الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....19

محمد الحنفي

2022 / 8 / 13
الحركة العمالية والنقابية


العلاقة بين النقابة وبين مختلف الإدارات الحكومية:.....3

ويعتبر تدخل النقابة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وسيلة لجعل كل العاملين، في أي مؤسسة حكومية، يمتلكون وعيهم بالنقابة، وبالعمل النقابي؛ لأنه، وبدون ذلك الوعي، لا يفكرون في الانتماء النقابي، ولا يعملون على تنظيم أنفسهم نقابيا، ولا يعملون على تكوين ملفاتهم المطلبية، ولا يصنفون المشاكل التي يعانون منها، في علاقتهم بالإدارة، ولا يفكرون في اقتراح الحلول لتلك المشاكل، ولا يطالبون الجهاز النقابي، بمقابلة الإدارة، من أجل إجراء حوار معها، أو التفاوض معها، حول الملف المطلبي، وحول المشاكل القائمة بين الإدارة، وبين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل استجابة معينة، للملف المطلبي، وإيجاد حلول معينة، للمشاكل المطروحة على النقابة، حتى يطمئن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتطمئن الإدارة، وتقوم النقابة بواجبها، تجاه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتجاه الإدارة، وتجاه المجتمع، وتجاه الشعب.

وتدخل النقابة، يعتبر وسيلة لجعل إدارة أي مؤسسة جهوية، تحترم النقابة، والعمل النقابي، نظرا لدور النقابة، والعمل النقابي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، داخل المؤسسة، وفي العلاقة مع الإدارة، حتى تكتسب احترام النقابيين، لأن الإدارة، إذا اعتبرت النقابة، والعمل النقابي، مشروعا اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، سعي إلى تحرير الإنسان، ودمقرطته، وعدم استغلاله استغلالا همجيا، عن طريق تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

وكما يكون تدخل النقابة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يكون، كذلك، تدخل النقابة لصالح إدارة المؤسسة الحكومية: المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو الوطنية، كما يصير التدخل لصالح النقابة، التي يبني عليها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتثني عليها إدارة المؤسسة الحكومية، ويثني عليها المجتمع، ويثني عليها الشعب، وتبصم التاريخ، وتبصم الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وتبصم العلاقة مع الإدارة، التي صارت تعترف بدور النقابة، بالإضافة إلى كونها تبصم المرحلة برمتها.

واحترام النقابة، والنقابيين، لإدارة أي مؤسسة حكومية، وفي أي مستوى من مستوياتها، دليل على أن النقابة مبدئية، مبادئية، وأن النقابيين المرتبطين بها، يمارسون العمل النقابي، على أساس المبدئية المبادئية، على خلاف النقابة البيروقراطية، والنقابة الحزبية، والنقابة التابعة، التي لا علاقة لها، لا بالمبدئية، ولا بالمبادئية.

وما يهم النقابة البيروقراطية، هو خدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، الذي يطبق على النقابة، التي يقودها، على جميع المستويات.

أما ما يهم النقابة الحزبية، فهو خدمة مصالح الحزب، من خلال الالتزام بالبرنامج الحزبي، في شقه النقابي، حنى يستفيد الحزب من نقابته، ومن عملها النقابي، من أجل أن يزداد عدد الحزبيين، عن طريق النقابة، ويصير للحزب مكانة في المجتمع، ولدى الحكم، وفي الواقع، عندما يؤهله لممارسة تحمل المسؤوليات الحكومية، جملة، وتفصيلا، أو مساهما في تحمل المسؤوليات الحكومية.

وبالنسبة للنقابة التابعة، فإنها لا تخدم إلا الجهة، التي تتلقى منها الإملاءات، والتي لا تكون إلا مجهولة، غالبا، وإذا عرفت، فإنها سرعان ما تتغير، لتصير النقابة تابعة لجهة أخرى. والنقابة التابعة، لا تهتم إلا بخدمة الجهة التي تتبعها، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

أما النقابة المبدئية المبادئية، فإنها تحرص على أن تكون في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة المجتمع، وفي خدمة الشعب، عن طريق الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي. هذا الربط، الذي لا تعتمده أي نقابة، سواء كانت بيروقراطية، أو حزبية، أو تابعة؛ لأنه، ليس من مصلحة أي منها، الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي.

والبيروقراطية النقابية، هي التي تدفع في اتجاه التردد على الإدارة، وقبول ممارستها، التي يرفضها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لأنه من مصلحة الجهاز البيروقراطي، قبول ممارسات الإدارة، حتى تصير الإدارة، في خدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، حتى تبقى النقابة البيروقراطية، هي المهيمنة في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهي المفضلة عند الإدارة، نظرا لكونها لا تربط بين النضال النقابين والنضال السياسي، مما جعلها تعرف في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالنقابة الخبزية، التي لا تساهمن بأي شكل من الأشكال، في جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون وعيهم الطبقي، الذي يجعلهم يرتبطون ارتباطا عضويا بالحركة اليسارية، الساعية إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، من أجل وضع حد للاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، مع العلم أن الوعي بضرورة التحرير، هو الذي يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يسعون إلى التحرر من كل أشكال الاستعباد، وأن الوعي بضرورة تحقيق الديمقراطية، هو الذي يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يرفضون الاستبداد، سواء كان اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو سياسيا، وأن السعي إلى تحقيق الاشتراكية، هو الذي يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يرفضون الاستغلال، مهما كان مستواه الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو السياسي. وفي أفق ذلك، نرى ضرورة النضال النقابي، من أجل الزيادة في ممارسات، تتناسب مع متطلبات الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل احترام الحقوق الإنسانية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل التمتع بحقوق الشغل، في مستوياتها المختلفة، ومن أجل الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، باعتباره، هو الذي يعطي للعمل النقابي، مكانة خاصة في المجتمع، باعتباره يقف وراء امتلاك الوعي الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الحزب اليساري، الذي يقود نضالاتهم السياسية، في افق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وتعتبر النقابة الحزبية، محابية لإدارة أي مؤسسة حكومية، من أجل خدمة حزب النقابة الحزبية، خاصة، وأن النقابة، لا تهتم بمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما لا تهتم بمصالح البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، كما لا تهتم بالفلاحين الصغار، والمتوسطين، والمعدمين، إلا إذا كان ذلك الاهتمام، يخدم مصلحة الحزب، ومصالح الحزبيين، وخاصة إذا اقترب موعد الانتخابات، الذي يحتاج فيه الحزب، إلى أصوات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وخاصة إذا اقترب موعد الانتخابات، الذي يحتاج فيها الحزب، إلى أصوات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لتصير النقابة، في ظاهرها، مهتمة بمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبمصالح البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، وبمصالح الفلاحين الصغار، والمتوسطين، والمعدمين، من أجل أن تقوم النقابة، وبالواجب، من أجل أن تكسب أصوات هؤلاء جميعا، لصالح الحزب، عن طريق إيهامهم بأن النقابة، ستقبل، على المدى القريب، على خوض النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، على أساس أن الموهمين، يصيرون معتقدين، بأن النقابة بعد الانتخابات، سوف تمارس الضغط على ممارسة أي مؤسسة حكومية، وعلى إدارتها، تجاه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتجاه البورجوازية الصغرىن والمتوسطة، وتجاه الفلاحين الصغار، والمتوسطين، والمعدمين، ولكن عندما تمر الانتخابات، ويصوت هؤلاء جميعا، لصالح حزب النقابة الحزبية، فإن كل وعود النقابة الحزبية تتبخرن والتبخر هنا، معناه: عدم الالتزام بالوعود. والنقابيون الحزبيون، ينصرفون إلى شؤونهم الخاصة، أو الحزبية الصرفة، خاصة، وأن حبل الكذب قصير، كما يقولون، وعندما يكون حبل الكذب سياسيا، أو حزبيا، يصير أقصر، فيقع المغفلون، الذين يصدقون نقابة غير مبدئية، وغير مبادئية، وتحريفية، وحزبية، وينساقون وراءها، ولا يدركون أن النقابة الحزبية، تستغلهم لصالح الحزب، الذي تنتمي إليه النقابة، في الانتخابات، فإذا مرت الانتخابات، ينتهي أمر النقابة الحزبية، وتتبخر وعودها، إلى ما لا نهاية. وفي انتظار انتخابات أخرى، لتمرير التضليل على حبل جديد، لا يعرف إلا الارتباط بالأحزاب المخزنية / الحكومية، التي تنشئ كلها نقابات تابعة لها، من أجل التشويش على النقابة المبدئية المبادئية.

والنقابة التابعة التي تأتيها الإملاءات من خارجها، تقف إلى جانب الإدارة، تماما، كما تفعل النقابة البيروقراطية، والتقابة الحزبية، ولا يهمها خدمة مصالح العمال، وباقي الإجراء، وسائر الكادحين، كما لا تهمها البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، ولا يهمها الفلاحون الصغار، والمتوسطون، والمعدمون، بقدر ما يهمها خدمة مصالح الجهة، التي تتبعها، وتتلذذ بما تفعل، وخاصة، إذا تعلق الأمر بالانتخابات، التي يتجند فيها المنتمون، إلى النقابة التابعة، من أجل تصعيد المنتمين إلى الجهة، التي تبعث بإملاءاتها، إلى النقابة التابعة، ولا يهمها إن تم التزوير لصالحهم، أو فازوا بالاستحقاق، كما لا يهمها إن مارسوا الفساد الانتخابي، أو لم يمارسوه:

وهل اشتروا الضمائر الانتخابية، أو لم يشتروها؟

لأن المهم عندها، أن الفائزين، من المنتمين إلى الجهة التي تتبعها النقابة؛ لأن الفائزين يصيرون وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن النقابة التابعة، لا ينتمي إليها إلا أصحاب المصالح الخاصة، أو الانتهازيون، الذين يحرصون على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، وتحقيق التطلعات الطبقية، هو موضع الممارسة الانتهازية.

وكيفما كان الأمر، فإن النقابيين البيروقراطيين، والحزبيين، والتابعين، المنتمين إما إلى النقابة البيروقراطية، أو إلى النقابة الحزبية، أو إلى النقابة التابعة، ولا يهتمون لا بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا بالجماهير الشعبية الكادحة، بقدر ما يعملون على توظيف النقابة، والعمل النقابي، لخدمة مصالحهم الخاصة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما يترتب عنه: اعتبار النقابات فاسدة، والنقابيون الذي ينتمون إليها، يمارسون الفساد النقابي، ولا يمارس الفساد النقابي، إلا النقابيون الفاسدون. وهو ما يستوجب التأكيد، على ضرورة محاربة الفساد النقابي، الذي يستوجب مواجهة النقابيين الفاسدين، والنقابات التي ينتمون إليها، سعيا إلى استئصال الفساد النقابي، لفسح المجال أمام تجذر النقابة المبدئية المبادئية، التي تهتم بمصالح العمال، وباقي لأجراء، وسائر الكادحين، ولا شيء غير ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس