الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت الغرب وأفوله... تأملات وهواجس!!

محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية

(Mohamed Elsayed)

2022 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


موت الغرب وأفوله.. تأملات وهواجس !!

ان هؤلاء المتصيدة لكل تصريح او صورة يجدوا فيها قبساً من نار نتنة غير موضوعية ينالوا بها من فريستهم النقية والمسالمة لهم مردة أعداء منهجية التنوع وغياب المنطق وتغول الجحود..
هناك محاولات آثمة من كثيرين يدعوا انهم اهل ثقافة وتنوير لا يجدوا مناسبة الا ويهاجموا فيها الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب علماً بأن الشيخ الطيب رجل علامة معتدل الفكر صاحب فلسفة ورؤية يبعد كل البعد عن الدنية والمغالاة وفيه رفعة ونفحة صالحة واباء ويكره الانبطاح..
بمناسبة صورة الإمام الأكبر التي رصد فيها مصور صحيفة النيويورك تايمز الشيخ الطيب بجوار كتاب افول الغرب لحسن اوريد. تلك الصورة قوبلت باستياء واستهجان بعض المغرضين الذين اتهموا الإمام الأكبر بأنه جاحد لفضل الغرب الذي ان أفلت شمسه فلن يجد الشيخ علاجا له !!..
وكما يرى الفيلسوف الألماني اوسوالد شبنجلر في كتابه "تدهور الحضارة الغربية" ان كل حضارة مثل الكائن الحي الذي لابد أن يكون له ربيعاً وصيفاً وخريفاً وشتاءً ولابد من الأفول ثم الانهيار..
أن نشأة الحضارات وانهيارها لهو سنة الهية كونية تتماشى مع قوانين الطبيعة وقوانين المجتمعات والعمران وهي ترسيخ لمبدأ حاكم في قوانين الطبيعة يتمثل في الهدم والبناء..
التفاعلات الكيميائية الحيوية في داخل جسم والمسماة الأيض الغذائي تتسم بتفاعلات هدم وبناء..
خلايا الدم الحمراء التي تتكون بتفاعلات معقدة ما ان تلبس الا ان تتكسر كل أربعة شهور..
تتناول السكر العادي في طعامك (sucrose) الذي يتكسر الي جلوكوز وفركتوز وكلاهما يمر بتفاعلات هدم الي مركبات ابسط يمكن من خلالها إنتاج الطاقة..
أنه الموت وانها الحياة التي تدهم كل كائن وكل جرم سماوي وكل جسيم دون ذري.. الكل يفنى والله الحي الذي لايموت..
أين الفرس والدولة الخمينية والساسانية واين كورش العظيم؟
بل اين الإسكندر الاكبر واين الملوك الفراعين؟

في كتاب "أمريكا بين عصرين" الصادر عام 1970 م فان رائد الفلسفة السياسية الأمريكي العبقري زنجيو بريجنسكي يتوقع بأن نهاية الاتحاد السوفيتي في نهاية العقد الاخير من القرن العشرين ولقد تحققت نبؤته وتحقق استقراؤه كما انه يتوقع نهاية نجم أمريكا في نهاية العقد الثلاثين من القرن الحادي والعشرين وانا بقدري المتواضع اوافقه الرأي..
هناك عشرات الدراسات والتوقعات من كبار الفلاسفة والمفكرين الغربيين يتوقعون افول شمس الحضارة الغربية الحديثة..
لقد توقع الكاتب المغربي حسن اوريد في كتابه "افول الغرب" تقهقر شمس الغرب لعوامل كثيرة ومقدمات عديدة واوصى بضرورة عدم التبعية للحضارة الغربية وضرورة الاستقلال عنها.. ناهيك عن توقعات استاذ العلوم السياسية ومساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق جوزيف ناي بتراجع صدارة أمريكا للمشهد العالمي وتوقع تغول الصين في ظل استدانة أمريكية فظيعة والذي رصد ذلك في كتابه "هل انتهى القرن الأمريكي؟ الصادر 2015 م والذي ترجم للعربية عند طريق المركز القومي للترجمة 2020 م ..
وبتخوف شديد وبقراءة استقرائية قائمة على الاحصائيات فان السياسي والمفكر والكاتب الأمريكي الكبير باتريك جيه بوكانن يقفز باللفظ المهذب من افول الغرب الي موت الغرب كما يحمل ذلك العنوان كتابه..
لقد كان بوكانن مستشارا لثلاثة رؤوساء أمريكيين ويعرض في كتابه اسباب توقعه بموت الغرب لا حضارتهم فقط مستنداً على سببين وهما التدهور والتردي الأخلاقي الغربي وقلة الإنجاب في الغرب مع الموت الطبيعي..
يرى بوكانن ان تبني ثقافة تحديد النسل في الغرب والزيادة السكانية الرهيبة في العالم الثالث تمثل تهديداً خطيراً للغرب بل وتنذر بانقراضه..
يوضح الكاتب ان التفكك الأسرى والميل الي العلاقات الغير شرعية والنأي عن الزواج ادى الي إحصائيات مخيفة فحوالي 25 ٪من الأطفال الامريكان انجبوا من علاقة غير شرعية كما أن ثلث الأطفال الامريكيين يعيشون من غير احد الأبوين..
لقد زاد الإجهاض بعد شرعنته في الغرب من 6 آلاف حالة في أمريكا عام 1966م الي مليون ونصف حالة 1986م ..
هناك ثماني مليون أمريكي يدمنون المخدرات ناهيك عن ذوات المثلية الجنسية وانتشارها بشكل واسع في الغرب بل واقترب رويداً رويداً للأسف من عالمنا العربي..
ما احوجنا ان ناخذ بنصيحة حسن اوريد بأن نفكر جيداً في َاهمية عدم التبعية للغرب ونتعامل جيداً مع كلمات باتريك جيه بوكانن الذي قال ان الغرب سيموت ولم يقل ان حضارته ستموت..
رغم ضرورة تنظيم الأسرة في ظل تحديات اقتصادية مقلقة تجتاح مجتماعاتنا الا انه لابد من الاستفادة بالثروة البشرية كما تفعل الصين والهند..
علو صوت المثلية الجنسية والعزوف عن الزواج وعدم النسل هي عوامل تعرية مقلقة تجتاح أمتنا ولابد من طرق جرس الانذار..
يامن تستبعد افول شمس حضارة الغرب عليك أن تتأمل في الزيادة السكانية الكبيرة التي يشهدها العالم الآن.. فلقد وصل عدد سكان الارض 8 مليار نسمة ومتوقع ان يكون 11 مليار عام 2050م وهذا رقم خطير وينذر بكوارث ونزاعات كما أن العلماء يرون ان تلك الأرقام تشكل خطراً بيئياً لما تسببه من زيادة عوادم الصناعة وقلة المساحات الخضراء وتوسع عمراني ضد البيئة..
في ظل تلك الأرقام فان المتأمل يتوقع قرب غروب شمس كوكب الأرض لا حضارة بعينها !!
واستحضر كلمات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو:
"اتمنى ان تدوم دولة إسرائيل وتتجاوز عامها المائة لان كل دول بني اسرائيل لم تستمر اكثر من ثمانين عام الا دولة حمونائيم"..
جدير بالذكر ان دولة حمونائيم او الدولة الحمونية كانت في عهد البطالمة وكانت لبني اسرائيل..
مما تقدم يتضح لنا جلياً ان قراءات الشيخ الطيب واعية جداً وتلمس الواقع وكل انسان حر فيما يقرأه فلما تحجرون على الإمام الأكبر ؟ .. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة