الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السورييون لن يتحملوا المزيد من المفاجآت

صلاح بدرالدين

2022 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تواصلت ردود الفعل على تصريحات وزير الخارجية التركي بشان مصافحته ( السريعة !) لنظيره وزير خارجية الأسد ، وحول ماتداولته وسائل الاعلام عن قرب تطبيع العلاقات التركية السورية بالكامل بوساطة روسية ، ومن بينها تجمعات السوريين في بعض المدن التركية ، والمناطق ، ومخيمات النزوح والهجرة ، ومن بين هؤلاء المحتجين من ذوي النوايا الصافية ، ومن قدموا التضحيات ، ويعيشون بالمعاناة ، في حين كان عليهم توجيه جام غضبهم على من تصدر صفوف (المجلس والائتلاف ) ثم اجهض الثورة وباعها ، واغتنى على حساب دماء ودموع الاخرين ، وحقق مكاسب مادية شخصية وعائلية ، بعد ان اخفوا الحقائق التالية عن الشعب :
أولا – في كل علاقات ، ولقاءات ( المجلس ) كاول كيان ( معارض ) ومن بعده ( الائتلاف ) مع المسؤولين في دول النظام الرسمي العربي ، والإقليمي ، والعالمي التي تعاطفت مع االشعب السوري ، والتي بلغت نحو ستين بلدا ، وبينها تركيا ، لم تظهر او تنشر وثيقة رسمية تلتزم بها تلك الأطراف عبر وزارات الخارجية ، وتتضمن التاييد الصريح ، والواضح لاهداف الثورة السورية ( اسقاط نظام الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وتحقيق الحرية والكرامة ، وحل جميع قضايا الشعب السوري ، بإرادة السوريين ، وحسب اختياراتهم ، ومن دون التدخل بشؤونهم ...) ، ولم يلتزم أي طرف بقطع العلاقات بالكامل مع نظام الأسد او باحلال ممثلين عن الثورة بدلا من ممثلي النظام لا بالسفارات والقنصليات ، ولا بالجامعة العربية ، ولا بالمؤتمر الإسلامي ، ولا بمؤسسات هيئة الأمم المتحدة ، مع العلم ومن الطبيعي ان هذه المهام لن ينجزها احد بالنيابة عن الشعب السوري .
ثانيا – ان جميع أنظمة تلك الدول الصغيرة ، والكبيرة ، والعظمى ، لها مصالح استراتيجية مع إقليم الشرق الأوسط قبل اندلاع الثورة السورية وخلالها ، وبعدها ، ولن تتوقف ، وتعاملت مع موجات ثورات الربيع بدقة وبعد دراسة ، وتمحيص ، وبكثير من الحذر ، كان العنوان الرئيسي لتناول الجميع : استيعاب هذه الثورات ، ولجم اندفاعاتها الشعبية الثورية ، والاستفادة منها للحفاظ على مصالحها ، واستخدامها ضد مناوئيها في ساحات الصراع الإقليمية ، والدولية ، وكذلك الحفاظ على التوازن القائم بالمنطقة من دون هزات عنيفة ، او ظهور تحديات جديدة لايمكن السيطرة عليها ، فافساح المجال وتوفير شروط الانتصار بمايتعلق بالعوامل الخارجية ، من اجل ان تحقق تلك الثورات وفي مقدمتها الثورة السورية كامل أهدافها ، كان يعني تهديد استقرار معظم تلك الدول ، وانتظار دورها واحدة تلو الأخرى لان شعوب غالبيتها تعاني من الاستبداد ، وانعدام الديموقراطية ، لذلك أقول بان مسؤولي ( المجلس والائتلاف ) استغبوا السوريين وضللوهم عندما صوروا الوضع عكس ذلك .
ثالثا – صحيح ان تركيا كدولة جارة لسوريا ، وبحدود تقارب الالف كيلومتر ، فتحت أبوابها لملايين اللاجئين السوريين ، واستقبلت المعارضين ، وسمحت في البداية بكل أنواع النشاطات السياسية ، والعسكرية ، ضد النظام السوري ، فلها حساباتها الخاصة تجاه سوريا منذ مشكلة لواء الاسكندرون ، وتواجد اوجلان في سوريا ، وتشعبات اتفاقية أضنة عام ،١٩٨٩ ولكنها فعلت ذلك خدمة لمصالحها ، ولأمنها القومي حسب رؤيتها هي أولا وأخيرا ، خصوصا بعد اتفاقية ( آصف شوكت – قرايلان ) ( وهي الاتفاقية بنسختها الثانية ) نهاية ٢٠١١ وبداية ٢٠١٢ ، وجلب مسلحي ب ك ك من قنديل ، وانتشارهم طول الحدود السورية التركية خصوصا في جيايي كرمانج .
رابعا – وجدت تركيا – حزب العدالة والتنمية – ذو التوجه الإسلامي في تنصيب جماعة الاخوان المسلمين السورية على رأس المعارضة السورية بالرغم من حجمها المتواضع ، وعدم اهليتها لقيادة معارضة مجتمع متعدد الاقوام ، والأديان ، والمذاهب ، ضمانة للاستيعاب ، واللجم ، والالتزام بعدم تجاوز الخطوط الحمر ، خصوصا وان مرحلة ( المجلس الوطني ) شهدت نشاطات ، ومحاولات إقليمية محمومة ، لتحقيق مشروع اسلمة ، وأخونة ثورات الربيع ، بدلا من تثوير ودمقرطة المنطقة ، ولم يكن المشروع بمعزل عن رضا إدارة أوباما ، ومعظم الدول الأوروبية .
خامسا – نشرت سابقا في عدة مناسبات انني شخصيا وخلال دعوتي الى وزارة الخارجية التركية عام ٢٠١٠ كشخصية وطنية كردية مستقلة ، ولقائي مع وكيل الوزارة السيد – سنرلي اوغلو ومسؤول الملف السوري خالد جيفيك – آنذاك ، صارحتهما بالقول ان هناك عتب من جانب سوريي المعارضة لانحيازكم الى جماعة الاخوان وهي لاتستحق بل تشكل عامل تفرقة واستفزاز للمجتمع السوري المتعدد الاطياف ، فكان الجواب انهم كدولة علمانية ليسوا كذلك ولكن قد يكون لحكومة حزب العدالة موقف آخر ؟ ولم اكن بحاجة لمن يخبرني عكس ماكنت اتصوره وهو ان تركيا أيضا تعمل من اجل مصالحها ، وليست اجيرة لدى البيانوني والشقفة .
سادسا – وبسبب الصراعات بين محاور دول الخليج ، والتنافس بين اطراف النظام العربي الرسمي ، وكذلك الاقليمي ، وبعد تلكؤ مشروع الاسلمة والاخونة ، حيث واجهته الدول الخليجية الرئيسية ، استعيض عنه بحل وسط ، بتشكيل ( الائتلاف ) على انقاض ( المجلس ) ، كتحالف مستجد بين الإسلام السياسي ، والوافدين من مؤسسات النظام الإدارية ، والحزبية ، والأمنية ، وكتسوية لادارة الازمة السورية ، وليس دعم المعارضة لتحقيق اهداف الثورة .
سابعا – جميع الدول ، والأطراف التي تعاملت مع الملف السوري مابعد الثورة ، وبدون استثناء ، لم تقطع العلاقات مع النظام السوري فحسب ، بل وسعت معه وعمقت وتيرة العلاقات الأمنية تحت ذرائع متعددة مثل تحرير او تبادل السجناء ، والمختطفين ، او المساعدات الإنسانية ، وقد شملت ذلك حتى ميليشيات حزب الله ، وجماعات أخرى متهمة بالإرهاب ، واكثر من ذلك واصل بعضها تقديم الأموال لها حتى يومنا هذا ، وذلك خدمة لمصالحها ، فهل سمع احد يوما ان ( المجلس والائتلاف ) طرحا هذا الموضوع ، او توقفوا عنده ، او وجهوا النقد الى تلك الدول ، والأطراف ؟ .
ثامنا – حتى عشية اندلاع الثورة السورية ، وقبلها باعوام ، كانت جماعة الاخوان المسلمين السورية تتواصل مع أجهزة الامن السورية ، وتستجدي تركيا للقيام بدور الوسيط ، ( وقد تاكدنا من ذلك عام ٢٠٠٦ خلال احد اللقاءات للامانة العامة لجبهة الخلاص في بروكسل حيث واجهنا البيانوني بمعلومات حولها ) ، فاذا كانت من قادت الثورة والمعارضة منذ قيام ( المجلس ) تقترف العمل الشنيع المناقض لمصالح السوريين ، بل اكثر من ذلك كان الايرانييون وسطاء في عدة مراحل فلماذا معاتبة غير السوري ؟ اليست مسؤولية هذه الجريمة السياسية تقع أولا على عاتق ( الاخوان ) ومن عمل تحت رايتهم كملحقين من مدعي اليسار ، والليبرالية ، وتمثيل الكرد السوريين ؟ الى درجة ان احد هؤلاء المنافقين كتب قبل أسبوع مقالة تحت عنوان ( القضية السورية في بازار الصفقات الدولية ) ؟! ملمحا ان ذلك حصل مابعد ( مجلسه ) ؟؟!.
تاسعا – لكل تلك الأسباب ، ومن اجل طي صفحات الحقائق ، وطمس قرائن وآثار الجريمة ، وقفت قيادات ( المجلس ) أساسا ، و( الائتلاف ) ضد أي عملية مراجعة منذ أعوام ، ومساعي عقد مؤتمر وطني سوري شامل الذي سيتكشف فيه المستور ، وسيصدر فيه حكم الشعب على كل من تآمر ، واستغل الدماء ، والمعاناة لمصالح حزبية ، وآيديولوجية ، وشللية ، وفردية ، وبالاخير فان أعداء شعبنا وخصومهم بالخارج معروفون ، مذ ماقبل الثورة وحين نحرها ، ومابعدها حتى الان ، وماهو غير واضح حتى الان لعامة الشعب مسؤولية السوريين من متصدري المعارضة ، ولكن لااعتقد ان الهروب الى امام ، ورمي القذارات على العامل الخارجي فقط لن يفيد هؤلاء ولن ينقذهم من لعنة الأجيال .
وهنا لن نتفاجأ ابدا بتصريحات المسؤولين الاتراك لانها لا تحمل جديدا ، وانها لن تقدم ولن تؤخر المعادلة الراهنة المتحكمة بالمصير السوري ، كما لن نتفاجأ ابدا بنفاق ، ومزايدات متصدري ( المعارضة ) الذين اجهضوا ثورتنا المغدورة وهي في ريعان الشباب ، مانحن بحاجة اليه هو مؤتمر وطني سوري بالرغم من صعوبته في ظل الظروف الراهنة ، وعلى السوريين ان يتاكدوا للمرة الالف ، ان الارادات الإقليمية ، والدولية ( وبسبب انحراف المعارضة وضعفها ) تميل منذ البداية لمصلحة استمرارية نظام الاستبداد ، وإعادة سيطرته على كامل المناطق ، الى جانب رغبة العديد من الفصائل ، والميليشيات ، والأحزاب ، والتيارات لتحقيق ذلك ، وبينها اطراف حزبية كردية معروفة ، وذلك بعد ان اوصلوا الشعب الى وضع يترحم على الماضي بكل مساوئه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق