الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإمبراطورية الروسية – 03 إيفان الرهيب يكتب اسمه بالدم

محمد زكريا توفيق

2022 / 8 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل الخامس

كيف كتب إيفان اسمه بالدم

كان عصر إيفان الرهيب عصر القسوة. وكان القرن، هو قرن هنري الثامن في إنجلترا، ومحاكم التفتيش في إسبانيا، وكاثرين دي ميديشي والمذابح الكبرى في فرنسا.

تأثير عبودية التتار للشعب الروسي، ظهرت في شدة القوانين الجديدة. بسبب عدم سداد دين، يمكن تقييد الرجل وضربه ثلاث ساعات كل اليوم. في نهاية الشهر، إن لم يتقدم أحد لسداد ديونه، يتم بيعه كعبد.

اللصوص والقتلة، يتم شنقهم، أو قطع رؤوسهم، أو تكسير عظامهم بآلة خاصة، أو إغراقهم تحت الجليد، أو جلدهم بكرابيج تمزق جلد الإنسان.

السحرة، يتم حرقهم أحياء، وهم محبوسين في أقفاص. المتهمون بالخيانة، يتم تعذيبهم بخطاطيف حديدية تفتك بأجسامهم وتمزقها قطعا صغيرة. مزورو العملة، يتم إجبارهم على بلع معدن منصهر. الفلاح، حياته أو موته في يد النبيل.

يقول أحد المراقبين في زمن إيفان:

"العبد البائس، يربض مثل الكلب أمام سيده، يلعق التراب ويرتمي تحت قدميه. صورة من الطغيان لا تحتمل."

البلد كلها، كما يقول المراقب، مليئة بالسرقات وجرائم القتل. إنهم لا يقيمون وزنا لحياة الإنسان. السلوك الهمجي، تجده في معاملة المرأة.

يتم سجنها في غرف مغلقة بالأدوار العليا من المنزل. لا يمكن أن يرى أحد وجهها. المرأة تعتبر ملكا للرجل. مجدها وشرفها، في طاعة زوجها، كما يطيع العبد سيده.

سيلفستر، وزير إيفان، في كتابه الشهير، "تعليمات"، نصح الأزواج بتقويم زوجاتهم بالعقاب المحبب والحكيم، وليس باستخدام العصي الغليظة أو بالكرباج، دون داع أمام خدمها.

ولتوضيح الأخلاق الروسية، يخبرنا هيربيرشتاين بهذه القصة:

"كان يوجد في موسكو حداد ألماني، يدعى جوردان، تزوج امرأة روسية. بعد أن عاش معها بعض الوقت، قالت له زوجته يوما بحنان:

"لماذا لا تحبني يا زوجي العزيز؟" أجاب الزوج:
"أنا أحبك من كل قلبي."
"لكنني لم أر أي دليل على حبك لي"، قالت الزوجة.
"وأي دليل تريدين؟" سأل الزوج.
"إنك لم تضربني أبدا."، أجابت الزوجة.
"لم أكن أعرف أن الضرب دليل على الحب. ومع ذلك، لن أفشل حتى في هذا."

وقال هيربيرشتاين، إن الحداد قام بضرب زوجته بقسوة. واعترف له، بعد ضربها، أن زوجته أظهرت عاطفة أكبر بكثير تجاهه"

يقول المثل الروسي: "أنا أحبك مثل روحي، لكنني أضربك مثل سترتي". وسط هذا الجهل العام والهمجية، لم يكن غريبا أن يكون إيفان، الذي صفق له في شبابه، معلموه لقسوته، بهذه الوحشية.

في العام التالي لغزو قازان، مرض إيفان، وظن أنه سيموت. انتهز البويار هذه الفرصة، وقاموا بالتمرد ضده، ورفضوا أن يقسموا بالولاء لابنه ديمتري.

في عام 1553، اختاروا ابن عمه، فلاديمير، رئيسا لهم. فقامت والدة ديمتري بالتحدث وتوزيع الهدايا والهبات على العديد من قواد الجيش.

حينما وصلت أخبار الخيانة إلى سرير إيفان المريض. ورأى الخطر الذي يهدد الزوجة والابن. قام بدعوة نبلائه المخلصين وقال لهم:

" لقد أقسمتم على خدمتي، أنا وابني. لكن هناك بويار كثيرون، يتمنون ألا يروا ابني على العرش. وبالتالي، إذا كانت مشيئة الرب أن أموت، لا تنسوا أنكم قد أقسمتم وقبلتم الصليب، بألا تسلموا ابني للبويار لكي يقتلوه. سافروا معه، في رعاية الرب إلى أراض أجنبية"

ثم التفت إلى أقارب زوجته، الرومدنوف، وقال:

"هل تعتقدون أن البويار سيرحمونكم؟ ستكونون أول ضحاياهم. موتوا إذن من أجل ابني ومؤيديه، ولا تتركوا زوجتي تحت رحمة البويار."

لقد تعافى إيفان، وأصبح على ما يرام. لكنه من الآن فصاعدا صار رجلا آخر.

بعد تجريس البويار، تم نفي سيلفستر، وإرسال أداشيف إلى "دوربات". بعد ذلك بفترة وجيزة، توفيت زوجته، أنستاسيا، الحكيمة واللطيفة، فجأة عام 1560. اعتقد إيفان أنها قد ماتت مسمومة. وثبت حديثا بعد تحليل رفاتها، صحة هذا الاعتقاد.

حتى ذلك الحين، لم يكن إيفان، هو إيفان الرهيب. أرسل البويار المتمردين إلى دير القديس كيرلس على البحيرة البيضاء.

في إحدى رسائله إلى الرهبان، كان يشكو من أن السجناء، يعاملون في زنازينهم مثل القياصرة، ويشربون كما لو كانوا في حفل زفاف أو معمودية، وتوزع عليهم الفواكه المثلجة، والكعك، والحلويات.

كتب إيفان في أحد رسائله يقول:

"عندما تكشفت خيانة ذلك الكلب، أليكسيس أداشيف، وأصدقائه، تركنا الرحمة تخفف من غضبنا. ولم نحكم على المذنبين بالموت. لكن قمنا بنفيهم.

لكن عندما يواصلون الخيانة، وارتكاب المؤامرات ضدنا، ويظهرون عنادهم الشرير، وخيانتهم الدائمة، قمنا بعقابهم بذنوبهم وجرائمهم."

في عام 1564، كان هروب رئيس البويار، الأمير كوربسكي، سليل "روريك"، هو السبب في أن صار القيصر أكثر عصبية. الأمير كوربسكي، كما رأينا سابقا، قد ذاعت شهرته أثناء مواجهته للتتار في تولا وقازان.

بسبب غضب كوربسكي من معاملة إيفان لوزرائه، سمح لأربعة آلاف جندي بولندي بهزيمة خمسة عشر ألف روسي. وخوفا انتقام القيصر، غادر معسكره في فيندور مع خادم واحد، والتحق بخدمة ملك بولندا.

ثم أرسل خادمه، فاسكا، برسالة طويلة للقيصر، بعبارات شديدة، تعبر عن غضبه وأحزانه. وأعلن أن سيجيسموند، ملك بولندا، سيعامله بالحسنى، ويخفف من مصائبه.

إيفان، وفقا للتقاليد، أخذ عصاه الحديد، وثبت بطرفها المدبب قدم حامل الرسالة بالدرج الأحمر وهو يقوم بقراءتها. ثم قام بتسليمه إلى الجلادين، الذين قاموا بتعذيبه أشد العذاب.

ثبات الخادم، أثار إعجاب إيفان. فكتب مرة أخرى إلى كوربسكي: "سلوك خادمك فاسكا، أفضل من سلوكك، ويجعلك تخجل من نفسك. لقد كان أمينا، وصادقا لك أمام القيصر والشعب، حتى عندما تعرض للتعذيب وأشرف على الموت."

مراسلات القيصر وكوربسكي، تعتبر من أدب القرن السادس عشر الأكثر غرابة. بينت معلومات كبيرة عن الأدباء، وأدب المأساة، ، والمنطق، والأسلوب الساخر في الكتابة، والبلاغة في ذلك العصر.

إيفان، الذي خاب أمله بالكامل بسبب سلوك الأمير كوربسكي، والكثير من الأمراء والوزراء المنفيين، والذين لا ينفكون عن نسج مؤامرات ضده، فجأة ترك موسكو عام 1564، مع خدمه وكنوزه، وتقاعد إلى واحدة من قراه المفضلة.

هناك، كتب رسالة إلى المطران، يشتكي من المؤامرات وخيانة النبلاء وضلال رجال الدين. وأرسل كلمة إلى شعب موسكو، يعلل فيها سبب اعتزاله، وأنه لم يكن لديه أي استياء أو انعدام الثقة فيهم.

عندما سمع الناس رسالة القيصر، أصيبوا بالرعب والحيرة، وبكوا وقالوا لبعضهم، الويل لنا. لقد أخطأنا أمام الله وأغضبنا القيصر. وقابلنا أعماله العظيمة، بما أغضبه وجعله يتخلى عنا.

والآن إلى من نذهب؟ من سيقوم بصد هجمات أعدائنا؟ وكيف للقطيع أن يعيش بدون راع؟ إذا لم يكن لدى الأغنام راع، ستأكلهم الذئاب.

خشي الناس البويار. وارتجف البويار أمام الشعب. ثم التمس الجميع المطران، قائلين:

"نأتي إليك جميعا متوسلين، لكي تذهب إلى القيصر، وتطلب نيابة عنا، عفوه وعودته".

عندما جاء الناس مع رجال الدين في موكب إلى إيفان بطلبهم، وافق على العودة إلى العرش، ولكن بشروطه الخاصة.

الآن، ولمدة سبع سنوات، كان الحكم استثنائيا للغاية. عاد إيفان إلى موسكو. وقام بتقسيم القرى والمدن الروسية إلى قسمين. القسم الأكبر، تركه في مسؤولية مجلس البويار القديم.

ثم كون مجلسا وحكومة جديدة، أعطاهم مسؤولية حكم موسكو وعشرين قرية ومدينة. وأحاط نفسه بحرس شخصي مكون من ألف رجل.

يلبسون في رؤوسهم أقنعة في شكل رأس كلب، ويعلقون من سرج الحصان مكنسة. أي أنهم كانوا يعضون، ويكنسون أعداء القيصر. عصر الرعب، بدأ يخيم على سماء روسيا، بقية حياة إيفان الرهيب.

لم يستطع المطران فيليب تحمل مشاهد الكثير من المعاناة. فجاء بجرأة، ووقف أمام القيصر.

القيصر: الزم الصمت. أقول لك، ابغ السلامة، أيها الأب المقدس. ابغ سلامتك وامنحني بركتك.

فيليب: إذا بغيت سلامتي بصمتي، ستكون هذه خطيئة ضد روحك.

القيصر: رعاياي ينتفضون ضدي، يبغون إيذائي. وماذا يجب عليك فعله بخصوص مجلسي؟

فيليب: أنا راعي القطيع.

القيصر: فيليب! لا تتجرأ على قوتي وبأسي، خشية أن ينالك غضبي. أدعوك للتخلي عن منصبك.

فيليب. لم أحصل على هذا المنصب، بنفسي ولا بمساعدة الآخرين. فلماذا لا تشلحني أنت منه؟

وسط دموع الناس، قام إيفان بطرد المطران فيليب الشجاع من الكاتدرائية، ونفيه من موسكو. في العام التالي، أرسل إيفان، سكوراتوف للمطران فيليب، يطلب بركته، فقال فيليب:

"كيف يمكنني أن أباركه، وأنا أرى بلدي في حداد دائم؟"

في اللحظة التالية، تم القبض عليه وخنقه. حدث هذا عام 1569.

من بين النصب التذكارية لدير القديس كيرلس، رسالة من إيفان الرهيب، يطلب فيها صلوات الكنيسة لضحاياه. ويذكر العدد الذي بلغ ثلاثة آلاف وأربعمائة وسبعون شخصا، منهم تسعمائة وستة وثمانون شخصا ذكروا بالاسم:

"كازارين دوبروفسكي وابنيه، مع عشرة رجال أتوا لمساعدتهم. عشرون رجلا من هذه القرية، ثمانون من تلك. تذكر يا رب أرواح عبيدك، ال 1505، من نوفجورود". هذا هو محتوى الرسالة الغريبة.

أقارب، أصحاب حظوة، بويار، فلاحون، سقطوا جميعا على حد سواء أمام غضب الطاغية الرهيب.

هو نفسه لم يكن أبدا آمنا على حياته. فأرسل إلى الملكة إليزابيث، يطلب، عن طريق القسم، بأنه في حالة وقوع أي مصيبة لأي منهما، وكان مضطرا للنفي من بلده، أن يجد ملاذا آمنا في بلد الآخر.

كان رد الملكة إليزابيث على النحو التالي: -

" الآلهة القادرة الطيبة، التي تشملنا برعايتها، لا نشك في استمرار رعايتها لحكومتنا المحبة للسلام، بدون الخوف من رعايانا أو من أية قوى أجنبية.

لكن رسالة سرية، مختومة بختم الملكة الخاص، وموقعة من قبل نيكولاس بيكون ووليام سيسيل، أعطت القيصر، حق اللجوء:

"نحن نقدم لك، أخينا الامبراطور، في أي وقت، تراه مؤسفا، وتحت أي ظرف من الظروف، سواء كان مؤامرة سرية، أو ثورة عارمة، تقوم لتغيير الأوضاع في بلدك،

وترغب في اللجوء إلى مملكتنا، أنت والإمبراطورة النبيلة زوجتك، وأطفالك الأمراء، فنحن بكل فخر وكرم، نستقبلهم ونعاملهم، ونعامل جلالتكم كما يعامل الأمراء العظام."

في تبادل الرسائل مع الملكة، أدرك إيفان أن الملكة تهتم بصالحها الخاص، أكثر من اهتمامها بمشاكله هو. فأرسل لها رسالة يذكرها بأفعاله الطيبة قبل تجارها، ثم أنهى الرسالة بنوبة الغضب هذه:

"كنا نعتقد أنك صاحبة السيادة في بلدك، وتتمتعين بكامل السلطات. تبغين المجد والربح لوطنك. ومن ثم، أردنا أن نتعامل معك على هذا الأساس. لكننا أدركنا أن الرجال الآخرين هم اللذين يحكمون بلدك، لا أنت.

في الواقع، هم ليسوا رجالا، بل تجار فقراء، لا يسعون إلا إلى الربح لأنفسهم. وأنت تتخبطين كخادمة، وتتصرفين كخادمة"

في الوقت الذي كان فيه إيفان، يجمع كنوزه، ويقوم باستعدادات سرية، للهرب من البويار في بلده، واللجوء إلى إنجلترا، تخلى عن سلطته لأجنبي، سجين، تتري تابع له.

هو نفسه، كان خجلا من هذا السلوك. قال لسيلفستر، المترجم، أنه "لم يستقل حتى الآن، وهو قادر على اعتلاء عرش الإمبراطورية مرة أخرى".

وعندما جاء سفراء الإمبراطور ماكسيميليان، أحضرهم إيفان إلى إحدى مدنه، وهم لا يشكون في وجود سيد آخر لروسيا. قالوا في حفل التكريم، أنهم لم يلقوا في روما أو إسبانيا استقبالا أكثر فخامة.

كانت شخصية إيفان مزيجا غريبا من العظمة واللؤم، ومن الليبرالية والخرافات. كان يحب الأجانب، وسمح لهم بالتجارة بحرية. لكنه عامل التجار من رعاياه معاملة غير كريمة.

كان يجبرهم على البيع له، العسل والشمع والفراء، بسعر بخس، قائلا:

"الناس في بلدي، مثل لحيتي. كلما قمت بحلقها، كلما ازدادت سمكا. وهم مثل الأغنام. يجب حلق صوفها مرة واحدة على الأقل كل سنة، حتى لا يتكدس الصوف على أجسامها."

كان إيفان متدينا، وبنى " في زمنه أكثر من 40 كنيسة بالحجر، بأبراج ومزينة من الداخل باللوحات والنقوش الذهبية." أكثرها شهرة، ربما في العالم كله، هي كنيسة باسيل المباركة.

تقول الأسطورة، أن إيفان قد بناها، في ذكرى غزو قازان، ثم قام بسمل عيني المهندس المعماري الإيطالي، حتى لا يقوم ببناء كنيسة أخرى مثلها. (جزاء سنمار، كما يقول المثل العربي)

يصفها أحد المسافرين:

"إنها الأكثر بين جميع الإنشاءات المعمارية إبداعا. صرح بدون مثيل، لغز للعين. متاهة من المصليات والشرفات والصالات الفسيحة، تقع في تجمع واحد رائع.

تعلوها أبراج منحوتة، وقباب ذات عمائم عالية، ومصابيح تترية. كل منها بحجم وشكل مختلفين. مطلية بكل الألوان الممكنة. أحجارها متنوعة، ومغلفة بصفائح من الذهب الخالص."

اهتم إيفان بالطباعة. وشارك الألمان في إنشاء مطبعة في موسكو، لطباعة الكتاب المقدس باللغة الروسية. لكن الناس نظروا إلى فن الطباعة على أنه فسق. واضطهدوا صاحب المطبعة، لدرجة أنه فر حتى ينجو بحياته.

في البداية قام إيفان بمضايقة من يعملون بالسحر. كان يدفنهم أحياء، أو يلقيهم للحيوانات المفترسة. لكن في النهاية، حينما تقدمت به السن، تغلب عليه الإيمان بالخرافات.

في عام وفاته ظهر مذّنب (جرم سماوي) اعتبره فأل سيء. قام بجمع السحرة من أقصى الشمال، وعاملهم بلطف في موسكو.

لكن ظهور المذنب فوق المدينة، وكل علامات الفأل السيء كانت ضده. كان مهتما بجمع الأحجار الكريمة، معتقدا أنها تمتلك خصائص رائعة.

قبل وفاته بقليل، كان الإنجليزي، هورسي، معه في الخزانة. قال إيفان: "حجر "لودستون" المغناطيسي، الذي يوجد في شكل بلورات، له خاصية عظيمة وخفية. بدونه تكون البحار التي تحيط بالعالم، غير صالحة للملاحة.

هذا المرجان الجميل، وهذا الفيروز الرائع، هي ألوان شرقية. ضعوها على يدي وذراعي. فأنا مسموم بالمرض.

هذه الأحجار الكريمة، تبين خصائصها. إنها تغيير ألوانها، من اللون الزاهي إلى اللون الباهت. من ثم، تعلن عن قرب وفاتي". ثم أخذ عصاه المزينة بالأحجار الكريمة، والتي تبلغ قيمتها سبعين ألف مارك، وقال:

"الياقوت، أوه! هذا الحجر الكريم هو الأكثر راحة للقلب والدماغ والنشاط وذاكرة الإنسان. انه ينقي الدم ويمنع تخثره. أما الزمرد، فيحتوي على ألوان قوس قزح.

الأحجار الكريمة لا تحب النجاسة. الياقوت الذي يسعدني كثير، يزيد الشجاعة، ويفرح القلب، ويرضي كل الحواس، ويهدئ العين."

بعد وفاة أناستاسيا، تزوج إيفان الرهيب عدة مرات. انتهت حياة زوجاته جميعهن بوفاة عنيفة مفاجئة.

قبل أن تلد زوجته السابعة، ماريا ناجوي، ابنها ديمتري، حاول إيفان إقامة تحالف أجنبي عن طريق الزواج. أولا سأل أخت ملك بولندا، ثم أرسل مبعوثه إلى إنجلترا عام 1583، للتفاوض على تقوي روابط الصداقة بين البلدين، عن طريقه زواجه من أميرة بريطانية.

طلب بيانات عن، الليدي ماري هاستنجز، لكي يتأكد من طولها وسنها ووزنها ودرجة جمالها. عندما رأي الروسي، المكلف بجمع البيانات، السيدة:

"سقط ساجدا أمام قدميها، ثم نهض وابتعد عنها وهو لا يزال ينظر إلى وجهها. ثم قال عن طريق مترجم، أنه يكفيه رؤية الملاك الذي يأمل أن تكون زوجة لسيده. ثم أثنى على جمالها الملائكي المثير للإعجاب."

عندما جاءت الأخبار بميلاد ديمتري ابن إيفان، أرسلت إنجلترا مبعوثا، السير جيروم باوز، مع هدية إلى القيصر. يعتذر عن عدم إتمام الزواج المقترح.

غضب القيصر السريع، واستعداده لاستخدام عصاه الحديدية الرهيبة، أدى إلى مأساة حزينة. أثناء مناقشة مع ابنه، إيفان، قام بضربه بعصاه ضربة مفاجئة، قتلته في الحال عام 1581. فتحول غضبه الشرس، إلى حزن قاتل.

ثلاث سنوات فقط، عاشها إيفان بعد قتله لابنه المفضل. فقد توفي إيفان الرهيب أثناء لعب الشطرنج. بينما كان يحرك قطعة الشاه، سقط في نوبة إغماء، لم يفق منها.

في تلك الليلة، وضعت الحكومة في أيدي خمسة أمراء، كان قد عينهم أوصياء على ابنه ثيودور، ضعيف التفكير.

بالرغم من قسوة إيفان، إلا أنه قد حافظ على حب شعبه له بطريقة رائعة. مآثره كان يحتفل بها في أغاني شعبية.

عام 1584، في كاتدرائية القديس ميخائيل، يرقد إيفان الرهيب، قيصر روسيا، أرثوذكسي الديانة. عن عمر 54 عاما، بعد أن حكم الإمبراطورية لمدة 40 سنة بالحديد والنار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن