الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض سماوية النص الإلهي

هيبت بافي حلبجة

2022 / 8 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في السياق البنيوي لموضوع إشكالية النص الإلهي لابد من الأسئلة الضرورية والأساسية لندرك حقيقة هذا النص ، وكيفية هذا النص ، وماهية هذا النص ، ولنعرف بالتوازي هل هو حقاٌ إلهي ، هل هو حقاٌ موجه إلى هذا النبي عبر جبرائيل عليه السلام ، أم إنه سلوك بشري أرضي ، ألفه هذا النبي بمساعدة ذاك وهذا ، وإقتسبوا من الأساطير الأولين ماكانوا يعتقدون إنه سليم في جوهره ، وإقتبسوا من التاريخ الزرادشتي موضوعاته وإطروحاته العقائدية ، ومن اللغة الكوردية القديمة ومن ثم من اللغة السريانية الأرامية .
وفي نفس السياق ينبغي أن ندرك إننا أغضضنا الطرف عن جملة إشكاليات بخصوص ، هل ثمت إله لهذا الكون أم لا ، هل ثمت إمكانية حدوث نبوة فعلية أم لا ، هل يبعث إله الكون أنبياء ورسل أم إنه لايبعث ، ولماذا يبعث أنبياء ورسل ولايقوم ، هو بنفسه ، بهذه المهمة أم إنه عاجز ، وهل إله الكون يتحدث باللغة العربية في وقت كانت هي ليست إلا لسان عربي بدائي بسيط . وضمن حدود هذه النقطة ، أكدنا سابقاٌ ونؤكد حالاٌ ، إن لايمكن ، ولا بأي شكل من الأشكال ، أن ينوجد إله لهذا الكون سيما بالمعنى الديني ، كما من المستحيل إمكانية حدوث أية نبوة كانت ، ناهيكم إن الإله لايبعث أي نبي أو رسول أو يجتبيهم ، لكن نحن نفترض ، لكي ندرك حقيقة موضوعنا هذا ، إن ثمت إله ، وهو هنا إله الإسلام ، وإن هذا الإله قد بعث هذا الرسول ، وإن هذا النص الذي نمتلكه مابين أيدينا الآن ، والذي يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ، ويحتوي ما بين دفتيه ثلاثين جزءاٌ ، ومائة وأربعة عشرة سورة ، وستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية ، قد أنزله هذا الإله لهذا الرسول .
السؤال الأول : وهو بصيغة قضية خاصة ، إن إله الكون هو المسؤول الأول والأخير ، هو المسؤول الكلي والتام عن حقيقة هذا النص ، عن كل مفردة فيه ، عن كل جملة فيه ، عن كل معنى ورد فيه ، عن كل ما يخص هذا النص من كافة النواحي . ومن السخافة الزعم إن الرسول هو المسؤول عن تلك التناقضات في تلك الآيات وإن الإله هو المسؤول عن تلك الآيات التي تدعو إلى المحبة ، والأحكام الإنسانية . كما من المعيب ماذهب إليه بعض الفقهاء إن الإله قد أوحى بأفكاره لجبرائيل وإن هذا الأخير هو الذي قد صاغ النص الإلهي بالنص العربي وأوصلها للرسول ، أو ماذهب إليه بعض الفقهاء إن الإله قد أوحى بأفكاره لجبرائيل الذي أوصلها للرسول ، فصاغ هذا الأخير النص الإلهي بهذا النص العربي . في حين إن بعض الفقهاء قد أكدوا ، وهذا مايتطابق مع بنية هذا الموضوع ، إن الإله هو الذي صاغ أفكاره بالنص العربي الحالي وإنه قد أوحى ذلك لجبرائيل بالحرف وبالنص الذي أوصلها للرسول بنفس ذلك النص وبنفس ذلك الحرف . لذلك من السخافة الزعم إن النص الإلهي يقرء بالقراءات السبعة وبالأحرف السبعة .
السؤال الثاني : وهو بصيغة قضية مميزة ، إن إله الكون هو المسؤول الأول والأخير ، هو المسؤول الكلي والتام عن حقيقة شخصية الرسول ، عن كافة سلوكه وتصرفاته ، عن كل مازعمه ، عن أخلاقه ، عنه بالمطلق ، ولايمكن أن نفصل ، في هذا الموضوع ، مابين الإله ورسوله .
السؤال الثالث : وهو بصيغة قضية إيجابية ، إن هذا النص كما هو ، وفي حدوده الخاصة والعامة ، هل يليق بهذا الإله السرمدي الأبدي ، الرحيم والرحمن ، الكلي المطلق ، رب العالمين . وإن كان لايليق به فماهو السبب من وراء ذلك .
السؤال الرابع : وهو بصيغة قضية إيجابية ، إن هذا النص كما هو ، وفي حدوده الخاصة والعامة ، هل يليق بهذه النبوة ، وبشخصية صاحب النبوة ، وهو الكائن الأسمى والأعلى في الكون بعد الإله ، وهو الكائن الأرقى مثالية ، وأطيعوا الله ورسوله ، والله والملائكة يصلون عليه . وإن كان لايليق به فماهو السبب من وراء ذلك .
السؤال الخامس : وهو بصيغة قضية سلبية ، إن هذه السيرة المعتمدة رسمياٌ ، سيرة الرسول ، وفي حدودها كما هي ، هل تليق برسول إله الكون ، وهو القدوة المثلى ، وهو صاحب الشفاعة التي لاتضاهيها أية شفاعة ، وهو صاحب خاتم الأنبياء والمرسلين ، سبحان الذي أسرى بعبده ليلاٌ ، وعرج به إلى ملكوت السماوات . وإن كانت لاتليق به فما السبب من وراء ذلك .
والآن ، وبعد طرح أساس المعضلة ، إلى المقدمات ونقضها معاٌ :
المقدمة الأولى : تقول الآية الخامسة من سورة التوبة ، آية السيف ، فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وإحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم .
وتقول الآية 191 من سورة البقرة ، وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولاتقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فإقتلوهم كذلك جزاء الكافرين .
وتقول الآية 91 من سورة النساء ، ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا إيديهم فخذوهم وإقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئك جعلنا لكم عليهم سلطاناٌ مبيناٌ . ستكون هنالك حلقة خاصة لدراسة هذه الآيات .
إن هذه الآيات تتناقض وتتعارض جذرياٌ في المعنى والمضمون والسلوك مع آيات أخرى مذكورة في النص الإلهي : وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، إنا إعتدنا للظالمين ناراٌ أحاط بها سرادقها . سورة الكهف ، الآية 29 .
أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباٌ نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراٌ رسولاٌ . سورة الإسراء ، الآية 93 .
وإن جنحوا للسلم فإجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ، سورة الإنفال ، الآية 61 .
وهذا التناقض ، وهشاشة المنطق ، لاينسجم مع مفهوم رب العالمين وإله الكون ، ولايعقل أن يأمر هذا الإله بالقتل ، القتل دون سبب إجرامي ، فحتى القوانين الموضوعية لاترتكب مثل هذه الحماقات ، وتؤكد إن الجريمة شخصية ، والعقاب شخصي ، بل وحتى النص الإلهي يؤكد على ذلك في مواضيع أخرى ، ولاتزر وازرة وزر أخرى ، سورة فاطر ، الآية 18 .
وهذا التناقض الذي يبدو بصورة إرتباك هو في الفعل تصرف بشري ، كتابة بشرية ، رد فعل بشري ، حسب ذلك الظرف المستجد وليس حسب الرؤية الإلهية وإستراتيجة الشرعنة والتشريع ، في حين بالتضاد إنظروا إلى رائعة سيدنا المسيح عليه السلام في موعظة الجبل : طوبى للمساكين بالروح لإن لهم ملكوت السماوات .. إنتم ملح الأرض ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح .. لاتظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء وماجئت لأنقض بل لأكمل .. قد سمعتم من قبل قيل للقدماء لاتقتل ومن فتل يكون مستوجباٌ للحكم وأما أنا فأقول لكم إن من يغضب على أخيه باطلاٌ يكون مستوجباٌ للحكم .. قد سمعتم أن قيل للقدماء لاتزن وأنا أنا فأقول لكم إن من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى في قلبه .. سمعتم إنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم لاتقاموا الشر بل من لطمك على خدك الأيسر فحول له الآخر أيضاٌ .
المقدمة الثانية : تقول الآية السابعة من سورة آل عمران ، هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله ومايعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ومايذكر إلا أولو الألباب .
لو تمعنا في معنى هذه الآية ومفرداتها وجملها ، وتأملنا الصيغة التي دونت بها ، وأحدقنا النظر في مسوغات أفكارها ، لتأكدنا من الآتي :
من جانب ، إن هذه الآية تصرخ وتهتف ، وكذلك كافة النصوص القرآنية ، إنها من صناعة بشرية ، إنها من جراء فكر بشري ، إنها من خواص حالة بشرية ، فمؤلف النص الإلهي يتصور الحالة التي يعاني منها وحجم المأساة الذي يقاسي منه فيتحدث على لسان جهة تشهد له بصدق آياته ، إله مفترض ليشرح ، على لسان هذا الإله ، مايعاتبونه عليه ومايلومونه ، وهذه هي الحالة الشعورية لمؤلف هذا النص ، النص الإلهي ، وإلا كيف يعقل أن يدعي هذا الإله بوجود آيات محكمات وأخرى متشابهات ، وماعلاقة هذا التأويل بمن ، فأما الذين في قلوبهم زيغ ، فهل الذين إختلفوا في التأويل ، إختلفوا لإن في قلوبهم زيغ ، وأما موضوع الراسخون في العلم فنحن نشاهد إن الراسخون هم الذين إختلفوا في مقاصد التأويل وخواصه ، ثم هل يمكن أن يقول الإله ، ومايعلم تأويله إلا الله ، فما معنى هذا ، كلام عقيم عاقر ، ومايفيدنا نحن مثل هذا الكلام ، لاشيء على الإطلاق ، ومايدرينا إنه يعلم تأويله ، وفي الأصل إن مؤلف القرآن يعترف صراحة : إنه لايستطيع الإجابة على بعض الأسئلة فيرميها على ذمة إله غائب .
ومن جانب ، وفي الحقيقة لماذا يكون ثمة تأويل ، وهل التأويل حالة ضرورة ، أم إن مؤلف القرآن نتيجة جهله بمنطق الأشياء ، ونتيجة جهله بحقيقة المواضيع المطلوبة منه ، يلجأ إلى الغموض ، يلجأ تقطيع القصص ، يلجأ إلى جمل ومفردات متشابكة الخواص ، فلننظر إلى هذه الآية : سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماٌ بالغيب ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم . سورة الكهف الآية 22 . سيكون ذلك موضوع حلقة خاصة قادمة .
وفي الفعل ، إن الذين سألوا الرسول ، النضر بن الحارث وجماعته ، عن أصحاب الكهف كانوا يعلمون تمام العلم إن الرسول جاهل بموضوع هذه القصة ، لإنهم كانوا يعرفون القصة بالكلية ، وكانوا يعرفون إنها قصة خيالية من تأليف يعقوب السروجي ، الشاعر السرياني ، وكانوا يعلمون إن عددهم سبعة بالحرف ، وأسماؤهم مدونة في تلك القصة . وكانوا يراوغون الرسول ليبرهنوا على جهله بالقصة فيزعمون خباثة : يقال إن عددهم ثلاثة ورابعهم كليهم أي حارسهم الملاك ، ولاكلب في القصة ، فالمفردة بالياء وليست بالباء ، ويقال ربما خمسة وسادسهم كليهم ، أو سبعة وثامنهم كلبهم .
والغريب في الأمر إن مؤلف القرآن يتهمهم ، رجماٌ بالغيب ، ولايعلم إنهم يخادعونه ، وإنه هو من يرجم بالغيب لجهله بحقيقة القصة . والأغرب من ذلك ، وكالعادة ، قل ربي أعلم بعدد هؤلاء ، ليغطي عدم معرفته بعددهم ، كما فعل قي الآية ، ومايعلم تأويله إلا الله .
بالمقابل وعلى طرفي نقيض ، لننظر إلى قمة الوضوح ، إلى الفهم المطلق ، لرائعة سيدنا المسيح عليه السلام في موعظة الجبل ، فلو دونت بأي لغة كانت ، حتى لو كانت بلغة الإشارة ، لكانت في تمام الإدراك ، وفي كلية الفهم .
وكذلك تلك الوصايا العشرة ، لسيدنا موسى عليه السلام : أعبد يهوه الإله وحده ، لايكن لك آلهة أخرى أمامي .. لاتعبد الأصنام ، لاتصنع لك تمثالاٌ منحوتاٌ ولاصورة .. لاتنطق بأسم الرب ألهك باطلاٌ .. أذكر يوم السبت لتقدسه .. أكرم أباك وأمك لتطول أيامك على الأرض .. لاتقتل .. لاتسرق .. لاتزن .. لاتشهد على قريبك شهادة زور .. لاتشته أن تأخذ بيت قريبك لاتشته زوجته ولاعبده ولاعبدته ولاثوره ولاحماره ولاأي شيء له .
وفي التأصيل ، ليس التأويل ، ونقصد التأويل المتعلق بالغموض ولانقصد التأويل المجازي أو التأويل المبتسر ، إلا من جراء إرتباك النص وعدم معرفة حقيقة موضوعه ، لذلك يقول المثل الفرنسي : مايدرك جيداُ ينطق جيداٌ ، بضم الياء في الفعلين .
المقدمة الثالثة : تقول سورة الإخلاص ، قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤاٌ أحد . والمعروف إن هذه السورة بحرفها ونطقها من حيث المبنى هي من التراث الزرادشتي بالكلي وبالقطع ، والمعروف إن المفكر العربي والشاعر الكبير أمية بن أبي الصلت قد ترجم هذا النص الطقسي الترتيلي الزرادشتي الكوردي إلى اللسان العربي مع :
إن مفردة قل كفعل هي منطق ممارسة الطقوس في الزرادشتية الكوردية القديمة ، لإن الأمر كان يتعلق بتعليم الإفراد ، لذا كان الأب الروحي يقول للشخص : قل ... ثم يكمل الآية .
إن أمية بن أبي الصلت قد إستعمل مفردة الإله في حين أخضعها الرسول لمفردة الله ، وإنه أي أمية ، قد إقتبس مفردة أحد من اللغة السريانية ، والصمد من اللغة الكوردية ، وأخطأ في ترجمة ، لم يلد ولم يولد ، وحينما أثبتها مؤلف القرآن في النص الإلهي برهن مرة أخرى إن هذا النص هو من صناعة بشرية إذا لايعقل ، ومن المستحيل ، أن يقول إله الكون عن نفسه : لم يلد ولم يولد . وكان من المرفوض أن تكون الترجمة السليمة بهذه الصيغة : قل : هو الإله أحد ، هو الصمد ... لم يحدث مثله ولن يحدث ... ولن يكون أحد مثله . أي قل : إن الإله أهورامزدا هو إله واحد ووحيد في وجوده الشخصي وفي الوجود ، ولم يحدث مثله ولن يحدث ، ولن يكون أحد مثله .
إن الرسول كان يسأل هنا وهناك ويبحث عن كتابات وشعر أمية بن أبي الصلت .
وحينما إنزلت هذه السورة ، وسمعها بنت أمية من أترابها ، قالت لهن : ماهذا . قلن لها : هذه سورة إنزلت للتو . فهرولت إلى حيث وجدت الرسول ، فقالت له : ماهذا يارسول الله ، قال لها ماهذا يا أبنة أخي ، هكذا كان يناديها الرسول . فرددت ماسمعته من صديقاتها : قل هو الله أحد ... فأجابها : إنها آيات إنزلت للتو ، وهو يعلم تمام العلم إنها تعلم إن الآيات المزعومة هي من ترجمات أبيها المتوفى . فقالت : لكن كان أبي يرددها قبلك ، أي حينما كنت ، أنت يارسول الله ، صغيراٌ وحتى حينما كنت نصارنياٌ مع زوجتك خديجة في البدايات . فأجابها بكل ذكاء لينقذ الموقف وينهي الإشكال : نعم ، لقد كان أبوك نبياٌ فقده قومه . فماذا نستنبط :
من ناحية : مامعنى النبوة عند الرسول ومامعنى أن يكون الشخص نبياٌ ، هل النبوة هي أن يكون الشخص نبياٌ ، وهو لايدري بذلك . فهل لهذه النبوة من معنى .
من ناحية : كيف يمكن للرسول أن يعلن نبوة أمية ، وأمية نفسه لايعرف إنه نبي ، ثم من أخبر الرسول بذلك ، فالإله لم يخبره ، فمن أخبره ، لا أحد .
من ناحية : هل كان الإله يجهل نبوة أمية بن أبي الصلت فلم يجهر بها ، في حين إن الرسول كان يعلم بها ، ولماذا لم يخبر الرسول أمية بن أبي الصلت إنه نبي في بدايات الرسالة حينما كان أمية حياٌ .
ومن ناحية أخيرة : لماذا فقده قومه ، طالما إن أحدأ لم يعلن ذلك ، وأمية لم يعلنها وماكان يدري ، فما ذنب هذا القوم المسكين . سيكون ذلك موضوع حلقة قادمة .
المقدمة الرابعة : تقول الآية : ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماٌ . سورة الأحزاب ، الآية 40 .
وتقول الآية : فلما قضى زيد منها وطراٌ زوجناكها لكي لايكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراٌ وكان أمر الله مفعولاٌ . سورة الأحزاب ، الآية 37 .
إن قصة زينب بنت جحش مشهورة ومعروفة للجميع ، إن الرسول دخل عليها ذات يوم وزيد غائب والرسول كان يعلم بغيابه ، فرآها سافرة في بعض مواطن شعرها وصدرها ، فأبدى إعجابه بجمالها ، وحينما عاد زيد وعلم بالقصة نوى على طلاقها وطلقها . و :
من ناحية : وهل كان القوم يتهمون محمداٌ إنه الأب الحقيقي لزيد ، حتى تنزل الآية : وماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين .
ومن ناحية : ماهي العلاقة ، من بعيد أو من قريب ، مابين عدم أبوة محمد لأحد من رجالكم ومابين كونه رسول الله وخاتم النبيين .
ومن ناحية : إن النص : وكان الله بكل شيء عليماٌ ، يدل دلالة تامة على أرضية هذا النص ، وهل يمكن أن يزعم الإله إن يعلم بعدم أبوة محمد لأحد من رجالكم ، وهو الإله نفسه .
ومن ناحية : أليس من المعيب ، بل من الكارثة أن يكون موضوع زواج الرسول من زينب بنت جحش ، لكي لايكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراٌ .
ومن ناحية : هل إله الكون يسن تشريعاته بهذه الصورة ، وهل يعقل ، بل هل من المنطق ، أن توجد حالة الضرورة لهكذا تشريع بهذا الشكل المقرف .
ومن ناحية : أليس من المأساة أن يطلق زيد زوجته وهو يحبها وهي تحبه من حيث المبدأ إرضاءاٌ ، سواءأٌ لقرار إلهي جائر وقضاء مقيت ، سواءاٌ لشهوة الرسول ، سواءاٌ لتشريع كلي العقم .
ومن ناحية : هل قضى زيد من زينب وطراٌ !! وهل الزواج هو بعدد ممارسات الجنس ، أم إن الزواج هو زواج أبدي أي غير مقيد بالزمن ولابعدد مرات الوطىء ، حقيقة لا أعلم كيف قضى زيد منها وطراٌ وهي مازالت زوجته وعلى عصمته .
ومن ناحية أخيرة : ليشرع هذا الإله مايشاء ، وبأية طريقة شاء ، لكن ماهو ذنب موضوع إلغاء التبني ، أليس هذا تجني على مجتمعات هذا اليوم والقضاء على مستقبل أولئك الأطفال الإبرياء ، وهل يمكن أن يكون التبني محرماٌ ، أي محرماٌ من حيث الأساس والمبدأ ، عندها كيف سمح هذا الإله لنبيه أن يتبنى زيد بن الحارثة . سيكون ذلك موضوع حلقة قادمة .
المقدمة الخامسة : تقول الآية : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم . سورة التحريم ، الاية 1 .
نزلت هذه الآية ، حينما وطىء الرسول مارية القبطية على فراش حفصة ، فأستشاطت هذه الأخيرة غضباٌ ، فأقسم الرسول ألا يضاجع مارية مرة أخرى . و :
من ناحية : كيف يمكن للرسول وهو الكائن الثاني بعد الكائن الأول ، وهو الإله ، أن يحرم ، من حيث المبدأ ومن حيث إنه رسول ، ماحلله هذا الإله .
ومن ناحية : أليس الحرام والحلال أمور من خصوصيات الإله فقط ومن صلاحياته فقط ، وإن الرسول ليس إلا رسول توحى إليه الرسالة ، وفقط .
ومن ناحية أخيرة : أم إن الرسول لم يطق البعاد عن مارية ، فأختلق آية كما فعل بصدد زينب ، وبصدد قضية الخمس ، وفضايا كثيرة أخرى .
المقدمات : أهملنا قضايا كثيرة ، مثل إن الإله يوافق عمر بن الخطاب في تنزيل آيات عديدة ، أي ثمت مناسبات كان عمر ينطق بصددها حديثاٌ معيناٌ فيصبح آية بالحرف والنطق والشكل . وكذلك أهملنا موضوع أسباب النزول التي تدل دلالة أكيدة إن الرسول كان يتصرف من تلقاء نفسه ، وأهملنا موضوع قتل سيدنا الخضر لذلك الغلام في تلك القصة المعروفة ، وأهملنا قصة مقتل أسرى بني قريظة وأهملنا موضوعات دحية الكلبي . وأهملنا ، وأهملنا ... وإلى اللقاء في الحلقة الثانية والثلاثين بعد المائة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا