الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نلتقى الاسبوع القادم

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2022 / 8 / 22
سيرة ذاتية


مر شهر تقريبا منذ اخر مقال نشرته فى الحوار المتمدن وتقريبا لم اكتب لاى مواقع اخرى او صحف ، ادهش كل يوم ولكن لا أفعل شيئا

اليوم قرأت مقال يناقش فكرة الحتمية وفكرة الارادة الحرة وهو يتحدث عن ان لكل فكرة مؤيدين وانصار ، ولكن المقال خرج بنتيجة هامة وهو ان هناك ( العديد من الاسباب تدفعنا للاعتقاد بأن أرادة الفرد ليست خالية من المؤثرات تماما)

وانا اميل الى هذا الراى ، فانا لدى فكرة جامحة تكونت على مدى سنوات تتمثل فى الرغبة فى الكتابة الدورية والمشاركة فى التعبير عما يجرى فى الكون ، والامر ملح بالنسبة لى ولا يكاد يفارق خيالى ، ومع ذلك فانا لا اسعى بالشكل الذى يناسب هذا الطموح على الاطلاق .
ورغم انى اعى قناعة استحالة حلم الكتابة الدورية بدون تدريب والم وكتابة شبه يومية ، ورغم انى قرأت عشرات المرات عن نصائح من كبار الكتاب عن ضرورة الكتابة اليومية والتفرغ للامر ساعة او ساعتان يوميا ، وان عدم الكتابة تؤدى الى جدب التفكير
,
أقول رغم انى اعلم كل ذلك وافكر فيه تقريبا على مدار اليوم ، الا اننى لا أفعل .

رغم ان الفعل ( الكتابة ) غاية فى البساطة ، ولن يكلفنى سوى الدخول الى غرفتى وتشغيل التكييف والقراءة والبدأ فى الكتابة ، او الخروج واخذ اللاب توب والخروج والجلوس فى مكان ما والكتابة .

امر يبدو بسيطا للغاية ولكنه لا يتحقق معى بهذه البساطة ، اذا ارادتى ليست حرة تماما فيما أدعيه وأفعله

ان المعطيات التى اسوقها لنفسى ، غاية فى البساطة ، رغبة فى الكتابة لا تزايلنى ، امكانية بسيطة لتنفيذها ، لا توجد معوقات امامها ، ورغم ذلك لا امارس فعل الكتابة الذى يقض مضجعى ليل نهار بإنتظام .

ولكن ماهى المؤثرات الخارجية التى تدفعنى بعيدا عن حلم الكتابة ؟

ربما يكون السعى الحثيث نحو تدبير شئون الحياة اليومية احد أهم الاسباب

ولكن حتى هذا السبب مردود عليه بأنك لا تخرج كل الايام ، حيث انه كثيرا ما تظل قابعا بالبيت دون ان تمارس فعلا ذا جدوى ، او تمارس فعل الكتابة الذى تفكر فيه طوال اليوم ، ثم تكتشف اخر اليوم ان الساعة قد دنت من الثانية عشرة مساء وحان وقت نومك .
انك لو انفقت عشر الوقت الى تفكر فيه طوال اليوم فى مسارات شتى، فى ممارسة فعل الكتابة لخرجت بحصيلة هائلة من الافكار والمقالات .

( الكسل والتراخى ) نعم ربما يكون هو السبب ، ولكن هل الكسل والتراخى جزء فى كيمياء المخ يشكل مانعا لك من الكتابة الدورية ، واذا كان ذلك صحيحا ، فلماذا تقوم من فورك وترتدى ملابسك وتذهب الى عمل ما سوف تقبض منه بعض المال ؟

( ضعف الدافعية والحافز ) ربما يكون ذلك هو السبب الخفى ، فانت تكتب عشرات المقالات ووصل عدد قراءك لنصف المليون او اكثر ، وتكتب فى العديد من الصحف والمواقع الايكترونية ولكن بدون عائد مادى على الاطلاق ، ربما كان الامر جميلا فى

البداية ، انت ترى اسمك مزيلا المقالات ، ولكن وماذا بعد ، تحدثك كيمياء المخ وماذا بعد ؟ ما الذى استفدته فعليا ؟ قبضت كام يعنى باللغة الدارجة ؟

فى البداية كنت تقنع نفسك بان ما تفعله لله والوطن ، وانك ترضى طموحك ورغبتك ، وهذا كان صحيحا فى جانب كبيرا منه ، الا انه لا يصلح طوال الوقت دافعا للاستمرار فى الكتابة .

ولكن هذا السبب تحديدا يثير الشك فى مدى صدق اخلاصك لقضية الكتابة والابداع ، وان الامر مهما غلفته بالاهمية لا يعدوا ان يكون هواية ، واذا كان الامر كذلك فلما تظل فكرة الكتابة تسيطر على .

هذه قضية اخرى ، اننى اعتقد ان الامر برمته يحتاج الى اخضاعة لبرنامج عملى محدد ومكتوب وليكن مدته اسبوع ، انه تحدى من نوع اخر تحدى يشبه مقولة شكسبير الخالدة نكون او لا نكون ؟

لكن هل انت قادر على التحدى والخروج من نفق هذه الازمة المستمرة منذ عشرات السنين فتكون كاتبا او لا تكون على الاطلاق وتخلى عقلك من أرق الكتابة .

هذا هو السؤال والتحدى؛ سوف أسعى جادا لممارسة التحدى وسوف اخبركم الاسبوع القادم يوم الاحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست