الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلحتهم

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2022 / 8 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


1- أسلحة الأنانية الأمريكية:
توكد في مؤتمر دفاع دول معاهدة شنغهاي (2022) ان سياسة إبقاء سيطرة أمريكا على أمور غالبية دول العالم سياسة تستعمل:

(أ) التضليل [معلومات المعرفة، الإعلام، الكلام السياسي والتصريحات الحكومية]،

(ب) ابتزاز دول وشخصيات،

(ج) ضغوط وإغراءات تجارية ومالية،

(د) ضغوط دقيقة بايولوجية أو كيمياوية [ضد النبات أو ضد الحيوان أو ضد صحة البشر]

(هـ) حصار وتدخل،

(و) تأجيج انقسامات سياسية وحكومية ونزاعات مسلحة أهلية.


2- عجز بنيوي:
في الواقع يرتبط إذعان غالبية دول العالم الثالث للهيمنة الإمبريالية بوجود نخب الحكم والسياسة وسيطرتها على أمور المجتمع والدولة أي النخب التكنوقراطية الحديثة المدنية والعسكرية ونخب التقاليد القبيلية والطائفية، فالمصالح الذاتية لوجود وبقاء هذه النخب يرتبط بإبقاء إقتصاد التخلف والتبعية، والإذعان لكل تجليات ورغبات السياسة الأنانية الأمريكية وتوابعها التي تضعف أو تستهلك كل دول العالم.

أدت السياسات الإمبريالية منذ نهاية الستينيات لتخفيض الإستوراد ثم زيادة أسعار النفط وإلغاء سيطرة الدول على عملات تعاملها وبهذه الضربات السامة ضعفت وأفلست غالبية دول العالم ووقعت في فخ المساعدات والديون ومع عجز الإقتصادات الغضة الخارجة لتوها من حالة الاستعمار القديم تكرر وزاد إذعان النخب بصور متنوعة لتجليات إرادة مصالح اليانكي.

صار من الأمور النمطية أن تلبي النخب حاجات مراكز الإستعمار الحديث أيما كان شكل ونطاق تلك التلبية سواء في المجال العالمي ضد روسيا أو ضد دولة من دول العالم الثالث وفي المجال الإقليمي ضد بعض دول الجيران والمنطقة أو حتى داخل المجال الوطني بسياسة إدارة موارده البشرية والطبيعية بشروط صندوق النقد الدولي ومنعها البنيوي لتكامل هيكل الإنتاج وإستقلال شؤونه ومنع حق المجتمع في التنمية المتوزانة.


3- المراوغة:
داخل غالبية دول العالم الثالث تستعمل النخب تنوعاتها الموضوعية في لعبة تبادل أدوار تتخلص بها في كل فترة من تراكمات بعض الضغوط الداخلية أو الخارجية بشكل يضمن بقاء النظام النخبوي الليبرالي التملك والتجارة وما فيه من إستعمار داخلي وتبعية، ومع ذلك الإبقاء وتجديده تتبدد التراكمات الرافضة وتحتاج محاولات تجديد تركيمها إلى فترة طويلة نسبياً.


4- المداورة:
تحقق النخبوية بقاءها بتبادل فئاتها للأدوار مرة بين وجهين للحكم وجه مدني ووجه عسكري، ومرة بين سياساته الرجعية وسياساته الحداثوية، أو المختلطة، ومرة بتجييل أجسام زعماء كل فريق كشباب عشريني أو كهول فوق الخمسين، كذلك يشمل تبادل الأدوار فتح حكاوى شبه حجوة أم ضبيبينة، كثرثرة التفريق بين مركز وهامش وفصل الكفاءة عن العدالة، والنجاح الإقتصادي عن بؤس معيشة غالبية الكادحين أو تفريق المصلحة الوطنية عن ضرورات معيشة غالبية الكادحين، إلخ.

يوكد هذا اللعب المسموم حقيقة عدم وجود أي مصلحة مباشرة للنخبوية والنخب في إلغاء أهم أسس الإستعمار الداخلي والإستعمار الحديث، بل تجددهما عبر تركيز نشاطها على تغييرات شكلية في قضايا ثانوية جانبية يعقبها تراجع عنها كبعض تغييرات في شكل الحكم أو شكل الإدارة أو الشخصيات، أو في بعض التمويلات والإجراءات.


5- القوة الشعبية:
لم تبلغ الخبرات الإصلاحية والإنتفاضات في غالبية دول العالم مستوى ثورة متكاملة مستدامة كالثورات البرجوازية في هولندا وإنجلترا وأمريكا وفرنسا قبل القرن التاسع عشر، والثورات البروليتارية في روسيا والصين وفيتنام في القرن العشرين.

توضح الفروق الطبقية في قيادة وأهداف الانتفاضات والثورات إن القوة الفئوية ذات المصلحة في تحرير مجتمعاتها ودولها من ويلات الإستعمار الداخلي والإستعمار الحديث هي الفئات الكادحة (= المزارعين والرعاة، والحرفيين والعمال، والمهنيين) وبعض مؤازريهم. ويرتبط الحق المنفرد لكل فئة من هذه الفئات الكادحة في التميز السياسي في عمليات التغيير الجذري بكونها أساس المهمة الملازمة للتغيير الجذري وهي مهمة التنمية المتوازنة.

خلاف حاجتها وحاجة مجتمعاتها تهمش النخب إستقلال ودور الفئات الكادحة، تهمشاً متنوع في دوائر الأحزاب والتحالفات والبرامج الإصلاحية والمبادرات والمواثيق والطروح الإعلامية وحتى في أنشطة (الثوريين) داخل الوسائط.

من ثم يحتاج إلغاء النخبوية ونجاح القوى الكادحة في تحقيق التغيير الجذري الشامل المتكامل إلى البداية بتحقيق وجود سياسي متميز جداً للفئات الكادحة خاصة داخل الحزب الثوري لتسليك وتحرير بعض سياساته التنظيمية والجماهيرية من تراكم دهون ثقافة المهنيين وأساليبها النخبوية السياسية في التأسيس والممارسة والنتائج المتكررة لفشلها.


6- أسلحة النخبة داخل غالبية الدول:
عبر سياسات معينة تضاد النخب اجتهادات التغيير الجذري ويشمل ذلك:

(أ) عرقلة التشكل والنشاط السياسي المستقل أو المتكامل للفئات الكادحة،

(ب) تغبيش هدف التغيير الجذري،

(ج) اتهام التغيير الجذري في مجال الاقتصاد بالتطرف والتسرع والحماقة،

(د) تكريس هبتلية التملك والتجارة، بتبريرات مختلفة،

(هـ) فتح تنظيمات التغيير الجذري لـ(كل القوى) وكذلك تضييق أو جرجرة أنشطة الحزب الشيوعي وتشويهها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة