوين أقوال المتهم (صقر) بعد أن عرفت حقيقة ما جرى من ملابسات الموضوع .
القاضي (طارق): يخاطب المحامي(مجيد) : أستاذ يجب ضبط الهوية وترسل بكتاب رسمي
المحامي : وهو يستحضر كيف تجري الأمور في ظل الوضع ويأخذه بعيداً أن مسرحية التحقيق تجري حسب الأهواء والنرجسية وهذه الإجراءات مخالفة للقانون .
الرائد (نبيل) يخاطب المحامي(مجيد) : أستاذ ولو ممنوع أتكلم معاك في قاعة المحكمة تعال معي الى الموقف واسمع المتهم (صقر) ..الرائد نبيل يخاطب المتهم : لماذا لم تخبرني ان الهوية كانت معك (يا صقر) .
المتهم صقر يخاطب الرائد (نبيل) : سيدي لم يسألني أحد حتى المحققة لم تسألني .
المحامي يخاطب الرائد نبيل : أستاذ اعمل كتاب ضبط وقدمه للقاضي حتى ندون أقواله اليوم
الرائد نبيل : أستاذ الوقت تأخر كثيراً.
المحامي : وهو يسرح بفكره هذا يعني ان دخول (صقر) غرفة المحققة وانتظاره ساعتين من اجل إضاعة الوقت وهي مسرحية هزيلة من أجل التأخير ومنعي من دخول غرفة القاضي ولم يتم تدوين أقواله وهي مقصودة ؟ والهدف منها غير واضح .. وأما الحديث الذي دار وانا أرى المتهم (صقر) وهو واقف يتحدث الى المحققة القضائية ، ما هو ألا تكرار لحديث شفوي تلقيني وكان يؤخذ من قبل المتهم بطريقة غير قانونية . والمحامي يستمر في استرسال ذاكرته ..ماذا دار من حديث مع القاضي في غرفته والمتهم موجود أكثر من عشرة دقائق .. أذا كان المتهم لا يملك هوية تعريفية كلها خواطر وتساؤلات في مخيلة مجيد المحامي الذي لم يرى ولم يسمع خلال حياته المهنية مثل هذا التحقيق القضائي .
المحامي يذهب الى المحققة القضائية : أستاذة ما هو الحل؟؟؟
تجيب المحققة : أستاذ يجب ان ترسل الهوية بكتاب رسمي بضبط الهوية وننتظر الإجابة؟ لتدوين أقواله القضائية.
المحامي : يخاطب نائب المدعي العام : بعد أن عجز عن أقناع القاضي من تدوين أقوال المتهم وتلافي الأخطاء التي ارتكبها الضابط والمحققة .
يدخل الى غرفة نائب المدعي العام : أستاذة هناك متهم موقوف (صقر) غير مدون أقواله قضائياً .. والضابط المسؤول لم يضبط بطاقته الشخصية ( التعريفية ) أو يرسلها الى المحكمة مع أن بطاقته الموحدة كانت موجودة عنده، نريد تسهيل الإجراءات من قبلكم والتدخل حتى يتم تدوين أقوال المتهم بالهوية الشخصية الموجودة أصلاً عنده ، وأستلمها الرائد (نبيل) .
نائب المدعي العام : أستاذ انت المحامي الذي جئت قبل فترة حول الضباط .. المحامي نعم أستاذة صحيح .. نائب المدعي العام : ان شاء الله أستاذ سوف ارسل بطلب المعقب (سيد جاسم) واستفهم منه الموضوع .
المحامي مجيد : وهو يحاور نفسه : ويستغرب إجراءات نائب المدعي العام في معالجة ما يحدث من انتهاك للقانون .. الموضع عند (سيد جاسم).. اي أجراء هذا الذي تباشره هذه السيدة وهل من المعقول أن تستفسر من المعقب ضمانات المتهم وحقوقه القانونية .
المحامي (مجيد) يرجع مرة أخرى الى المحققة : أستاذة اسحبي طلباتي بخصوص الكفالة وطلب تسليم الأمانات فقط ابقي طلب الاطلاع على الأوراق التحقيقية حتى لا يتم رفض الطلبات قبل تدوين أقوال المتهم (صقر) .
أثناء ذلك يدخل السيد مدير المجمع القضائي على غرف القضاء والموظفين والمحققين ويستفسر عن أوضاعهم ضمن (جولة أشراف روتينية ) ويختتم أخر جولة له عند القاضي (طارق) وقبل نهاية الدوام الرسمي والساعة تشير الى الساعة الواحدة ظهراً يخرج مع معيته من حرس وحمايات شخصية.
بعد أن تجاوزت الساعة الواحدة ظهراً، قمت بسحب الطلبات من المحققة .
المحققة ترسل الأوراق التحقيقية إلى القاضي (طارق) وبعد انتظار يتم ابلاغ المحامي (مجيد) أستاذ القاضي مدد موقوفية المتهم (صقر) الى يوم غد.. حتى يتم أرسال كتاب ضبط رسمي بالهوية الشخصية لتدوين أقواله وتم رفض طلبك بخصوص الاطلاع على الأوراق التحقيقية مرة ثانية.
أثناء ذلك يخرج المحامي (مجيد) ويخرج من بعده جميع الموظفين من مجمع المحكمة بحدود الساعة الواحدة والنصف ظهر وعند الاستفسار من أحد الموظفين الذين يقف أمام المحكمة وهو ينتظر سيارة أجرة (تكسي) عن سبب خروج الموظفين قبل الموعد المحدد بنصف ساعة عن الدوام الرسمي المعتاد .. يجيبه أحد الموظفين أستاذ الأوضاع الأمنية والسياسية مضطربة ، واعتصامات انصار التيار الصدري في البرلمان واليوم هناك اعتصام لانصار الاطار التنسيقي.
يغادر المحامي على أمل يوم جيد تتغير فيه الأوضاع نحو الأحسن ويتحسن مزاج القاضي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل