الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غوستافو بيترو... الرئيس اليساري الأول في تاريخ كولومبيا

رشيد غويلب

2022 / 8 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


احتشد عشرات الآلاف من الكولومبيين في الشوارع الأحد الفائت ليشهدوا تنصيب أول حكومة تقدمية في تاريخ كولومبيا، بقيادة غوستافو بيترو وفرانسيا ماركيز.لسنوات 2022 – 2026.

فرصة تاريخية

في خطاب التنصيب كرر الرئيس التزامه بالتغيير والوفاء بوعوده الانتخابية. وقال “اليوم فرصتنا الثانية”. وأضاف “حان وقت التغيير”.

في البداية اقتبس من رواية “100 عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز: “كل ما كتب فيه كان صالحًا إلى الأبد، لأن أولئك الذين حكم عليهم بمئة عام من العزلة لم يكن لديهم فرصة ثانية على الأرض”. وأضاف: “مرات عديدة في تاريخنا، حُكم على الكولومبيين بعدم الحصول على الفرص. أريد أن أقول بصوت عالٍ للجميع أن اليوم هي فرصتنا الثانية. اليوم تبدأ كولومبيا الممكن. نحن هنا ضد كل الصعاب، ضد تاريخ يقول إننا لن نحكم أبدًا، وضد أولئك الذين فعلوا ذلك دائمًا، أولئك الذين لن يتخلوا عن السلطة (ما ننطيها). لكننا فعلناها. جعلنا المستحيل ممكنا. بدءًا من اليوم، نعمل على جعل المزيد من الأشياء المستحيلة ممكنة.

وتناول الرئيس أولوياته الأساسية، كالتطبيق الكامل لاتفاقية للسلام مع الحركة المسلحة في البلاد “السلام هو حياتي”، والعمل الحرفي بنصائح “لجنة الحقيقة”، ومكافحة المخدرات، والحفاظ على البيئة، والدفاع عن غابات الأمازون، مشددا على اننا لسنا من خرب البيئة، “ إن أغنياء هذا العالم هم من يفعلون ذلك ويدفعون البشرية الى الانقراض”.

تحديات أخرى

تواجه الحكومة تحديات غير مسبوقة مرتبطة بإعادة هيكلة ملموسة للاقتصاد. قبل فترة وجيزة من توليها مهام عملها: منحت هيئة التعدين الوطنية في كولومبيا شركة استكشاف النحاس الكندية 11 امتياز تعدين إضافي، نافذة لمدة 30 عاما، وقابلة للتجديد لـ 30 عاما أخرى.

وبشأن وحدة عمل بلدان أمريكا اللاتينية دعا بيترو الى “وحدة أمريكا اللاتينية”، التي “يجب ألا تكون بلاغية ومجرد خطاب”. وانتقد عملية مكافحة وباء كورونا، وعدم وجود تنسيق في عملية شراء اللقاحات الأرخص، وفي غياب تنسيق الخدمات الصحية. وان امريكا اللاتينية متحدة في بعض المؤسسات ولكن ليس في المشاريع الملموسة، مثل ربط شبكات الكهرباء، ومصادر الطاقة النظيفة، ودعم شركات النفط الوطنية، وتشجيع الاستثمار.

“السيادة على الغذاء للقضاء على الجوع”

يعد الإصلاح الزراعي أحد أولويات الحكومة، والذي ينبغي أن يمنح المزارعين النازحين والمحرومين حق الوصول إلى الأراضي. في كولومبيا، 46 في المائة من الأراضي الزراعية يستحوذ عليها 0,4 في المائة من السكان. والأراضي الصالحة للزراعة غير مستغلة بالقدر الكافي، وأن 30 في المائة من مساحة الأرض مشغولة بتربية المواشي على نطاق واسع، والتي تخفي إلى حد كبير حيازة غير منتجة للأراضي.

وشدد الرئيس على:

“كولومبيا بلد يجب ويمكنها التمتع بالسيادة الغذائية وتحقيق القضاء على الجوع. يجب أن تضمن الدولة، مع القطاع الخاص بأكمله الراغب في المشاركة، التغذية الصحية للمجتمع الكولومبي بأكمله”.

وانتقد بيترو أن 10 في المائة من سكان كولومبيا يمتلكون 70 في المائة من الثروة. “هذا أمر سخيف وغير أخلاقي. ولا ينبغي أن نعتبر عدم المساواة والفقر أمرًا طبيعيًا. ولهذا السبب اقترحنا الإصلاح الضريبي، وإصلاح الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، وإصلاح عقود العمل، وإصلاح التعليم. ولهذا السبب لدينا بنية تحتية في الميزانية في المجالات ذات الأولوية يتم توفيرها للتعليم والصحة ومياه الشرب ومناطق الري والطرق المحلية”.

شيوعية.. وزيرة للعمل

وزيرة العمل في الحكومة الجديدة، الشيوعية غلوريا إينيس راميريز ريوس. كانت غلوريا إينيس عضوة في مجلس الشيوخ سنوات 2006 - 2014، ورئيسة الرابطة الكولومبية للمعلمين ونائبة رئيس أكبر اتحاد نقابي في البلاد. وهي عالمة رياضيات، وناشطة شيوعية منذ شبابها وهي عضو في اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب الشيوعي الكولومبي. وبشأن توليها مهمتها الجديد اكد الحزب الشيوعي الكولومبي على: “ خلال فترة وجودها في البرلمان، قامت غلوريا إينيس، وهي مدركة لاحتياجات ونضالات الطبقة العاملة، بتعزيز حقوق العمال. وتكليفها هذا اعتراف بنضالها والتزامها وعملها من أجل الطبقة العاملة. نرحب بتعيينها. نحن فخورون للغاية بوجود ناشطة نسوية ونقابية وناشطة مخلصة للدفاع عن حقوق الطبقة العاملة في الحكومة الجديدة”.

استراتيجية بنت ظروفها

يتعين على بترو أن يأخذ في الاعتبار أن تحالفه اليساري لا يتمتع بأغلبية في الكونغرس وأن سياساته ستواجه مقاومة كبيرة - على سبيل المثال من الأوليغارشية والقوات المسلحة والشركات متعددة الجنسيات. بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، تعني الحكومة الجديدة أن واشنطن خسرت أهم الحلفاء في قارة أمريكا اللاتينية. ولهذا فان حكومته، كما قال بيترو، هي “حكومة متساوية مع وزارة للمساواة”، لكنها أقل راديكالية، وبمشاركة محافظين.

ان الرؤية الإستراتيجية لغوستافو، قائمة على بناء دولة لا تسيطر عليها مافيا المخدرات والمافيا شبه السياسية، دولة تستجيب لاحتياجات السكان في هذه اللحظة التاريخية. و يتطلب ذلك الجمع بين القطاعات التي كانت حتى الأمس تقاتل بعضها البعض. لن يكون دعم 50 في المائة من السكان الذين انتخبوه كافياً لإجراء التغييرات المرجوة، ولهذا فتح أبواب الائتلاف أمام مجموعات يمين الوسط مثل أحزاب الليبراليين والمحافظين ووافق على منحها مواقع هامة في مجلس الشيوخ والنواب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب