الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتِ // أنت

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2022 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أنتِ //////////// أنتِ
كانت خواطر . كانت رسالة موجهة . لكنها أخطأت العنوان ، لأنها من دون تحجج ولا حجة . كانت خواطر سايرت السرب ، وذهبت مع الموجة الملوثة وليست الصافية . انها مؤامرة مدبرة ساهم وشارك فيها العديد من الجهات ، كل من موقعه ، وكل من مكانه . وقبل ان ترم بالخواطر على عوانها ، كان يجدر طرح الأسئلة المحرجة . لماذا الحصار ؟ لماذا الاقبار ؟ لماذا الدفن حياً ؟
عندما يطرح كاتب نصا ، فليس لأجله ، بل للناس اجمعين ، وليسوا متفرقين متباعدين . فالكتابة فعل ورد فعل . انها شرايين رئتينا . انها متنفسنا . انها القلب النابض ، بها نحيى ونعيش ، والاّ لكانوا قد طمرونا منذ زمان وليس فقط الآن . فعندما تقرأ الناس نحس نحن بالفخر وبالفرحة ، لأننا اوصلنا الفكرة لكل متلقي باحث عن الحقيقة غير الحقيقة .
فالكتابة نعمة لا يعطيها الله لمن كان ، بل يهبها لمن يحبهم ويرضى عليهم ، لأنها سمو وتعالي وفخر ومفخرة . لذا فربط الكتابة بالماضي وبالكاتب من دون ربطها بالواقع السوسيوثقافي ، وبالتناقضات الأساسية والثانوية ، فيه حكم ظالم ، وفهم ونظرة غير متبصرة . لقد فهمت الخواطر ، وعرفت وجهة الرسالة . لكن الحكم لم يكن بالدليل ، بل سار سير الاشاعة الرائجة ، ونحن في عالمنا خاصة في دولنا المتخلفة حيث التخلف سطا على العقول ، تبقى الاشاعة اخطر سلاح يواجه به البوليس السياسي الشخص ، و يتكلف طابوره المبتوت في مختلف الأماكن اكمال المهمة الأساسية التي هي القتل . قتل الشخص ثقافيا وسياسيا حتى تتم المحاصرة الشاملة .
للبوليس السياسي خاصة في الدول المتخلفة البوليسية ، عدة تكتيكات للإجهاز على الناس ، واقبارهم ، ودفنهم احياء ، سواء كانوا مزعجين ، او كانوا معارضين ، وحتى لو لم يكونوا مزعجين ولا معارضين ، فيعتدي عليهم لخلق معارضة من لا شيء . أي صناعة مجال للاشتغال .. فقد يعتدي البوليس السياسي على شخص فقط بسبب الحسد ، بسبب ما ينشره ، ويدونه ، ويكتبه ، حتى ولو كانت كتابات ثقافية عادية ولا علاقة بها بالسياسة . لان الجهاز البوليسي غرضه الدفن والاقبار لكل كتابة او خط متميزة وجميلة ..
لذا فمقاومة هذا الاعتداء البوليسي ، يبقى اخطر سلاح يهدد مراكز النفوذ المختلفة ، ويطيح كراسي حكم وعروش .. هو الريشة والدواة / المداد والقلم الجريء .. فمنذ متى كان للكتاب و المثقفين من مكانة متميزة في الدول المتخلفة .. ابدا الحكم يكرههم ..
اذن من التكتيكات التي يستعملها البوليس السياسي في ردم واقبار الكتاب والمثقفين ، هناك عدة تكتيكات تختلف باختلاف الشخص الذي يكون في فوهة البوليس السياسي .
ان اول التكتيكات ، هي التشنيع والاشاعة لقتل الشخص سياسيا وثقافيا . وعندما تنجح هذه المهمة الخسيسة التي يساهم فيها طابور البوليس الذي يرقص عبر وسائل الاعلام ، ووسط الأحزاب والتنظيمات ، ينتقل الى المرحلة الثانية في حربه ضد الشخص ، وهي مرحلة العزل في الساحة الثقافية والسياسية ، للانتقال الى المرحلة الثالثة التي هي الاستفراد بالشخص بعد ان ينجحوا في قص جناحيه ، وحرمانه من اية تغطية سياسية او ثقافية ، داخل المجمعات التي تتراقص على انغام سمفونية البوليس ..
الاستفراد بالشخص ، يعطي للبوليس سلطات وامكانيات أوسع في التحرك وفي المعالجة . وقد يكون الهدف عند الاستفراد دفع الشخص الى الانتحار ، وقد يكون الهدف التسبب في ارساله الى مستشفيات الامراض العقلية ، وقد يكون الهدف تعكير صفو عيشه بحيث لا يرتاح له بال طالما هو يواصل النشر والكتابة ، وقد يكون الهدف دفع مجرم للدخول معه في معركة تنتهي بقتله ، ويقال ان المجرم القاتل مريض نفسيا وعقليا ، وقد يكون الهدف توريط الشخص في ملف بوليسي مزور لإرساله الى السجن سنوات للراحة من كتاباته ، وقد يكون الهدف وببرمجة مخدومة ، الاغتيال بطرق شتى ومتنوعة كحادثة سير ، او تسميم ، او اغتيال بالرمي من قطار كما حصل لعبد العزيز النعماني بين باريس و Valence .. وقد وقد . المهم هو اقبار ودفن الشخص .
لقد تعرضت لكل هذه المؤامرات الخبيثة ، انتهت بأربع محاولات اغتيال في فترات متعاقبة .. محاولتين في عهد الحسن الثاني على يد المجرم غير المأسوف عن ذهابه العامل عبدالسلام الزيادي الذي سلط الله عليه مرض L’emphysème ، والمحاولة الثانية كانت على يد المجرم الأمي مدير مديرية مراقبة التراب الوطني ، الذي اصبح عاملا مديرا لمديرية الشؤون العامة بوزارة الداخلية . فعندما اتخذ قرار قتلي او ارسالي الى مستشفيات الامراض العقلية ، والقرار اتخذه عبدالعزيز علابوش ، وبموافقة الوالي مدير ديوان ادريس البصري حسين بنحربيط ، وادريس البصري ، توفي الحسن الثاني ، وانقلب كل شيء رأسا على عقب ..
لذا فالذهاب مع القطيع في تلويك اشاعات ، مجرد اشاعات ، والمساهمة في الردم والدفن والاقبار ، ويقف البوليس السياسي من وراءها ، وطابوره الخامس ، هو حكم لا يرتكز على حجج ولا على اذلة ثابتة ومقنعة .. ويكون الشك من اجل معالجة ظاهرة او قضية ، لا يفي بالغرض المقصود ، بقدر ما يخدم مخططات البوليس السياسي الخبيثة . واسألي لماذا الحصار إعلاميا ، وثقافيا ، وسياسيا ... ولماذا المؤامرة المفضوحة ، وهي مفضوحة فشلت في تركيعي ، وفشلت في النيل مع كبريائي ، ومن معنويتي .. بل ان بتضاعف المؤامرة البوليسية أزداد قوة ومناعة وصلابة ، واثبت نجاحي وانتصاري عليهم في هذه الحرب وليس المعركة الغير متكافئة . فهم يستعملون ويوظفون أجهزة الدولة في اعتداءاتهم الظالمة ، وأنا استعمل سلاحي الخطير الذي هو الريشة والمداد / الدواة ، والقلم السيال .. ولأحيط علمك انني بدأت الكتابة السياسية وانا اطارا بوزارة الداخلية في سنة 1994 . وكنت اول من كشف إعلاميا ، ومن داخل الوطن المعتقلات السرية ك PF1 ، و PF2 ، و PF3 ، ونشر أسماء معتقلي السجن الرهيب تزمامارت ... فان تكون تشتغل كاطار بوزارة الداخلية ، وتتجرأ وتملك الشجاعة في نشر هذا المعتقلات السرية ، وتنشر أسماء مختطفي تزمامارت يجب ان تكون سعيد الوجاني .. ويمكن استفسار اطر مرت بالوزارة لتحكي عن الصراع المرير الذي كنت اخوضه ضد المجرم عبدالعزيز علابوش ، والوالي مدير ديوان وزير الداخلية ادريس البصري المدعو حسين بنحربيط ، والمجرم عبدالسلام الزيادي .. لخ . كما يمكن استفسار تلك الأطر التي لا تزال على قيد الحياة ، كيف كنت امرغ انف المدعو الشرقي ضريس في ممرات الوزارة ، وامام حفيظ بنهاشم الذي كان عاملا مكلفا بالكتابة الخاصة .. ان من بين هذه الأطر الشاهدة على هذه الحرب نذكر عامل طاطا عبدالكبير طاحون ، عامل إقليم بنسليمان احمد المجاهدي ، الكاتب العام للعمالة احمد اليزال ، والكاتب العام للعمالة مدير الحي الجامعي السويسي 2 علال ارميش ... الخ ..
وقد استمرت في الكتابة والنشر منذ سنة 1994 ، وانا كنت اطارا بالوزارة الى الآن ، ولم اتوقف لحظة ، لان الكتابة أصبحت بالنسبة لي بمثابة الروح التي اجد فيها ذاتي .
فقبل الهرولة وراء القطيع الذي تمكنت منه الخطط البوليسية الخسيسة والمصنوعة ، يتعين الحذر والتزام الحيطة والاستقصاء بعد اصدار الاحكام الغير مبنية على أساس . ان التحري ، يبقى المعيار الوحيد لطمس الاشاعة والتشنيع ، لان السؤال الذي يجب طرحه اليوم : لماذا البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي القروسطوي يعتديان عليّ ؟ فاذا ظهر السبب بطل العجب ..
يريدون دفن واقبار الأقلام والاصوات الحرة . وهذا لن يتأتى لهم ، ولن يكون ابدا . لان الحياة صراع وكفاح بين الحق والباطل ، وبين الخير والشر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر