الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يتحالف ستالين مع هتلر أبدًا.الحقيقة حول معاهدة مولوتوف-ريبنتروب لعام 1939

دلير زنكنة

2022 / 8 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


 بقلم نيكوس موتاس .

" إذا رأينا أن ألمانيا تفوز ، يجب أن نساعد روسيا وإذا كانت روسيا تفوز فعلينا مساعدة ألمانيا ، وبهذه الطريقة لندعهم يقتلون أكبر عدد ممكن من بعضهم..."
هاري ترومان ، 1941.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، حاول التأريخ البرجوازي تشويه الأحداث المختلفة من أجل تشويه سمعة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي. إحدى هذه الاحداث - التي كانت "راية" المدافعين عن الإمبريالية وغيرهم من المناهضين للشيوعية - هي ما تسمى "معاهدة مولوتوف ريبنتروب" التي تم توقيعها في عام 1939. في جهد غير علمي وغير تاريخي للمساواة بين الشيوعية والنازية ، تقدم الدعاية معاهدة مولوتوف-ريبنتروب كوسيلة لسياسة توسعية من قبل الاتحاد السوفياتي وألمانيا هتلر. يهدف تشويه الأحداث التاريخية ودمج الأكاذيب وأنصاف الحقائق من قبل الإمبرياليين والمتعاونين معهم إلى تشويه سمعة الدور الضخم للاتحاد السوفيتي في النضال ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية.
 
ومع ذلك ، فإن الواقع يختلف عن الذي قدمه التأريخ البرجوازي. هنا ، سوف ندرس الظروف والأحداث التي أدت إلى معاهدة مولوتوف - ريبنتروب لعدم الاعتداء ، في محاولة لفضح الدعاية المعادية للشيوعية في هذا الشأن.
 
بفضل الدعم المالي والتقني من الاحتكارات الأمريكية والأوروبية ، بدأت ألمانيا الهتلرية في تعزيز قواتها المسلحة في منتصف الثلاثينيات. في عام 1936 ، شرع النازيون في عسكرة راينلاند ، وساعدوا موسوليني في الاستيلاء على الحبشة (إثيوبيا) بينما لعبوا دورًا حاسمًا في فرض ديكتاتورية فرانكو الفاشية في إسبانيا. تم تعزيز ألمانيا النازية وبداية توسع الفاشية في أوروبا في ظل تسامح القوى الإمبريالية "الديمقراطية" القوية آنذاك. بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

بعد ضم النمسا إلى ألمانيا النازية في مارس 1938 ، شرع الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) في اتفاقية ميونيخ (30 سبتمبر 1938)). عادة ما يحاول المدافعون عن الإمبريالية التقليل من أهمية هذه الاتفاقية بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا موسوليني وألمانيا هتلر. ومع ذلك ، كان تأثير اتفاقية ميونيخ - وهو عمل استرضائي تجاه النازيين - هامًا بالتأكيد. بتوقيعي رئيس الوزراء البريطاني والفرنسي آنذاك ، نيفيل تشامبرلين وإدوار دالاديير ، ضم النازيون تشيكوسلوفاكيا وكثّفوا عدوانيتهم التوسعية تجاه أوروبا الشرقية.

بعد بضعة أشهر ، في 7 أبريل 1939 ، غزا النظام الفاشي لإيطاليا ألبانيا واستولى عليها. في 31 مارس 1939 ، ضمنت حكومتا بريطانيا وفرنسا حماية بولندا في حالة وقوع هجوم نازي - وقعت كل من لندن وباريس اتفاقيات ثنائية للمساعدة المتبادلة مع بولندا. عندما غزت ألمانيا بولندا في الأول من سبتمبر عام 1939 ، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب ضد هتلر ولكن دون القيام بأي عمل عسكري حتى العام المقبل! من جانبها ، أعلنت الولايات المتحدة حيادها.

قبل غزو الجيش النازي بولندا ، حاولت الحكومة في وارسو التفاوض مع هتلر على هجوم مشترك محتمل ضد الاتحاد السوفيتي. فشلت المفاوضات ، فضلت البرجوازية البولندية بدلاً من ذلك توقيع اتفاقيات دفاع مع بريطانيا وفرنسا. المهم هنا أن بولندا رفضت اتفاقية الدفاع المتبادل (ضد النازيين) التي قدمها الاتحاد السوفيتي.

تحاول الدعاية الإمبريالية التعتيم على موقف بريطانيا وفرنسا من الاسترضاء تجاه النازيين وإخفاء الأسباب الكامنة وراء "الحياد" الأمريكي. كلمات السناتور الأمريكي روبرت أ. تافت مميزة: "انتصار الشيوعية سيكون أكثر خطورة على الولايات المتحدة من انتصار الفاشية" (سي بي إس ، 25 يونيو 1941). وفقًا للمؤرخ جون سنيل ، اعتبرت القوى الغربية الرايخ الثالث بمثابة "حاجز" ضد الاتحاد السوفيتي في وسط أوروبا. كان الهدف الاستراتيجي للدول الإمبريالية "الديمقراطية" هو دفع هتلر ضد الاتحاد السوفيتي. باختصار ، لاستخدام النازيين كسلاح ضد بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي . كان هذا هو الهدف الأولي لمن يسمون "الحلفاء".

في هذه النقطة ، يجب أن نذكر أنه قبل الحرب وبينما كان نظام هتلر يبني جيشًا قويًا ، اتخذ الاتحاد السوفيتي مبادرات عديدة من أجل عقد اتفاقية دفاعية مع الدول الرأسمالية الأوروبية.على الرغم من الدعوات السوفيتية لإعداد جبهة مشتركة ضد النازيين ، رفض "حلفاء" أوروبا الغربية هذا المنظور. على سبيل المثال ، قبل اتفاقية ميونيخ عام 1938 ، عندما ضم هتلر النمسا ، اقترح الاتحاد السوفيتي عقد مؤتمر دولي (مارس 1938) للتعامل مع مواجهة العدوانية النازية.

في 23 يوليو 1939 ، اقترح الاتحاد السوفيتي على بريطانيا وفرنسا بدء مفاوضات لتشكيل خطة دفاعية في حالة وقوع هجوم ألماني.ومع ذلك ، كانت للحكومة البريطانية أولويات أخرى: التفاوض سراً على اتفاقية عدم اعتداء مع ممثلي هتلر في لندن. في الواقع ، بينما كان الاتحاد السوفييتي يقترح على الدول الرأسمالية جبهة مناهضة للفاشية ، كانت الحكومة البريطانية تتفاوض سراً مع النازيين على "مناطق النفوذ" في أوروبا!

إن ما يخفيه التأريخ البرجوازي عمدًا هو حقيقة أن الاتحاد السوفييتي كان الدولة الوحيدة التي لم تكن لديها سياسة عدوانية توسعية. كان كلا الجانبين من الإمبريالية الدولية (الحلفاء الرأسماليون "الديمقراطيون" ، ومن ناحية أخرى ، المحور النازي الفاشي) يهدفون إلى القضاء على الاتحاد السوفيتي.كان العدو الحقيقي للطرفين هو البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي ولهذا لم يترددوا في استخدام بعضهم البعض ضد موسكو.
 
جاء اتفاق عدم الاعتداء المؤقت بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا بعد جهود عديدة من قبل السوفييت للتوصل إلى اتفاق دفاعي مع بريطانيا وفرنسا. لذلك ، لكونها تحت التهديد المستمر للجيش النازي المتوسع ومن أجل الاستعداد لحرب واسعة النطاق ، أجبرت الدولة السوفيتية على توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع برلين. ما يسميه المؤرخون البرجوازيون والمدافعون عن الإمبريالية "تحالفًا بين هتلر وستالين" كان في الواقع مناورة دبلوماسية ضرورية من قبل الاتحاد السوفيتي من أجل كسب الوقت والاستعداد بشكل فعال لحرب شاملة. حتى المؤرخون البرجوازيون يعترفون بأن السياسة السوفيتية كانت واقعية تمامًا ، بالنظر إلى الظروف وخطر الهجوم الألماني آنذاك (ف. دالاس ، الطريق إلى طهران ، نيويورك ، 1944 ، ص 203-207).

وفقًا للدعاية الإمبريالية ، أدى ميثاق مولوتوف-ريبنتروب لعدم الاعتداء إلى "الاستيلاء" السوفياتي على جزء من بولندا ودول البلطيق في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا. عززت مثل هذه الحجج - حول "الاحتلال السوفياتي" المفترض - صعود الجماعات الفاشية والنازية الجديدة في هذه البلدان بعد الثورة المضادة في الاتحاد السوفياتي. ومع ذلك ، فإن الحقيقة مختلفة تمامًا أيضًا. شاركت بولندا بنشاط في هجوم الحلفاء الإمبريالي الذي تم شنه ضد الدولة السوفيتية حديثة التأسيس في عام 1918. وبموجب معاهدة بريست ليتوفسك (3 مارس 1918) ، نبذت القيادة البلشفية الادعاءات القيصرية حول بولندا. أبقت الحكومة البولندية تحت سيطرتها عددًا من المناطق في منطقة البلطيق ، بما في ذلك غرب بيلاروسيا وغرب أوكرانيا وجزء من ليتوانيا). بعد الغزو النازي لبولندا عام 1939 ، تحرك الجيش الأحمر باتجاه الحدود السوفيتية البولندية وحرر المناطق المذكورة.

تحاول الدعاية البرجوازية الإمبريالية تشويه التاريخ عندما تشير إلى "الاحتلال السوفيتي" - على العكس من ذلك ، كان الجيش السوفييتي هو الذي حرر دول البلطيق وأوروبا الشرقية من النازيين. لم يتضمن اتفاق موتولوف-ريبنتروب أي نوع من "تقسيم" بولندا. على العكس من ذلك ، أدت اتفاقية ميونيخ لعام 1938 بين بريطانيا وفرنسا والمحور (ألمانيا وإيطاليا) إلى تقسيم تشيكوسلوفاكيا والاستيلاء على البلاد من قبل جيش هتلر.

استنتاج

إن الدعاية الإمبريالية المتعلقة بمعاهدة مولوتوف - ريبنتروب هي واحدة من الحالات العديدة للأكاذيب الصارخة المعادية للشيوعية . من خلال التأريخ البرجوازي ، تحاول الإمبريالية مساواة الشيوعية والفاشية ، وتشويه سمعة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي. من أجل القيام بذلك ، يشوه المدافعون عن الإمبريالية التاريخ ويخترعون أبشع الافتراءات ضد الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية ؛ من "محاكمات موسكو" و "الغولاغ" إلى "تحالف ستالين وهتلر" المفترض و "الغزو السوفيتي" لأفغانستان. ما يريد الإمبرياليون إخفاءه هو حقيقة أن الفاشية هي مجرد نوع آخر من السلطة البرجوازية - الحقيقة البسيطة ، كما قال برتولت بريخت ، هي أن الفاشية هي "أكثر أشكال الرأسمالية عريًا ووقاحة وقمعًا وخداعًا".
 
* ميثاق عدم الاعتداء السوفياتي الألماني أخذ اسمه من اسمي وزيري الخارجية اللذين وقعا عليه: الدبلوماسي السوفيتي فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف (1891-1986) والوزير النازي يواكيم فون ريبنتروب (1893-1946). 
 
نيكوس موتاس  هو رئيس تحرير مجلة الدفاع عن الشيوعية.

ترجمة دلير زنگنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن