الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادارات الوسطى

نجاح العلي

2022 / 8 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


قانون انضباط موظفي الدولة وقانون الخدمة المدنية من اهم القوانين التي تحكم العمل الوظيفي في العراق لكنهما لم يتضمنان ضوابط واضحة لاختيار من يتبوأون المناصب الوسطى في جسد هيكلية المؤسسات والدوائر والهيئات والوزارات الدولة العراقية، علما ان هؤلاء هم الواجهة الاساسية للمؤسسات الحكومية ويعول عليهم في وضع الخطط والمشاريع التي تلامس حياة ملايين العراقيين بغية تنفيذها على ارض الواقع ويفترض بهم ان يكونوا على علم ودراية بالقوانين والتعليمات والسياق الاداري الصحيح في العمل الوظيفي، لكن مع الاسف الشديد كانت المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية والدينية والمذهبية هي الاساس في اختيار مسؤولي هذه الادارات (مسؤولي الاقسام والشعب) وليس على اساس التحصيل الدراسي والخبرة الوظيفية والتخصص الاكاديمي والعنوان الوظيفي والنزاهة وحسن الاداء والسلوك الوظيفي؛ مما انعكس سلبا في تردي مستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية للمواطنين والتخبط الاداري والتنمر الوظيفي مع زملائهم في العمل من اجل البقاء في هذه المناصب ارضاء للجهات التي رشحتهم ودفعتهم دفعا لها ، واول خطوة يقوم بها هؤلاء هو تهميشهم او اقصائهم لاصحاب الخبرة والكفاءة بدل الاستفادة منهم والانفرادية في اتخاذ القرارات والتخبط الوظيفي دون الرجوع الى سياقات العمل الوظيفي، ومحكمة القضاء الاداري في بغداد تستقبل يوميا الاف الطلبات من الموظفين والمتعاقدين والمتقاعدين والمراجعين واصحاب المصالح المتضررين من تعسف وسوء استخدام السلطة الممنوحة للادارات الوسطى ناهيك عن المخالفات الادارية في تمرير احتساب شهادات وترفيعات واضافة سنوات خدمة وابرام عقود ومناقصات وصفقات بيع وشراء تفرضها اللجان الاقتصادية للاحزاب والكتل السياسية ونتيجة لذلك ظهر مصطلح الدولة العميقة التي تعني تغلغل وسيطرة وانتشار حزب في جميع مفاصل ومؤسسات الدولة والسيطرة على الادارات الوسطى وبالتالي تمرير اجندة الحزب واهدافه.
هذا الخلل البنيوي في جسد الدولة بحاجة الى وضوح وشفافية ومراجعة وسن قوانين وتعليمات صارمة، فليس من المعقول والمنطقي ان يتم تعيين موظف حكومي مسنود حزبيا وبحسب القانون يكون تحت التجربة لمدة سنة واحدة لكن وبعد عدة اشهر يتبوأ مسؤولية قسم وهذا الامر يحدث ويتكرر كثيرا وينعكس سلبا على الاداء للكادر الوظيفي ويثبط من العزيمة والاندفاع والحرص على العمل والابتكار وبالتالي سوء الخدمة المقدمة للمواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك