الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الباحثين والباحثات في الشرق

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2022 / 8 / 27
حقوق الانسان


في 5 يونيو 2022 ، تم الحكم على عالمة الأنثروبولوجيا "فريبا عادلخاه" (1) - Fariba Adelkhah - بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات من كرف السلطات الإيرانية ، وذلك بتهمة "المس أمن الدولة" و الموجهة ضدها كذريعة لممارسة الضغط على الدبلوماسية الفرنسية حسب العديد من المحللين السياسيين. وما هذه الحالة إلا مجرد مثال ضمن حالات الباحثين الآخرين ، الذين وجدوا صعوبات جامة متزايدة للقيام ببحوثهم في الشرق الأوسط لا سيما في مجال العلوم الاجتماعية.
_______________________
(1) - من مواليد 1959 في طهران ، عالمة أنثروبولوجيا فرنسية إيرانية. مديرة الأبحاث في معهد باريس للدراسات السياسية ، اعتقلت في إيران في يونيو 2019 بتهمة التجسس ، وسُجنت لأكثر من عام ثم أطلق سراحها بسوار إلكتروني. تم سجنها مرة أخرى في سجن "إيفين" في 2022. اعتقلها "الحرس الثوري". في ديسمبر 2019 ، احتجاجا على سجنها ، بدأت إضرابا عن الطعام رفقة باحثة أخرى - الأسترالية "كايلي مور جيلبرت". وفي يناير 2020 أعلن محاميها التخلي عن تهم التجسس و "الإخلال بالنظام العام". ومع ذلك ، ظلت تتعرض للملاحقة لسببين آخرين: "الدعاية ضد النظام" و "التآمر على الأمن القومي"، و في مايو 2020 ، حُكم عليها بالسجن 5 سنوات. وفي يونيو 2020 ، تم تأكيد الحكم عليه في الاستئناف. وفي سبتمبر 2020 ، بعد أكثر من عام من الاعتقال ، تم إطلاق سراحها من السجن بسوار إلكتروني وانضمت إلى عائلتها في طهران. وفي يناير 2022 ، أُعيد سجنها في طهران.
_________________________


لقد تغيرت ممارسات البحث في العلوم الاجتماعية على مدار العشرين عامًا الماضية بشكل لا يمكن إنكاره. في كل مكان ، يوفر- اليوم - الوصول إلى الموارد عبر الإنترنت والاتصالات المجانية معلومات غير محدودة. على سبيل المثال ، أن الاتصال من أوروبا إلى اليمن أو السودان كان يكلف في نهاية القرن الماضي ما يقرب 3 دولارات للدقيقة ووصول رسالة عبر البريد قد تتطلب - عدة أسابيع للعثور على المرسل إليه. لكن اليوم ، بالنسبة للباحثين والخبراء والصحفيين والعموم ، فإن تنزيل الكتب الرقمية و الاطلاع على الصحافة اليومية والأرشيفات العامة أو الشخصية ، وكذلك متابعة النقاشات على الشبكات الاجتماعية ، لغى العديد من الحدود والحواجز – مادية ورمزية ومالية وزمنية. كما أن الباحثين لم يعودوا مضطرين لحمل نتائج أبحاثهم معهم للعودة لديارهم، إذ يمكنهم بعثها - أول بأول - من ميادين البحث مباشرة.

في مجال العلوم الاجتماعية، خارج الوطن، من المسلم به أن الأبحاث تستلزم وضع السياق اللازم للفهم، وهذا يتطلب دائمًا تطوير علاقات الثقة مع الزملاء في الموقع وأولئك الذين يطلق عليهم أحيانًا "المخبرين"، وغالبا ما يكونون ممثلين لجهات ومؤسسات رسمية. هذه العلاقات الإنسانية والودية والحميمة في كثير من الأحيان هي بمثابة "ملح أو خميرة" المهن البحثية في العلوم الإنسانية والاجتماعية ، والتي تستند أيضًا بشكل كبير إلى ما يسمى "الملاحظة المشاركة" والإثنوغرافيا. في الوقت نفسه ، يفرض هذا البحث انعكاسات على مكانة المرء كأجنبي في مجتمع تغيب عن الباحث حتمًا العديد من الديناميكيات والدقة ، بدءًا من التعابير اللغوية المتنوعة. وقد ازدادت الحساسية تجاه هذه القضايا المنهجية بشكل مشروع وكبير في السنوات الأخيرة ، مما فتح الطريق أحيانًا لمناقشات حادة وبعض المرارة.

في الشرق الأوسط ، لا تعتبر نوازل العنف الجسدي الذي يتعرض له الباحثون شيئًا جديدًا. وقد كشفت قضية عالم الاجتماع "ميشيل سورات"(2) - Michel Seurat - الذي لقى حتفه سنة 1986 رهن الاعتقال أثناء احتجازه كرهينة لدى حركات شيعية مسلحة في لبنان ، هشاشة الأكاديميين الأجانب في ميادين بحثهم، لا سيما في حالة نزاع.
_______________________
(2) - (1947 - 1986) ، عالم اجتماع وباحث في المركز الوطني للبحث العلميCNRS - . يركز عمله بشكل خاص على الإسلام السياسي في سوريا والحرب الأهلية اللبنانية. في 1983 نشر مع "أوليفييه كاريه" كتابا عن الإخوان المسلمين تحت الاسم المستعار "جيرار ميشو". تم اختطافه في بيروت مع "جان بول كوفمان" في 22 مايو 1985 في لبنان من قبل منظمة الجهاد الإسلامي اللبنانية ، وهي منظمة إرهابية سرية تابعة لحزب الله. توفي في الاسر: تم الاعلان عن وفاته في 5 مارس 1986. وأطلق سراح زميله السجين "جان بول كوفمان" في 4 مايو 1988.
___________________________________


ومع ذلك ، سيكون من الخطأ اعتبار أن القدرة على إجراء البحوث لا تتأثر وتتعرض للضغط من خلال آليات أخرى تكون أحيانًا أقل وضوحًا. وحاولت العديد من اللقاءات والأنشطة والتظاهرات العلمية ، التي نظمتها جامعات أو مراكز البحث أو الاتحاد الأوروبي (3) ، التفكير في ممارسات البحث في هذا السياق ، مما يسلط الضوء على اهتمام حقيقي في المجتمع العلمي بهذه الإشكالية. لذلك ، وبالإجماع ، يعتبر الجميع أن الوضع يزداد سوءا وأن العمل في الشرق الأوسط أصعب اليوم مما كان عليه قبل بضع سنوات. إن قائمة الباحثين الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على العودة إلى البلد الذي بنوا فيه "حياتهم المهنية" ملفتة جدا للنظر. كما يُستكمل بالنفي القسري للعديد من الباحثين اليمنيين والإيرانيين والسعوديين والمصريين من هذه المجتمعات نفسها. هذا هو مصدر المعاناة المهنية والشخصية على حد سواء التي يعيشها جملة من الباحثين والباحثات .
(3) - مثال :
- مائدة مستديرة حول: "الدفاع عن الحرية الأكاديمية للباحثين الميدانيين" المنظمة في شهر مايو 2022 من طرف تهدف جمعية "ديوان " - Dîwân - التي تهدف إلى جمع طلاب الدكتوراه الفرنسيين الذين يعملون على موضوع إسلام العصور الوسطى.
- "أجيال جديدة ، تحديات جديدة" – مايو 2022، لقاء نظمه "معهد كوري" - Institut Curie – بباريس.
- "وجهات نظر حول الحرية الأكاديمية" لقاء نظمته جامعة مونتريال بكندا في مايو 2022.
__________________________


يشكل قطع الوصول الفعلي إلى حقل العمل موضوع البحث - الذي عززته مؤقتا الأزمة الصحية في العامين الماضيين بفعل الجائحة - معيقا حقيقيا ، يهدد بتحويل مناطق معينة إلى ثقوب سوداء ، يتعذر الوصول إليها قصد البحث والتقصي والتنقيب والاستقصاء قصد الدراسة والتمحيص والتحليل. ومثل هذه المعوقات يعززها أيضا أن الباحثين في هذه المجتمعات، لا يتمكنون في أغلب الأحيان من الوصول بسهولة إلى منشورات المنظمات الدولية لنشر معرفتهم. ولعل أبرز مثال بهذا الخصوص، سوريا وإيران، حيث تم توقيف أو إلغاء سحب جملة من مشاريع البحث تتمحور حول هذه المجتمعات حول ديناميكيات الهجرة وأنشطة الشتات وغيرها. وفي هذا السياق برزت قضية تكثيف الجهود المبذولة لترجمة الأعمال البحثية إلى العربية أو التركية أو الفارسية.

كما تبين حالة "فريبا عادلخاه" ، بوضوح، من اللافت للنظر أن الضغط على البحث في الشرق الأوسط يُمارس قبل كل شيء بسبب الأنظمة الاستبدادية. إن الجماعات المعارضة أو العصابات الإجرامية هي المسؤولة بشكل هامشي للغاية عن التحولات التي تشغل بال الباحثين. وهكذا أصبحت المراقبة أكثر تقنية وغالبا ما تمارس بشكل تعسفي ، أثناء المعابر الحدودية أو من خلال الاستدعاءات للشرطة أثناء الإقامة في الميدان. هذا علاوة على الحراسة والمراقبة اللصيقة للمخابرات والتي يعاين الباحث أو الباحثة "جلوس أحد عناصرها بالطاولة المحاذية أو القريبة من طاولته (ها) في المقهى باستمرار، لأنه يكون دائما وحده ومنتبها باستمرار كي لا تفوته أي نغمة من محادثاتك أو كلامك" ... ناهيك عن تقنيات التجسس اللصيقة التي توفرها شركات من دول أوروبية ، ومن الواضح أنها من إسرائيل والولايات المتحدة ، وهي (أي هذه التقنيات الجديدة) هي أكثر إثارة للقلق لأنها غالبًا ما يتم بيعها وصيانتها من قبل شركات من دول أوروبية ، ومن الواضح أنها من إسرائيل والولايات المتحدة. ولا يبدو أن تسريبهما يثير أي حالة ضمير"(4).
________________
(4) – "جيليان شويدلر" - Jillian Schwedler – "جانين أ. كلارك"- Janine A. Clark - "مواجهة دولة المخابرات" ، في أبحاث العلوم السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: التحديات المنهجية والأخلاقية ، منحة أكسفورد على الإنترنت ، يوليو 2018.
____________________


الآن عبر الهواتف المحمولة والإنترنت ، فإن مراقبة الباحثين وقمعهم يسلط الضوء على بعض الأوامر والتعليمات المتناقضة كليا ورأسا مع المهن العلمية. الدعوات للحماية ، على سبيل المثال عندما تنصح الجامعات أو المركز الوطني للبحوث العلمية (CNRS) بتشفير أجهزة الكمبيوتر قبل السفر ، وهذا أمر لا تتوافق مع الجهود المبذولة لزيادة وضوح العمل والمنشورات ، أو حتى الوصول المجاني إلى بيانات البحث الأولية بالتدريجي والذي أصبح راسخًا في المهنة البحثية. وبالمثل ، فإن متطلبات التحقق من صحة بروتوكولات البحث من قبل الهيئات الأخلاقية ، بما في ذلك دول الشرق الأوسط حيث لا يتم فهم هذه القضايا المحددة للغاية بشكل عام ، وتثير مسألة عدم كفاية الممارسات الميدانية في سياق سلطوي. وينطبق الشيء نفسه على طلبات المرافقة المسلحة التي تُفرض أحيانا للحصول على أمر البعثة ، على سبيل المثال للإقامة في العراق. الدور الذي لعبته المؤسسات الجامعية الأوروبية في الحواجز التي أقيمت والضغوط التي تمارسها لا يزال غير مفهوم بشكل كاف.

لكن واحدة من أكثر الحقائق اللافتة للنظر تتعلق بحقيقة أن هذه الضغوط على الحرية الأكاديمية هي على وجه الخصوص من عمل "الدول الحليفة" في أوروبا. لا يبدو أن ضراوتهم الشديدة ، كما في حالة اغتيال طالب الدكتوراه "جوليو ريجيني"(5) - Giulio Regeni - على يد الشرطة المصرية في ، قادرة على التشكيك في التحالفات ، ولا حتى إثارة انتقادات شديدة من الحكومات الغربية.
_____________________
(5) - (1988 - 2016) طالب بجامعة كامبريدج ، قُتل في مصر بعد اختطافه في 25 يناير 2016. كان يحضر لنيل شهادة الدكتوراه وكان يجري بحثا عن النقابات العمالية المستقلة في مصر. تم اكتشاف جثته المشوهة ونصف العارية في إحدى ضواحي القاهرة في 3 فبراير 2016 ، في خندق على طول الطريق السريع الذي يربط القاهرة بالإسكندرية. تظهر على جسده علامات التعذيب الشديد. أجرت السلطات الإيطالية والمصرية عمليات تشريح منفصلة للجثة ، وأفاد مسؤول في الطب الشرعي المصري أن ريجيني قد تم استجوابه وتعذيبه لمدة تصل إلى سبعة أيام ، على فترات من 10 إلى 14 ساعة متتالية ، قبل أن يُقتل. وفي 21 أبريل 2016 ، نشرت وكالة "رويترز" تحقيقا دامغا ، بناء على شهادات أفراد من الشرطة والمخابرات المصرية، والذي بين أن القبض على "ريجيني" تم في القاهرة مساء 25 يناير على أيدي رجال شرطة في ثياب مدنية.
_____________________________


الأمر نفسه ينطبق على الممارسات الإسرائيلية على "الحدود": علماء الاجتماع الذين تهتمون بنظام "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" - كما يقال - أو الذين يرغبون في زيارة فلسطين يعرفون مدى احتمالية أن ينتهي بهم الأمر بتجريدهم من كل شيء عند وصولهم أو مغادرتهم مطار تل أبيب ، أو يتم إعادتهم فورا من حيث جاؤوا بعد قضاء ليلة في الحجز. وبالمثل ، فإن حقيقة أن الجامعات الفلسطينية تعتمد بشكل مباشر على نظام التأشيرات الإسرائيلية التقييدية هي أيضا عائق واضح ، ولكن نادرًا ما يتم ملاحظته، يتم السكوت عنه بطريقة ممنهجة .

وهناك قضية طالب الدكتوراه البريطاني "ماثيو هيدجز" (6) - Matthew Hedges - الذي حكمت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة في 2018 بالسجن مدى الحياة ، ثم عفت عنه بعد أن قضى ستة أشهر كاملة في الحبس الانفرادي . وهذه نازلة تبين – مع الأسف الشديد - كيف أن الباحثين - وخاصة الأصغر سنا – يمكن أن يكونوا بيادق في قضايا لا تخصهم وتتجاوزهم. لحسن الحظ ، لم تمنعه التجربة المريرة والمؤلمة للغاية التي عانى منها "هيدجز" من إكمال كتابة أطروحته في العلوم السياسية ثم نشرها تحت عنوان "إعادة اختراع المشيخة " (7) (دار نشر هيرست ، 2021) مع ناشر علمي مرموق.
_____________________
(6) - في مايو 2018 ، تم القبض على "ماثيو هيدجز" ، طالب الدكتوراه البريطاني الذي كان في الإمارات العربية المتحدة في رحلة بحثية لمدة أسبوعين ، في مطار دبي الدولي للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح الحكومة البريطانية. وفي نوفمبر 2018 ، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في الإمارات العربية المتحدة بتهمة التجسس. تم انتقاد الحكم في المملكة المتحدة ، بما في ذلك من قبل رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" ووزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث "جيريمي هانت". تم العفو عنه في نوفمبر 2018. عمل "هيدجز" سابقا في شركة استشارات أمنية وسياسية في الإمارات العربية المتحدة. منذ يناير 2016 ، كان مستشارا لشركة استشارات المخاطر الجيوسياسية الأمريكية - Gulf State Analytics- وفي مارس 2018 ، كتب مقالا لـ "مجلس سياسة الشرق الأوسط " حول "مستقبل جماعة الإخوان المسلمين ومجلس التعاون الخليجي" ، وفي أبريل 2018 مقالًا حول "تحديث البحرية الملكية السعودية" لـ "تحليلات دول الخليج". وفي مايو 2019 ، قدم محامي "هيدجز" شكوى ضد وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث زاعما أنها فشلت في أداء واجبها المتمثل في التفاوض على إطلاق سراحه. كما طالب "هيدجز" وزوجته بإجراء تحقيق مستقل. وفي مايو 2021 ، بدأ "هيدجز" إجراءات قانونية ضد كبار المسؤولين الإماراتيين فيما يتعلق بتعذيبه المزعوم.
(7) - ركزت استراتيجية محمد بن زايد في التحصين على استباق التهديدات من السكان الأصليين لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وليس من المغتربين أو الجهات الفاعلة الأجنبية. ونتيجة لذلك ، عزز سلطته ، ووزع إدارتها على حلفائه من القبائل والأقارب. في جوهره ، دفع محمد بن زايد التحديث من أجل تعزيز قبضته على السلطة. يستكشف هذا الكتاب استراتيجية أمن نظام محمد بن زايد ، ويوضح شبكة التحالفات التي تسعى لدعم حكمه وعائلته. في منطقة مضطربة باستمرار ، تظل الإمارات العربية المتحدة حاسمة لفهم تطور السيطرة الاستبدادية في الشرق الأوسط.
_____________________________


إن تراكم المضايقات والعوائق والتهديدات تهم في المقام الأول الباحثين من مجتمعات الشرق الأوسط. بخصوص المتخصص المصري في "سيناء"، إسماعيل الإسكندراني (8)، التركية "بينار سيليك" ( 9) - Pinar Selek ، كانت مساراتهما وقمعهما موضع اهتمام أقل بكثير، مقارنة بحالة العنف ضد الصحفيين الذين يعانون من نفس المصير، في وسائل الإعلام وداخل السفارات الدبلوماسية. يعاني الصحفيون ، مثلهم مثل الباحثين الأجانب ، من عدم وجود مكانة معترف بها دوليا تضمن شكلاً من أشكال الحماية وأيضا الاعتراف بالحرية الأكاديمية ، سواء من حيث التعبير أو أساليب التراكم المحدد للمعرفة.
_____________________
(8) - باحث في الاجتماع السياسي وصحفي استقصائي، متخصص في مناطق الحدود المصرية وخبير في شؤون سيناء. يدرس الحراك الشعبي والشبابي والحركات الإسلامية وعلاقة الدولة بالمجتمع ذي الأغلبية المسلمة، وناشط في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ألقي القبض عليه في نوفمبر 2015 أثناء عودته إلى مصر، وسُجن بعد اتهامه بالانتماء إلى جماعة محظورة، والترويج لأفكارها، وبث "أخبار كاذبة" عن اﻷوضاع في سيناء. وقضت محكمة عسكرية بسجنه لمدة 10 سنوات في 2018. وورد في صك الاتهام اتهم : "نشر خرائط تخص القوات المسلحة، والانضمام إلى جماعة من شأنها العمل على إسقاط الدستور والقانون، وإساءة استخدام وسائل الاتصالات".
(9) - من مواليد 1971 في اسطنبول ، عالمة اجتماع وكاتبة وناشطة نسوية مناهضة للعسكرة ، تعيش في فرنسا حيث حصلت على الجنسية الفرنسية في 2017. حفيدة "حاكي سيليك" - Haki Selek - أحد مؤسسي حزب العمال التركي. أعدت بحثا ميدانيا في التاريخ عن الشتات السياسي الكردي في كردستان وألمانيا وفرنسا، اعتقلتها الشرطة التركية في يوليو 1998 وطلبت منه الكشف عن أسماء المستجوبين في البحث. لكنها رفضت التعذيب التي تعرضت له. وهكذا تبدأ إحدى أبرز القضايا القانونية للقمع الذي عانى منه المثقفون وطلاب الجامعات والفنانون والصحفيون في تركيا. وقع انفجار في 9 يوليو 1998 في اسطنبول ، مما أسفر عن مقتل 7 وإصابة مائة. وقد ثبت من قبل العديد من الخبراء أن هذا الانفجار ناتج عن تسرب غاز. أثناء احتجاز "بينار سيليك" ، قدمت الشرطة أدلة مزورة تثبت أن هذا الانفجار كان بسبب قنبلة زرعها أنصار حزب العمال الكردستاني، واتهمتها الشرطة بالتواطؤ في هذا الهجوم المزعوم. في 2006 ، عندما حان موعد المحاكمة الأولى ، تراجع أحد شهود الزور الذين قُدموا لأغراض هذه المحاكمة السياسية وأقر أن اعترافه انتُزع تحت التعذيب. أطلق سراح بينار سيليك للمرة الأولى لكن المدعي العام استأنف. وفي عام 2008 ، أطلق سراحها للمرة الثانية لكن الاستئناف الذي قدمته محكمة النقض أجبرها على الفرار من تركيا.
__________________________


عموما، في الشرق الأدنى ، الأزمات تطول والأنظمة الاستبدادية ماتزال تشعر أنها معززة هناك. وهذا يدعو ويحث على إبراز التفكير العميق في ظروف البحث والسبل الكفيلة بالحفاظ على الحريات الأكاديمية كضرورة وليس اختيار. كما يؤكد على مدى أهمية الوظائف الاجتماعية والسياسية التي يؤديها الأكاديميون في فهم تقدم العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص ، ويفرض أيضًا على المجتمع العلمي التزاما أقوى بنشر المعارف على الجمهور وعدم اللجوء بأي شكل من الأشكال إلى تغييبها أو السكوت عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟