الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير الصدر و (البورجوازية)

صوت الانتفاضة

2022 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من المعروف ان لكل قوة سياسية معينة لها جهاز مفاهيمي تروج له، وبالضرورة تكون هي مؤمنة به، وتجعل اتباعها يتداولون تلك المصطلحات، فهو من شأنه ان يعزز من قدرة وتلاحم وتميز تلك القوة السياسية، فعندما يتحدث أحد ما من هذا التيار او ذاك فحتما انه يستخدم مفردات معينة تستطيع ان تميزها عن بقية التيارات.

بعد انتهاء اجتماع زعماء وقادة ميليشيات الإسلام السياسي والميليشيات القومية، لحلحلة او تفكيك ازمة النظام المتفاقمة، والتي خرجت دون "مخرجات" محددة سوى بعبارة "ادامة الحوار"، والتي تعني فقط "تأخير في الوقت" لحين إيجاد مخرج ما، او تدخل طرف خارجي فاعل، او ابدأ تنازل محدد من أحد طرفي النزاع، او انتهاء قضية الملف النووي الايراني؛ نقول بعد انتهاء الاجتماع هذا، شد "الحكيم" رحاله الى السعودية، موفدا عن المجتمعين، عسى ولعل ان يجدوا مخرجا لهم، فجميعهم ذيول وتابعين لهذا الطرف او ذاك؛ بعد ذلك اتجهت الأنظار والاسماع الى الطرف الاخر من الازمة "التيار الصدري"، لمعرفة ردة فعله، فحتما ستكون له كلمة، فهو المعتصم امام البرلمان، وهو الذي لم يحضر الاجتماع.

التيار الصدري لم يتأخر كثيرا في الرد، فما يسمى ب "وزير القائد" غرد بشكل مطول، لم يبدأها بأية مقدمة، انما بدأها ب لكن الاستدراكية، التي أوضحت موقفهم تماما، فالاجتماع لم يحقق التنازلات المطلوبة، لم يقدم اضحياته وقرابينه لترضية الالهة او تخفيف غضبها "الثورة لا تريد من امثالكم سوى التنحي"، وصرح بشكل قاطع ان هذه الجلسة السرية "لا تهمهم في شيء" بل انها من الممكن ان "تزيد من حنق الشعب".

ما يلفت الانتباه في هذه التغريدة الروتينية، والتي هي جزء من الصراع الدائر بين الميليشيات، ما يلفت هو استخدام "وزير القائد" مفردة ليست من المصطلحات الإسلامية، بل ان اغلب "المثقفين" يبتعدون عنها قدر الإمكان، فهي تحيل الى منظومة فكرية وسياسية أخرى تماما، هذا أولا، وهي تحيل أيضا الى تفسير اجتماعي واقتصادي محدد ثانيا.

أكثر القوى السياسية التي تستخدم هذا المصطلح هم الشيوعيون، فهم يرون ان المجتمع منقسم الى طبقتين رئيسيتين هما "البورجوازية والبروليتاريا"، ويدور الصراع –طبقيا- فيما بينهم، فالبورجوازية هي الطبقة التي تملك كل الثروة، في مقابل طبقة البروليتاريا التي لا تملك سوى قوة عملها، بالتالي يرون ان الصراع الذي يدور في المجتمعات هو صراع طبقي محض، لكنه يرتدي اشكالا متنوعة.

لم يستخدم التيار الصدري على طول عمره-الحديث نسبيا- هذه المفردة في كل ادبياته وبياناته، حتى عندما تحالف مع القوى "الشيوعية" فيما سمي ب "تحالف سائرون"، لم يستخدم أيا من تلك المفردات، بل ان المرء يكاد يٌجزم ان كل القوى الإسلامية التي تحكم الان لم تستخدم مفردات كهذه، فلماذا استخدمها التيار الصدري الاسلامي في هذا الوقت؟ هل هي زلة لسان؟ ام ان السيد "الوزير" صادفته هذه الكلمة في مكان ما فأدرجها؟ او هو تغزل بالقوى "المدنية" لجرها لساحة الصراع؟ او انهم بدأوا يروون مدى قوة التيار الشيوعي الماركسي في المجتمع، والذي بدأ يتجذر من جديد بقوى جديدة؟ قد تكون هذه او تلك.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي