الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختبار المهارات القيادية للرئيس الصيني شي جين بينغ

هشام جمال داوود

2022 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده نهاية عام 2022 وتصاعد التوترات مع تايوان في أعقاب المؤتمر مرت زيارة رئيسة مجلس النواب الانريكي نانسي بيلوسي التي طال انتظارها الى تايوان دون وقوع حوادث، ومع ذلك أعربت الصين عن غضبها في تايوان من خلال العرض العسكري المستمر كإشارة إلى انزعاجها من التحدي الذي ألقاه جو بايدن.

بداية يجب ذكر مسألتين:
الأولى: كانت الزيارة بمثابة اختبار للرئيس شي جين بينغ كزعيم صيني، في الفترة التي تسبق مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده هذا العام خصوصاً وانه يسعى لولاية ثالثة.
الثانية: هو الحاجة لفهم دوافع الولايات المتحدة والصين في أفعال كل منهما والنظرة التكهنية للمسار المستقبلي لعلاقاتهما.
في أعقاب ذلك قطعت الصين جميع الروابط مع الولايات المتحدة وأعلنت أن المشاركة لم تعد ممكنة.
المواجهة هي الإشارة التي يتم إرسالها على وجه التحديد لأن شي جين بينغ يستعد لتتويج نفسه كزعيم مرة أخرى.
وتايوان هي بالفعل القضية الداخلية الأساسية للصين اليوم وسيحدد تعامل الرئيس الصيني معها موقفه السياسي داخل الحزب الشيوعي الصيني.
من منظور أمريكي كانت الزيارة إشارة مهمة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة تجاه تايوان، فكتبت بيلوسي في صحيفة واشنطن بوست أن "زيارة وفد الكونجرس يجب أن يُنظر إليها على أنها بيان لا لبس فيه بأن أمريكا تقف إلى جانب تايوان" ثم أعلنت أن التزام الولايات المتحدة بديمقراطية تايوان كان "صارمًا".
تدرك كل من الولايات المتحدة والصين احتمالات الحوادث العسكرية ومخاطر التصعيد المفاجئ وبهذا المعنى فإن تقييم سيطرة شي على جيش التحرير الشعبى الصينى كان سيتم اختباره إلى أقصى حد.
في نهاية تموز 2022عادت مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية بقيادة حاملة الطائرات (رونالد ريغان) إلى بحر الصين الجنوبي بعد إجراء اتصالات مع ميناء في سنغافورة.
ومثلما يجري الجيش الصيني تدريبات في المناطق الساحلية كان الانتشار الواسع للولايات المتحدة بمثابة اشارة واضحة للجيش الصيني الذي يلوح دائمًا بغزو تايوان.
كرئيس، كان شي جين بينغ يحاول إظهار نفسه بأنه تفوق على سلفيه وهما كل من (جيانغ زيمين) و(هو جين تاو) من حيث الإنجازات، وان بإمكانه ان يعتبر نفسه بأنه أدار السياسة الداخلية والعلاقات مع الولايات المتحدة بمهارة وخاصة فيما يتعلق بقضية تايوان بعد أن ركز تماماً على القومية الصينية وعلى إظهار القوة.
إضافة على ذلك فهو يفتخر بكونه صاحب القرار التاريخي الثالث للحزب الشيوعي الصيني والذي لم يسبقه بمثله من القرارات سوى زعيمان فقط وهما ماو تسيتونغ عام 1945 و تشياو بينغ 1981، وهذا القرار يتيح لشي جين بينغ ان يبقى رئيسا مدى الحياة.
إن إظهاره للقوة العسكرية في مضيق تايوان هو أيضًا تذكير للعالم بأنه يسيطر تمامًا على جيش التحرير الشعبي وبهذا المعنى فإن الخطاب المدعوم بالقوة قد نجح بشكل جيد بالنسبة إليه ولهذا قال لجو بايدن "إذا لعبت بالنار فسوف تحرق نفسك".
وكان هذا عبر الهاتف رغم التوتر الذي يخيم على العلاقات الثنائية.
على الرغم من أن الصين تظهر موقفًا متشددًا بشأن تايوان، إلا أنها في الواقع تريد تجنب إظهار الارتباك قبل المؤتمر الوطني.
على الأرجح ان الصين ستستمر في الحفاظ على إجراءاتها المضادة في فترة ما قبل مؤتمرها الشيوعي ولكن على المدى الطويل تعرف بأن هذه المعركة لا يستطيع شي جين بينغ تحمل خسارتها لأنها تعني نهايته كزعيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ