الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....21

محمد الحنفي

2022 / 8 / 17
الحركة العمالية والنقابية


العلاقة بين النقابة المبدئية المبادئية وبين النقابات المتعددة:.....2

ومعلوم أن النقابة المبدئية المبادئية، ذات طبيعة جاذبة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لعدة اعتبارات:

الاعتبار الأول: أن النقابة المبدئية المبادئية، لا يهمها إلا مصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تهتم لا بمصلحة القيادة البيروقراطية، ولا بالمصلحة الحزبية، ولا بمصلحة الجهة التي تتبعها النقابة، والتي تعتبر مصدرا للإملاءات المتعددة، التي تتلقاها النقابة، كلما كانت هناك إملاءات، ذات بعد مصلحي، خاصة، وأن النقابة المبدئية المبادئية، لا يحضر في اهتمامها إلا مصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ممن يعانون من همجية الاستغلال المادي، والمعنوى، وممن يسعون إلى البحث المستمر، عمن يخفف عنهم حدة الاستغلال الهمجي، الـي يسعى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين ضده، في حياتهم العملية، التي يحرمون فيها، من أجور تستجيب لمتطلبات الحياة الأسرية، وبالتالي، فإن انتماءهم للنقابة المبدئية المبادئية، لا يكون إلا لصالحهم، ولا يكون لشيء آخر، غير التخفيف من حدة استغلال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والاعتبار الثاني: أن النقابة المبدئية المبادئية، نقابة ديمقراطية، ولا تهتم، لا من قريب، ولا من بعيد، إلا بتحقيق الديمقراطية، في العمل النقابي، وفي التربية عليها، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى تصير الديمقراطية، ممتدة في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تكوينا، وتربية، وممارسة، حتى يتأتى للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فرض الممارسة الديمقراطية، على مستوى أماكن العمل، ومن خلال العلاقة مع إدارة المؤسسة، ومع المجتمع، الذي يتواجد فيه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين صارت الديمقراطية ملائمة لمسلكيتهم الفردية، والجماعية، نظرا لتمرسهم عليها، في النقابة المبدئية المبادئية الديمقراطية.

والاعتبار الثالث: أن النقابة المبدئية المبادئية، نقابة تقدمية، تسعى، باستمرار، إلى رفع مستوى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ماديا، ومعنويا، وفكريا، سعيا إلى تحرير العامل، والأجير، والكادح، من التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حرصا من النقابة المبدئية المبادئية، على أن تصير التقدمية جزءا من حياة العامل، والأجير، والكادح، وانطلاقا من الواقع، الذي يفرض الحرص على التقدم، والتطور، في كل المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لأنه بدون الحرص على التقدم، والتطور، يبقى التخلف، هو المتحكم في الواقع، في تجلياته المختلفة، في حياة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، التي لا يمكن أن تقوم إلا على أساس التقدم، والتطور، ولا تقوم على شيء آخر، خاصة وأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، قام وجودهم، في الأصل، على تقدم المجتمعات، وتطورها، الأمر الذي ترتب عنه: ظهور الفكر التقدمي، الذي قاد إلى التفكير، في قيام النقابات العمالية، عبر العالم، التي عملت، ومنذ ظهورها، على السعي إلى التخفيف من حدة الاستغلال الممارس، في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والاعتبار الرابع: أن النقابة المبدئية المبادئية، هي نقابة جماهيرية، منفتحة على جماهير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مهما كانوا، وكيفما كانوا، ومهما كانت القطاعات التي ينتمون إليها، وكيفما كانت هذه القطاعات، مادام انتماؤها النقابي مشروعا، وما دامت المشروعية معتمدة، في انفتاح النقابة على كافة القطاعات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن النقابة، إذا لم تكن جماهيرية، تصير نخبوية. والعمل النخبوي، لا يكون إلا محدودا، في الزمان، وفي المكان، وفي العدد، بخلاف العمل الجماهيري، الذي يتناقض مع النخبوية، وينفتح على عموم الجماهير الشعبية الكادحة، ومع كل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تصير، فعلا، جماهيرية.

والاعتبار الخامس: أن النقابة المبدئية المبادئية، نقابة مستقلة، عن النظام المخزني، وعن الدولة، وعن الأحزاب السياسية، وعن الأشخاص الذين يسعون إلى توظيف النقابة، لتحقيق أهداف خاصة، تصب في اتجاه تحقيق التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الأمر الذي يترتب عنه: أن النقابة، عندما تصير في خدمة تحقيق تطلعات القائد النقابي، أو الجهاز المتحكم في النقابة، وطنيا، تفقد استقلاليتها، لتصير المبادئ الأخرى، في ذمة البيروقراطية، التي لا يهمها استفادة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من النقابة، والعمل النقابي، ولا تهمها استفادة الجماهير الشعبية الكادحة، بقدر ما يهمها خدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، المسيطر على كل مفاصل النقابة، التي لا تسير إلا بإذن الجهاز البيروقراطي، ولا تتحرك إلا بإذن الجهاز البيروقراطي. وهو ما يعني: أن استقلالية النقابة، هي مهمة جميع النقابيين، على مستوى الفروع، والأقاليم، والجهات، على المستوى الوطني، حتى يتأتى للنقابة المبدئية المبادئية، أن تجسد استقلاليتها على أرض الواقع، كما تجسد ديمقراطيتها، وتقدميتها.

والاعتبار السادس: أن النقابة المبدئية المبادئية، هي نقابة وحدوية، تسعى إلى تحقيق وحدة النقابة؛ لأن النقابة، التي تنظم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين كانوا لا يينتظمون، ولا ينظمون أنفسهم، إلا في إطار نقابة واحدة، قبل أن ينتبه الحكم، فيدفع عملاؤه، إلى إنشاء نقابات مختلفة، لضرب وحدة العمل النقابي الهادف، إلى خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، قبل أن يدفع الأحزاب العميلة، إلى إنشاء نقابات حزبية، أو يدع في اتجاه إنشاء نقابات تابعة لها.

ولهذا، فالحرص على وحدة العمل النقابي، هي مهمة النقابة المبدئية المبادئية، ومهمة النقابيين المبدئيين المبادئيين، ومهمة الفروع، والأقاليم، والجهات النقابية، التي تحرص على اعتبار النقابة المبدئية المبادئية، هي النقابة المؤهلة، لتحقيق وحدة النقابة، والعمل النقابي، باعتبارها نقابة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية.

ووحدوية النقابة، والعمل النقابي، لا تتحقق إلا ب:

1) الوحدة التنظيمية، التي تقتضي شروط التنظيم النقابي، أن لا تتعدد النقابات، بقدر ما ينتظم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في نقابة واحدة، حتى لا يسقط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في متاهة التعدد، التي لا تخدم إلا مصالح المخزن، والجهاز البيروقراطي، والأجهزة الحزبية، ومصالح الجهة، التي تصير النقابة تابع لها.

2) وحدة المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية: القطاعية، والمركزية، والفئوية، حتى تصير وحدة المطالب، أكبر وحدة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن تقف وحدة المطالب، وراء وحدة النقابة، ووحدة العمل النقابي، ووحدة المعارك النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي إطار ربط النضال النقابي، بالنضال السياسي، من أجل رفع مستوى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على مستوى الوعي النقابي أولا، وعلى مستوى الوعي بالذات ثانيا، وعلى مستوى الوعي الطبقي ثالثا؛ لأن النضال النقابي، عندما يتم إنجازه، بدون وعي نقابي حقيقي، يكون معرضا للتراجع إلى الوراء. والنضال النقابي، عندما يتراجع إلى الوراء، يجعل أثر العمل النقابي، في خبر كان، ليصير الإطار النقابي، في خبر كان وصيرورة العمل النقابي في خبر كان، لا تستفيد منه إلا الإدارة المخزنية، بأجهزتها المختلفة، بالإضافة إلى استفادة الباطرونا، بدون حدود.

ومع ذلك، فوحدة المطالب، التي تتقدم بها النقابة القطاعية، أو المركزية، تؤدي إلى وحدة المواقف النضالية، ووحدة المعارك النضالية، في إطار الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، لدلالته في إطار الوحدة العمالية، ووحدة المصير العمالي، على جميع المستويات النقابية، والسياسية.

3) وحدة المبادئ، التي يقتنع بها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يحرصون على أن تكون النقابة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية. مما يمكن العمال، من وحدة التفكير، ووحدة الممارسة، الأمر الذي يترتب عنه تحول وحدة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى وحدة الشعب، ووحدة الكادحين، على المستوى الوطني، مما يجعل النقابة قبلة للمجتمع ككل، ووسيلة لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يتفاعلون مع مختلف الفئات الاجتماعية، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة. فيهب الشعب، الذي يعاني من كل الويلات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في اتجاه النقابة، ومن خلالها، في اتجاه الأحزاب السياسية، الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، بهدف قيادة نضالات الشعب المغربي، في اتجاه الانعتاق الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من الويلات المذكورة، عن طريق تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، ثم بناء الدولة الاشتراكية، التي تدخل مهمتها، في إطار حماية مكتسبات الشعب المغربي المتحققة.

4) وحدة العمل، من اجل الارتقاء بوضعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، وعلى مستوى الوعي النقابي، وعلى مستوى الوعي بالذات، وعلى مستوى الوعي بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يترتب عنه امتلاك الوعي الطبقي، وخاصة، إذا تمكن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الوعي بعلاقات الإنتاج، وموقعهم من تلك العلاقات، ما يدفع في اتجاه امتلاك الوعي السياسي، بامتياز، الذي يقود العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى الحزب العمالي، اليساري، التقدمي، الديمقراطي، الساعي إلى تحقيق تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمونها المذكور، في أفق إقامة الدولة الاشتراكية، التي تشرف على التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، والعمل على حماية ذلك التوزيع، في ظل قيام الدولة الاشتراكية، التي تضع حدا لاستغلال الإنسان للإنسان: ماديا، ومعنويا، منطلقة من الأساس المادي للمساواة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى بناء المجتمع الاشتراكي، بناء علميا.

5) وحدة المصير، الذي يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يخضعون لنفس الشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وينتظمون في نفس التنظيم النقابي، ويحملون نفس الملف المطلبي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ويخوضون نفس المعارك النضالية، من أجل تحقيق، وفرض الاستجابة للمطالب المطروحة، التي تهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ليصير بذلك، مصير العمال واحدا، شاء من شاء، وكره من كره، خاصة، وأن ما يجمع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في العمل، وفي التنظيم النقابي، وفي الملف المطلبي، وفي خوض المعارك النضالية، تعبئة، وممارسة، لخوض تلك المعارك، التي لا يمكن أن تعبر جميعها، إلا عن وحدة التنظيم، ووحدة المطالب، ووحدة الهدف. ووحدة الإنسان، ووحدة المصير الإنساني، هو الذي يسود بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ووحدة المصير، هي السمة المميزة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحكم المعاناة. وبحكم استنفاذ قوة العمل، وبحكم الحاجة إلى استرجاع القوة المستنفذة، حتى يستطيع كل عامل، وكل أجير، وكل كادح، إعادة الاستعداد إلى ممارسة العمل من جديد، من أجل أن يعيش، ومن أجل أن يستمر، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يستمر العمل، ليستمر الإنتاج، ويستمرالنضال، من أجل التحسين المستمر، للأوضاع المادية والمعنوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يغازل الطبقة العمالية مستغلا انشغال ترمب في مارثون الم


.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون




.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس


.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا




.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل