الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مخاطر التظاهر المضاد على السلم الاهلي في العراق
محمد رضا عباس
2022 / 8 / 15مواضيع وابحاث سياسية
العملية السياسية في العراق في خطر , حياة المواطن العراقي في خطر, بالحقيقة حاضر ومستقبل العراق في خطر بسبب تعنت الاطار التأسيسي ( جميع الأحزاب الشيعية عدا التيار الصدري ) والتيار الصدري . كل جانب استعمل الشارع العراقي ساحة له لإعلان مطالبه المتنافرة بدرجة 360 درجة . التحالف يطالب بحل البرلمان وانتخابات جديدة , فيما ان الاطار يقول ان طلب التحالف غير دستوري وان حل البرلمان يأتي من قبل البرلمان نفسه لا من قبل إرادة سياسية لاحد الأطراف . الدستور بجانب الاطار من هذه الناحية ,حيث لا قوة تستطع حل البرلمان الا نفسه , بعد ان سقط الطريق الثاني وهو طريق رئيس الوزراء بعد موافقة رئيس الجمهور لكون ان كلا المنصبين ليس له الدعم القانوني لحل البرلمان وان وظيفتهما هي تسيير اعمال البلاد. ففي بيان صحفي لرئيس ائتلاف " دولة القانون " السيد نوري كامل المالكي ذكر فيه " ان الشارع لا يمكن ان تستحوذ عليه جهة دون اخرى , وانما هو ساحة تفاعل واستجابة لكل ما هو دستوري ومشروع .. (وان الذين) تظاهروا اليوم , يريدون ان يروا مؤسسات الدولة تعمل وتنشط , وتقدم الخدمات والرعاية و الاعمار و لا يريدون ان يروها معطلة دون وجه حق شرعي ولا وطني ولا دستوري", في إشارة له الى اعتصامات انصار التيار الصدري حول البرلمان العراقي .
هذا وأعلنت قوى الاطار تحويل مظاهرات يوم الجمعة الى " اعتصام مفتوح" ونشرت قائمة بأبرز مطالبها وهي الإسراع بتشكيل حكومة خدمية جديدة, مطالبة القوى الكردية بحسم منصب رئيس الجمهورية, دعم القضاء العراقي ,وانهاء تعليق مجلس البرلمان , واختتم البيان بان تظاهراتهم هذا اليوم هي تظاهرات شعب لحماية الدولة من الفشل والسقوط " الشعب يحمي الدولة" . الحمد لله , لم ينتج من تجمع كلا الفريقين يوم الجمعة الى ما يوجع القلب و فراق الاحبة , بعد ان أغلقت قوات الامن العراقية الجسر المعلق وبعض الطرق لمنع حدوث اشتباكات بين انصار القوتين المتنافستين .
ماهي مخاطر دفع الأنصار الى الشارع في هذا الوقت ؟
1. عدم نضوج الفكر الديمقراطي بين اغلب العراقيين بما فيهم ساستهم الكبار . النظام السياسي في العراق تتحكم به العوائل الكبيرة , العشائر , والزعامات السياسية التقليدية. الديمقراطية شيء ثاني . التنافس بين الأحزاب ليس من الضرورة ينتهي بالطرق الحضارية .
2. انصار التيار الصدري في الاغلب من الطبقات المسحوقة والتي تنظر الى السيد مقتدى الصدر القائد المخلص , بل تذهب مجموعة منهم ابعد من ذلك على انه " المهدي المنتظر" , وتصور ماذا سيحدث في العراق لو أراد هذا " المهدي" من الانتقام من منافسيه. في الطرف الاخر تقف قوى الاطار وهي مدعومة بقوى عشائرية كبيرة ولها نفوذ في اغلب محافظات العراق.
3. لا يوجد هناك لون رمادي بين الطرفين . طرف يريد حل البرلمان شعبيا والطرف الاخر يوافق على حل البرلمان عن طريق البرلمان نفسه.
4. الصراع السياسي وان كان لحد الان لم تسقط فيه الدماء , الا ان هذا الصراع دخل في كل بيت وفي كل حارة وكل وحدة إدارية في المناطق ذات الأكثرية الشيعية .
5. الخوف من هذا الصراع يعود الى ان كلا الطرفين بدء بتحشيم ( العطف ) العشائر المعروفة بالاستجابة السريعة الى النخوة ومد المساعدة حتى ولو كان على حساب دمائهم .
6. كلا الطرفين يملك السلاح والعتاد والرجال الشرسين .
7. وفي حالة اندلاع صراع مسلح فانه سوف لن يستثني حارة من حارات الوسط والجنوب العراقي .
8. وبسبب كثرة أعداء العملية السياسية من الداخل والخارج , فان اندلاع الصراع سيكون سهلا وغير مكلفا لمن لا يريد للعراق الاستقرار . كل ما تحتاجه هذه القوى هو قتل عدد من انصار أي الطرفين لينتج عنه اندلاع الحرب .
9. واذا اندلعت الحرب بين الطرفين فأنها سوف لن تنتهي الا بنهاية احد الأطراف . ايران سوف لن تكون الدولة الوحيدة التي ستتدخل في العراق , وانما السعودية وامريكا وإسرائيل أيضا.
10. على الاغلب سيكون الرابح من اندلاع الاقتتال هو التيار الصدري وليس قوى الاطار , لكون ان الميديا العالمية مستمرة باتهام الاطار بالذيلية الى ايران وان التيار الصدري هو التيار العروبي في العراق . وتعرف جيدا ان كلمة " عروبي" تستهوي الكثير من أبناء الوطن العربي.
11. ولهذا السبب فقد صعد السيد الصدر من نبرة تعامله مع الاطار واتهمهم بانهم غير صادقين ولا يريدون دولة يحكم بها القانون وانهم ذيول للخارج , مخاطبا لهم " لا اضنكم قاعدة عريضة ولا تيار واسع بل انتم تخوضون مع شعبكم صراع وجود وهيهات ان يستمر فسادكم ."
12. فرحة التيار بالانتصار سوف لن تبقى طويلا لأربعة أسباب : أولا , وان كثر عدد انصار السيد مقتدى الصدر , الا ان عددهم قليل جدا مقارنة الى عدد القوى التي ترفض هيمنة التيار الصدري على إدارة الدولة . تذكر ان نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة كانت حوالي 20% , فيما ان 80% من الشعب العراقي لم يشارك في الانتخابات لسبب او لأخر. ثانيا, المواطن العراقي سأم من حكم العائلة , ومن يتتبع تصريحات السيد الصدر سوف لن يجد عناء بكثرة ترديد عبارة ال الصدر . بل هناك اخبار تقول ان السيد يريد تعيين ابن عمه السيد جعفر الصدر رئيس للوزراء. ثالثا, وان كان هناك تطابق بين اهداف السيد مقتدى الصدر والدول الرافضة للاطار , الا ان هذا التطابق سوف لن يبقى طويلا , لان بعض توجهات السيد الصدر تختلف تماما عن توجهات الخارج . رابعا , سيصبح مصير العراق في احسن الأحوال مثل مصير افغانستان , استحوذت "طالبان "على السلطة , الا ان السلام بين مكونات الشعب الافغاني بعيد المنال . أهالي قتلى النزاع سوف لن يكتفوا بدفن موتاهم , بل سيطالبون بالثأر لهم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار