الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الطائفة اليهودية في بناء الدولة العراقية بعد عام 1921

اسراء حسن

2022 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر اليهودية من أقدم الديانات السماوية في العالم بأسره. واليهود العراقيين هم أقدم جالية يهودية في التأريخ، حيث وصلوا عام 586 قبل الميلاد. تم سبيهم مرتين، على يد الآشوريون مرة والبابليين بقيادة نبوخذ نصر مرة ثانية وقد حدث السبي الثاني على ثلاث دفعات وكان عددهم قرابة 40 الف يهودي ،منذ ذلك الوقت والوجود اليهودي مستمر ومتواصل.
احتلت الجالية اليهودية العراقية مكانة مرموقة بين سائر الجاليات اليهودية الأخرى إذ أصبحت في عصر التلمود مركزاً لليهودية مكونة ما يسمى بالتلمود البابلي. نَعَمَ اليهود في العراق بحياتهم وأمنوا على ممتلكاتهم وتمتعوا بنفوذ كبير وبحرية دينية واقتصادية، وكانت لهم إداراتهم المدنية المستقلة ومحاكمهم الدينية الخاصة، بالإضافة إلى تمتعهم بجميع حقوقهم وحرياتهم وكانت علاقاتهم مع المسلمين طيبة للغاية، سكنو في كل من بغداد والموصل والبصر وكركوك عام 1921 .
كان اليهود يعملون بالاقتصاد ولهم علاقات تجارية دولية وثيقة، ازدهر وتعاظم دورهم فيها أعقاب الحرب العالمية الأولى وبلغ أوجه قبيل الحرب العالمية الثانية، إذ كان أكثر من نصف الأعضاء الثمانية عشر بغرفة تجارة بغداد من اليهود وكان من بينهم الرئيس والسكرتير. من خلال عرض أحوال اليهود في العراق يمكن القول ان العلاقة بينهم وبين المسلمين كانت جيدة للغاية، ولم يكن هناك ما يعكر صفوها، حيث كانت هذه الطائفة تنعم بالحياة الآمنة المستقرة مع سائر سكان البلاد. ولم تكون الشدائد التي مرت بالعراق في فترات تاريخه لتميز بين مسلم ويهودي وحتى مسيحي لدرجة انهم لم يفكروا بالهجرة الا لأسباب تجارية...وهنا يطرح السؤال الجوهري للمقال ما الذي جعل يهود العراق تفكر في النزوح على الرغم من تشكيلهم كثاني اكبر طائفة في العراق بنسبة 40% خلال تلك الفترة؟ وبطريقة اوضح لماذا تبعثر الوجود اليهودي الألفي في بلاد ما بين النهرين؟
بعد مضي سبعة عقود على النزوح ، لم تحسم بعد الرواية الحقيقية حتى بين المهجّرين التي تؤكد اسباب الهجرة، يبدو أن زوبعة التغييرات التاريخية التي أرساها تنافس القوى السياسية الطاغية وصراع الأيديولوجيات وظهور الحركات القومية اليهودية والعربية، ولّد ضغوطاً سياسية، داخلية وخارجية، على اليهود العراقيين ويعتقد ان ذلك أدى إلى إلحاق الضرر بهم بالتساوي من كل الإيديولوجيات المتحاربة. بالإضافة إلى عملية سميت «تسقيط الجنسية»، نسبة إلى إصدار الحكومة العراقية قانوناً يُسقط الجنسية العراقية عن كل يهودي غادر أو يغادر العراق بصورة مشروعة او غير مشروعة. لا يُستبعد تصوير هذه الهجرة على أنها نهاية السبي البابلي وتحقّق الوعد الالهي بالعودة الى أرض صهيون أو أنها عودة توراتية الى القدس لإعادة بناء هيكل سليمان أو استعادة الشتات إلى القدس. وريما تكون مخططات رامية إلى تعمير الكيان الجديد بأكبر قدر ممكن من السكان، ويتوقع انه السبب الذي لعب دور حاسم في تهجيرهم، إذ تُشير المصادر التاريخية التي كانت تؤكد أن يهود العراق، في عمومهم، لم يكونوا في وارد ترك بلدهم الذي عاشوا فيه مئاتِ السنين، والهجرة إلى إسرائيل . إذ لم تكن الفكرة الصهيونية مقبولة لديهم، وكانوا يريدون أن يستمروا مواطنين مثل سائر العراقيين، المسلمين والمسيحيين. ويُعتقد بقيام جواسيس يهود بتفجير دور عبادة ورموز حيوية تخصهم في العراق بقصد إجبار اليهود العراقيين على الرحيل.
بالمقابل هناك اقلية امتنعت عن الهجرة لأسباب عديدة اهمها أنهم اعتبروا أنفسهم عراقيين أولاً وأساساً، جدير بالذكر ان برلمان الإقليم الكردستاني في شمال العراق عام 2015 صوت على قانون يعتبر اليهودية "دينا محميا" وينص على أن يكون لليهود ممثل رسمي، "صوت له النواب الإسلاميون"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا