الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا الشباب في يومهم

حسن مدن

2022 / 8 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


قبل سنوات، وبمناسبة اليوم العالمي للشباب، الذي يصادف الثاني عشر من الشهر الجاري، أغسطس/ آب، حضرتُ ندوة تحدث فيها شاب وشابة حول القضايا التي تؤرق الشباب، وهما، وإن انطلقا من الوضع الملموس الخاص بالبحرين، إلا أن ما بسطاه من قضايا يصح، حتى ولو بتفاوت، على الشباب في بلدان الخليج والبلدان العربية كافة، حيث يواجه الجيل الجديد حزمة من القضايا المتشابكة الجديرة بالمزيد من البحث والتشخيص، لكن الأهم أن يجري الشروع في إيجاد الحلول والبدء في تطبيقها.

التشخيص مهم، خاصة إذا كان كان تشخيصاً سليماً، تماماً كما هو حال تشخيص حال مريض يشكو من علة، حتى يستطيع الطبيب وضع خطة العلاج المناسبة لعلاجه، لكن لا يمكن الاستمرار في التشخيص إلى ما لانهاية، فلا بد من الشروع في العلاج حتى لا تستفحل الحال موضع التشخيص. ونزعم، في ما يتصل بقضايا وهموم الشباب العربي، أن ما هو متاح من تشخيصات قد بات فائضاً، فيما المعالجات لا تزال في أدنى الحدود، وفي كثير من الحالات فإنها لا تطابق التشخيص الصحيح.

أما لماذا نقول إن التشخيصات فائضة، فذلك لأننا نسمعها ونقرأها من الشباب أنفسهم كونهم المكتوين بهموم ما يواجهونه. وضمن الحزمة المطروحة تبرز قضايا التعليم والتدريب والتأهيل المهني، ثم قضايا التشغيل والعمل، ثم قضايا الاستقرار الأسري وتشكيل عائلة تواجه أعباء الحياة، ولا يقل أهمية عن ذلك ما يواجهه شباب اليوم من أزمة في الهوية.

الشكوى شائعة في بلداننا العربية من تردي مستوى التعليم في كافة مراحله، حيث ما زال هذا التعليم أبعد ما يكون عن الوفاء باحتياجات العصر، خاصة مع ضعف تأهيل المعلمين أنفسهم، وضعف المناهج الدراسية المقررة، لذلك تكون مخرجات هذا التعليم بدورها ضعيفة، حيث تقذف المدارس والجامعات والمعاهد سنوياً بالملايين من الشبان والشابات إلى سوق العمل، دون أن يكونوا مهيأين لاحتياجاتها.

وفي حال كان بعضهم يملك هذه التهيئة، فإن فرص العمل مسدودة في وجوههم، لأن عشوائية الاقتصاد وطفيليته وبعده عن التخطيط تجعله عاجزاً عن استيعابهم، هذا طبعاً دون أن نتحدث عن البلدان التي تمزقها الحروب والفتن، ما يجعل الشبان أمام خيارين كل واحد مهما مر: إما الهجرة أو التحول إلى وقود للحرب.

علاقة الشباب بالهوية ليست مسألة جديدة، فكل الأجيال واجهت هذا السؤال، ولكن لم يسبق أن كان العالم العربي ممزقاً وحائراً كما هو اليوم إزاء موضوع الهوية، أمام تراجع مكانة الهويات الجامعة وتصدعها نصب أعيننا، واستشراء غلواء الهويات الفرعية، التي قلصت المساحات الرحبة للأوطان والمجتمعات إلى «جيتوهات» ضيقة، مذهبية وطائفية وعشائرية وإثنية، ومعها ضاقت وضحلت أذهان الشباب وأفكارهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر


.. غالانت: تم القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان والنصف




.. يديعوت أحرونوت: استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية تفتح توقعا


.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش نفذ هجوما على 40 هدفا في جنوب ل




.. ما الهدف من التصعيد الإسرائيلي الإيراني الأخير؟