الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوات برونتي (آن ، اميلي ، شارلون)

ثامر كلاز

2022 / 8 / 5
الادب والفن


الاخوات برونتي
(آن ، اميلي ، شارلون)
من النادر تحدث هكذا مفارقات ثلاثة اخوات لم يمنعهن الزمن الا اعمار قصيرة يقدمن نتاج ادبي رفيع المستوى ويعتبر من عيون الادب العالمي ولا زالت كتاباتهن التي سطرن في منتصف القرن التاسع عشر مطمح القراء وكتبهن يتصدرن مواقع المكتبات، ان هذا الفيض الادبي الرومانسي الذي تدفق من بين انامل (آن_ اميلي_ شارلون) حفر على جدار الزمن كونه ادبا وخاطب الوجدان، ان هذا الينبوع المكبر وتدوين هكذا رومانسية عالية وهن بأعمار لم يتجاوز الثلاثين، ماذا لو تعطف القدر وتريث مرض السل الذي حصد الاخوات واحدة تلو الأخرى وامهلهن بعض العقود من الوقت انا لا اعرف كيف سيكون الحال وماذا ستقدم لنا تلكم القرائح الخصبة العامرة بالعاطفة والخيال والوصف الجميل ونقل صورة بمنتهى الدقة لواقع الحالي للمجتمع الإنكليزي في عهد الفكتوري المجيد، ان أي قارئ اذا تبصر جيدا فيما كتبت الاخوات برونتي يلتمس الجرأة وقوة الاقتحام سواء في نقد المجتمع من عادات وتقاليد ومفاهيم وكيف تناولتها وخاصة الأخت الصغرى ( آن )اما طرح علاقات الحب الجارفة التي تصل الى حد التوحش والانتقام والصراع الأجيال عن (اميلي) ان نتاج الاخوات الثلاثة فيه نوع من التنوع والتلون ولكنه من نبع واحد مثلا الأخت الصغرى ( آن ) التي عاشت في سنة 1829م وغادرت الحياة مؤسفا عليها، كانت شديدة الحدة على المجتمع البرجوازي الراقي وهي الصارخة بوجه المجتمع الإنكليزي واظهرت ما هناك من تجاوز وفساد وسوء معاملة تصل لحد ان هؤلاء ليسوا ببشر وانما هم مجموعة من الانانيين وحتى ان بعضهم يتجاوز الحدود الأخلاقية بتعامله مع الاخرين، كانت آن تمتلك طاقات إبداعية عالية جدا اما الأخت الوسطى اميلي التي عاشت ثلاثون سنة هي الأخرى من حصاد مرض السل اللعين كتبت من أنماط الروايات الرومانسية العالمية (مرتفعات وذرنج) كتبتها وامامها الفضاء الواسع الذي لا ينتهي الا عندما تنتهي قدرة البصر على الرؤيا، وكانت تجلس في مكانها المعتاد على ضوء في وسط البرية ولا زالت الصخرة موجودة يتردد عليها السواح هنا جلست الشابة (اميلي) زاملت روايتها في قلوب ووجدان القراء، كتبت عن حب طفولي بين (كاترين صاحبة القصر وهكثليف الغريب) ليصل هذا الحب الى درجة الانتقام اما (شارلوت) الأخت الكبرى وهي الوحيدة التي منها الزمن عمر التسعة والثلاثون عام وهي أيضا حصيلة مرض السل ليأخذها برفقة اخواتها.
كان نتاجها اكثر من اختيها بحكم العمر الذي عاشته ولكن الرواية التي خلدتها هي (جين آير) هذه الرواية التي تمثل رحلة العمر واليتم والعذاب والحب وقسوة العادات والتقاليد عندما تقراء (جين آير) تحس ان هناك ركام من المصائب تنصب عليك ولم يقدم الزمن لك أي عون او مساعدة الا بعض الومضات من الفرح وسرعان ما تنطفئ.
ان اسرة القيس ورجل الدين الذي يدين بمذهب كالفن (السيد باتريك) برونتي والد البنات الخمسة والذكر الوحيد الذي يقيم في قرية (هاورث) وهذه القرية الصغيرة النائية بعض الشيء الغافية على احدى سفوح مرتفعات مقاطعة (بوركشاير) وخلف كنسية القرية يقع البيت لهذه العائلة التي تتنفس من الادب الرومانسي على يد ذلك الجمال في الكتابة السامية والإنسانية، هذا البيت القابع في هذه البقعة الواقعة شمال شرق انكلترة ولعن في بيت صامت قيل عنه كأنه قطعت ارض خلعت من مقبرة، بيت يسوده ويطبق عليه الهدوء وبلا ضجيج بالرغم من انه يضم ستة الأولاد يتحركون بلا حركة وقليلي الثرثرة وكانت الاذن تسمع والعين ترى الفهم شبه مغلق وهم على التوالي (ماريا- اليزابيث –شارلوت) ثم الولد برانويل واميلي والصغرى آن، والابوين مع خادمة (تابي) التي هي احد الابطال في حياة الفتيات وأخيرا العمة تلك المرأة العانس والجامدة كانت لها الدور المؤثر في حياة بنات اخيها.
من المفارقات ان كل الفتيات حصدهن مرض السل وحاول الاب الحاق بناته في مدرسة ليأخذا فرصتهن في التعليم لكن المعاملة الشديدة والقاسية فما كانت هذه المدرسة...
لقد وصفت هذه المدرسة الداخلية في رواية (جين آير) التي كتبتها شارلوت برونتي ووصفت أيام العذاب والقساوة والنظام الصارم والمعاملة السيئة الغير مبررة، ان سوء التغذية وشظف العيش اودى بحياة الفتاتين الكبيرتين هما ماريا واليزابيث وهكذا عادت البنات الثلاثة الى بيت الاب من جديد.
ام الآم فقد توفيت من زمن مبكر والبنت الصغرى آن في سنتها الثانية، وكانت تحبو هكذا أصبحت الأخت الكبرى شالورت هي الآم لأخوتها واخذت على عاتقها هذه المسؤولية، كانت الفوارق بالأعمار بين الفتيات لم يكن كبيرا، الأخت الكبرى شارلوت ولدت عام 1816 توفيت 1855 عن عمر تسعة وثلاثون عام والاخت الوسطى اميلي ولدت 1818 وتوفيت عام 1848 عن عمر ثلاثين سنة والاخت الصغرى آن ولدت عام 1820 وتوفيت عام 1849 عن عمر التاسعة والعشرون، كانت اعمار الفتيات قصيرة ويظهر على الفتيات هناك نوع من التشابه فيها النبوغ الادبي الثلاث بنات يمتلكن القدرة الأدبية الفائقة وتركن روايات أدبية خالدة برغم من حداثه سنين هذا من ناحية وهزال الجسم وهذا ما جاء باللوحات التي رسمها برانويل الذي اصبح رساما لأخواته الثلاثة وكذلك اعمارهن القصيرة وموتهن الثلاثة بمرض السل بالتعاقب، ان الموهبة التي يمتلكها كانت فطرية ولكن زادت واثرت من عدت طرق منها نشأت على حب القراءة ومطالعة الكتب التي ارفدت خيالهن الخصب أهمها كتابات (ايسوب) هذا الكاتب الخرافي الاغريقي الذي كتب عشرات القصص الخيالية على لسان الحيوانات، وكذلك الالهام الكبير عن قصص الف ليلة وليلة التي تأثر بها معظم كتاب العالم لما تحتوية من حكايات وقصص ورحلات اسطورية وخيالية وكذلك اشعار بايرون الشاعر الإنكليزي الشهير، ويضاف الى ذلك وجود المكتبة البيتة الخاصة بأبيهم رغم انه رجل دين متزمت الا انه كان منفتح في القراءة وكانت مكتبتة تحتوي على كثير من الكتب في شتى المواضيع، اما الخادمة (تابي) التي كما قلنا عليها هي احد الابطال الأثرين على البنات الثلاثة السبب ان تابي كانت تروي للفتيات القصص الغريبة والتي لم تطرق مسامع والا ذهان الطرية للفتيات وكانت تقص عليهم عن العائلات وعاداتهم الغير مألوفة وعن القصور ومراتها ودهاليزها واقيتها واعمدها الرخامية.
وهكذا تذهب بمخيلتهم الطفولية الى عوالم غير مألوفة ولا مسموعة سابقا كل هذا نعندهم قدرة التصور وسعة الأفق حتى عندما كان الخادمة (تابي) تعزف عن سرد القصص بعض الاحياء كان الإصرار من الاخوات وخاصة الأخت الكبيرة شالورت يعملن على اجبار الخادمة (تابي) بشكل او بآخر على معاودة وراية الحكايات وخاصة المتعلقة بالجن والعفاريت، وكذلك لا يمكن استثناء دور العمة العانس التي كانت هي المعلمة الدائمية لهم خاصة بعد ان تركوا المدرسة الداخلية وهذه هي الروافد التي سبقت موهبة الفتيات.
اما عن حياة الروائيات من الجانب الآخر فأنهن فقدن الآم وهن صغار وأصبحت الأخت الكبرى هي الآم كما اسلفنا، ان مذهب الاب الديني يرجع الى المصلح الديني (كالفن) وهذا المذهب كان يدعوا الى التقشف والزهد وعدم التبذير ولهذا فرض الآب على نفسه الزهد في الحياة وانعكس هذا على العائلة، لقد حرم على الاسرة تناول اللحوم التي يعتبرها المذهب نوع من الترف وكذلك اللعب والمرح يعتبره هو ضرب من الرفاهية والكل يعلم كم اللعب مهم في حياة الأطفال ولهذا نلاحظ ان حياتهم طبعت بالحزن والكآبة والشعور بالمسؤولية ومن المآسي الإضافية هي عدم اختلاطهم بالآخرين الا ماندر مما زاد المشهد قتامة، ان اعينهم ما تقع الا على المقبرة المجاورة لهم عند فتح نوافذهم والى المستنقعات الكئيبة الممتدة لبعض المسافات، كان من عادات الاب انه تعمل اختيار للفتيات نهاية كل أسبوع من المعلومات التي تلقوها على يد العمة الجامدة العانس وكانت معظم الأسئلة تدور حول الحياة وما فيها وعن الوقت وكيفية قضاءه وعن الكتب وما قرؤا وكان في الكثير من الأحيان يقول للبنات ان احسن طريقة للإفادة من الوقت هو ان تكرسنه للاستعداد للآخرة وليوم الحساب، وبعد الإجابات المريحة هنا يسمح لهم الاب في النزهة بالبراري المجاورة مع كلبهم الجميل، يروحون في المروج الخضراء ويتقافزون على الصخور ويتسارعون مع السفوح والمنحدرات انها اجمل السويعات لهم وهم يغتسلون بجمال الطبيعة وهكذا كانوا يعيشون بعزلة من الزمن وفي غفلة عن البشر ولهم عالمهم الخاص، ومحدد رغم ذلك كان هناك نوع من التجانس بين الأولاد اليتامى الذين فقدوا الآم من زمان ومع الأرض المعشوشبة التي اهملتها الطبيعة والزاخرة بالمستنقعات، كانت شارلوت الأخت الكبرى تقول عن حياتهم ليس هناك ما يشغلهم الا قراءة الكتب والاعتماد على انفسنا وكيف يركن احدنا الى الآخر والى الدروس التي تملا حياتنا، هكذا كانت حياة الفتيات في هذه الدائرة التي قد تكون صعبة وشاقة لكنها تمخضت عن أقلام قلّ نضيرها من هذه البدايات ظهر ميول الفتيات الثلاثة الى الآدب في حين ظهر ميول الأخ الوحيد برانويل الى الرسم وابدع فيه.
من الماسي التي عاشها الاب باتريك برونتي ذلك الاب المكلوم المولود من عائلة ارلندية سنة 1777 والمتوفي 1861 عاش عمر ناهز الأربعة والثامنون عام لقد عاش موت كل افراد ووراهم التراب واحد اثر الآخر من الآم والابناء الستة وهو اخ العشرة أولاد من عائلة فقيرة من سنن الحياة في الغالب الابناهم الذين يدفنون آباءهم واجدادهم لكن القدر مع باتريك برونتي سار عكس ذلك وما اقاها مومواقف عندما يودع الاب ابناءه الستة بالتعاقب، هذا الاب هو الذي غرس فيهم الأفعال البطولية والشخصيات الأسطورية لقد كانت الفتيات متلازمات وبينهم عرى الاخوة التي لا تنقصهم حتى تمكن بعلهم الموحدة من اصدار مجلة أدبية وصدور منها خمسة عشر عددا وكانت هذه البداية المشجعة لأعمال كبيرة قادمة.
ان منزل آل برونتي تحول الآن الى متحف تكريما لهذه العائلة المبدعة، لقد اتفق كثير من النقاد على ان روايات الاخوات برونتي تسمى (الانتفاضة الأخيرة للرومانسية) الكتابة الرومانسية في الزمن المتأخر، واذا استعرضنا بشكل موجز ما كتبنه الأخت الصغرى (آن) التي عاشت تسعة وعشرون عاما) بين سنتي 1820-1849 كانت شاعرة وروائية الفت اهم عملين (اغنيس غرامي) و (نزيل قاعة ويلدفين) مع قصائد شعرية جميلة، توفيت ولدتها وهي تقارب العامين من العمر في عام 1846 نشرت اول مجموعة من قصائدها الشعرية، وفي عام 1847 نشرت رواية (اغنيس غراي) لقد استحدت هذه الشخصية من حياتها هي لان آن برونتي عملت مربية في بيوت الطبقة الغنية، والرواية تدور حول مربية تعمل مع آسر النبلاء الإنكليز فتظهر من خلال الرواية المعاملة السيئة والمتعالية والطريقة التعسفية وحتى يصل الاعتداء على المربيات، ان هذه الصرخة شكلت تحدي للطبقة الراقية الإنكليزية التي يصل بها الحال انها تعامل الحيوانات بودية اكثر مما تعامل مع بعض البشر.
في عام 1848 أصدرت الرواية الثانية (نزيل قاعة ويلدفين) وتشكل هذه الرواية نقد لاذع العهد الفكتوري الإنكليزي وهي أولى الروايات الجريئة التي تأخذ هكذا منحى مع الدعوات لنصرة المرأة ومن المؤسف انها توفيت بعد عام من كتابة هذه الرواية، آن برونتي نالت شهرة اقل من اختيها شارلوت واميلي ويعود ذلك فرض بعض الحضر على كتاباتها ولم تتعامل معها كثير دور النشر وخاصة بعد ان أصدرت رواية (نزيل قاعة ويلدفين) التي تميزت هذه الرواية بالواقعية والسخرية والتي اختلفت عن كتابه اختيها اختلاف جذري التي اتسمت كتابه الاختين شارلوت واميلي بالرومانسية واصبحتا من كلاسيكيات الادب الإنكليزي اما الأخت الوسطى اميلي برونتي التي عاشت ثلاثون عام بين سنتي 1818-1848 صاحبة الرواية الرائعة (مرتفعات وذيرنتج) التي أقيمت من الاعمال الرومانسية الفريدة من نوعها التي تمثل صراع جيلين المتمثل في منزليهما الفخمين، اما بطل الرواية (هيكثليف) هو المحرك الأول للأحداث وهو الغريب عن العائلة وهو المتبنى الذي يصطحبه الاب في احدى رحلاته، هكذا صبح جزء من عائلة كاترين وكانت بداياته شديد الاندفاع والرغبة في حبه لكاترين لكن بدأت تتحول هذه الرغبة الى حب الانتقام سينمائيا سنة 1939 ومنتصب الاربعينيات القرن العشرين وكذلك أخرجت سنة 2011، وكذلك مثلتها السينما المصرية في ستينيات القرن الماضي وقام بالأدوار الممثلة ماجد مع الممثل الكبير يحيى شاهين واخذ الفيلم اسم (الغريب) ومن الجدير بالذكر ان هذين الممثلين ماجدة ويحيى شاهدين في نفس الأعوام مثلوا رواية (جين اير) للأخت شارلوت برونتي تحت عنوان (هذا الرجل احبه) اما روايتنا (مرتفعات وزيرنج) حافظت على نسبة المبيعات لمدة 150 سنة وككتاب ادبي يدرس في الثانويات المدرسية، لقد وصفت هذه الرواية انها (وحشية الحب) انها توصف حب متوحش يتفجرا شعرا ووصفت الاحاسيس الخام البعيدة عن بهرجت الحضارة وطبيعة المدن ودونت بلغة روحيتها عالية وفيها جسارة ليس لها نظير كتبتها (اميلي برونتي) وهي التي لم تعرف طعم الحب ولم تحب وهي في عمر الثامنة والعشرين عام.
من الملفت للنظر ان الرواية مضى عليها عام ولم يهتم بها احد وبعدها طرق دويها اسماع القراء وانتبه اليها القراء الى هذا العمل الكبير، اما الأخت الكبرى التي اعتبرت بمثابة الآم لأخواتها وهي الأطول عمرا عاشت تسعة وثلاثون عام بين سنتي 1818-1855م وكتبت ارع روايات لكن الأشهر وحتى الأعظم (جين أير) تتكلم عن سفرة فتاة كيف تتقاذف بها الاقدار وهي اليتيمة التي قضت بعض شطر طفولتها في بيت زوجة خالها ووصولا الى المدرسة الداخلية (مدرسة لوود) الى الحياة في قصر ثورزنفيلد حيث عملت مدرسة لابت السيد روتشتر صاحب القصر، لقد جسدت الكاتبة شارلوت برونتي من خلال رحلة جين أير واقع الحياة والظلم الاجتماعي والقيم الأخلاقية وعن الدين والقوانين الاجتماعية ونهاية مطاف جين أير هو الوقوع في حب مع السيد روتشتر صاحب القصر والاملاك وظهور رجل الدين احد اقرباءها الذي طلب الزواج من (جين أير) ولم يتكلل بالنجاح وفي النهاية العودة الى حبيبها روتشتر الذي يتعرض لفقدان البصر آثر الحريق الذي يقع في القصر المنيف، وفي الرواية تفاصيل كثيرة لقد جاءت في الرواية وصف المأساة التي عاشتها (جين أير) ووطئة الظلم الاجتماعي وهي تجربة شارلوت برونتي عندما ذهبي الى الدير والمدرسة الداخلية والمعاناة التي عاشتها كلها سطرتها في الرواية وحوارت في غاية الجمال مثلا بين جين أير وسيد القصر روتشتر عندما يجاطب جين أير ويفصح عن حبه لها، جين انا لا أتكلم عن الجسد الفاني وانما هي روحي التي تخاطب روحك، انني باجين امنحك يدي وقلبي معا، ارجوك جين ابقي الى جانبي واقبلني زوجا فترد عليه لتقول وكيف الحال مع حبيبتك (انغرام) يقول جين انها اله لكن بدون إحساس، هك1ا تلقي مثل هكذا حوارات، من الملاحظ ان الجتمعات الاوربية في التاريخ يودها كثير مثل هذا الحب الرومانسي بين الشباب.
اما الأخ الوحيد الذي عاش بين خمسة اخوات لقد عاش نهاية مأساوية بعد اصبح مدمن السكر والمخدرات بالرغم من انه دأبي في بداية حياته عاى تعلم اليونانية واللاتينة لكن كان ميله للرسم هو الشاغل الأكبر وقد ترك لنا لوحات جميلة رسم فيها اخواته الثلاثة.
هناك نقاط يحب تسليلمها عن هذا العطاء الثر بالرغم من قلته من الأمور التي الهمت الاخوات هي الطبيعة التي احتضنتهم في شمال شرق انكلترة وجاء وصف المرتفعات والسفوح الخضراء والوهاد والجداول المنسابة المسرعة والمستنقعات الضحلة كل هذه الأجواء حفزت قرائح الفتيات وولد ذلك الادب الرائع من رحم هذا المكان الذي ينطق بالجمال، واشعار اميلي الجميلة المسماة (برودة في عروق الأرض) لقد تظافرت الطبيعة والهموم والمأساة والفقر والمرض الذي تعايش مع العائلة مع الجداول الساكنة حينا والمتدفقة والمسرعة غالبا مع الموهبة الطافحة لدى الاخوات ولد هذا الادب الرفيع علما ان الأخت الصغرى (آن برونتي) لم تذهب الى المدرسة والاخت الوسطى (اميلي برونتي) لم تقم الا ثمانية اشهر في المدرسة الداخلية ولهذا تمّ الاعتماد على الاب والمكتبة البيتية وتدريس العمة مع قصص الخيال للخادمة (تابي) هذه القنوات هي فتحت اذهان الاخوات وفتحت لهن آفاق التأليف.
من المحطات التي مرّت بالاخوات ان شارلوت واميلي ارسلهم الاب الى بلجيكا لتعلم اللغة الفرنسية وقد لاقتا سوء المعاملة وصعوبات بسبب التعصب الديني وكون البنات على مذهب (كالفن) في البلجيك كاثوليك ان اهم ما يقال على نتاج الاخوات كان ادبا نظيفا وخالصا لم تظهر في كتاباتهن النزعة الدينية بالرغم من تربيتهم الدينة الشديدة.
ان هذا الآرث الادبي الخالد كان هدية من تلكم الشابات والذي اعطي ذلك الادب دروس في غاية الأهمية من الناحية العاطفية ونقل صورة واقعية عن حال المجتمعات وعاداتهم في ذلك التاريخ وكان مرآة صادقة لذلك العصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا


.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية




.. -صباح العربية- يلتقي نجوم الفيلم السعودي -شباب البومب- في عر


.. فنان يرسم صورة مذيعة -صباح العربية- بالفراولة




.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان