الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتخيل فقط

صوت الانتفاضة

2022 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


خفت لهيب الحماس الذي اثاره التيار الصدري بدخوله للبرلمان، وبدأت مرحلة قول الحقيقة: ما الذي جرى؟ انها فقط تغيير في المعادلة. كيف ذلك؟ اخطأوا في انسحابهم من البرلمان. وماذا فعلوا؟ اقتحموا البرلمان واعتصموا به. وبعد ذلك ما الذي جرى؟ قالوا اننا نطالب بالتغيير "شلع قلع"، لقد خٌدع وضٌلل الكثيرين، فقد انساقوا خلف تلك الأوهام والاحلام. لكن كيف ستتغير المعادلة؟ سيكون لهذا التيار القول الفصل في هذه العملية السياسية، وتبدأ مرحلة جديدة. وهل ستقبل القوى الأخرى بهذه المعادلة؟ وهل لديهم خيار آخر، وهم ينظرون الى الأمم المتحدة "بلاسخارت" والقوى السياسية الأخرى اتخذوا "الحنانة" قبلة لهم، ولا نعلم قد يكون الرعاة الاخرين أيضا اتفقوا على ذلك. التيار الصدري اليوم في اوج قوته، جماهيريا وعسكريا، لهذا فهو يملي كل شروطه على بقية القوى، وهي سترضخ له عاجلا او اجلا. لكن هل سيقدمون له خصمه التقليدي "المالكي"؟ الاضاحي والقرابين تقدم دائما لتهدئة ثورة الالهة او ترضية لها، فلا بأس في تقديم "المالكي، مجلس القضاء، البرلمان، المفوضية، قانون الانتخابات، تقليم الحشد" وهو ما يطالب بهن، لتهدئة الأوضاع، وإنقاذ العملية السياسية المأزومة.

لكن كيف ستكون الحياة إذا ما تحقق ما يريدون؟ لنتخيل فقط استلام التيار الصدري للحكم، بالقطع هو لا يختلف عن أي فصيل آخر في العملية السياسية، هذا لا خلاف عليه، الا انه سيكون مسنود بقوة جماهيرية مسلحة، ما يمنع حتى من انتقاده، أي ستكون مرحلة بوليسية بامتياز.

التيار الصدري قوة دينية خالصة، هو من أسس لجان "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" بعد احداث 2003، والتي حرقت دور السينما ومحلات بيع المشروبات الكحولية وصالونات الحلاقة النسائية، وفرض الحجاب، ووزع "الجوارب" على النساء في الأسواق، واقام "الحد" على شاربي الخمور، وفرض تقييدات على الحلاقين، وهو فارس فرسان الحرب الاهلية 2005-2006، وهو من له اكبر ميليشيا مسلحة في البلد، انه اكثر قوة فرضت الاسلمة على المجتمع، وهو القوة الوحيدة الموكل بها قمع الحركات الاحتجاجية، فهو الممثل الرئيس ل "قوى الثورة المضادة"، والتجارب كثيرة، ليس اخرها انتفاضة أكتوبر-تشرين 2019، وما فعله هذا التيار بالمنتفضين.

ترى ماذا سيكون الوضع عليه؟ الكثيرون ومنذ تجربة 2015 وهم يعتقدون ان هذا التيار هو من سيغير الواقع! واعتقدوا أيضا انه من سيصنع "مدنية" الدولة! بل ذهب بالبعض الى ان التيار الصدري هو من سيحقق شعار: "وطن حٌر وشعب سعيد"، وبالحقيقة لا تعرف كيف لقوة دينية رجعية ظلامية، ومن داخل العملية السياسية القبيحة هي من ستغير الأوضاع؟ تريد ان تعرف فقط ما هي الاليات التفكيرية التي تصنع مثل هذه الأوهام
.
تخيل ان هناك قوة دينية متطرفة، مسنودة بقوة جماهيرية واسعة وامم متحدة ودول إقليمية ودولية ستحكم البلد، كيف سيكون الوضع؟
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا