الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه مفقودة . . بإحلال قناعي

أمين أحمد ثابت

2022 / 8 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


مأساة إنسان مجتمعاتنا - غير أنه كغيره في هذا الكوكب . . يعيش مدركا لنفسه وحاجته وواقعه ، ومدركا الفرق بين الخرافة والحقيقة ل . . تستمر حياته – في حين ما ينكشف عنه في حقيقته كمفقود لديه ، أنه لا يعرف نفسه وحاجته وواقعه كبشري طبيعي ولا يقف مرة ليقرأ نفسه – ما يميز الانسان بالنسبة لديه يرى فيها ألفاظ او كلمات لا معنى لها ، عنده الحلم خيالات اوهام مرافقة لعمري الطفولة والمراهقة فيه ، والتمني هو مثل السابق في عمر النضج . . لا يقبل التحقق واقعا – إلا إن تدخلت مشيئة الرب أن تتحقق ، أما الكفاح الغريزي ليبقى حيا . . لا يحصل عليه وفق حاجته ورغبته و . . لكن وفق ما يسمح به غيره ليسد رمقه وامنه - فهو ليس سيد نفسه – ولذا فالواقع الذي يعرفه ليس سوى مكان وجوده الزمني والمعيشي المعطى له ليظل مرهونا له بتبعية من اجل المعيشة ، وليس الواقع الذي يشارك فيه غيره من حيث الوجود وما يناله حقا دون انتقاص – مثل ذلك ثقته بنفسه على قدرته التفريق بين الخرافة والحقيقة و . . أنه ينكر الأولى ، كونها اوهاما لا أكثر ولا وجود لها سوى في مخيلات مختلقيها ومن يصدق بها من جهلة العقول ، بينما في حقيقته ( الغائبة عن عقله وفهمه ) أنه يؤمن سرا في داخله – بادراك فهمي او عفوي لا إرادي – بالخرافة ويصدق بها اكثر من تصديقه بالحقائق ، تشظيا سيكو – عقلي يعاني منه بين ايمانياته وما يلقن به دماغيا ، فما هو غير معقول من الكثير الخرافي يمثل جوهرا للتفكير والقناعات بكونه المعقول والحقيقة المطلقة ، وهناك من المعقول الحقيقي المجرد في الدماغ المأخوذ عن المعارف والخبرات يزاح من منطقة جوهر الاعتقاد ويحل محله اللامعقول المفروض عليه واقعا ليمثل جوهر اعتقاد ادراكي للواقع والحياة كضرورة للعيش ، وعليه تصبح حياة انساننا وعيشه واستمرار وجوده الممارسي يقوم على موجهه العقلي التابع والخرافي التوهمي كما لو انه يمارس وجوده العاقل الحر ادراكا دون زيف لأصل الحقيقة لكل جانب – يغيب عنه طالما انه موجودا يمتلك حقوقا لوجوده وليس مهادنة للتصدق عليه من الفتات – ليعيش كذبة انه عائش و . . الحمد لله – أما اعظم مأساة لإنسان مجتمعاتنا عبر الاف الاجيال تتمثل في اثنتين ، انه يعرف حقيقة نفسه كتاريخ خاص بمجتمعه دون سواه . . كما سوقوه إليه ، بينما لا يدرك أنه يؤمن بوهم زرع في جذر اعتقاده وتصوره وقناعاته ، فذلك التاريخ الذي يعرف ويميز نفسه عبره عن غيره من انسان الشعوب الاخرى ، لهو حقيقة تاريخ لمواطن بأناس اخرين لا يتصل بنا اليوم من قريب او بعيد ، ولذا حقيقة هو تاريخ انسان مجتمع اخر وموطن ليس ما نحن عليه اليوم ، أما الحقيقة الغائبة عن عقولنا المتوهمة ، أننا ذوو تاريخ ممزق لا معلما ثابتا له ، وفي جملته يعلم كتاريخ يعيد جوهر وجود تمزقاته تلك ، يعيش وجوده الحديث المعاصر بجوهر وجوده القديم – الفرد ، المجتمع ، والواقع بمحكوماته ، التفكير الخرافي والانقيادي التابع المسيطر جوهرا كمعتقد يبني على اساسه العقل فهمه وتصوراته وقناعاته الموجهة لممارسة الوجود الحياتي – وهو ما يطبع حقيقة وجودنا ب ( الفصام ) على كافة الاصعدة والابعاد – الشخصية ، الجمعية المجتمعية ، الواقع والحياة – فكل واحد منها يبنى ( بالنسبة لنا ) بأكثر من مزدوج الوجوه للحقيقة ، تختفي تلك الاصلية عن وعينا وادراكنا وفهمنا وقناعتنا ، وتحتل مراياها الزائفة في عقولنا على انها اصل الحقيقة ، وهو ما يجعلنا نناقض انفسنا المتوهمة بقدرتها التمييز بين الخرافة والوهم والحقيقة ، حيث نؤمن بالخرافة تارة بكونها حقيقة واخرى نؤمن بأوهامنا كمقموعين وملقنين تابعين . . على انها حقائق ومن لا يتفق معنا فهو لا يدرك كنه الحقيقة - أم الثانية تتمثل بطبيعتنا ( الهروبية والتذرعية ) المتخفية وراء اقنعة تعاكسيه نرتديها ، قناع تبريري ب ( الضرورة ، الحاجة ، الواقع ) كسبب لهذا النوع من الوجه الذي نلبسه لقبول حياة وقناعات راضية ذاتيا بالخنوع او الانحراف اخلاقيا لما هو لا انساني واقعا ، بينما قناع وجهنا الاخر الذي نوهم أنفسنا به ونصدقه ونوهم الاخرين بالصوت به حتى يصدقونه . . ان حر ، غير ضعيف او لدي شعور بالنقص ، وانه ولا يتحكم بي شيء او احد ، بينما تظهر طبيعتنا الشاذة الفصامية الاخرى بأنا مطبوعين على رمي ( ضعفنا ، اخطائنا ، دونيتنا ، جبننا ، همجيتنا ، فصاميتنا ) . . وراء سلوكيات منحرفة تفقدنا انسانيتنا ، ك . . الوساطة ، الرشوة ، بيع النفس والمواقف ، التذلل والنفاق ، الغش والخداع . . إلخ ) ، والتي تعد مبررات تفرض نفسها على المرء من اجل شيء او امر يريده ك ( المال ، القوة ، النفوذ ، المهابة ، الفرصة . . إلخ ) ، لا يحصل عليه او يتم الوصول إليه إلا من خلال تلك المسلكيات اللاإنسانية واللاأخلاقية. . حتى اللا قانونية . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة