الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تنبوآتنا السياسية / متي ينقلب النظام المصري علي الاخوان المسلمين !؟

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2022 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حتي عام 2005 , كانت العلاقة بين جماعة الاخوان وجماعة العسكر - كما يقول المصريون - : سمن علي عسل
وقد توقعنا ألا يدوم السمن مع العسل .. وأن جماعة العسكر سوف تنقلب علي جماعة الاخوان
ونشرنا مقالاً عن ذلك عام 2005 . بعنوان : متي ينقلب النظام المصري علي الاخوان المسلمين !؟
الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20
فتري : ماذا تحقق مما توفعناه ؟ وان كان شيءٌ لم يتحقق أو اختلف ؟
مع نص المقال :

من المعروف أن جماعة الاخوان المسلمين كجماعة محظورة – بالقانون – ليس لهم حق دخول أية انتخابات ، أو الاقتراب من باب أو شباك أي نشاط سياسي .. وذلك بحكم القانون الذي يحظر عليهم ذلك ، والذي لا يزال ساري المفعول وقت انتهاء انتخابات البرلمان المصري وظهور نتائجها وفوزهم ب 88 مقعدا (!!!)
أي أن كل ما حققوه قام علي باطل وكل ما قام علي باطل ما هو سوي باطل ...
فلماذا ترك – أو بمعني أصح أوعز - الحزب الجاثم علي السلطة بمصر للاخوان للتقدم للانتخابات باطمئنان ولم يشأ أن يصدر أوامره للجان المنوطة بالترشيح باستبعاد أي من المرشحين التابعين للجماعة المحظورة قانونا ..؟!!
لعل الجواب هو : أن الحزب الجاثم علي السلطة يريد ضرب أحزاب المعارضة المصرية كلها ..
وكان الخطر الصاعد والمتصاعد يشكله وكما ظهر في انتخابات الرئاسة – التي زورت – حزب الغد ووراءه حركة كفاية بزعامة أيمن نور ..الذي حصل علي أعلي نسبة بين مرشحي منصب رئاسة الجمهورية أمام الطيار البطل ..
والاخوان كما قلنا ليست لهم شرعية الاشتراك في أية الانتخابات .. وأعضاء الجماعة معروفون بالاسم .. لدي عامة الشعب ولدي الاعلام المصري مثلما هم معروفون لدي سلطات أمن النظام ...
أي باستطاعة النظام التخلص منهم مهما بلغ طول الحبل الذي يتركه لهم ليلعبوا قليلا من حين لآخر ..
فبكنسة واحدة بامكانه أن يفتح أمامهم السجون والمعتقلات .. فيدخلوا الجحور بسرعة .. وقد تعودوا علي ذلك منذ عهد الزعيم الملهم - بطل النكسة – ومنذ عام 1954 عندما حاولو اغتياله .. والشعب قد تعود علي أن يحدث ذلك للاخوان من حين لآخر ومنذ ذاك التاريخ ..
أما الذين يخوضون معركة الديموقراطية – الي الحد الممكن لهم في ظل القمع - برلمانيا ورئاسيا – كما حدث أخيرا فهم المعارضة السياسية المدنية لا الدينية ممثلة أساسا – وأخيرا – في حزب الغد وحزب الوفد .. وتليها باقي . الأحزاب الذين أحدثوا هزة للنظام ببروز مرشحين حقيقيين لانتخابات الرئاسة منافسة لرئيس عسكري ديكتاتور ، في بلد تحكمه المباحث .. فهذا مالم يحدث من قبل في مصر منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ..
لذا فقد كان طبيعيا أمام النظام العسكري المباحثي .. الخلاص من تلك المعارضة أولا وأهم من الاخوان المسلمين الذين يمكنه نفضهم الي المعتقلات في أي وقت، وكلما أخذهم الغرور وظنوا أن بمقدورهم عمل شيء
أمام غول النظام العسكري المباحثي الضارب الجذور ..
وكانت الوسيلة أمام النظام للخلاص من المعارضة السياسية المدنية وضربها في الصميم هي العمل علي محورين:
الأول : استخدام البلطجة والقوة لمنع المواطنين من الدخول لصناديق الانتخابات حتي ولو وصل الأمر الي اشباك قوات الأمن مع المواطنين لأن أية خسارة حقيقية للنظام الحاكم قد تؤدي لفقدانه السلطة معناها فقدان الحياة .. ففقدان السلطة للجالسين فوقها وكثيرين ممن هم حولهم معناه أعواد مشانق سوف تعلق لهم علي ما اقترفوه في حق مصر والمصريين ..
المحور الثاني : اطلاق المعارضة الدينية – المحظورة – لكي تكتسح المعارضة المدنية – المرغوب في الخلاص منها – فالأمية والتدين غير الواعي يسيطران علي أكثر من نصف شعب مصر .. لذا فمن الطبيعي جدا أن نزول معارضة دينية لللانتخابات كفيل باكتساح المعارضة المدنية اكتساحا .. – ويتضاعف الاكتساح عندما يضاف ، البلطجة الحكومية الرسمية والتزوير .. لتقترن صفة الاهانة بالمعارضة المدنية ..بعد أن يبدو حجمها شديد الضآلة .. – نحن لا نقصد تنزيه المعارضة السياسية المدنية في مصر عن عييوبها .. –
المهم أنه قد تم تنفيذ المخطط بالفعل علي ذاك النحو
وبالرغم من أن العالم كله وليس بداخل مصر فقط قد علم أن نظام الطيار العسكري البطل الحاكم في مصر هو وبرلمانه مفروض علي الشعب بالتزوير في الانتخابات واستخدام البلطجة ..
الا أن ذلك لم يمنع سقوط صورة المعارضة المدنية السياسية كلها من الغد للوفد للتجمع للناصري .. (!) حتي في نظر الشاعر اليساري أحمد فؤاد نجم الذي نشر مقالا بعنوان " تعظيم سلام للأخوان " يرثي فيه حال اليسار الذي ينتمي اليه ويوخزه.. عسي أن ينهض بعد سقوطه في الانتخابات ( المزورة المبلطجة ..).
لم يعد الآن ما يشغل بال النظام الديكتاتوري من المعارضة سوي معارضة دينية - لا مدنية سياسية – الاخوان المسلمون - ..
وهم كما قلنا يمكن التخلص منهم بنفخة واحدة تطير بهم وب ال88 نائبا الذين أفلتوا من التزوير ومن البلطجة التي قاوموها .. – ولكن بمزاج الحكومة الي حد كبير.. وليس رغما عنها تماما .. –
أما كيف يمكن أن تطيح الحكومة بالاخوان بنفخة واحدة وقت اللزوم ..؟
فهذا سهل جدا .. فمن الممكن أن يوسوس جهاز أمن النظام لأحد أحزاب المعارضة برفع قضية ببطلان عضوية نواب الجماعة المحظورة قانونا .. الاخوان المسلمين ..فيحكم القضاء ( الحكومي ) بالغاء عضوية كل هؤلاء النواب ال88 .. وكله بالقانون ..(!)
ويمكن أن يتولي ذلك البرلمان نفسه .. سرور .. الذي كان يطيح بأحكام القضاء ببطلان عضوية نواب الكيف ..!!
وممكن للحكومة أيضا الاطاحة بجميع النواب الاخوان في هوجة من هوجاتها التي لم تتوقف ضد جماعة الاخوان والذين لا تتوقف مساعيهم هم أيضا لقلب نظام الحكم ..
ففي ساعات قليلة تكون الحصانة البرلمانية قد رفعت عنهم وزج بهم وبأعضاء آخرين من الاخوان بالسجون والمعتقلات بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم.. ..
ولكن النظام العسكري المباحثي حقق غرضه بوجود ال88 نائبا اخوانيا – الذين لن يعجز عن التخلص منهم في أي وقت بين عشية وضحاها .. – كالآتي :
= أبلغ كافة أحزاب المعارضة أنهم مجرد أصفار ...
= بث قدرا يرضيه من الخوف في قلب التيار العلماني من اقتراب وصول الاخوان للسطة ..
= بث قدر ينشيه من الرعب في قلوب الأقليات الدينية – الأقباط والشيعة والبهائيين – من اقتراب وصول الاخوان للحكم - وهذا في صالح النظام _
= أحدث ارباكا لدول الغرب التي تطالب النظام بالاصلاح السياسي وتداول السلطة .. خوفا من احتمال وصول الاخوان للسلطة .. وان كانت دول الغرب كثيرا ما تتعامل مع الواقع لأجل مصالحها الا أنها بالطبع لا تريد واقعا يكرهها ، وهي غير راغبة فيه وتشم خطورته العاجلة والآجلة ..
كل تلك الأوراق ربحها نظام العسكر والمباحث من وراء سماحه بوصول 88 اخواني للبرلمان - ويمكنه كنسهم في أية لحظة - (!)
------ لينك رابط المقال , كما نشرناه عام 2005 :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=52776








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليقى
على سالم ( 2022 / 8 / 12 - 20:55 )
استاذ صلاح , عصابه العسكر وعصابه الدين متزوجين زواج كاثوليكى لافصام فيه ابدا وان كانوا بيتظاهروا بعكس ذلك لزوم التمويه والاستعباط وعده الشغل , انهم فى بزنس مشترك ومصالح متبادله كبيره , العسكر يريدوا من عصابه الدين ان ينشروا الجهل والخرافه والخزعبلات البدويه بين قطعان الشعب المدروش الساذج ويتأكدوا من شيوع المورفين الدينى وصناعه العقل الجمعى الاسلامى البدوى المتخلف والذى يرفض الحداثه والعلم ومنظومه حقوق الانسان والتبادل السلمى للسلطه , هذه الاشياء تجعل حكم العسكر للشعب حكم سلس دائم وحلو ولامقاومه فيه او تذمر او حتى ثوره تعصف بلواءات الجيش اللصوص البلطجيه والذين أدمنوا البطش والوحشيه والساديه , لانهم يحكموا قطيع من الجهله والتنابله لايتمتعوا بأى فكر او اراده او علم , عصابه الدين تحتاج العسكر من اجل حمايتهم وحمايه املاكهم والبزنس والاموال والقصور والحضور الدائم لهم فى العقل الجمعى للشعب المسطول , يعنى كلا العصابتين لهم اهداف مشتركه من اجل بقاء الوضع على ماهو عليه


2 - ما دونته بالفيسبوك بمناسبة ذكري 23 يوليو
صلاح الدين محسن ( 2022 / 8 / 12 - 22:31 )
الاخوان والعسكر - الأخوة الأعداء - بمناسة مرور 70 سنة اليوم , علي 23 يوليو - تموز - 1952 ... معظم ضباط الانقلاب كانوا إخوان مسلمين , وعلي رأسهم عبد الناصر .. والسادات وحسين الشافعي .. الخ
أول شيء عمله عبد الناصر وباقي ضباطه بعد نجاح الانقلاب:. الذهاب لقبر مرشدهم حسن البنا , وقراءة الفاتحة علي روحه . وعينوا سيد قطب مستشاراً لهم
عدا منازعتهم السلطة .. لو طلب الاخوان من العسكر أية طلبات دينية لنفذها العسكر ..
لكن بمجرد تسلل جماعة الاخوان نحو كرسي الحكم .. هنا تنطلق عليهم البوكسات والكلابشات والسجون والمعتقلات والمصادرات والاعدامات
غير كدا.. حبايب ومفيش أي حاجة / العسكروالاخوان حبايب ..
تلك هي حكاية الاخوان والعسكر - ابتداءً من 23 يوليو 1952 وحتي اليوم : 23 يوليو 2022 / صلاح الدين محسن


3 - الوجاهة الأجتماعية مرتبطة بالأسلام فى مصر
Magdi ( 2022 / 8 / 13 - 10:58 )

تحية أعجاب للعملاقىن صلاح الدين محسن وعلى سالم.
الوجاهة الأجتماعية مرتبطة بالأسلام فى مصر والشواهد على ذلك لاتحصى :
1- جريمة أزدراء الأديان ( المقصود حماية الأسلام فقط )
2- أبادة خنازير الزبالين ( معظمهم أقباط ) بصورة بشعة ووافق على ذلك د سرور
3- الحج بكثافة (للحصول على لقب حاج ) وهو - كما كتبت - : الطواف حول الحجر + تقبيل الحجر +رمى الحجر بالحجر أى وضع الحجر فوق الحجر
4- انت مسلم أذن انت مواطن درجة أولى ( نعمة الأسلام )
5- بعض شبان أقباط يشارك فى مسابقة حفظ القرآن للحصول على جائزه وينال الشهرة .
6-المسيقار هانى شنودة أعلن أنه مسيحى يحمل ثقافة اسلامية واضاف - لا يمكن لأحد العيش فى مصر بدون ثقافة اسلامية - مع مودتى .مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


4 - مرحبا
صلاح الدين محسن ( 2022 / 8 / 13 - 16:55 )
أستاذ علي سالم - ت 1 / شكرًا للمشاركة
د . مجدي - ت 3 / ما قلته حقائق قد لا يعرفها كثيرون ، وما خفي ربما ،أكثر

اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة