الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشوء الحياة وتطورها بين المفهوم العلمي والمفهوم الأيماني

نافع شابو

2022 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة

يقول احد العلماء
"اعتقد ان مشكلة اصل الحياة ، ان اردنا ان نحترم ملابساتها العديدة وان نتجنب حصرها في مجال خاص واحد – سواء كان المجال علميا أو فلسفيا او دينيا – ينبغي ان تدرس في جانبها العلمي والفلسفي والديني في آن واحد "(1)
العلم يصف لنا من خلال نظرية التطور خطاً تصاعدياً، ويظهر كيف أن المادة سلكت هذا الخط، ولكن العلم يقف عند حدود الوصف لهذا الارتقاء، ولا يبدي، ولا يستطيع أن يبدي، لماذا انتظمت هذه الحلقات في خط تصاعدي. وبعبارة أخرى: يعرض العلم كيفية التطور، تاركاً باب "أل لماذا" مفتوحاً على ذراعيه. والحقيقة أن هناك عدة نظريات حاولت الإجابة على التساؤل: لماذا الخط التصاعدي للتطوّر؟(2):
اليوم وكما في الماضي ، يصطدم العلم بأمور وأسئلة أخلاقية، لا يمكن أن يجيب عنها إلا علم يفوق مجرد التجربة. فكل هذه الأسئلة عن أصل الحياة وهدفها وأخلاقيات التجارب المختلفة، لا يمكن حلها إلا بالتعاون وا لتكامل بين العلم والدين. هذا التعاون يكمن في تعرف علماء اللاهوت على الحقائق العلمية وتقبلها، وكذلك تعرف رجال الدين على أسس الإيمان وتقبلها . ومع أهمية العلم إلا أنه يمكن أن يستخدم للتدمير تماماً كما يمكن أن يستخدم للبناء، وهنا يأتي الدور الأهم للإيمان في رأي الكثيرين من العلماء .أن التجارب العملية والوقائع التي شهدها العالم منذ القرن التاسع عشر والى يومنا هذا اثبتت أن العلم لايستطيع أن يجيب على التسائلات عن مصدر حياتنا والمغزى منها لأنَّ هذه التساؤلات ليست من اختصاص العلم بل هي دور يقوم بها علم اللاهوت او علم ما وراء الطبيعة ، وهو العلم الذي فقد رونقه في عصرنا الحالي ، هذا العصر الذي يعتمد على كل ما يراه أو يمكن إثباته بتجربة عملية . وكما يرى العالم هانز شفارتز ، أن العلماء . لا يمتلكون الحقائق والإجابات كما يؤكدون، ويجد في التساؤلات التي يواجهها العلماء يومياً أكبر دليل على هذا الأمر، وخاصة العلماء الذين يبحثون في أصل الحياة، فكلما توصلوا لاستنتاج ناقضه اكتشاف جديد في اليوم التالي(3) .
العلم في ايامنا هذه يسير في اتجاه آخر ففي السنوات الأخيرة أسهم قدر من البحث المتنوع القاطع على نحو متزايد بتدعيم استنتاج أنّ الكون قد تم تصميمه بأسلوب ذكي . وفي نفس الوقت تداعت الداروينية في وجه الحقائق المتماسكة والعقلانية السليمة . فعلى اقل تقدير تسبب ، العلم ، في اعطاء ألأيمان دفعة هائلة فيما تخرج ألأكتشافات الحديثة عن التعقيد المدهش لكوننا والتعقيد المذهل في الخلايا الحية . فمن خلال هذه الأكتشافات الحديثة والمثيرة من علم الكونيات ، والفلك وألأحياءالخلوية والجينات الوراثية والفيزياء والوعي ألأنساني الذي يقدم البرهان المدهش في وجود خالق لكوننا هذا وان المسيح هو مركز هذا الكون وغايته(4)
سنرى كيف أن نظرية التطور العلمية ،التي رسم معالمها العالم والمنظر البريطاني الكبير شارل روبيرت داروين ، كما نعرفها وندرسها اليوم ، لاتتعارض في اللاهوت المسيحي مع نظرية الخق الواردة في سفر التكوين . من هذا المنطلق سنخوض في نضرية نشوء الحياة وتطورها بحسب النظريات العلمية التي تستند على نظرية التطور "النشوء والأرتقاء " ونقارنها مع النظرية الحديثة التي تبلورت في بداية الألف الثالث (2005) والتي تسمى احيانيا بنظرية " التصميم الذكي" والتي رسم ملامحها الأب تيار دي شاردن ، لياتي بعده الكثيرون من العلماء ، وحتى العلماء الملحدين ، ليتبنوا هذه النظرية .
أولا: نشوء الحياة وتطورها بالمفهوم العلمي .
الكائن الحي
لايمكن الحديث عن ظهور الحياة بدون تحديد ماهية الحياة او بشكل ادق ماهية الكائنات الحية . تحدّد هذه الكائنات اولا ببنيتها الشديدة التعقيد . ان انتقال الكائنات الحية الى الدرجة العليا يتطلب زخما من الطاقة في بيئة معينة ويستحيل هذا الأنتقال عندما لا تتوفر الشروط المطلوبة لتحقيقه . ان الحركة الدائمية بل التجدد المستمر امران جوهريان بالنسبة الى هذا الكائن ، حركة المادة من جهة والطاقة المتجددة من جهة اخرى بحيث انهما تضمنان تركيب وصيانة بنيته ، وهذه البنية تشكل ألأطار الضروري له.
تتحكم بهذه البنية وبهذه الحركة الداخلية مجموعة من المعلومات المرتبة والداخلة في البنية (ذلك هو قانون الجينات) . فالكائن الحي بداخله دفق من المادة والطاقة . والشيء الذي يحافظ عليه هذا الكائن هو تنظيمه وشكله، اللذان يتميز بهما . وبهذه الحركة الداخلية الدائمة يسد الكائن الحي حاجاته ويصنع مكوناته الخاصة به وينمو ويتكاثر ويتناسل ويلد كائنات تشكل معه مجموعة (او نوعا ) تتطور. يمتاز الكائن الحي قبل كل شيء بفرديته . هذا وان الكائن الحي يتحدد بشكل اوفى بقدرته على بناء ذاته بذاته وعلى النمو والتوالد الذاتي انطلاقا من هذا النمو بحيث ان الحياة تنتشر . الحي يتطور ، ويشكل هذا بالنسبة اليه شكلا من اشكال الحركة . وعندما تنتهي كل حركة فتلك اشارة الى ان الكائن الحي قد مات. توصل العالم جي روسناي الى تحديد الوظائف الأساسية الثلاث للكائنات الحية وهي : حفاظها على ذاتها بذاتها وتوالدها الذاتي وتنظيمها الذاتي . وتكمن دينامية الكائن الحي اساسا في قدرته على التوالد (5)
1-نظرية نشوء الحياة الفورية على الأرض

منذ أيام أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد، كان الاعتقاد السائد والشائع في أوروبا أن الحياة تنشأ فجأة( نظرية التوالد الذاتي والعفوي) وتلقائيا من ضمن مادة غير حية بألية.
كان الأعتقاد السائد عند العلماء أن الحياة هي هبة الكيمياء ، الحياة هي تجميع المكونات السليمة بالكميات المضبوطة فكان الناس تعتقد أن الضفدعة تولد من الطين وان الدود يولد من المواد المتفسخة ...الخ (6)
كان التصور الأول لأصل الحياة يتخذ شكل الخرافة أوالأسطورة أو النظريات التي لادليل عليها . كانت نظريات الولادة العفوية كثيرة الشيوع في زمن لويس باستور . ونظرا للجهل الذي كان سائدا آنذاك حول التعقد البالغ الذي هو صفة الكائن الحي ، فقد كانت هذه النظريات تُبسِّط تكوين الكائنات الحية تبسيطا يبدو لنا ألآن ساذجا . الاّ أن تجارب العالم لويس باستور في القرن الثامن عشر وضع شكوكا قوية حول هذه النظرية ، فقد اثبت باستور ان الوسط العقيم لايمكن الا أن يبقى عقيما اي لن تظهر فيه اي شكل من اشكال الحياة مالم تدخله احدى المكونات الحية . كانت نظريته تقول ايضا " أنَّ الكائنات الحية المعقدة لاتاتي الا من اشكال معقدة للحياة وبالتالي كانت افكاره اساسا" للتخلق الحيوي(*)
Biogenesis
فظهرت الكائنات الحيّة حينئذ كعمليات خلق جديدة دون ان تكون استمرارا للمادة الجامدة.
الآن ندرك اهمية المدة التي استغرقها التطور . فالباحثون الذين يدرسون نشوء الحياة لم يعودوا يفكرون بعد بالوصفة التي تكاد تكون سحرية والتي تجعل الكائنات الحية تبرز الى الوجود خلال بضع لحظات . ولكنهم بالعكس يبذلون قصارى جهدهم لأن يعيدوا بناء مراحل نشوء الحياة واحدة فواحدة مدركين ان كل واحدة منها استغرقت وقتا طويلا ، وان مراحل عديدة انقضت ضمن نظام دقيق تتناسب مع الظروف المتعاقبة المختلفة التي مرت بها ، على ان كل ظرف يعود بالنفع الى المرحلة التي تواكبه (7).

2- نشاة الحياة على الأرض ، حسب النضريات العلمية الحديثة ؟
يقدر العلماء عمر الكون بين 15-20 مليار سنة بينما يقدر عمر الأرض حوالي 4.5 مليار سنة . كانت الأرض كوكب عنيف عدائي بدرجة استحالة ولادة الحياة فيه بسبب النيازك والكويكبات التي كانت تصطدم بالكوكب فلم تكن الأرض جنة عدن ، ولم تكن هناك محيطات صافية الزرقة ، ولم يكن هناك ماء نقيا ، ولم يكن هناك نباتات ، ولم تكن هناك اي حياة على ألأطلاق (قارن مع سفر التكوين 1:1). وطيلة الستمائة مليون سنة ألأولى ضربت المذنبات والكويكبات ألأرض ، عرف ذلك الزمن ب "القذف العنيف".
إنّ مكونات الحياة لكل الأحياء ، من البكتريا الى الفئران ، حتى أنا وانت ، كلها مكونة من مجموعة صغيرة من العناصر الكيمياوية : الهيدروجين ألأوكسجين ، الكاربون ، النتروجين ، اربعة من أكثر العناصر شيوعا بالكون . عندما تتجمع هذه العناصر بطريقة مضبوطة ، تشكل المكونات ألأساسية للحياة ، والكاربون متوفر في كل مكان ، إنَّه منتشر عبر ارجاء الكون، وسبب كون الكاربون مميز هو نوع الروابط التي يكَونها ، مع نفسه و ايضا مع العناصر الأخرى .
فكرة أن الحياة يمكن أن تكون قد بدات عندما اتحد الكربون مع مكونات اخرى – في الضروف القاسية على الأرض الوليدة - . هذه الفكرة وضعت للأختبار لأول مرة في الخمسينات على يد طالب دراسات عليا شاب إسمه ستانلي ميلر كي يحاكي الأرض الوليدة في المعمل(المختبر) . بني ميلر أداة غريبة الشكل مصنوعة من قوارير وأنابيب . ملأ أحد القارورات بالغازات التي ظن العلم في الخمسينات من القرن العشرين أنّها ملئت غلاف الأرض الجوي القديم . واوصل هذه القارورة باخرى بها ماء مثل المحيطات ، بعدها قام بفعلة ذكية ، ببساطة ، وضع جهاز تفريغ كهربائي ، ضانا بهذا أنّه يحاكي ، بالضرورة البرق الذي شهده الغلاف الجوي القديم وبعد ألأنتظار ليومين ، فجأة ظهرت هذه المادة اللزجة البنية على جدران قارورة التفاعل ، وعندما حلل محتوى القارورة الجديد ، وجد انها احماض امينية .
ألأحماض الأمينية (او النووية ) مكوّنات تشكل ، عندما تقترن جزيئات الكاربون مع عناصر اخرى ، وحدات البناء الضرورية للبروتينات والخلايا ، مكونات ضرورية لكل الكائنات الحية . طغت تجربة ستانلي ميلرعلى عناوين ألأخبار وبدأت بشكل فعلي البحث العلمي عن اصل الحياة ، الحياة حقيقة كيمياء لاجدال في هذا في الواقع ، إنها كيمياء بمعنى أنّه اذا كانت وصفتك سليمة ، تنشأ الحياة وتستمر بشكل سريع (حسب النظرة العلمية)
هذه الوصفة هي اليوم محل جدال وخلاف بين العلماء (وسنتكلم عن العلماء المؤمنون وحتى الغير المؤمنون الذين يدحضون تجربة ميلر وبين علماء الذين يؤيدون نظرية التطور والذين بنوا نظرياتهم على اساس تجربة ميلر .
يعتقد أغلب العلماء اليوم أنّ الضروف البيئية على الأرض القديمة ، كانت مختلفة جدا عن تلك التي حكاها ميلر في معمله . ويحتدم جدال آخر ، عن الوقت الذي طُبِّخت به هذه الوصفة(الحساء الملائم لنشوء الحياة) لأول مرة . أفضل فرضية الآن هي أنّه كان هناك القليل جدا من الهيدروجين في الغلاف الجوي لأنّه ربما يكون قد تسلل الى الفضاء . وبدلا من ذلك ، فمن المحتمل أن الغلاف الجوي كان يحتوي على ثاني اكسيد الكربون . والنيتروجين ، وبخار الماء .
الكتب المدرسية في العالم الغربي، ومنذ ستينات القرن الماضي ، ما زالت تقدم تجربة ميلر كما لو انها تعكس بيئة الأرض التي نشاة فيها الحياة ،في حين كانت مختلفة تماما عن تجربة ميلر(8)

ورغم تلك المشاكل المنهجيه فى اصل الاستدلال بتجارب ميلر ومثيلتها ، على امكانية نشأة الحياه على الارض بطرق طبيعيه عشوائيه الا انه كان هناك سببا وجيها للتمسك بها ( وهو نفس السبب اللذى يجعل العلماء يتمسكون بالتطور الداروينى لتبرير تنوع الاحياء)وهو عدم وجود بديل مقترح افضل منه . وهو مايقره جوناثان ويلز ، عالم ألأحياء التنموية ، في كتابه أيقونات التطور عندما يقول :
"نحن لازلنا جاهلون جهلا عميقا بكيفية نشأة الحياة . ومع ذلك لازالت تجربة ميلرتستخدم كأيقونة للتطور ، لأنَّه لم يظهر شيء أفضل . وبدلا من قول الحقيقة ، أعطينا انطباعا مضللا أنّ العلماء اثبتوا تجريبيا الخطوة الأولى في اصل الحياة "(9) .
في بداية النصف الثاني من القرن العشرين حدث تطور مهم في ألأفكار قلب النظريات التي تفسر اصل الحياة . لم تعد الناس تفكر بخلية اولى ظهرت بصدفة خارقة او بعملية خلق خاصة . في الحقيقة ان اول ولادة للحياة لا تزال غالبا تعتبر غير محتملة كما تبينه نظرية مونود حين يقول :"لم يكن الكون باسره مجالا للحياة مثلما لم يكن المحيط الحيوي للأنسان ، ". ويدخل هذا في نظرية الصدفة والضرورة .
إلاّ أنّ التجارب التي أجريت في ظروف شبيهة نوعا ما بظروف ألأرض البدائية افضت ، وبشكل غير متوقع ، الى خلاصة عفوية لمركبات عضوية كثيرة شديدة التعقد والتنوع احيانا واحيانا اخرى اكثر او اقل مما لدى الكائنات الحية ، بحيث أن كثيرا من رجال العلم يقرون ألآن بان ظهور الحياة على ألأرض لم يكن شديد ألأحتمال وحسب وانما كان حتميا بمجرد تدخل القوانين الفيزيو كيمياوية .كان على هذه الحياة أن تظهر في ظروف ألأرض البدائية وقد ظهرت بدون شك مرات عديدة وتحت اشكال عديدة . وبالطريقة نفسها يندرج ألأنتقال من المرحلة ألأحادية الخلية الى المرحلة المتعددة الخلايا . وكان هذا ألأنتقال في الماضي يعتبر مزدوجا اي انه يشمل (الحيوانات والنباتات) لكونه ضعيف ألأحتمال ولكنه يشمل في التخطيطات الحديثة اثني عشر صنفا مختلفا . إنّ تعددية نقاط الأنطلاق لاتغنينا عن تشابه البنى الحيوية التي يبدو انها سلكت السبل الوحيدة الممكنة للبنى الحية . وهكذا يبدو التطور سائرا وفق القوانين الفيزيوكيمياوية او البيولوجية مما يدفعنا الى القول بان الكون كان زاخرا بالحياة .انّ نظرية نشوء الحياة هذه التي هي اكثر حتمية من غيرها تبدو وكأنها اطاحت بنظرية الخلق الفوري التي اخذت الناس تتخلى عنها أكثر فاكثر(10)
متى واين ظهرت الحياة ( أصل الحياة) (**) ؟
احدث النضريات العلمية عن اصل الحياة على ألأرض ظهرت في منطقة من الفضاء تدعى بالحزام الكويكبي ، هناك كميات هائلة من الركام الفضائي ، الناجم عن تكون النظام الشمسي ، وفي بعض ألأحيان تسقط على الأرض ، بعض الكتل المحتوية على معادن وصخور وتحمل معها هدايا مفاجئة . أحد هذه النيازك سقط في مدينة مورشسون باستراليا في عام 1969 ، وبعد دراسات استمرت سنوات أكتشفوا انها تحتوي على احماض امينية (وحدات بناء الحياة ) ، كانت تلك المرة الأولى التي عثر بها على مركبات عضوية معقدة بداخل عيّنة من الفضاء . تجربة جينيفر بلانك عن تحليل ألأحماض ألأمينية القادمة من النيازك اثبتت "أنَّ وحدات بناء الحياة يمكنها البقاء سليمة بعد الأصطدام المروع بالأرض (الكويكبات والنيازك) . ووضح التحليل ان المادة لم تنجُ وحسب من الضغط الهائل للأصطدام لكنها ايضا تحوّلت لمركب جديد ، ألأحماض ألأمينية ، وهي تركيبات من الكاربون وعناصر اخرى رئيسية قد التحمت سويا لتشكل مركبات اكثر تعقيدا تدعى الببتيدات . تبين اننا يمكننا استخدام طاقة الأصطدام لبناء جزيئات اكبر من وحدات بناء الحياة الأبسط . تتحد الببتيدات سويا لتكوين وحدات بنائية أكبر هي البروتينات ، والتي تصنع كل الخلايا باجسادنا . .....
ولأنّ كوكب الأرض كان عرضة لهجوم مدمر، من المذنبات والنيازك فالقفزة الى الحياة ربما لم تحدث هنا على سطح ألأرض لكي تنشأ ، ربما احتاجت الحياة لملجأ آمن ، ربما باطن ألأرض او قعر المحيطات . فقبل ثلاثة ونصف بليون سنة كان قذف الكويكبات والمذنبات قد انقطع ، أمكن للحياة الميكروبية أن تزدهر خارج ملاجئها فبدات تستغل نوع جديد من الطاقة (طاقة الشمس) . بعد ذلك طورت الميكروبات صبغا أخضر يدعى بالكلوروفيل – هذا اتاح لهم حبس ضوء الشمس واستخدامه كوقود لتفاعل كيميائي يحول ثاني اوكسيد الكاربون الى ماء وغذاء ، يسمى هذا – البناء الضوئي - كان اختراعا ماهرا مكن بعض البكتريا من النمو والتكاثر بلا حدود تقريبا وهو اليوم مسؤول عن حياة كل النباتات الخضراء . بينما بردت ألأرض ، انتشر هذا الجيل الجديد من الخلايا عبر المحيطات مشكلا مستعمرات ضخمة من الوحل ألأخضر ، استولت على العالم بادئة أعظم التحولات في تاريخ كوكبنا . كان البناء الضوئي أعظم محرري البيولوجيا . بالأستعانة بالبناء الضوئي والطاقة القادمة من الشمس ، استطاعت الحياة ألأنتشار فعليا فوق سطح الكوكب باكمله .
وفي منطقة استرالية يوجد هناك في المحيط ما يجيب على ألأسئلة حيث يوجد ما يشبه التركيبات القببية تدعى الستروما تولات ، وهي مبنية طبقة بعد طبقة عبر آلاف السنين بواسطة الميكروبات الدقيقة ، قد تشابه هذه الميكروبات أشكال الحياة التي سيطرت على الكوكب قبل ملايين من السنين (11)

مستعمرات بكتيريا نمت في مياه ضحلة ، كائنات نمت في قاع المحيط ، وكذلك بقايا حية من ألأحافير ( التروما تولايت). انتشرت (تروماتولايت ) في الكوكب بالأعتماد على الضوء والكاربون وانتاج ألأوكسجين ، وتراكم الأوكسجين في الجو ، وساعد من وقاية ألأرض من ألأشعة ، وتشكَّل طبقة ألأوزون الذي يمنع ألأشعة المؤذية ، وبعد تشكل طبقة الأوزون تعقدت الحياة وهكذا تطورت الحياة من اشكالها البدائية اي من الخلية الواحدة الى كائنات متعددة الخلايا وصولا الى الفقريات والثديات التي منها البشر(12) .
ولكن السؤال المطروح هو :هل استطاع العلماء ، الى يومنا هذا ، ان يصلوا الى سرنشوء الحياة؟ وبتعبير اخر هل استطاع العلماء خلق الحياة ؟
في الحقيقة لم يستطع العلماء الى يومنا هذا وحتى بعد اكتشافهم اسرار الخارطة الجينية للحياة ان يصلوا الى طريقة لخلق الخلية الحية التي هي ابسط الكائنات الحية في كوكبنا
ولا زال الطريق شائكا، وقد يكون مستحيلا علميا ، كشف السر في القفزة الأولى لظهور الحياة بين المادة (الجامدة) والخلية الحية نتيجة التعقيدات الهائلة في الخلية والأسرار المدهشة في تركيبة الخلية التي تحتوي المعلومات الفائقة للمعرفة البشرية (13)
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر :

(1)
(راجع ص25 كتاب الخلق والتطور)

(2) راجع الموقع ادناه
http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9Mzc%3D

(3) راجع الموقع ادناه

http://www.dw.de/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%A3%D9%85-%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84/a-1678815-1
(4) راجع
( القضية ..... الخلق ) .

(5) راجع
(الخلق والتطور ص 29 -30).

(6)
(راجع نشاة الحياة على النت)
http://www.youtube.com/watch?v=ptw8Vu3VZiU

(7) راجع
(الخلق والتطور ص 38).
(8) راحع
( القضية الخالق ) .

(9) راحغ الموقع ادناه

http://creationoevolution.blogspot.de/2013/08/blog-post.html
(10)

(راجع الخلق والتطور ص37 ، ص15، ص16،17) .

(11)

(راجع نشوء الحياة على الأرض موقع على الأنترنت) .
http://www.youtube.com/watch?v=ptw8Vu3VZiU

(12) .

(راجع يوم تكونت الأرض على القناة العربية ( 19-12-2004) .
(13) راجع الموقع التالي
البحث عن اصل الحياة
http://www.youtube.com/watch?v=HbvtdGLB88Q



(*)
نظريات علمية اهتمت باصل الحياة
1-التخلُّق اللاحيوي
تفترض هذه النظرية انّ منشا المادة الحية لأول مرة كانت نتيجة تفاعل بعض المواد الغير الحية حدثت عند ظروف خاصة
2-
Panspermia البانسبيرميا أو فرضية جميع البذور (

هي فرضية تقول بان حبوب الحياة كانت موجودة مسبقا منذُ نشوء الكون ، وانّها وصلت الى كوكب الأرض وبدأت بالأرتقاء بسبب قابليتها للحياة . فرانسيس كريس هو من اشهر مؤيدي هذه الفرضية . وقد وضع نظرية
البانسبيرميا الموجهة -dir-ecte d panspermia

التي تقول بإنه يمكن حساب احتمالية اصابة البذور لهدف معين من


) هو مساحة المقطع العرضي للهدف ، و target)A حيث
هي قيمة عدم اليقين للمكان الذي سيصل اليه البذور، dy
هو ( ثابت ) يعتمد على الوحداد الموجودة و a
R (target)
هو نصف قطر لمساحة الهدف و
هو سرعة المسبار –او المذنب – الذي ينقل البذور و V

هي قيمة دقة الأستهداف وtp
بعدها عن الهدف d
( راجع ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B5%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9
(**)
اصل الحياة
(بالإنجليزية: origin of life)
البحث عن اصل الحياة احد فروع علم االحياة لكنه يندرج ايضا ضمن اهتمامات العديد من البشر لعلاقته بموضوع شائك هو الحياة بكل ارتباطات مفهومها مع الدين ومع الفلسفة وكافة المعتقدات . وهذا ما يجعل البحث في هذه المنطقة شائكا وعرضة دوما للتشكيك يانه موجه بعقائد الباحث وايدولوجيته . ناهيك عن التصادم الذي يحدث احيانا مع مفاهيم اخلاقية وقيمية عامة في المجتمع


يهتم هذا العلم فعليا بدراسة الشروط الضرورية لنشأة الحياة، والآليات التي يمكن بها تحول ما ليس بحي إلى حي لكن هذه الاليات لا تزال غير مؤكدة حتى الآن. ومع ذلك، توجد العديد من النظريات العلمية لتفسير ظهور الحياة كما نعرفها اليوم، الذي يعتقد أنه يعود تاريخها إلى حوالي 3،5 إلى 3،8 مليارات سنة
سجل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص