الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للقطاع صواريخ تنزل الموت والدمار .. وللضفة تهويد الأرض.. منطق عربدة القوة

سعيد مضيه

2022 / 8 / 9
القضية الفلسطينية


كما عودتنا إسرائيل هطل الموت والدمار كالمطر من الغيوم السود غطت سماء القطاع ، والجماهير بالضفة يعتصرها الألم تعبر عن عجزها بعبارات تناقلتها وسائل الاتصال الجماهيري مثل " غزة رمز العزة "، او "حسبي الله ونعم الوكيل " . في أقطار عربية وغير عربية تجسدت مشاعر الجماهير في مظاهرات تندد بفاشية الاحتلال. مظاهرات انتظمت على شكل مسيرات او وقفات امام السفارات، وفي الساحات العامة، تحمل شعارات تدين القتل الهمجي او تشيد بصمود الجماهير بوجه فاشية الموت والتدمير.
اما بالضفة ، حيث المشاعر أشد جيشانا فلم تتجسد في المظاهرات الحاشدة، إنما في مظاهر العجز المقهور. عجز سجل على الفصائل الفلسطينية كافة ابتعادها عن الجماهير وعزوفها عن إشراكها في المجهود الوطني. جميع الفصائل بدون استثناء نسيت وسائل واساليب التفاعل مع الجماهير. الفصائل المسلحة ظنت خطأ ان تربية الكوادر المسلحة فرض كفاية، بينما تنظيمات اخرى اقتصرت على إصدار بيانات إثبات وجود، بيانات لم توجه للجماهير! الخطيئة الفاحشة في ظروف الاحتلال الاقتلاعي تجاهل أن الكفاح المسلح يتغذى ويستدام بالحراك الجماهيري المندفع بالوعي والتنظيم ، وعي القضية وأساليب التصدي وضروراته . أعلن قادة المنظمات الفلسطينية قبل زمن ضرورة تنشيط المقاومة الشعبية السلمية ، عزفت قيادة السلطة بالضفة عن تنفيذ القرار؛ وصمتت بقية المنظمات. غفلت عن حقيقة ان الجماهير الشعبية تختزن طاقات كفاحية لا تتجسد إلا مع الحراك الشعبي، ومن خلاله تتم التربية السياسية والفكرية . طاقات كفاحية تتضاعف بالنشاط المشترك، وبالثقافة الوطنية. كيف تتحمل الجماهير باعتزاز تبعات الاشتباك المسلح مع قوة همجية تمارس القتل والتدمير العشوائيين ؟ هل بدون ثقافة إنسانية تنطوي على المعرفة والقيم الإنسانية تتصدى الجماهير للحصار ولعدوان تكون النجاة منه محض صدفة؟ التربية السياسية والفكرية للجماهير هي الفريضة الغائبة في الواقع الفلسطيني. الثقافة لا تقتصر على النخب ، إنما هي الغذاء الروحي للمقاومة الشعبية المتعاظمة باضطراد، والمصد الحقيقي لتطاولات العدوان الغاشم.
لماذا دورات العدوان الهعمجي على غزة؟!
في العام 2001، وقد أعلن بوش الابن إثر تفجيرات أيلول الحرب على الإرهاب، أعلن شارون ان إسرائيل ضحية الإرهاب الفلسطيني ، وان لديه ابن لادن يدعم الإرهاب. استمرت الميديا الأميركية طوال العام 2001 تنشر أخبار التفجيرات الانتحارية بين المدنيين اليهود ، في ما سمي الانتفاضة الثانية؛ وامسكت عن نقل عمليات جيش الاحتلال في المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية. في تلك الفترة تولد الانطباع في عالم الغرب ان المشكلة في الشرق الوسط هي امن إسرائيل !! انتهت العمليات بالضفة وغزة مع تفجيرات نيويورك (11 أيلول 2001) باستباحة جيش الاحتلال أراضي الضفة. أصدر بوش الإبن بيانا اعتبر الرئيس الفلسطيني عرفات المشكلة وليس الحل , بدأت تتهيأ الأسباب لتصفيته. في العام 2005 وقف مندوبو الجمعية العمومية إجلالا ل " رجل السلام"، شارون، إذ أعلن " إخلاء غزة". حاولت حماس، وقد أشاعت الدعاية بأنها حررت غزة من جيش الاحتلال، تصعيد المواجهة المسلحة مع إسرائيل؛ غير أنها أدركت تركيز الاحتلال على تهويد القدس والضفة وأن تصعيد الصدام المسلح يغطي على مشروع التهويد، فعملت على التهدئة. لكن إسرائيل لم تسمح بالتهدئة، ولن تسمح بتركيز جهود المقاومة على منع تهويد الضفة ومنها القدس.
كتب إيلان بابه في مؤلفه الأخير " أكبرسجن في العالم " أن خطة احتلال الضفة الغربية وضعت عام 1963؛ حينئذ شكلت لجنة لوضع المخططات السياسية والاقتصادية والإدارية للأرض المحتلة ، ووضعت المخططات موضع التطبيق خلال الشهر الأول من الاحتلال. وأهم المخططات تكبيل شعب فلسطين بنظام أبارتهايد شكل أكبرسحن في العالم؛ وحرمانه عمليا من حق تقرير المصير الوطني. من المعروف أيضا أن متتياهو بيلد ، الجنرال في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، والذي ضغط بقوة من اجل تنفيذ عدوان حزيران 1967، طرح اقتراحا بأن نسلف الشعب الفلسطيني معروفا ونسلمه المناطق المحتلة يديرها ولتنشأ علاقة سلم حقيقية ؛ ورفض اقتراحه . خرج من دائرة القيادة واستقال من الجيش؛ اتهم القيادة الإسرائيلية بأنها تطمع بالأرض وترفض السلام؛ وانضم الى معسكر السلام الإسرائيلي مع الراحل أوري أفنيري، ودخل معه الكنيست ممثلين لمعسكر السلام؛ كما عمل في الميدان الأكاديمي ، وتوفي عام 1995.
الضجة التي احدثها بيلد حول قضية السلام في المنطقة لم تصل مسامع القيادة الفلسطينية ، فبقيت تعلل النفس بآمال السلام عن طريق المفاوضات ؛ مُد لها الحبل في هذا الاتجاه، وباتت حملة الاستيطان الواسعة مغطاة بساتر "عملية سلام" . فعلاقة العدوان المضطرد اقترنت أحايين كثيرة بالخدع وبمصائد المغفلين.امعنت إسرائيل في تهويد الأراضي الفلسطينية وضمها جزءًا من الدولة . إسرائيل تنفذ بصمت صفقة القرن ويرتفع الزعم بيننا اننا أفشلنا خطة ترمب . تطلق إسرائيل العنان لآلة القتل والتدمير في قطاع غزة ويزعم بايدن انها بذلك إنما تدافع عن نفسها ؛ نفس منطق الإدارات السابقة! ولا تكف القيادة الفلسطينية عن التعلق بحل تتعهده الامبريالية الأمريكية!
الحزب الديمقراطي امتنع عن إعادة النظر في إجراءات ترامب المتحيزة لإٍسرائيل؛ مثلا يرفض بايدن نقل السفارة من القدس العربية، ويرفض إعادة القنصلية الأميركية الى القدس الشرقية، ويحجم عن الضغط على إسرائيل لوقف توسيع الاستيطان بالضفة. تقبل إدارة بايدن الادعاء الإسرائيلي بأن من حقها فرض قوانينها على المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة. حرص الاحتلال، مدعوما بالنفوذ الدولي للولايات المتحدة، على تذكير أهالي القطاع أنهم تحت الاحتلال ، وانهم لن ينعموا بالحرية وبحق تقرير المصير والتفرغ للتنمية إلا ضمن حل يضمن لإسرائيل تهويد الضفة وإلحاقها بدولة إسرائيل. حينئذ يمكن ا ن تكون غزة كما تشاء وتوسع مجالها لتكون دولة فلسطين ضمن نظام شرق اوسطي يضمن السيطرة لإسرائيل وكيلة للامبراطورية الامبريالية. فمصير شطري فلسطين المحتلة متشابك ومعلق بنجاح المخطط الاقتلاعي للاحتلال أو بنجاح المقاومة الوطنية الفلسطينية في ردع الاحتلال وانتزاع الحق في تقرير المصير الوطني.
أدارت إسرائيل الأوضاع فوق الأرض الفلسطينية بما يوافق غاياتها وهدفها الاستراتيجي. ربما واجهتها عقبات من المقاومة الشعبية استطاعت تذليها او إضعافها . أدركت الدوائر الغربية والحركة الصهيونية العلاقة التناحرية بين تيار الإسلام السياسي وبين الفصائل المنحازة للعلمانية في منظمة التحرير؛ تجاسرت الإدارة المدنية للاحتلال في القطاع على السماح بتنشيط جماعة الإخوان المسلمين. أقامت الحركة جمعيتها الخيرية وباموال النفط شيدت الجوامع والمدارس والجامعة؛ خرجت من عزلتها ، إذ تخلفت عن مقاومة الاحتلال؛ أخذ يتعزز نفوذها في أوساط الجماهير، خاصة بالقطاع .وفي تلك الأثناء أعدت عدة قتال الاحتلال. وسبب آخر لسكوت الاحتلال عن التطور السياسي لحركة حماس أن برنامجها الداعي صراحة للقضاء على إسرائيل وتوجهها العسكري يسهلان على إسرائيل اتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب . وجهت إسرائيل تهمة الإرهاب للمقاومة الفلسطينية قبل سنوات عديدة من إعلان الحرب على الإرهاب عام 2001. هكذا تشكلت حركة حماس واشتد عودها ودخلت في صدام مسلح مع الاحتلال بالضفة والقطاع، أسفر عام 2005 عن استباحة الضفة الغربية وإعادة تموضع قوات الاحتلال خارج غزة لإطباق الحصار حولها . تعمد شارون عدم إبرام اتفاق مع أي طرف فلسطيني؛ ولم يترك القطاع وشانه.
منذ عدوان حزيران والمشروع الصهيوني يتقدم باضطراد نحو هدفه الاستراتيجي ؛ بينما الحالة الفلسطينية في السجن الكبير مكبلة ومجمدة بمشيئة إسرائيل، معطلة الإرادة. تتذرع السلطة في رام الله بقرارات المنظمة الدولية ؛ وتزعم فصائل غزة انها تقيم علاقة ردع مع إسرائيل!! لم تتراخ قبضة الاحتلال ، ولا توقفت عمليات نهب الأرض وتوسيع الاستيطان. إسرائيل تشن بغير مساءلة او حساب مسلسل حملات عدوانية ضد القطاع ؛ والقدس الشرقية وحرمها الأقصى تنتهك وبقية الضفة تحاصر تجمعاتها السكنية في جيوب مفتتة معزولة. تستند في كل ذلك الى دعم القوة العظمى المتفردة في العالم.
ناقش باتريك لورنس ، الكاتب الأميركي والمحلل السياسي والمحاضر في العلاقات الدولية، نظام القرن الحادي والعشرين ، الآخذ بالتجسد، والذي تتجاهله الميديا الأميركية " جمهورها ان يغمر رأسه بالرمال ولا يرى الوقائع المتبلورة على المسرح الدولي، فقط يرى هيمنة الولايات المتحدة" حسب الدكتور لورنس. ويخلص لورنس الى أن "النظام الدولي الجديد الذي ينتظره العديدون منا ،ان أسواق الغرب ، التي كانت لزمن مديد قوة الغرب على إكراه الآخرين، سوف لن تظل السوق الوحيدة . احب التعبير الشعري للعدالة : بمقدورك ان تبطئ سيرنا ، لكن ليس بمقدورك ان توقفنا". العالم يتغير ، وترفض الامبريالية الأميركية أو اتباعها رؤية التغير المحتوم.
تتصور إسرائيل ، ضمن نظام الهيمنة الأميركية المتصدع حاليا ، مقدمة لانهياره التام ، إخراج نظام مارشال للشرق الأوسط ، على غرار النظام الذي ربط غرب اوروبا بالولايات المتحدة، يدمج فلسطين ضمن " نظام رفاه اقتصادي" مع بقية الدول العربية المطبعة مع إسرائيل ودول الغرب الامبريالية. يحافظ النظام المقترح على جميع ما نهبته إسرائيل من أراض فلسطينية، ويبقي على المستوطنات القائمة قلاعا حصينة تفصل بين التجمعات الفلسطينية، جيوبا متناثرة وسط المستعمرات الإسرائيلية. بكلمة مشروع الحل الدائم المقترح يهرّب موضوع الدولة الفلسطينية ذات السيادة وقضية القدس ؛ خطة لا تتجاوز مقترح نتنياهو حول " السلام الاقتصادي " والمطبق حاليا تاركا أمور الكهرباء والمياه والعمل والتنقل والغذاء في القبضة الإسرائيلية ترخي وقتما تشاء وتشد وتعصر حسب الإرادة والغاية.
العدوان الأخير على غزة هو إجراء روتيني تلجأ اليه إسرائيل للتنفيس عن توترات الداخل وعن الاحقاد العنصرية ، ومن أجل إلحاق الأذى بأهالي القطاع ومقدراته، ولكي يبقي أهالي القطاع رهينة ترتيبات الامبراطورية الامبريالية في الشرق الأوسط . موجات العدوان أو مسلسله الدرامي لن تنتهي ، ولا تحتاج إلى مبرر وإن كانت المبررات جاهزة؛ لكن هناك أخطاء تقدير لدى الفصائل في القطاع وبالضفة.
على سبيل المثال لم يعرف عن الفصائل الفلسطينية كافة انها مارست النقد والمراجعة النقدية ، لتتكرر الأخطاء القاتلة . كم مرة تنجح إسرائيل في استدراج اطراف فلسطينية الى صدام مسلح غير متكافئ تكون قد أعدت له ؟ ولا يتوقف التلهف للدخول مع إسرائيل في الصدام الغير متكافئ!
ومثال آخر: شهوة سفد الدم الفلسطيني ماثلة في تاريخ الصهيونية، ومن الخطأ تجربة الكواسر الهائجة . فلماذا تفرض شروط ترفضها إسرائيل ، فقط من اجل ان تفرض صداما مسلحا تكون المتفوقة فيه ؟! كيف تأتى لإلإخواننا في الجهاد الإسلامي أن الاحتلال المدجج بالقوة وبالعربدة تتراجع عن اعتقال عنصر ؟! هل ترددت في اغتيال قادة فصائليين؟ الم تتم تصفية ياسر عرفات بخديعة صهيونية، ومن قبله أبو علي مصطفى ؟ الم يعتقل عشرات القادة الفصائليين وما زالوا يرزحون بالسجون؟ فلماذا يفتح باب عدوان إسرائيلي على مصراعيه بإطلاق وعيد العودة الى الصدام المسلح إن لم يفرج عن السعدي؟! هل سئمت إسرائيل العدوان المسلح كي ترتدع من وعيد القائد الجهادي؟
ومثال ثالث: كان قائد الجهاد الإسلامي في طهران أثناء اعتقال باسم السعدي في جنين ، لم يستلهم من مضيفيه حكمتهم حين قالوا ، إثر أغتيال كبير خبراء الذرة في إيران " نحن أذكى من أن يستدرجنا العدو الى صدام يحدد زمانه وملابساته"! المنظمات الفلسطينية تتمسك بمفهوم " الانتقام" وكانه نص مقدس؛ وتورطت مرارا في مصائد إسرائيل من خلال تعمد الانتقام العاجل؛ أما في الحقيقة لم يتم الانتقام لشهيد واحد ولا لشلالات الدم الفلسطيني المهدور على أيدي الصهاينة، ورغم ذلك يزعمون لأنفسهم دور الضحية! الانتقام الحقيقي للشعب الفلسطيني لا يتحقق بدون التحرر التام وإقامة الدولة المستقلة، أي بدون إلحاق الهزيمة بالصهيونية كحركة إمبريالية عدوانية وعنصرية. كم من الضحايا الفلسطينيين معلقين في رقبة الصهيونية؟!
ومثال رابع : ليست إسرائيل جاهلة بالقانون الدولي حول سلامة المدنيين في اوقات الحروب ؛ لكنها تشتط في إهدار الحياة البشرية بلا تحفظ. شارون لم يصدم بدماء آلاف الضحايا أشرف على إبادتهم في صبرا وشاتيلا خريف 1982، فعجل عام 2001 يستدرج الفصائل الى صدام مسلح ، كي يتعامل مع المدنيين ومع الحركة الوطنية بالضفة والقطاع بصواريخ الأباتشي وإف 15 ترسل حممها من الجو على احياء بلا ملاجئ؛ بل إن شمعون بيريز وجه الطائرات بعناقيد الغضب على قانا تهلك العشرات من الأطفال والنساء . وحين أقدم سكرتير المنظمة الدولية، بطرس بطرس غالي، على إعلان فحوى التحقيق الدولي بالمجزرة عاقبته الإدارة الأميركية بمنع تجديد انتخابه للمنصب !!
قبل عقود كتب أبراهام بورغ ، رئيس الكنيست والوكالة اليهودية سابقا، انهم في إسرائيل يعاملون الفلسطينيين مثل كيس مصارعة ينفسون فيه توتراتهم وإحباطاتهم اوغضبهم وأحقادهم العنصرية . بشعور التفوق العرقي والكراهية العنصرية تتالت الضربات العدوانية الإسرائيلية ضد غزة ويرتفع التضامن معها صراخا يعبر عن العجز "ما باليد حيلة". لم تفكر الفصائل ولا السلطتان في غزة ورام الله كيف يتوحد النضال عمليا بين شطري فلسطين المحتلة، وكيف تتوز أدوار المقاومة بين غزة والقطاع.
تاريخ العلاقة الصهيونية – الفلسطينية عدوان متواصل ودموي؛ أملته طبيعة المشروع الصهيوني بفلسطين. "لا بد من طرد الفلسطينيين من ديارهم وبأسلوب غاية في التوحش" ، كتب بن غوريون في مذكراته ، وهو يتامل طبيعة الدولة الليبرالية على النمط الأوروبي التي ستقام على أرض فلسطين . نبهت المخابرات الأميركية والبريطانية ان الصهاينة سوف لن يلتزموا بقرار التقسيم وسيتخذونه تكئة لاحتلال كل ما تصل اليه ميليشياتهم المسلحة والمدربة على فنون القتال. كانت البداية في شهر نوفمبر 1947، أي بعد أقل من شهر على صدور قرار التقسيم، حين تسللت وحدة عسكرية بقيادة يغئال الون في التاسعة مساءً الى قرية الخصاص الاستراتيجية وأخذت تنسف البيوت على رؤوس النيام . شهد الجريمة مراسل نيويورك تايمز واجرى الاتصالات ، مما اضطر بن غوريون للاعتذار عن "الخطأ"، لكن تدمير قرية الخصاص أدرج في نيسان 1948ضمن العمليات الناجحة. دشن بن غوريون بذلك طبيعة العلاقة مع الشعب الفلسطيني، بصفته صاحب البلاد الشرعي. وبعد تاسيس دولة إسرائيل رفض إبرام تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة ؛ فذلك قد يعيقه عن تحريك العساكر وقت الضرورة.
الجانب العربي يختزل الإجرام الصهيوني ب"الحماقة". ليس ما يصدر عن إسرائيل مجرد حماقات ؛ إنما جرائم حرب تمليها طبيعة الحركة الصهيونية وطبيعة مشروعها الاقتلاعي. يفتح الأبواب على مصاريعها كي تمارس الفاشية الصهيونية هوايتها العنصرية بسفك الدم الفلسطيني، والشعب الفلسطيني المعذب بالسلاح الإسرائيلي يعلق الآمال على الصدام العسكري. وحين يحدث الصدام المسلح يخبو الحراك الشعبي بانتظار الفدائي المخلص! ونعرف النتيجة المؤسية. في مقاومة العدوان الإسرائيلي – وجميع الصدامات المسلحة عبر العقود الماضية أعمال عدوان إسرائيلي مدبر ومخطط له سلفا. مع إسرائيل لن يسفر الصدام المسلح عن نتيجة حاسمة . سوف تهب قوى الامبريالية العالمية للدفاع عن إسرائيل ، لو دارت عليها الدوائر. وفي حرب العبور عام 1973 فكرت غولدا مائير جديا في استخدام القنبلة النووية.
الى جانب الموضوع الفلسطيني ترتكب الامبريالية الكثير من الجرائم تشمل الكوكب الأرضي وتستنفر للنضال ضدها قوى تتعاظم باضطراد. النضال الشعبي المتصاعد يستنفر نضالات شعبية في أنحاء العالم ضد دول العدوان المسلح وضد النظام الاقتصادي والثقافي المولد للحروب العدوانية . وحين تواجه سياسات العدوان بغضب الشعوب وبحملات السلام المتضافرة مع الحفاظ على البيئة وعلى الحياة البشرية تنفتح احتمالات الخلاص ليس لشعب فلسطين وحده ، إنما لشعوب المعمورة كافة. أمل الشعب الفلسطيني مقرون بتشكل الجبهة العالمية للشعوب المناهضة للامبريالية وإفرازات أنشطتها الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح