الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امانٍ مدفونة لرؤى شخصية

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2022 / 8 / 16
الصناعة والزراعة


الآفات التي تظهر في مرافق القطاع العام وتتفاقم يوما بعد الاخر، تدعوا الى ضرورة التفكير في إجراءات الخصخصة وتحويل اغلب تلك المرافق الى القطاع الخاص حتما. الخصخصة تحتاج الى اسناد قانوني وتشريع خاص من قبل الدولة. القوانين الحالية لا تعطي حرية الحركة للاستثمارات الخاصة، وتعيق حركة رؤوس الأموال والتبادل الصناعي.
الأشجار المثمرة نمت من بذور صغيرة، هُيئت لها المناخ والتربة والمياه والرعاية المستمرة لتكبر وتعطي اكلها من الخيرات، كذلك الصناعة تتطور من ورش صغيرة تتطور مع الزمن إذا توفرت لها المناخ المناسب والرعاية بالتشريعات المحفزة والتمويل والاسناد. لقد تطورت الصناعات في البلدان المتقدمة من عقول تمتلك ورش ومحال عادية، شبيهة بالأحياء الصناعية عندنا. تجري في الاحياء الصناعية في العراق عشرات الابتكارات والتصنيع والتحويرات التي ترفع من قيمة الالة وتطيل عمرها، وكل تلك الابتكارات تؤد في زمن قصير للأسف.. تعكس هذه الاحياء الصناعية نواة لتقدم البلاد في مجالات الصناعات الخفيفة والمتوسطة، وتكمل حلقات التكامل مع النشاطات الأخرى، لتنعكس إيجابا على كل مناحي الحياة. فيرفد الفلاح بالوسائل الكفيلة لتطوير حقله، والاخيرة بحاجة الى اسناد المكاتب الاستشارية المعطلة في هيكلية الدولة، التي يمكن تطويرها الى مراكز أبحاث تعنى بالتطوير الزراعي وزيادة الإنتاج، ليساهم في النهضة الزراعية فيما لو خصخصته، وتبقى مسؤولية الدولة في توفير الحماية لهكذا قطاعات إنتاجية مهمة وتوفير مستلزمات نهضتها وتطويرها والحفاظ على استقلاليتها واستقرارها، وعدم اعلان الحرب عليها خلال اثقالها بالضرائب و القيود وتعقيد اتصالاتها مع الأسواق الخارجية، وبالنهاية تفشلها وتجبر أصحابها على هجرة هذه الصناعات بل البلاد، وهناك مئات الامثلة على ذلك..
ان الاسناد الحقيقي لهذه القطاعات الخاصة تأتي من خلال سلخ المرافق الحكومية الآيلة للسقوط والتي تعاني الانهيار والخمود والجمود من جسد الدولة المتعب، واعادة الحياة لها بفاعلية القطاع الخاص المتمرس بفضل قدرته على اتخاذ القرارات الحرة وتجاوز الروتين، لترفد جميع النشاطات باحتياجاتها الاسنادية ضمن منظومة صناعة القطاع الخاص..
ولعل تقلبات السوق منذ أكثر من أربعة عقود خلت، هي أعظم مشكلة تواجه الاستقرار، فتقلبات العملة المتلازمة (أطلق عليها في الماضي بالبوري)، وآخرها تلك التي حدثت قبل ثلاثة أعوام، اثرت سلبا على ارباب الصناعة والتجارة والزراعة والصناعات التحويلية، لتبقي الحياة الصناعية والتجارية والزراعية في حالة انكماش وأوضاع غير مستقرة ومهددة بالانهيار وتدني الكفاءة.
الخصخصة علاج، بشرط وجود بيئة سياسية مستقرة ونظام حكم عادل نزيه، وتوافر ذوي الدراية الفنية والاقتصادية والقانونية في مرافق الدولة ذات العلاقة، فالتوقيت مهم بقدر أهمية موضوع البحث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة