الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في توظيف التكنولوجيا الإدارية والتعليمية بالمدارس والمعاهد التابعة لوزارة التربية التونسية (الجزء الثاني).

علاء الدين حميدي
كاتب صحفي.

(Hmidi Alaeddine)

2022 / 8 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


معوقات التكنولوجيا الإدارية، دراسة حالة: وزارة التربية التونسية.

شرعت تونس في إدماج التكنولوجيات الجديدة في التعليم والتكوين والتسيير وبدعم وظائف البحث والتقييم منذ 2002 وذلك بهدف تحسين التسيير والتصرف في المنظومة التربوية: كما انطلقت بالتوازي في تأهيل كل العاملين فيها عبر برامج خاصة للتكوين المستمر. وفي تعميم استعمال الإعلامية في الإدارة على جميع المستويات المركزية و الجهوية. إضافة إلي إعادة هيكلة نظم المعلومات بالوزارة وربطها بعضها ببعض. وعلي الرغم من ذلك لم تبرز هذه الإرادة علي أرض الواقع بل تبدوا إلي اليوم محتشمة لعدة معوقات لعل أبرزها ضعف الإطار الإداري علي الرغم من الدورات التكوينية المتكررة في العديد من النقاط لعل أبرزها منظومة إنصاف و ايديسارف و قانون الوظيفة العمومية. غير أنه من الصدق الإقرار بندرة الدورات التكوينية في مجال التكنولوجيات المعاصرة. والثابت لدينا أن الدورات التكوينية لم تكن معوقة لتوظيف التكنولوجيا في المؤسسات التربوية التونسية بل يمكن تلخيصها أساسا في الضعف الواضح والمفضوح لإطارات الإدارة التربوية وعدم قدرتهم على مجاراة التطور التكنولوجي الحاصل على مستوي البرامج وأنظمة التشغيل إضافة إلي الضعف الدائم لشبكة الانترنيت للإدارات المركزية والجهوية وحتى المؤسسات التربوية على الرغم من الترقيع في سرعة تدفق الانترنيت في تونس. دون أن نستذكر قلة اِطلاع القيادات التربوية على خبرات الدول المتقدمة في مجال اِستخدام التكنولوجيا الحديثة.



معوقات التكنولوجيا التعليمية، دراسة حالة: وزارة التربية التونسية.

في تونس، يعتمد بعض المدرسيين على الوسائط المتعددة خاصة في تدريس بعض المواد العلمية والتقنية. ومن بين هذه الوسائل والتقنيات نجد "الداتا شو" و"البروجكتر" و"الرسوم" وبالفيديوهات". ومؤخرا بات الاعتماد على اللوحات في المدارس بالنسبة للمواد الإنجليزية. في حين لا زالت تشكوا المؤسسات التربوية عدم اعتماد علي السبورة التفاعلية وغيرها من التقنيات المذكورة سابقا.

لا تختلف معوقات توظيف التكنولوجيا في المؤسسات التربوية في تونس، عن تلك التي تم تشخيصها في الأقسام السابقة. بل نستذكر بعضا منها لنضيف إليها ما رأيناه مناسبا ويستحق الذكر والتنصيص في بحثنا هذا. وقد ارتئينا إلي تقسيم المعوقات إلي أصناف عديدة نذكرها تباعا. يُشار إلي أن الدراسة قد خلصت إلي كون المعوقات المتعلقة بالمدرسين، بالتجهيزات وخاصة المعوقات المالية والاقتصادية تُعتبر الأبرز.



معوقات متعلقة بالمدرسيين:

جهل المدرسين للتقنيات الحديثة وعدم قدرة كبار السن منهم على اِستعمال الحاسوب أصلا.

عدم القدرة على مجاراة مستوي ونسق التلاميذ في استعمالهم للحاسوب.



معوقات متعلقة بالتلاميذ:

اعتبار استعمال الحاسوب من باب التسلية واللعب.

سوء استعمال الأجهزة من قبل التلاميذ وتعطيبهم لها عمدا.

عدم توفر دورات تكوينية لفائدة تلاميذ المدارس الريفية والنائية الجاهلين بكيفية اِستعمال الحاسوب.

صعوبة توفير التجهيزات في كل المدارس والمعاهد وعدم القدرة على توزيعها بكل ديمقراطية.



معوقات متعلقة بإطار المرافقة:

ضعف قدرات إطار المرافقة على التعامل مع هذه التجهيزات.

اعتبار الأمر من باب التسلية.

تخوفهم من خروج اِستعمال هذه التقنيات عن الجانب التربوي.



معوقات تقنية:

ضعف إطارات مراكز الصيانة التابعة للوزارة.

عدم التدخل الفوري لأعوان الصيانة وعدم توفر قطع الغيار.



معوقات متعلقة بالتجهيز:

ضعف البنية التحتية للمؤسسات التربوية.

افتقار عديد الأقسام إلي مصادر للطاقة داخلية لتشغيل الحواسيب.

ضعف قوة الحواسيب الموجودة بمخازن وزارة التربية التونسية.

قلة أعداد الأقسام وهو ما يحول دون القدرة على تخصيص قاعات خاصة ومجهزة بالحواسيب والتقنيات الحديثة.



معوقات اقتصادية ومالية:

ارتفاع تكلفة شراء التقنيات والأنظمة المشغلة.

عدم تخصيص منح تحفيزية للمدرسين و لإطار المرافقة.

عدم توفر الاِعتمادات وضعف إطارات الإشراف على الموارد المالية.



الخلاصة:

في هذه الدراسة بحث وسعي لمعرفة مدى توظيف التكنولوجيا التعليمية والإدارية في المدارس والمعاهد التابعة لوزارة التربية التونسية ولدرجة توفر التكنولوجيات والوسائل بالمؤسسات التربوية إضافة إلي البحث في معوقات توظيف واستخدام معوقات هذه التكنولوجيات.

في هذه الدراسة بحث في قدرات المدرسين والإداريين على استعمال هذه التكنولوجيات في التدريس والإدارة. وقد اعتمد الكاتب وركّز على العديد من المنشورات العلمية والتربوية، ذات الصلة، في بحثه هذا. نتائج هذه البحث وتوصياته تمثل تلخيصا لأراء المدرسين والتلاميذ المباشرين والقدامى إضافة إلي الإداريين. وقد توصلت الدراسة إلي توفر تكنولوجيات التعليم البسيطة مثل الداتا شو والبروجكتر، الحاسوب وعارض الشرائح بكثرة في المؤسسات التربوية الراجعة بالنظر إلي المندوبية الجهوية للتربية بسوسة. غير أن نسبة استعمالها غير مرتفعة وترجع الأسباب أساسا لعدم إجبارية اِستعمال هذه التقنيات وجهل بعض المدرسين بها. كما توصلت الدراسة إلي أهمية عمليات ودورات التدريب الخاضعة لأشراف متفقدي المواد العلمية والتقنية في مراكز التكوين المستمر على الرغم من تكرارها سنويا بطريقة صارت مملة.

في خصوص التكنولوجيا الإدارية توصلت الدراسة إلي ضعف إمكانية و قدرات العديد من الإداريين و جهلهم بالتطورات التكنولوجية إضافة ندرة الدورات التكوينية في المجال و عدم توفر قاعدة بيانات رقمية لمعطيات التلاميذ التي لا تزال إلي اليوم تحفظ ورقيا لا رقميا كما خلصت الدراسة إلي ضعف مستوي قيادات الإدارات الجهوية و حثي المركزية و قلة خبرتهم و اطلاعهم علي التجارب الأجنبية. في ختام هذه الدراسة، يوصي بضرورة التوعية لأهمية توظيف التكنولوجيا في قطاعات الوزارة المختلفة و خاصة في مجال الإدارة و التدريس.



المراجع:

علاء الدين حميدي ، كتاب دراسات و بحوث تربوية.. تونس نموذجا، 2022، دار نور للنشر ،

ISBN-13: 978-620-4-72126-2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج