الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تموت اللغة !؟

يوسف حاجي

2022 / 8 / 24
الادب والفن


في لقاء متلفز بثته إحدى القنوات التي تزعم التنوع وقبول الرأي المخالف للرأي الذي تطرحه،أطل علينا ضيف برتبة بروفيسور يحاوره مذيع برتبة دكتور، حول مسألة اللغات واللهجات وبعد مرور 20 دقيقة الحديث الذي أقل ما يُقال عنه إنه فارغ، قال معالي البروفيسور: إن اللغة الفلانية ماتت وأنه لا جدوا من تعلمها،وأن اللغة العلانية لن تموت وليست ميتة وستبقى، وأرجع سعادة البروفيسور علة وفاة الأولى إلى عدد ألفاظها القليل!!، بينما نجده يرجع عدم قدرة ملك الموت على تخطف روح الثانية إلى أنها لغة غنية بالألفاظ والمفردات بل ويزيد على ذلك بقوله : أنها اكثر اللغات تعبيرا مكنونات النفس البشرية من مشاعر جياشة على حد تعبيره؛ والأسوء من هذا كله كان الدكتور المحاور لصاحب السعادة البروفيسور يهز برأسه كدليل على أنه فاهم مع تكريره عبارة: طيب، جميل جداً ، وصلت الفكرة.
فتبادر إلى ذهني جملة من الأسئلة سأختصرها في سؤالين أو ثلاث حتى لا أطيل :هل فعلاً اللغة تموت ؟ ومتى نحكم على لغة بالموت ؟أليس من المنطقي أن نقول أن مستخدموا اللغة هم الأموات لا اللغة ؟
اللغة من وجهة نظري ولا ألزم بها أحد هي : وسيلة يستخدمها أفراد معينون بمصطلحات تم الاصطلاح عليها من قبلهم خاضعة للعقل الذي يميزها عن الهرمونات والشطحات والإشارات التي يقوم بها الحيونات؛ وعليه فاللغة وسيلة تخاطب والسيارة وسيلة نقل وساعة اليد وسيلة لمعرفة الوقت، فكل هذه الوسائل فعدم استعمالها لا يعني بالضرورة موتها كما تفضل صاحب رتبة بروفيسور فساعة اليد مثلا : عندما يضعها صاحبها في الدرج ويتوفاه الموت لا يعني الساعة هي من ماتت وإنما الذي مات هو صاحب الساعة ، فالساعة لو عدنا إليها وفتحنا الدرج لا وجدنها تعمل بكل هدوء على الرغم من أن صاحبها قد توفي منذ سنتين أو أكثر ولا يعني هنا الموت الحقيقي وإنما قد يكون استغنى عنها بشراء ساعة أخرى أو عدم وضع ساعة في اليد، في الحقيقة أن القول بموت الساعة في الدرج هو تجني على الساعة ، ولك أن تقيس ذلك على اللغة من غير المعقول و المقبول القول بموت لغة من اللغات.
فاللغة يتراجع استعمالها متى ما قل الإنتاج بها وليس التخاطب بها في الشارع وفي المقاهي والمؤسسات كما شائع بين من يرون أنفسهم زبدة المجتمع العربي فكلما تحدث أحد منهم عن تراجع اللغة العربية قال: يرجع السبب لعدم استعمالها في الأسرة والمجتمع والمؤسسات حقيقة طرحهم هذا كثيرا ما يصيبوني بالغثيان الفكري.
نعود ونقول تراجع لغة ما من لغات العالم أو عدم انتشارها يرجع إلى عدم الإنتاج بها وليس لعدم استعمالها في الشارع والمقاهي والمؤسسات و...، فحجة عدم استعمال اللغة في الشارع والنوادي والملاهي على تراجع اللغة هي حجة واهية تنم على تستر وتملص من الحقيقة التي مفادها أن الذي مات وتعفن هو مستخدم اللغة وليس اللغة لأنهم لا يخترعون بلغتهم ولا يبدعون بها ولا يسجلون بحوث علمية رصينة في مجلات عالمية وعلمية بلغتهم
هب أن العرب قاطبة من المحيط إلى الخليج ،ينتجون الهواتف والبرامج التي تحويها والأدوية والعقاقير المركبة لها، الحواسيب والسيارات والطائرات والمركبات الفضائية والغواصات وقطع غيارها والأدوات الطبية، فكل هذه المنتجات وغيرها ستكون بأسماء عربية فهنا ستكون حاجة أمريكا وأوربا وأسيا والهند والصين إلى اللغة العربية أكثر من حاجتها للمنتجات اللعربية فمن غير لغة عربية لن يتمكنوا من قيادة المركبة الفضائية ولن يتمكنوا من تشغيل الحاسوب وإقلاع السيارة .
فالعلة في مستخدم اللغة وليس في اللغة،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى