الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من باع كرامته فقد شرفه

عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)

2022 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


معالجة الفساد في الأنظمة الدكتاتورية والاستعمارية مسرحية هزلية؛ وتستخدم لغايات براغماتية للتخلص من الإتباع الذين انتهت مدة صلاحيتهم وجلب اتباع بدلهم غاية في التزلف والتملق.
الأنظمة الاستعمارية والديكتاتوريات لها قدرة خارقة على قلب الحقائق، اثناء الاستعمار الفرنسي ، وبعد الحرب العالمية الثانية ، سمح للجزائريين للترشح للانتخابات البرلمانية الفرنسية حسب ما ينص عليه دستور الجزائر 20/9/ 1947 ، وبطبيعة الحال لن يرضى الاستعمار الفوز في هذه الانتخابات للمواطنين الجزائريين الاحرار الذين سيدافعون عن مصالح الشعب الجزائري ويفضحون السياسة الاستعمارية .وانما يبحث عن متملقين ومتزلفين له ، ولكن كيف يحصل عليهم بطرق قانونية لا غبار عليها ، ويجعل الجزائريين ينتخبون عليهم بإرادتهم ،
سأحكي لكم قصة حدثت فعلا، صنعها الاستعمار واخرجها بدقة متناهية، القصة حدثت في قسنطينة في انتخابات المجلس الوطني الفرنسي التي جرت في افريل 1948، طلب الاستعمار من دكتور" ....." يكرهه كل القسنطينين ان يترشح للانتخابات ويضمن له النجاح، رد عليهم الدكتور ومن ينتخب علي؟
رد عليه مسؤولو الاستعمار: انت ترشح وعلينا فوزك
وها هي الخطة:
تقوم بحملتك الانتخابية في ساحة ـ لابريش ـ العامة، أكيد لن يحضر احد من الجزائريين لسماع برنامجك، انت ابدأ في سب الاستعمار والإدارة الفرنسية بمكبر الصوت، سينتبه لك المارة ويتوقفون عن سيرهم، ثم يأتيك شرطي فرنسي ويأمرك بالتوقف فورا ..أنت توجه الى ذلك الشرطي واصفعه صفعة تدير له وجهه واشتمه أمام الجميع ،
فعل المترشح ما طلب منه سادته، وفي رمشة عين امتلأت ساحة ـ لا بريش ـ وصفقوا وهللوا للدكتور وكان من الفائزين في الانتخابات
واليكم القصة الثانية :
أثناء وجود الاستعمار البريطاني في الهند، حدث أن ضابطا بريطانيا صفع مواطنا هنديا على وجهه، فكانت ردة فعل المواطن الهندي أن صفع الضابط بكل ما يملك من قوة وأسقطه أرضا.
ومن هول الصدمة المذلة انسحب الضابط من المكان وهو يستغرب كيف تجرأ مواطن هندي على صفع ضابط في جيش امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، واتجه إلى مركز قيادته ليحدثهم بما حصل، ويطلب المساعدة لمعاقبة هذا المواطن الذي ارتكب جرما لا يغتفر.
لكن القائد الكبير هدأ من روعه، وأخذه إلى مكتبه، وفتح خزينة ممتلئة بالنقود وقال للضابط: خذ من الخزينة خمسون ألف روبية، واذهب إلى المواطن الهندي واعتذر منه على ما بدر منك، وأعطه هذه النقود مقابل صفعك له.
جن جنون الضابط وقال مستنكراً: انا من له الحق في صفعه وإذلاله، لقد صفعني وهو لا يملك الحق، هذه إهانة لي، ولك، ولجيش صاحبة الجلالة، بل أهانه لصاحبة الجلالة نفسها.
قال الضابط الكبير للضابط الصغير: اعتبر هذا أمراً عسكرياً عليك تنفيذه دون نقاش، امتثل الضابط لأوامر قائده، وأخذ المبلغ وذهب إلى المواطن الهندي وعندما عثر عليه قال له:
- ارجو أن تقبل اعتذاري، لقد صفعتك ورددت لي الصفعة، وأصبحنا متساويين، وهذه خمسون الف روبيه هدية مع اعتذاري لك.
قبل المواطن الهندي الاعتذار والهدية ونسي انه صُفع على تراب وطنه من مستعمر يحتل أرضه.
كانت الخمسون ألف روبيه في تلك الفترة تعتبر ثروة طائلة، اشترى المواطن الهندي بجزء من المبلغ منزلا، وجزء احتفظ به، وجزء اشترى به "ركشة"، (الركشة وسيلة نقل أجره بثلاث عجل يستخدمها الهنود في تنقلاتهم)، واستثمر جزء في التجارة، وفي وسائل النقل، وتحسنت ظروفه، واصبح مع مرور الوقت من رجال الأعمال، ونسي الصفعة، لكن الإنجليز لم ينسوا صفعة الهندي للضابط.
وبعد فتره من الزمن استدعى القائد الانجليزي الضابط الذي صُفع وقال له:
- أتذكر المواطن الهندي الذي صفعك ؟؟.
قال الضابط: كيف أنسى ؟؟!!.
قال القائد : حان الوقت لتذهب وتبحث عنه وبدون مقدمات اصفعه أمام أكبر حشد من الناس.
قال الضابط : لقد رد الصفعة وهو لا يملك شيئا، أما اليوم وقد اصبح من رجال الأعمال وله أنصار وحراس، فهو لن يصفعني فقط بل سيقتلني.
قال القائد لن يقتلك، اذهب ونفذ الأمر بدون نقاش.
امتثل الضابط لأوامر قائده وذهب إلى حيث الهندي، كان حوله أنصاره وخدمه وحراسه وجمع من الناس، فرفع يده وبكل ما يملك من قوة صفع المواطن الهندي على وجهه حتى أسقطه أرضا.
لم تبدر من الهندي أي ردة فعل، حتى أنه لم يجرؤ على رفع نظره في وجه الضابط الانجليزي.
اندهش الضابط وعاد مسرعا إلى قائده.
قال القائد للضابط: إني ارى على وجهك علامات الدهشة والاستغراب ؟؟.
قال: نعم في المرة الأولى رد الصفعة بأقوى منها، وهو فقير، ووحيد، واليوم وهو يملك من القوة ما لا يملك غيره لم يجرؤ على قول كلمه فكيف هذا؟
قال القائد الانجليزي: في المرة الأولى كان لا يملك إلا كرامته ويراها أغلى ما يملك فدافع عنها
أما في المرة الثانية وبعد ان باع كرامته بخمسين ألف روبية فهو لن يدافع عنها فلديه ما هو أهم منها.
نسخه منه /
الى المتملقين اللذين باعوا ضمائرهم. من اجل لقمة علف أو منصب مسؤولية لا يسمن ولا يغني من جوع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير