الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن التنوير - ح 2 - الخطاب والنص وتأثيراته داخل المجتمع - من سلسلة الوعي المجتمعي الكتاب الثاني

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2022 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقوم مجتمعنا اليوم على قوة النص وخطابه الموجه لابنائه فهنالك جملة من الالاعيب والاجراءات يمارس الخطاب من خلالها الياته في حجب حقائق نهضوية نحن بأمس الحاجة الى ايجادها لنهضة مجتمع وامة، فتحت عنوان النص لا يجوز للمرأة التبرج، ولايجوز لها ان تخرج صوتها كونه عورة، ولايجوز لها ان تذهب لعمل كون الرجال قوامون على النساء ولايحق لها ان ترث ارثا كاملا كون للرجل مثل حظ الانثيين، فهذه هي هيمنة النص وقوته ، كما يحق للرجل الزواج باثنين وثلاث واربعة كون النص يحميه ، وهكذا يعد النص القراني او الحديث او الرواية الواردة هو مادة دسمة لقوة الخطاب اللاهوتي داخل المجتمع، وتحت عنوان النص عليك ان تعطي اموالا للمؤسسة الاسلامية تحت عنوان الخمس وغيرها من المفاهيم ، بالنتيجة نحن بحاجة الى تفكيك هذه النصوص وتبيان مدى اهميتها في العصر الحاضر ، وكيفية التعامل معها لانجاح حقائق اكثر انسانية من هذه النصوص ، وهنا ينبغي ان يكون النص منطقة للتفكير او حقلا للبحث وهذا معناه انه يحتاج الى قراءات تحوله الى منتج معرفي وليس بقاؤه في خانة التقديس اللامنتهية ، وهنا علينا ان نقرا النص قراءة استراتيجية ذات مفاهيم تفكيكية ، والقراءة التي نحن بحاجتها هي القراءة المبنية على الفكر الحي الذي ناقشته في احدى كتبي المخطوطة ، فالحقائق يظهرها مبدأ الفكر الحي، وبقراءة متانية للنصوص علينا ادراك مسالة هامة ، هي اننا بحاجة ماسة الى قراءة النص ، أي نص بعيدا عن التقديس لذلك نرى علي حرب يعتبر ان (التوسير) قرأ نص (راس المال) لماركس مبتغيا من وراء قراءته هذه انه: يريد تخليص فكر ماركس من الشوائب الايديولوجية التي شابته ، ويعتبر علي حرب ان قراءته هذه انما تأول ماركس وقراه قراءة جديدة مبتكرة فاختلف بذلك عنه وقدم نسخة جديدة عن الماركسية ، وهذا ما يمنح قراءته اهميتها ويعطيها مصداقيتها أي : كونها تشكل في الوقت نفسه نصا مختلفا عن نص ماركس وعن القراءات التي خضع لها هذا الاخير ، هكذا ايضا قرا (جاك لاكان) نصوص فرويد، انه نجح في استثمارها بطريقة جديدة، وذلك بربطه بين اللاوعي واللغة بمعنى انه قرأ العقل الباطن قراءة مبتكرة كما لو انه حديث او خطاب او نص له بنيته النحوية وكينونته الرمزية وهكذا نحن بحاجة الى اعادة قراءة التراث فالكثيرين قرؤوا المعتزلة مثلا ، وكذلك الصوفية وغيرها من الحركات ولكن قرئت في غالبية هذه القراءات ضمن رؤى ايديولوجية للمؤلف ، ولكن هذا لا يعني ان هنالك قراءات مهمة كانت لها نتائج ايجابية وتفكيكية ، فالنص بحاجة الى رؤية واقعية له، ويحتاج الى عين ترى فيه مالم يره المؤلف للنص ذاته، وعين الناقد هي المؤهلة لذلك نرى ان مجتمعنا ما زال يقدس النصوص والاشخاص الذين صدرت منهم ، تلك النصوص لذلك هو يرفض تقبل النقد لصاحب النص والنص الذي خرج منه ، والنقد في رايي يصب في مصلحة النص نفسه فهو قراءة مغايرة ومن وجهة نظر اخرى ، هو اعادة قراءة مهمة تكشف عن خبايا النص ، من هنا نقول ان لا حقيقة مطلقة امام نص مغلق ،فنحن نقدس النص ونغلقه في نفس الوقت ونعطيه رمزيات مهمة اكثر من حجمه فتحت عنوان النص اليوم يتجمع الملايين من البشر وبرمزيات غيبية ليس لها وجود حقيقي لممارسة شعائر لا تنتمي للمنطق بتاتا، وتحت عنوان النص واشكالياته تقاد حروب في العصر الحديث، فالحرب السورية اليوم تكشف عن الازمة الحقيقية للنص داخل المجتمع ،فاليوم العالم الاسلامي منقسم نصفين امام الحرب الدائرة في سوريا ، والسبب في ذلك سبب نصي ،فكل يحمل نصوصه وفهمه لها ويحملها حسب اهوائه ورؤاه، ولكن علينا الا نحمل النص اكثر من طاقته ،فالنص لم يامر بالحرب بين السنة والشيعة في سوريا ، ولكن المسلمين حملوه هذا المعنى فتحت عنوان الحفاظ على المقدسات وصياغة النصوص في هذا المجال يقاتل المسلمون الشيعة دفاعا عن ضريح السيدة زينب ، وتحت عنوان قتال الروافض والعلويين يقاتل المسلمون السنة ، وهذا القتال يقع ضمن نصوص يعتمدها الطرفان.
ملحوظتان:/
1- علينا ان نكشف الاوراق المستورة عن النص ودلالاته الحقيقية بقراءته قراءة واقعية ، تماما بعيدا عن تاثيرات القداسة.
2- التحرر من سلطة النص مهمة الناقد التفكيكي للنص والتعامل مع النص كموضوع للدرس والفحص او كرأسمال يحتاج الى صرف وتحويل او كحقل للبحث والتنقيب او كمنطلق للتساؤل والتجريب ونقد النص لا يقوم على النقض او النفي، وانما هو استكشاف للامكانات باستنطاق المقولات وتفكيك المفهومات، وهنا استعير مقولة رائعة للمفكر علي حرب "ان نقد خطاب الذات يكشف عن وهم السيادة والحرية والتحكم، ونقد الخطاب العقلاني يكشف عما يدور في العقل من اللامعقول، ونقد خطاب الوجود يبين ما تمارسه مفردة الوجود من تغييب لما يوجد او يتواجد ، ونقد المؤلف يبين ان الاثر يستقل عن مؤلفه كما يستقل المخلوق عن خالقه، ونقد القراءة يبين ان القراءة التي تتعلق بالمقول والمفهوم تتناسى عالما بكامله هو عالم العلامات والرموز ونقد الحقيقة يسفر عن وجه السفسطة في خطابها ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س