الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامبراطورية الروسية - 02 إيفان يغزو قازان

محمد زكريا توفيق

2022 / 8 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل الثالث.

كيف دمر إيفان قازان

كان هناك فصيلان معاديان، يسعيان دائما للسيطرة على فصائل في مدينة قازان، التي تقع شمال البحر الأسود، الغنية والرائعة.

بعض مواطني قازان، كانوا يفضلون سيادة موسكو. آخرون، وربما الغالبية، كانوا يريدون حماية خان القرم. مدينة القرم، تقع جنوب غرب روسيا، وقريبة من قازان.

في عام 1552، قرر إيفان أخيرا، القضاء على هذه المدينة المسلمة، وتحرير نفسه من أعدائه الشرقيين. كان بالكاد قد أنهى استعداداته، عندما بلغته الأخبار أن خان القرم كان يغزو روسيا.

أرسل على الفور، الأمير كوربسكي مع خمسة عشر ألفا من الجنود، الذين التقوا بضعف هذا العدد من التتار في تولا جنوب موسكو. لكنهم أجبروا التتار على التراجع، تاركين أسراهم وجمالهم.

ثم أبحر إيفان، مع مائة وخمسين ألف رجل، ومائة وخمسين مدفعا، نهر الفولجا في قوارب، وخيم تحت أسوار قازان. فقال التتار فيما بينهم:

"هذه ليست المرة الأولى التي نرى الروس يأتون ضدنا. وهم دائما يتراجعون. والآن نضحك عليهم ونحتقرهم".

وجاء أيضا سحرتهم إلى الأسوار عند شروق الشمس، وقاموا بتلاوة التعاويذ. وكان لدى الروس بعض الاعتقاد في أن صراخهم وإيماءاتهم، قد أتت بنتيجة. لأن عاصفة رهيبة، قد هبت عليهم في الحال، فهدمت العديد من الخيام ودمرت المؤن.

فأرسل إيفان إلى موسكو، يطلب الصليب المقدس، الذي أعطي إلى القديس فلاديمير في معموديته. وبالتالي يمكن مواجهة التعويذات بتعويذات مضادة.

ثم اعتدل الطقس، على أي حال، وحصل إيفان على إمدادات جديدة، وقام ببناء أبراج منقولة، ووضع مدافع عليها. وقام بحصار المدينة تماما، بحيث لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج منها.

قام التتار بالدفاع عن قازان بقوات تبلغ اثنين وثلاثين ألفا وخمسمائة مقاتل، الذين قاموا بالعديد من الهجمات، وقاتلوا يائسين، لكي يعيقوا تقدم الروس، ولكي يستولوا على الأبراج التي بناها الروس.

عرض إيفان، بشكل متكرر، عليهم شروط الاستسلام الشريفة. وأخيرا، قام بعرض بعض سجنائهم وهم معلقين على أعمدة أمام الأسوار، لإرهاب الخان ودفعه للاستسلام.

لكن جنود قازان أطلقوا عاصفة من السهام قائلين:

"إنه من الأفضل لهم أن يموتوا على أيدي طاهرة لأصدقاء مسلمين، على أن يقتلوا على أيدي هؤلاء غير المختونين الضالين"

بدأت المياه تشح في المدينة المحاصرة قازان. ومات الناس من العطش، وتعرضوا لمجاعة. فدب الخلاف بينهم. البعض أراد الاستسلام. لكن استمر الحصار.

الأبراج المتحركة للروس كانت تقترب من الأسوار. رماة النبال، من الحرس الشخصي للقيصر، كانوا يصطادون التتار في أبراج المراقبة. المهندسون الألمان في الجيش الروسي، قاموا بتدمير المصاطب التي كان يختبئ خلفها التتار. وجاء القيصر بنفسه، لكي يشاهد سير القتال، ولكي يشجع جنوده.

عرض عليهم إيفان العرض الأخير، رأفة بهم، لكنهم قالوا:

"لن نيأس. إذا تسلق الروس الأسوار، أو أخذوا الأبراج، سنبني أسوارا أخرى، وأبراجا أخرى. إننا نفضل أن نموت جميعا على أن نستسلم"

فقام القيصر بالاستعدادات للهجوم.

"وضع ألغاما تحت قازان،
تحت المدينة حفر ألغاما،
هناك دفن البراميل.
براميل من خشب البلوط.
مملوء بمسحوق أسود قوي.
أضاء فتيل الشمع الأصفر.
التتار في قازان،
كانوا يقفون على الجدران"

كان الوقت، هو الصباح الباكر. وكانت أشعة الشمس، قد بدأت تصبغ قمم المآذن، باللون الذهبي.

في المعسكر الروسي، كان الجنود يستعدون للمعركة الكبرى. وفي خيمة الكنيسة، كان القيصر يستمع إلى هذه الكلمات:

"ليكن هناك حظيرة واحدة وراع واحد".

وفجأة جاء صوت الرعد، واهتزت الأرض.

"كان لدى القيصر الوقت الكافي ليقول كلمة واحدة، عندما بدأت مدينة قازان في الانهيار. تنهار، أو تسقط، أو تهرع إلى النهر"

ومضى الكاهن بصوت المنتصر، يقرأ كيف سيخضع الرب كل عدو، عندما دوى انفجار ثان، أعلى صوتا من الانفجار الأول.

صرخ الروس قائلين: "الله معنا"

ثم اندفعوا إلى داخل المدينة. كانت الشوارع ضيقة. قاتل التتار، دفاعا عن كل شبر من الأرض. من قمم المنازل، سكبوا الماء المغلي، ودحرجوا إلى أسفل عوارض ثقيلة.

الروس، الذين رأوا الغنائم الغنية، نسوا أنفسهم، وبدأوا في النهب والسلب. لقد كانت لحظة حرجة. ثم جاء التتار بأعداد جديدة.

لكن، أحضر القيصر فجأة المساعدة. وقاموا بدفع التتار إلى الوراء. فلجأوا إلى المساجد. فلاحقهم الروس. كانت هناك معركة رهيبة. قتل فيها الزعيم الديني للتتار.

ولجأ الخان إلى قصره للحماية. وبعد ذلك، عندما يئس من المقاومة، حاول الهروب مع عشرة آلاف رجل. لكن الأمير كوربسكي، حال دون ذلك. فصرخ التتار:

"كنا نقاتل حتى الموت من أجل الخان والمسجد. لكن الآن، أصبحت قازان ملكك. ونحن نسلم لك الخان، وهو على قيد الحياة، وبصحة جيدة. خذه إلى قيصرك.

أما بالنسبة لنا، فنحن ذاهبون للخلاء، لكي نتجرع معك كأس الموت"

بعد أن تركوا أماكنهم، قفزوا أسفل الأسوار نحو مستوطنة قازانكا. فلاحقهم الأمير كوربسكي، وقطعهم إربا.

في هذه الأثناء، دخل إيفان، لابسا درعه الغني المتلألئ بالذهب والريش، المدينة المغتصبة، يحيط به النبلاء. وأمر جنوده بقتل كل من حمل أو كان لديه سلاح. وترك النساء فقط والأطفال.

يقال إنه، عندما رأى قتلى التتار، بكى عليهم وقال: "إنهم ليسوا مسيحيين، لكنهم بشر". وأمر بتنظيف المدينة. وفي المكان الذي تم فيه القبض على الخان، بنى كنيسة مسيحية.

ثم قام بهدم كل المساجد والمآذن، وبنى مكانها الكنائس والأديرة. ثم أعاد تسكين المدينة بالروس.

بعد ذلك، قام إيفان بتوزيع الكنوز والعبيد على الجنود. بالنسبة لحصته الخاصة، أخذ كل متعلقات الخان. "التاج والصولجان ورداءه الأرجواني".

ذهب الخان إلى موسكو، وتعمد تحت اسمه، سمعان، وصار لوردا في المحكمة. قصيدة طويلة كانت متداولة بين الناس، تحكي كيف كانت زوجة قيصر قازان، مضطربة من رؤية قد رأتها في المنام. قالت:

"استيقظ، وقم. يا قيصر سمعان. هذه الليلة لم أستطع النوم إلا قليلا. لقد رأيت الكثير في الحلم. لقد رأيت نسرا أزرق في أسود يحلق، وسحابة خطيرة تنحدر من موسكوفا وتهبط على مملكتنا" هكذا تحقق حلمها.

عندما عاد إيفان مظفرا ومكللا بالغار، إلى نهر الفولجا، جاء رسول بالأخبار التي تفيد، بأن ابنه الأول، ديمتري، قد ولد. وبينما كان يتجه إلى موسكو، هرول جميع الناس لمقابلته، ومن آلاف الحناجر، ارتفع الهتاف:

"عاش القيصر المقدس، فاتح بلاد البرابرة، وحامي العقيدة "

بعد عامين، قامت رحلة استكشافية، من ثلاثين ألف رجل، جاءوا عن طريق نهر الفولجا، وقاموا بتنصيب "درويش على" على عرش مدينة استراخان في جنوب روسيا.

أقسم درويش على بدفع جزية كبيرة في صورة أسماك وأموال، لكنه سرعان ما قام بطرد المبعوث الروسي من المدينة، ثم دخل في علاقات مع خان القرم.

فتم غزو مدينة استراخان، وضمها إلى روسيا. بذلك، يكون نهر الفولجا، "ذلك الشريان الكبير للتجارة الشرقية، هو الآن يتدفق عبر مساره، من منبعه إلى مصبه، عبر أرض القياصرة"

كل هذه الأحداث تركت انطباعا كبيرا لدى الروس. الاستيلاء على مدينة التتار، كان موضوع العديد من القصائد الملحمية. وكانت قازان، هي أول مدينة، أخذها الروس بعد حصار منتظم.

أدرك الأتراك عواقب هذا النصر، وكانوا قلقين بشدة. جاء سفراؤهم إلى موسكو للاحتجاج. وكتب السلطان إلى خان النوجاي شمال القوقاز: "أيام إيفان، القيصر الروسي، معدودة".


الفصل الرابع

الهزيمة في الغرب والغزو في الشرق

بعد الاستيلاء على مدينتي الفولجا، حث الوزراء إيفان على توجيه قواته إلى خان القرم، ووضع نهاية لآخر حشد من التتار. لكنه كان أكثر طموحا، ولديه بعض المظالم وتصفية حسابات مع حكام ليفونيا، التي تقع في غرب روسيا.

في عام الحريق العظيم، كان هناك مواطن من سكسونيا يدعى شليت في موسكو، يجرى العديد من المحادثات الطويلة مع القيصر بشأن انتشار الحضارة في ألمانيا.

أخيرا، أعاده إيفان لكي يجند عدد من الأطباء والصيادلة والحدادين والمترجمين الفوريين والفنانين وغيرهم من الحرفيين، لكي يعملوا في روسيا.

فطالب حكام ليفونيا من الإمبراطور، الحق في إيقاف هؤلاء الحرفيين على الطريق، خوفا من أن تصبح روسيا المتحضرة المستنيرة، قوية جدا.

وبينما كان الحرفيون في طريقهم لركوب السفينة إلى لوبيك، تم القبض على شليت وسجنه، وتشتيت رجاله. أحدهم، ويدعى هانز، حاول الهروب إلى موسكو، ولكن بعد حوادث مؤسفة مختلفة، تم القبض عليه وإعدامه.

كان إيفان غاضبا بسبب هذه الأنباء، لكنه في ذلك الوقت كان منشغلا تماما بقازان. بعد ذلك، عندما جاء مبعوثون من ليفونيا عام 1554، إلى موسكو، يعرضون عقد معاهدة مع القيصر، ادعى إيفان أنهم سرقوا تجاره. وأدت مطالبتهم بدفع الجزية إلى الحرب.

فقام الجيش الروس بالاستيلاء على "نارفا"، "دوربات"، وثمانية عشر مكانا آخر، بالإضافة إلى مدينة بولوتسك الروسية القديمة.

في البداية، بدا الأمر كما لو أن إيفان سيكون ناجحا في الغرب، كما كان في الشرق. لكن، هب سيجيسموند، ملك بولندا، للمساعدة في فرض النظام، وطالب بهدنة.

جمع إيفان مجلس الإمبراطورية العظيم، ووقف على المنبر الحجري الدائري يطلب رأي الأعضاء. فقرر المجلس عدم الموافقة على السلام، ومواصلة الحرب.

كان لخان القرم، أهدافا مشتركة مع سيجيسموند. فقام بغزو روسيا عام 1571، وأخذ إيفان على حين غرة. وقم بإشعال النار في ضواحي موسكو.

امتد الحريق إلى المدينة، وأحرقت كلها في أربع ساعات. لم يبق منها شيء سوى الكرملين. ثم انسحب سيجيسموند ومعه مائة وخمسون ألف أسير.

عندما عاد إيفان إلى موسكو، ووقف مبعوثو التتار أمامه، قدموا له خنجرا لكي يطعن به نفسه. وسلموه رسالة وقحة من الخان تقول:

"أنا أحرق، وأدمر كل شيء، بسبب قازان واستراخان. كل ثرواتك قد تحولت إلى رماد. لقد جئت وأحرقت موسكو. تمنيت أن أحرق تاجك ورأسك أيضا، لكنك لم تظهر نفسك. ولم تواجهني. يا له من عار، أن تتباهى بأن تكون قيصر روسيا. ولا تستطع الوقوف ومحاربتي.

هل تريد أن تعيش وتكون صديقي؟ سلم لي مدينتينا المقدستين، قازان واستراخان. إذا لم يكن لديك سوى المال تعرضه علي، فهو عديم الفائدة. حتى لو كان ثروة العالم بأسره.

ما أريده هو قازان واستراخان. الطرق المؤدية إلى امبراطوريتكم، أعرفها جيدا"

في العام التالي، جاء للمرة الثانية، لكن إيفان كان ينتظره جاهزا. وقام بطرده بعد مذبحة كبيرة. بعد ذلك، أرسل الخان مبعوثين إلى القيصر، يتوسلون بتواضع لإعادة مدن التتار إليهم. ووعد بعدم الاعتداء مرة أخرى. لكن إيفان لم يكن ليتم رشوته، وكان الرد:

" الآن لا يوجد سوى سلاح واحد يعارضنا، وهو سلاح القرم. لكن، ذات يوم، كانت قازان هي الثانية، واستراخان الثالثة، ونوجاي الرابعة".

في نفس العام، 1572، توفي ملك بولندا، فأراد بعض النبلاء انتخاب ابن إيفان الرهيب، وبالتالي يمكن توحيد الإمبراطوريتين السلافيتين العظيمتين، اللتين تهدد الخلافات الناشئة بينهما، بسبب اختلاف العقيدة، بتدمير أحدهما أو كليهما.

لكن ايفان كان يريد التاج لنفسه. وعندما جاء السفراء البولنديون إلى موسكو للسؤال عن ابنه، بين لهم رغبته، وحاول تبرئة نفسه من تهم القسوة التي وجهها إليه رعاياه:

"يقول كثيرون منكم إنني قاس. صحيح أنا قاس، وعرضة للغضب. أنا لا أنكر ذلك، ولكن على من أقسو؟ أنا قاس على من يقسو عليّ.

إلى الصالح العام، يمكنني التنازل عن الرداء والسلسلة التي أرتديها. وليس من الغرابة في شيء أن يحب الأمراء رعاياهم، وهم يحبونه. لكن رعاياي قد سلموني لتتار القرم. وقادة جيشي لم يقوموا بتحذيري من مجيئهم.

ربما كان الأمر صعبا عليهم، هزيمة قوة لا تعد ولا تحصى. لكنهم إذا كانوا قد فقدوا بضع آلاف من الرجال، وأحضروا لي سوطا أو جلدة من التتار، لكنت قد فرحت.

كنت لا أخشى جيش التتار. ولكن عندما رأيت خيانة رجالي، نحيت جانبا التتار بصفة مؤقتة. ثم غزوا موسكو، التي كان من الممكن الدفاع عنها ببضعة آلاف من الرجال.

لكن، عندما يفشل النبلاء، ماذا يمكن للناس أن يفعلوا؟ موسكو كانت مشتعلة، ولم يخبرني أحد بذلك. إذا عاقبت بعض الرجال، فذلك بسبب جرائمهم. وأنا أسألك، هل تعاقب الخونة أم تجنبهم العقاب؟ أعتقد أنتك ستعاقبهم"

لكن، بالرغم من وعد إيفان "بمراعاة القوانين، وحماية وتوسيع نطاق الحريات في بولندا"، فشل في التودد إليهم. السفير الفرنسي، هنري، شقيق تشارلز التاسع، هو الذي تم إعلانه ملكا على بولندا.

كان هذا هو عام مجزرة سانت بارتيليمي، 1572، في فرنسا، التي ذبح فيها ما بين خمسة آلاف إلى 30 ألف بروتستانتي فرنسي على يد المتعصبين الكاثوليك.

وسرعان ما هرب هنري من وارسو، وانتخب ستيفان باتوري ملكا. كان باتوري واحدا من الرجال الأكثر طموحا وحيوية في عصره. ودخل الحرب مع روسيا بكل سرور.

ظهر فجأة مع جيش رائع قبال مدينة بولوتسك، التي تقع غرب روسيا. الحامية الروسية، في يأس، قاموا بالانتحار ببنادقهم.

ثم تحالف باتوري مع السويد، وقام بغزو شمال روسيا. لكن بسكوف، التي دافع عنها الأمير باسيل شويسكي، أوقفت تقدمه.

الملك الشاب، بعد ثلاثة أشهر من الاعتداء والحصار غير المثمر، اضطر إلى الانسحاب. كان القيصر محبطا بسبب خسائره. فطلب وساطة البابا، الذي أرسل عام 1582، إلى موسكو يسوعيا مع أوامر بضم اتحاد الكنيستين في مفاوضاته.

نجح المبعوث في عقد هدنة بين الدولتين، لكن إيفان أجبر على التنازل عن بولوتسك وكل ليفونيا، وبالتالي، توقف عن عمل أي شيء لمدة ثلاثين عاما.

غزو سيبيريا عام 1581

شعر إيفان الرهيب بخيبة أمل في نتيجة الصراع مع الغرب المتحضر. وإذا كان مشروعه الجريء في "فتح نافذة على أوروبا"، سابقا لأوانه وفاشلا، كانت إمبراطوريته من ناحية أخرى قوية في جهة الشرق.

بدأ أمراء القوقاز يطلبون حماية روسيا، وحماية كل منهم من الآخر، ومن تتار القرم. واعترف قازاك الدون، بالقيصر حاكما لهم. وأضحت بلاد فارس وأراضي آسيا الوسطى، أهدافا هائلة للغزو.

الأكثر رومانسية في تاريخ روسيا، كان غزو سيبيريا. في وقت مبكر من عهد إيفان، جاء جريجوري ستروجونوف إلى القيصر،
وأظهر ولاءه.

قال إن هناك، مائة ميل أسفل بيرميا العظمى، وعلى جانبي كاما، تقع أماكن صحراوية، وغابات سوداء وأنهار وبحيرات، لم تجلب أية إيرادات للقيصر.

طالب جريجوري بالحصول على هذه الأرض لبناء المدن، وتحصينها بالمدافع والبنادق، للاستفادة من مناجم "الفضة وراء كاما".

وافق إيفان، وبدأ ستروجونوف، مع عشرة آلاف رجل، إلى جانب العبيد، في إقامة مدن جديدة، وتأسيس مراكز جديدة للثروة.

تولى أحد قادة قازاك الدون، المحكوم عليه بالإعدام، والذي عفا عنه القيصر، الخدمة مع ستروجونوف وابن أخيه. على رأس ما لا يقل عن ألف مغامر متهور، عبروا "حزام الجبل" من جبال الأورال.

ودخلوا الغابات الواسعة في سيبيريا. في كل مكان، كانت البندقية تنتصر على القوس والنشاب. ماكميتكول، الذي التقى بهم في المعركة، كتب إلى ابن عمه، الخان كوتشوم:

"الروس أقوياء في الحرب. عندما يطلقون، تخرج ومضات النار من أقواسهم، تصاحبها أعمدة الدخان وأصوات رعد هائلة. إنك لا ترى سهامهم، لكنها تجرح بالفعل، وهم يضربون حتى الموت. ولا فائدة من الاختباء خلف الدروع، فهي تخترق كل شيء".

هزم قائد قازاك الخان في العديد من المعارك، وأخذ عاصمته سيبير، بما فيها من كنوز ملكية. ثم تداول مع رجاله، هل يعود أو يمضي قدما؟

قال: "أيها الإخوة، إلى أين نذهب؟ إنه الآن وقت الخريف. الأنهار ستبدأ في التجمد. ولكن دعونا لا نعود إلى الوراء ونجلب لأنفسنا العار والعتاب.

دعونا نثق في الله. إنه يساعد الضعفاء. دعونا نتذكر العهد الذي قطعناه لستروجونوف. إذا كان الله سيساعدنا، فحتى بعد الموت، ستعلو شهرتنا في هذه الأراضي، ومجدنا سيكون أبديا".

صوت الرجال على المضي قدما. طرقوا المناطق المحيطة ب "إرتيش" و"أوبي"، وضموها إلى روسيا. وأرسل ليرماك من قازاك، رسالة لقيصر، يخبره أنه قد غزا من أجله مملكة جديدة.

أما بالنسبة ل"ليرماك"، بعد عام أو عامين، فقد فوجئ بخصومه، وفي محاولة السباحة في النهر العظيم الذي قام باكتشافه، غرق بسبب ثقل معطفه.

أصبح ليرماك بطلا بين الناس. ويتم الاحتفال بأعماله المجيدة في العديد من الأغاني. من قبل الكنيسة، كان ينظر إليه على أنه قديس، وكان يعتقد أن المعجزات كانت تحدث عند قبره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر