الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعاون العسكري البوليسي بين إسرائيل و سلطة آل علوي موجه ضد ريف

كوسلا ابشن

2022 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل و سلطة آل علوي الكولونيالية في سنة 2020, تزايدت زيارات العمل السياسي الاسرائيلي و تواصل بكل ثقله الدبلوماسي و نشاطه السياسي بشكل نوعي لتحقيق الأهداف و المصالح الإقتصادية و السياسية و العسكرية لإسرائيل عبر توقيع لإتفاقيات ثنائية تتيح لدولة إسرائيل بالإضافة الى المنفعة التجارية, تتيح لقواعدها المستقبلية و لمخابراتها النشاط الرسمي بالتدخل في شؤون المجتمع لموركي للحفاظ على مصالح إسرائيل و الحفاظ على آمن سلطة آل علوي.
تضمن اتفاقية التعاون العسكري للنظام آل علوي, تعزيز ترسانته من شتى أنواع الأسلحة, وتفتح الباب للمؤسسات العسكرية الإسرائيلية للتعاون الإستخباراتي التجسسي و التدريب العسكري. لقد حمل عمير بيريتس رئيس الصناعة الحربية و أفيف كوخافي رئيس الأركان في زيارتهما الى الرباط مشروع حربي, بدأ ببرنامج التجسس بيغاسوس, و من ثم توقيع صفقات تصدير الأسلحة لتعزيز القوة العسكرية لآل علوي, و ينتهي بالتعاون في مجال التصنيع العسكري بمورك. و بالفعل قد تم بالبدء في تنفيذ بنود المشروع الحربي, بإرسال اسرائيل لعدد من المعدات و الآليات الحربية و بينها أربع طائرات مسيرة "كاميكازي" (ماد إن إسرائيل), جربت أول مرة حسب بعض المواقع الأخبارية في قصف مواقع للمنظمة الأرهابية "بوليساريو". و حسب بعض المصادر, فإن التصنيع الحربي سيبدأ بمنطقة ريف في المستقبل, حاملا الماركة المسجلة (ماد إن إسرائيل) بالتكنولوجية الحربية الإسرائيلية, و سيبدأ المشروع الحربي, أولا بإنشاء مصنعين, أحدهما في إقليم آيت ناظور و الثاني في الأقاليم الجنوبية, ويكونان لصناعة نوعين من الطائرات المسيرة إحداهما للمهام الهجومية و الثانية للمهام التجسسية, لتتبعهما في المستقبل إنشاء مصانع حربية آخرى بتكنولوجية إسرائيلية.
في بداية هذا الشهر زار الرباط المفوض العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي في زيارة رسمية لتقديم مشروعه الآمني كقاعدة للتعاون في المجال القمعي و الإستخباراتي و التحقيقي.
تعزيز التعاون العسكري و إنتاج أسلحة متطورة للدفاع أو الهجوم و للتصدي لعدوان خارجي له ما يبرره في ضوء ضبابية الأحداث و الوقائع الحالية, رغم أن الإعتداء الخارجي يبقى مجرد تكهنات واقعية, لأن آل علوي لا يتوقع و لا يستعد لحرب ضد سلطة الجنرالات المتحكمين في مصير دولة دزاير, بل العكس فمحمد دائم التوسل للجنرالات لطوي صفحة الصراع و البدء في المصالحة المصلحية بين الطغاة في كلا البلدين, ويظهر أن محمدا قد تكيف مع الأسلوب العنتري الغير المهدد لسلطة آل علوي. التعاون البوليسي بين إسرائيل و السلطة آل علوي, و نقل التجارب و الخبرة الإسرائيلية في الصراع ضد الإرهاب و ضد الإنتفاضات الشعبية و المظاهرات الإحتجاجية ليس له ما يبرره إلا إعادة آليات وسائل الإستبداد بالإستفادة من تجارب و خبرة البوليس الإسرائيلي, و هذا ما يدق ناقوس الخطر, و خصوصا خوف النظام الدائم من قضية ريف, و ما يمكن أن يصدر من ريف في ضوء النضال المستمر داخل التراب ريفي و تدويل القضية ريفية و ما نالته هذه القضية من تعاطف و تضامن من منظمات حقوقية دولية و برلمانات جهوية و كذا دولية بالتنديد بالسياسة آل علوي في إنتهاكات حق حرية الرأي و التعبير بريف و كذا التنديد بإزدياد حدة الإستبداد ضد أحرار ريف و إستمرارية الإعتقالات و المحاكمات الصورية ضد المناضلين و النشطاء الحقوقيين و متابعة هواتف المناضلين و النشطاء الحقوقيين بإستعمال برمجية التجسس بيغاسوس.
التعاون العسكري البوليسي يستهدف بالدرجة الأولى أريف المحتل لما عرفه في السنوات الأخيرة من دنامية و حركية النضال التحرري و الإجتماعي و تعاظم حركة النضال ريفي بالخارج المطالب برحيل المخزن من أريف المحتل, و ما ناله هذا النشاط من تعاطف و تضامن من طرف منظمات حقوقية و إعتراف بعض الدول بحقوق أريف, و ما أرعب النظام آل علوي الإستعماري هي بروز الأصوات الرسمية بدزاير تطالب بحرية ريف. تاريخ نريف معروف بحركية الإنتفاضات السلمية و الإنتفاضات المسلحة ضد الأنظمة الإستعمارية كلما آتاحة الظروف للتحرك الثوري, والتدخل دزايري في شؤون نريف هو أكثر ما تخشاه سلطة آل علوي, بضنونها و تخميناتها, أن تتفاعل القوى الثورية ريفية مع الخطاب الرسمي دزايري بالإستجابة الإجابية.
سياسة سلطة آل علوي تتركز على القضية ريفية و أحداثها المستقبلية أكثر من ما يحدث على الحدود الشرقية, ولهذا فهي تتسابق الأحداث قبل حدوث الإنفجار البركاني, بإنشاء المنطقة العسكرية الشرقية لإضافتها للمنطقة العسكرية الشمالية لمحاصرة ريف عسكريا من الجهتين, بالإضافة لما روج عن بناء مصنع الطائرات المسيرة في قلب ريف بآيت ناظور لحبس أنفاس أهل ريف, هذه هي سياسة الترهيب الإستباقية.
التعاون العسكري البوليسي, يصب في حماية آمن و سلامة آل علوي حليف الصهيونية منذ الخمسينات القرن الماضي من الخطر القادم من ريف, و من أجل الحماية, يستهدف التحالف العسكري البوليسي قمع نشاط و نضال أحرار ريف و تصفية القضية ريفية, و تدمير المشروع التحرري الأمازيغي عامة, بالسلاح الفتاك الإسرائيلي و تخطيط المختصين و المدربين من دولة إسرائيل, وستضيف الخبرة الإسرائيلية في سن سياسة التمييز العنصري و تعميق سياسة إنتهاكات حقوق الإنسان و قمع الحريات الفردية والجماعية من إزدياد معانات الشعب, و قد يكون هذا التحالف أكثر خطورة على مستقبل الوجود الامازيغي.
التعاون العسكري البوليسي بين آل علوي و إسرائيل موجه ضد الأمازيغ بريف و من الخطأ الأستنتاج أن هذا التعاون يضر آمن الجارة الشرقية أو يؤثر على سياسة الجنرالات في دزاير, لأن التحالف الثنائي غير موجه ضدهم رغم أن الظاهر يدل عن ذلك, نظرا للأسلوب التكتيكي العدائي الإستهلاكي لسلطة الجنرالات في التعامل مع الجيران.
كل المعطيات المتلاحقة تدل على أن النظام آل علوي مصمم على فتح أبواب البلد للتدخل العسكري الإسرائيلي تلبية لمساعي النظام الإمبريالي العالمي الذي هو بحاجة الى نظام رجعي, تبعي, يمتلك تأثير إقليمي و يراعي في المقام الأول مصالح الإمبريالية في بلاد أمور أكوش, وهذه المميزات يحتكرها النظام الكولونيالي آل علوي العروبي و غير متوفرة لدى أحرار أمور أكوش أعداء مشاريع الإستعمار و الإمبريالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات