الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدان ويزيد على تجربة حزب العدالة والتنمية 🇹🇷 / تحديات الحزب في الانتخابات القادمة …

مروان صباخ

2022 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


/ لم يكن حزب العدالة والتنمية أكثر دهاءً من حزب الام الرفاه بقيادة الاب التاريخي للحركة الإسلامية في تركيا 🇹🇷 ( نجم الدين اربكان ) ، بل وهو المقام الأول ، كانت إدارة اربكان أقل شبابية وأيضاً تتقلب بين التردد والاستعجال ورد الفعل والاستسلام احياناً والاهتزاز والغموض ، وثانياً ، كانت سمعة رئيس بلدية اسطنبول سابقاً والرئيس الحالي أوردغان الجيدة والتى اكتسبها من الانجازات ، وأيضاً حالة الغضب الذي اجتاح الشعب التركي والذي أوشك على الانفجار بسبب فساد حكم العسكر ، وهي جميعها كانت أسباباً في التغيير الجذري ، أخيراً أدركوا جنرالات الجيش بضرورة نقل السلطة لمجموعة لها تاريخ قريب بالشفافية والبناء والتنمية ، والصحيح أيضاً ، أن حزب العدالة والتنمية لا تخلو بالتأكيد 🙄 استراتيجيته السياسية من وضع ركائز تمكنه بالاستمرار بالسلطة وبناء التنمية في البلاد بهدف تعزيز سيرته ومسيرته ، وبالفعل ، شكلت تجربة الحزب ، الذي مضى عليه أكثر من عقدين حالة فريدة ومميزة في الوطن العربي والإقليم ، وليست هي فقط محصورة على المستوى الداخلي في تركيا 🇹🇷 ، لقد تركت التجربة انطباعاً على الحياة الاقتصادية وباتت التجربة التركية لدى الشعب العربي مقياساً ، بل دون أدنى شك ، هي التى أسست إلى حقبة جديدة في الصناعة والإنتاج وتطوير الخدمات حتى وصلت إلى الإنتاج الحربي ، فعلاً 😟 ، لقد أنتقلت تركيا 🇹🇷 من عهد التهميش والفقر والمساعدات إلى عهد التطور والديمقراطية والنمو الاقتصادي والتمدد الاقتصادي والعسكري ، وقد تكون التجربة التركية صالحة للدول العربية والأفريقية وعموم الدول التى ساد فيها الفساد والاستبداد ، لأنها أزماتها السابقة تتشابه مع أزمات الآخرين ، مثل التضخم والبيروقراطية وفساد النخب والأقليات / الطائفية .

اللافت أكثر وهو الأوضح أيضاً ، لم يقع الحزب في حيص وبيص السياسة أو أنه في بداية الأمر لم ينخرط في الشؤون العسكرية أو الدبلوماسية الخارجية ، ولأن أعضاء الحزب خاضوا تجربتهم بدايةً من بلدية إسطنبول ، بالفعل 😟 ، بدأوا بتفكيك أزمات بلادهم وعلى رأسها أزمة الاقتصاد الخامل ، لقد وضعوا أساتذة الجامعات 🏫 برامج متعددة لإصلاح الاقتصادي والذي تكفل في البداية معالجة التصدير ، وهذا تطلب بالطبع إلى إعادة هيكلة جميع المؤسسات من خلال إعتماد إداراتها المواصفات الدولية ، لقد انتقلت الصادرات من حدود المليار دولار 💵 إلى أن قاربت 230 مليار دولار 💵 ، كل هذا عزز مكانة الحزب بين الناس وصنع ثقة قوية 💪 حتى بين المعارضة أو الجمهور الذي ينتهج الحياة الأوروبية 🇪🇺 ، وهذا التفكير يعود إلى سلوك الدولة العثمانية التى جمعت تحت رايتها مختلف الأقوام والأجناس ، ومع الآخذ بالاعتبار الشروط التى عادةً يفرضها الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 لاندماج أي دولة ، بدأت الحكومات التركية المتعاقبة والتى قادها حزب العدالة في تحقيقها🤨 واحدة☝تلو الأخرى ، إبتداءً من رفع حالة الطوارئ إلى مراجعة شاملة لحقوق الأقليات الثقافية والاجتماعية وليس انتهاءً بحرية الاعتقاد ، فكما أصبح الحجاب متاح ايضاً حافظت الدولة على الحريات العامة وحقوق الآخرين في العيش كما يرغبون ، وهذا أنعكس أولًا على السياحة وثانياً على مكانة تركيا 🇹🇷 عالمياً كدولة تراعي التنوع .

هنا 👈 ، هو لا يتحدث بوحي من الدين أو يتكئ على المرجعية الحزبية ، بل تشير☝مقولته الشهيرة ، وبها أرسى الرئيس اوردغان في نفوس الأتراك 🇹🇷 الاستقرار الاجتماعي والسياسي ، قال بالحرف ( أنني مسلم وأقود دولة علمانية ) ، لكن الحزب قدم للشعب الديمقراطية المحافظة ، والتى جمعت أغلبية التيارات وفي مقدمتها ، الليبراليون ، فالناخب التركية على إختلاف اعتقاداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقومية ، وجد بطرح حزب العدالة للديمقراطية المحافظة مسار لتحقيق التعايش والتى ستحقق له حقوقه الوطنية ، لكن في المقابل ، كانت محاولة الانقلاب عام 2016 م وتدهور علاقة الحزب مع جماعة غولن بالمفصلية ، لأن الصدمة صنعت تحول عميق 🧐 في أركان الحكم ، لقد تحول حزب العدالة كحليف لجماعة غولن إلى حليف للقوميون الأتراك ، وهذا أنعكس سلباً على الأحزاب الليبرالية وتحديداً ، الفئات التى ثقافتها قريبة من الغرب ، باتوا يشعرون بالعزلة والغربة بعد ما كانوا شركاء الحزب منذ عام ال 2010 م ، لم يكن قبل الانقلاب الخطاب القومي ظاهر بهذه القوة ، لكنه بات أمر يقلق الليبراليين وغيرهم مثل الأكراد ، فالعلاقة بالأصل هي هشة ، وزادت هشاشتها مع استباحة ميليشيات ايران🇮🇷 لسوريا ، تحول هم حزب العدالة والدولة عموماً إلى إيجاد حلولا ًسريعة بنهوض بالجيش ، بالفعل ، تطورت الصناعات العسكرية وعلى رأس ذلك ، ( المسيرات التركية ) ، وهذا إذ ما وضع المرء جانباً كل ما أسلفناه ، تبقى هناك 👈حقيقة😱 دامغة ، هي التعديلات الدستورية والتى أتاحت لأردوغان جمع بين رئاسة الحزب والجمهورية ، لقد انصهر الحزب في شخصه ، لم تعد القيادة جماعية كما بدأت .

هنا 👈 قد تكون الانتخابات القادمة هي الأهم للجمهورية الجديدة 🇹🇷 ولحزب العدالة وشخص الرئيس أوردغان تحديداً ، لأنها تأتي بعد تفكك حزبي والذي أدى إلى صنع الكثير من الخصوم ، صحيح أن الحزب له رصيد كبير بين الشعب أو بالأحرى أرصدة ممتدة بطول وعرض البلاد ، لكن أيضاً لقد خسر الحزب القيادة الجماعية وكثير من الأحزاب والتوجهات الأخرى والتى أستبدلت بقيادات الأحزاب القومية ، وهنا 👈 لا بد للحزب العدالة أن يعي المتغيرات التى هو ذاته حققها في المجتمع ، وبالأخص بالجيل الحالي ، تحديداً لأن هذا الجيل لم يعيش المحظورات السابقة ، فاليوم الناس تعيش في بحبوحة الاختيارات العقائدية والأيديولوجية والتتمتع بحرية وطريقة إختيار أسلوب حياتها ، تماماً👌كما هي تاريخياً منطقة البحر الأسود ، وتحديداً منطقة أزدهار والتى تعتبر جامعة لكثير من الحضارات الإنسانية ، وهو أمر عكس على طبيعة سكان تركيا 🇹🇷 إجمالاً ، فهذه المنطقة عرفت بالتنوع العرقي من اليونانيون 🇬🇷 والروس 🇷🇺 والجورجيون 🇬🇪 والأرمن 🇦🇲 والشعب اللاز والأتراك ، وكل ذلك الفسيفساء آثر بشكل كبير على الثقافة عامة واللهجة خصوصاً ، بالإضافة إلى الموسيقى والفن وحتى طريقة الحياة ، فنحن أمام ثقافة مستمدة من هذه الشعوب ، بالطبع ، كل هذا بالنسبة للجيل الحالي صار ضمن الطبيعي ، ولم يعد رصيداً لحزب العدالة والتنمية ، لكن ما يهم الناس جميعاً ويتطلعون له ، هو الاقتصاد وتحسين الدخل وتطوير الخدمات وقوة ومكانة تركيا 🇹🇷 اقليمياً ، وهذا الشيء شاهده 👀 المراقب في إنتخابات بلدية اسطنبول التى جاءت بالشاب أكرم اغلو ، فقط لكي لا ننسى .والسلام 🙋✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع