الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى عاشوراء وأهمية التخلي عن الخلافات الدينية

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أحيا المسلمون الشيعة والسنة في العاشر من شهر محرم الجاري 1444 هجرية يوم عاشوراء وسط اختلاف كبير في طقوسه ودلالاته؛ فأبناء الطائفة السنية يعتبرونه يوم فرح لأنه اليوم الذي نجّا الله فيه النبي موسى ومن معه من قوم فرعون، حيث فلق موسى البحر بعصاه وتمكن من الفرار هو وقومه، بينما غرق فرعون وجنوده؛ أما عند أبناء الشيعة فهو يوم حزن يذكرهم باستشهاد الإمام الحسين بن علي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لقي حتفه في معركة كربلاء سنة 680 ميلادية في صراع على السلطة، ويحيونه بمظاهر حزن رمزية لتأنيب الذات، وإظهار الأسى والندم على مقتله أثناء ثورته ضد الحاكم الأموي يزيد بن معاوية.
لا شك بأن الخلافات السنية – الشيعية العقائدية والفقهية عديدة، وتتمحور حول موضوع خلافة رسول الله ومن له الحق بالخلافة بين الخلفاء الثلاثة أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وبين الامام على بن أبي طالب، والموقف من الصحابة، وكيفية الاجتهاد وغيرها من القضايا الفقهية التي ما زالت عالقة ولها تأثيرها على العلاقات بين الطرفين؛ وعلى الرغم من هذه الخلافات فإن السنة والشيعة أخوة في الدين يؤمنون بالله الواحد الأحد، ويحجون إلى البيت الحرام في مكة المكرمة، ويصومون شهر رمضان، ويصلون باتجاه قبلة واحدة، ويقرأون في قرآن كريم واحد، وتربطهم مساحات فقهية وعقائدية وفكرية واجتماعية وجغرافية واقتصادية مشتركة، ولا يحق لأي طرف منهما أن يكفر الآخر أو يشكك في صحة دينه ومصداقيته!
لكن المشكلة الكبرى التي أدت وما زالت تؤدي إلى تأزم وتدهور العلاقات بين السنة والشيعة في العديد من الدول العربية والإسلامية هي الصراعات السياسية والخلافات على التي يؤججها رجال الدين والسياسة المحليين من اجل الهيمنة على مفاصل الحكم وإدارة البلاد، وعلى المكاسب والمناصب والوجاهة الاجتماعية، وتدعمها بعض الدول العربية والإسلامية التي تستخدم الدين والتفرقة الدينية كغطاء لستر عيوبها وحماية أنظمتها الديكتاتورية التسلطية الفاسدة المفسدة من شعوبها.
ولهذا يمكن القول بان الخلافات الدينية في عدد من الدول العربية والإسلامية باتت سببا للفرقة والانقسامات، وليس للتعاون والوحدة والعيش المشترك، ونتجت عنها حروب أدمت الطرفين السني والشيعي في العراق وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان وباكستان وغيرها.
والمؤسف حقا هو أن ذكرى عاشوراء قد مرت هذا العام والعديد من الدول العربية والإسلامية ما زالت تعاني من الفرقة والخلافات الطائفية والمذهبية التي لا يبدو ان هناك نهاية قريبة لها. والملاحظ أيضا أنه بعد أن تنتهي الحروب بين الطوائف المتناحرة، تندلع مرة أخرى في داخل مكونات الطائفة نفسها كما حدث للفرق السنية في أفغانستان وسوريا واليمن، وهنالك إمكانية أن يحدث الشيء نفسه للفرق الشيعية المتنافسة على الحكم في العراق، وقد تقود هذه الخلافات والحروب الدينية في حالة استمرارها إلى عملية شرذمة طائفية عربية إسلامية لا نهاية لها تمزق العديد من المجتمعات العربية والإسلامية، وتقوض أركان دولها، وتنتج دويلات لا حول لها ولا قوة تتسبب في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار لا يعلم مدى استحقاقات تداعياتها السيئة أحد، ولا تخدم إلا أعداء الأمتين، خاصة أعداء الأمة العربية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين