الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لوحة جدارية تلهب مشاعر الصين تجاه اليابان
هشام جمال داوود
2022 / 8 / 23مواضيع وابحاث سياسية
لوحة جدارية تم وضعها على أحد جدران محطة مترو الانفاق في العاصمة بكين ويظهر فيها سوق ذو طراز قديم، تسببت بحالة واسعة من الجدل حول اسلوبها والذي اعتبرها بعض الصينيين انها تشبه الى درجة كبيرة تلك الصور اليابانية المطبوعة على قوالب الخشب.
هذا التصعيد والذي لم يكن الأول من نوعه جاء قبيل استعداد البلدين للاحتفال بالذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما في 29 أيلول القادم.
نتيجة لذلك وبسبب الضغوط الشعبية قامت مدن من المقاطعات الشمالية الشرقية بإلغاء المهرجانات الصيفية على الطريقة اليابانية وامتدت هذه المقاطعات الى مدن الجنوب الصيني، لا بأس لحد الآن ولكن الأمر الذي أزعج اليابانيين واثار مشاعرهم كان بسبب مستخدمو الانترنت الصينيون عندما أطلقوا عبارات من بينها تلك التي وصفت قاتل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي بأنه بطل، ولا تزال تلك العبارات منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي في الصين والتي هي في نفس الوقت خاضعة للسيطرة الحكومية المشددة.
من جانب آخر فإن هذا الحدث على التواصل الاجتماعي يعد الثاني من نوعه فيما يخص مشاعر اليابانيين إذ سبقه امراً لا يقل أهمية عنه وهو ما جرى في أواخر تموز الماضي عندما اندلعت عاصفة نارية على وسائل التواصل الاجتماعي فوق معبد بوذي في مدينة نان جينغ كان قد وضع لوحات تذكارية للجنود اليابانيين الذين أعدموا كمجرمي حرب لتورطهم في مذبحة نان جينغ عام 1937والتي قام خلالها الجيش الياباني بارتكاب مجازر بحق الجيش الصيني والمدنيين في هذه المدينة، وعلى اثر ذلك تدخلت لجنة الحزب الشيوعي في المدينة والسلطات المحلية، وتم تغيير رئيس المعبد.
كثيرة هي الدعوات التي وجهتها اليابان والولايات المتحدة لـ "السلام والاستقرار في مضيق تايوان" والتي قوبلت بالغضب كون ان بكين تعتبرها تدخلًا في شؤونها الداخلية، لهذا السبب يرى المراقبون ان سياسة الرئيس الصيني شي جين بينغ تجاه اليابان هي صب الزيت على النار.
من جانب آخر فإن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في أوائل آب الجاري قد ادت إلى تفاقم الازمة وجعلت الوضع أكثر تعقيداً، فقد كتبت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي أن اليابان يجب أن تكون حذرة في أقوالها وأفعالها، مؤكدة أن أكثر من 600 ألف "من مواطني تايوان" قتلوا خلال "احتلالها غير الشرعي" للجزيرة من قبل اليابان وهذا الامر صار واضحاً للمتابعين من خلال حدة الخطاب للمسؤولين الصينيين، اذ استدعى نائب وزير الخارجية الصيني دينغ لي السفير الياباني هيديو تارومي يوم 4 أغسطس لتقديم احتجاج على بيان مشترك لمجموعة السبع بشأن تايوان.
بعد ذلك بوقت قصير، خلال اجتماع قمة شرق آسيا لكبار الدبلوماسيين في كمبوديا، انسحب وزير الخارجية الصيني وانغ يي بينما كان يتحدث نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي.
اما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ قالت للصحفيين ردا على سؤال حول الحادث "القيادة اليابانية تصرفت بشكل فاضح بشأن تايوان". "إن الشعب الصيني غير سعيد للغاية بشأن ذلك."
توترت الأعصاب خلال هذا الوقت الحساس سياسياً ومن المحتمل أن الرئيس الصيني لا يريد أن يبدو متسامحًا مع اليابان قبل مؤتمر الحزب الشيوعي هذا الخريف، والذي من المقرر أن يسعى خلاله لولاية ثالثة كزعيم للحزب وإجراء التعيينات الرئيسية.
تصاعدت التوترات أيضًا وسط الذكرى الأربعين لتطبيع العلاقات في عام 2012 - العام الذي قررت فيه اليابان تأميم جزر سينكاكو، التي تدعيها الصين وتسميها دياويو. أثارت هذه الخطوة غضب حكومة الرئيس الصيني آنذاك هو جينتاو، ولكن الامر الآن على ما يبدو بأنه مختلفاً مع الصين في ظل حكم شي جين بينغ.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي