الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلم وتجرية حوار مع الأستاذ معامير معمر فاروق

أسامة هوادف

2022 / 8 / 20
مقابلات و حوارات


قلم وتجربة
حوار أجراه أسامة هوادف مع الأستاذ معامير معمر فاروق
حوار اليوم يستضيف رجلا سلخ عمره في مهنة التعليم أستاذا للغة العربية وآدابها، ومكونا رصينا لإطارات التربية ، تربويين وإداريين وقلما يقرض الشعر رغم أنه يتملص من أن يصنف نفسه في مصاف الشعراء ، ومبدع في القصة القصيرة ، ويرى نفسه مقلا فيها لحساب غيرها من الأجناس الأدبية، ويكتب في أدب الطفل شعرا ونثرا رغم صعوبة الخوض فيه ، ويبحث في التراث التاريخي ويساهم في ندوات المنتديات الثقافية كلما سمحت ظروفه بذلك ينتظر أن يصدر له كتاب _ إن شاء الله_ حول معالم وأعلام بلدة نڨاوس العريقة ، وما جاورها من مدن الحضنة والأوراس أمل أن يجد القارئ الكريم في هذا الحوار الشيق ، والممتع ما يحفزه على المواظبة المستمرة في قراءة ما ينشر على موقع المتميز .

موقع الحوار المتمدن: حدثنا عن مخطوطك الموسوم ب ( هذه نڨاوس بين حواضر الحضنة والأوراس) الذي سيرى النور عما قريب إن شاء الله.
فاروق معامير : سؤالكم ذكي ويحمل أكثر من دلالة ، بمضمون طريف وظريف لعلاقته الوطيدة بلب الموضوع ، لأن كلمة مخطوط هي كل ما كتب بخط اليد من كتب وغيرها من الوثائق ، ولم يكتب بحروف الطباعة ، أو بحروف الآلة الراقنة ، أو بحروف الحاسوب ، وهناك مفهوم أخر للمصطلح : وهو كل مؤلف لم تتناوله لأيدي بالمراجعة والتحقيق ،أو الحيازة ، وهو الأصل ، وهذا ليس موضوع توضيحنا ، أعود إلى لب السؤال ، نعم هو بين أيد أمينة ،وسوف يرى النور قريبا بحول الله بعد أن إعتراه سبات عميق دام أزيد من 6 سنوات مضت عن نهاية تبييضه ، وكان هذا التأخر خارجا عن نطاقنا ، ويعود في مجمله إلى ظروف قصرية تقنية ، لكن الله عز وجل قيض له في الوقت المناسب شبابا متحمسين ومتعلمين في تقنيات الإعلام الألي ، يبادرون ويبذلون جهودا معتبرة ،وحثيثة في ورشة عمل جماعية إستثنائية ، بغية إخراجه للوجود في حلة ملائمة لمضمونه.
أما عن مضمونه فقد سبق لي أن تعرضت لمحتواه في لقاءات حوارية مثيلة ،وكنتم من الحاضرين فيها ، ويمكنكم أن تستنتجوا من العنوان بعضا من ملامحه ، أي استجلاء معالم ، وأعلام البلدة والمنطقة المجاورة في عصور مختلفة ، ويبقى الحكم عليه أو له رهن الإطلاع على مضمونه في أوانه.

موقع الحوار المتمدن: لماذا يخشى الكتاب المعاصرون في بلادنا الخوض في المسائل التاريخية المتعلقة خاصة بالثورة التحريرية؟
فاروق معمر معامير : سؤال وجيه يتضمن منفذا على قدر من الأهمية للولوج إلى الموضوع ، شرط استبدال كلمة ( يخشى ) في مضمون السؤال بكلمة ( يتحفظ) وهذا كفيل بأن يمنحنا ، ولو شيئاً من الجرأة في التحليل ، والتعليل .
ولعلني أجد في ما قرأته عن أهل الرأي في الموضوع وبقى عالقا في الذاكرة، ما قاله المؤرخ المخضرم محمد حربي فيما معناه : أن تاريخ الثورة الجزائرية ما يزال بورا ، لأن تفسير الفاعلين والمؤثرين فيها ما يزال عبئا ثقيلا على جهود المؤرخين الرامين إلى إقرار الحقيقة ، واستجلاء غوامضها.
فا لتاريخ وما يطرحه في تساؤلات ، أو ما يطرح عليه من استفسرات يبين لنا أن طبيعته ذاتها تقتضي بأن يراجع ما كتب فيه على الدوام لمزيد من التمحيص ، والتدقيق.
وكما لا يخفى عليكم أنتم أجيال ما بعد الاستقلال ، أن أحداث الثورة التحريرية قد مر عليها أزيد من ستة عقود ، وبالنسبة للكتابة عنها هي مهمة دقيقة ، وغير مأمونة العواقب ، وخاصة إذا ما اعتمدنا على الذاكرة فقط.
لأن ندرة الوثائق ، أو إنعدامها ، وصعوبات الاتصال بالأشخاص الذين صنعوا تلك الأحداث من الأحياء طبعا ، يجعل المهمة محفوفة بالمزالق ، تكتنفها أحكام مسبقة ، يغلفها الغموض، وفي كثير من الأحيان التستر .
وعليه يمكن القول ،أن تاريخ ثورتنا سيبقى عرضة للتشويه ، إذا لم يبادر المؤرخون الجزائريون خصوصا ، وكذا الباحثون الجديون بتدوينه ، مع إزالة الغموض الذي يكتنف أحداثه ، أو تركه نهبا بين أيدي غير أمينة من الكتاب الأجانب .

موقع الحوار المتمدن: ما رأيك في الجدل القائم حول الأرشيف الجزائري المتواجد في فرنسا؟
فاروق معمر معامير : أنت مشكور رغم أنك أقحمتني بسؤالك الجدي في موضوع ساخن ما زال يشكل إنشغال كل الجزائريين ، لكني وبكل تواضع يمكنني تقديم بعض الإنطباعات _ لا غير _ وهي مستوحاة من بعض ما يقال ، أو يكتب في الصحافة في الضفتين الشمالية والجنوبية ، أو ما يتردد في كواليس مقرات الأحزاب المحلية الجزائرية ، أو في أروقة المجلسين النيابيين ، والتي كان لها صداها في أوساط الرأي العام المحلي .
كما نعلم أن المحتل عمل طوال قرن وربع بكل ما يستطيع من أجل أن ينسي الشعب الجزائري أصله ، وتاريخه ، وماضيه بجرة قلم ، وعانى الشعب الجزائري الكثير من الجور ، والحرمان ، وكان أخطر ما عاناه حالة التشكك في أصله ، وشخصيته القومية لدرجة أن بعض الجزائريين المهزومين تجرؤوا في وقت ما بالقول بأنه ليس هناك بلد إسمه الجزائر ، ولا شعب أسمه الشعب الجزائري والعربي المسلم كما دعوا إلى دمج هذه البلاد في المجتمع الفرنسي المسيحي، لكن و الحمد لله ، فثورة نوفمبر 1954 المجيدة أعادت الثقة للمجتمع الجزائري في نفسه ، وفي مقوماته وثوابته ، هذه الثورة التي طردت الإستدمار الغاشم ، وبقاياه وعملاءه من الأرض الطيبة بعد تتويج كفاحه المسلح بالاستقلال وبعد تحقيق الإستقلال ، ورغم الظروف الصعبة التي واجهت البلاد ، وهي تلملم جراحها ، وتجمع أشتاتها ، فقد جد المسؤولون في التفكير مليا لاسترجاع الوثائق التي هربت إلى فرنسا ، غير أنه تلتها فترة تراخ ، أو تناس ولا سيما بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين ، غير أنه بعد سبات دام أزيد من أربعة عقود حنطت فيه القضية ، عاد مسؤولو البلاد في العهد الجديد إلى المطالبة وبجدية ، وإصرار إلى استرجاع الأرشيف الذي ما زال مكدسا في مراكز الأرشيف الفرنسي بأكسل آن بروفانس وباريس، ويمكن أن نجزم أن حكمة الدبلوماسية الجزائرية في العهد الجديد ، استطاعت بحكمتها المعروفة انتزاع الموافقة المبدئية لفتح مراكز الأرشيف أمام الباحثين الجزائريين ، وهي خطوة محمودة ، وهذا بعد عناد خصم مساوم دام طويلا.

موقع الحوار المتمدن: بصفتك أحد شعراء الأوراس ما واقع الشعر في الجزائر خاصة مع اتجاه بعض الكتاب إلى فن الرواية التي تلقى رواجاً في العصر الحديث.
فاروق معمر معامير : العفو وبكل تواضع ، لا أجد لي مصوغا لأصنف نفسي في مصاف الشعراء ، ليس تملصا من هذه الصفة ، رغم إدلائي بدلوي في هذا الجنس سابحا في بحوره ، لأن القليل من يضبطني متلبسا بقول الشعر ، إلا إذا تمكن من الإطلاع عليه منشورا ، أو سمعه في رحاب المنتديات ، ولا أخفيك سرا إن قلت أن كثيرا من فضلاء الأدب والنقد قالوا فيه كلاما جميلا ، وربما أنت واحد من هؤلاء ! ولا أعني فيما قلته ، سوى أن إهتماماتي قد توزعت بين الأجناس الأدبية الأخرى بالقدر الممكن ، ودون تمييز بينها أو تميز في واحد منها .
استدراك / مجلة إبداع : تعني القصة القصيرة ، والنقد الأدبي ، والبحث التاريخي.

فاروق معمر معامير : بالضبط وحتى أدب الطفل الذي هو محور العملية التربوية والكتابة فيه هو من الصعوبة بمكان أعود إلى الجانب الآخر من سؤالك الوجيه ، أي إتجاه الكتاب المبدعين إلى فن الرواية ، نعم يجب أن نقر ، ودون مواربة أن مركب الشعر صعب لأنه يتكئ إن صح التعبير على أدوات لغوية ، وفنية تسندها موهبة متأصلة وقريحة متوقدة وتجربة شعرية عميقة.
ما ذكرناه عن الإبداع الشعري لا يمكن البتة أن ينقص أو يقلل من أهمية الرواية ، أو شأن المبدعين في الفن الروائي، لأن الرواية صارت هي الجنس الأدبي أو الفن الذي يتنافس فيه المبدعون محليا أو عالميا ، و يمكن أن نصطلح عليه بموضة العصر الأدبي ، التي يتسابق في مضمارها الأسماء الثقيلة ، التي يحدوها طموح للحصول على مراكز مرموقة ، تنوعت مواقعها وأختلفت مراقيها وغلت جوائزها في هذا المجال الفسيح من لوتس ، و غونكور ونوبل ، ولا يغيب عن ذهنك وهج أساطين الرواية في الغرب الذين سبقونا في هذا المجال ، أو العالم العربي الذين لهم باع طويل في هذا الفن ، كنجيب محفوظ ، ومحمود تيمور ، ويوسف السباعي من مصر ، وفي بلدنا كم كبير لا يستهان به في اللغتين العربية والفرنسية في هذا المضمار الفسيح كعبد الحميد بن هدوقة ، والطاهر وطار ، وواسيني الأعراج ، وأحلام مستغانمي دون أن ننسى أبن المنطقة المتميز أبو العباس برحايل الذي برز أخيرا في عالم الكبار وبعض الروائيين المغربين في اللغة الفرنسية : محمد ديب ، ومولود فرعون و مولود معمري ، وكاتب ياسين وياسمينة خضراء، وهناك أسماء أخرى لامعة من جيل المبدعين الشباب غابت ذاكرتي في هذه العجالة

موقع الحوار المتمدن: ما رسالتك للكتاب المبتدئين؟
فاروق معمر معامير : أفهم من سؤالك أنك تعني الشباب المبدعين ، في حقيقة الأمر لا أريد بأي حال من الأحوال أن أنساق إلى ممارسة ما يصطلح عليه اليوم في عرف علماء الاجتماع با لأبوية ، التي ينفر منها جمهور الشباب ، وحتى المبدع منهم نظرا لغياب شبه كلي للنقد في الساحة الأدبية ، ولأسباب يعرفها الجميع ، ولست في حاجة إلى تفصيلها في هذه العجالة .
لكني أشير وبكل تواضع _ وأنا في هذا السن _ إلى بعض الأمور التي ألزمت بها نفسي في بداية المشوار ، رغم فتور ذلك الحماس الذي كنت أشعر به حينذاك ، والذي بدأت جذوته تخبو شيئا فشيئا مع تقدم سنين العمر .
ويمكن إيجازها كالتالي
نهم في القراءة ، لكل ما تقع عليه اليد ، وفي جميع المجالات الأدبية
الإطلاع على ما جادت به أقلام أساطين الفكر ، والأدب والفن ، القدماء منهم ، والمحدثون للإستفادة من تجاربهم في مجالات انتاجهم المختلفة والمتنوعة.
الإطلاع على تنظير المدراس الأدبية ، وكل ما يتعلق بتطور أشكال ومضامين الكتابة العربية والغربية منها .
تعهد ما يكتب بالمراجعة والتنقيح ، وهو كفيل بصقل الموهبة للإرتقاء في سلم الكتابة والإبداع .
الحكمة ، والسير الهوينا ، وعدم التسرع بغية خرق مراحل مراقي الكتابة والإبداع التي قد تؤدي إلى سقوط مريع لا يجبر أبدا ، ورب عجلة قد تكسب ريثا


موقع الحوار المتمدن : كلمة ختامية لطاقم الموقع وقرائه
فاروق معمر معامير : دعائي بالتوفيق لطاقم الموقع العريق والأصل مكفول بالمواصلة الجدية ، وتمنياتي لقرائه من المبدعين والمهتمين بشأن الكتابة ، وأحسب أن أغلبهم من الشباب المتميزين أن يقدموا له الدعم الكافي من أجل تنويع وتطوير مضامينه و أستمراريته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى