الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا والفاشية الدولية

سعيد مضيه

2022 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كيف أنقذ الأميركيون النازيين من محاكمات مجرمي الحرب؟!
من المستحيل ان تجد جماعات اليمين المتطرف او الفاشية في اي قطر لا تحظى برعاية الولايات المتحدة ودعمها ؛ فالإرهاب الفاشي يشكل أحد عوامل إخضاع الجماهير للسيطرة الامبريالية المباشرة او غير المباشرة، كأن تسند حكم الرجعية المحلية التابعة لسيطرة الامبريالية. يدخل في هذا النشاط الكوني الدعم غير المتحفظ للفاشية الصهيونية في حرب التطهير العرقي في فلسطين، الذي أسفر عن كارثة لشعب فلسطين ولدت نظام أبارتهايد وكوارث تعاقبت على مر السنين والعقود، فباتت الأرض الفلسطينية نهبا للعدوان الفاشي الإسرائيلي المسنود بدعم الامبريالية الدائم بزعم انه دفاع عن النفس. الفاشية هي الكراهية البهيمية للشعوب الأخرى وبالذات للشرائح المفقرة بفعل النهب الرأسمالي الضاري لثروات الشعوب، ما انحدر بها الى خانة "الفضلات البشرية"، برسم الانقراض!
ولهذا فإن الادعاء بأن ما يجري في اكرنيا حاليا ضد قوى النازية الجديدة هو حرب بين قوتين امبرياليتين إنما ينطوي على إنكار حقائق النهج السياسي للولايات المتحدة خلال الحقبة التالية للحرب العالمية الثانية ، او هو على الأقل يغفل وقع سياط فاشيتها .
تناول ظاهرة احتضان الدبلوماسية الأميركية للفاشية بعد الحرب العالمية الثانية، في بحث معمق، غابرييل روكهيل، الفيلسوف الأميركي من أصل فرنسي، والناقد الثقافي، المناضل في ميدان الثقافة، وذلك في بحث نشره في 16 أكتوبر 2020.
كتب روكهيل: "ليس صحيحا أن الفاشية تم استئصالها عقب الحرب العالمية الثانية؛ بالعكس أعيد تموضعها كي تؤدي مهمتها التاريخية: تدمير الشيوعية وتصفية أخطارها على ’الدور الحضاري للرأسمالية‘. وبات معلوما ان أفضل طريقة لبناء الفاشية المعولمة القيام بذلك تحت غطاء ليبرالي، يعني من خلال عمليات سرية (انقلابات عسكرية) بواجهة ليبرالية. وحيث قد تبدو هذه كأنها مقارنة مُبالغ فيها لمن يفهمون التاريخ طبقا للعلوم الاجتماعية البرجوازية، التي تركز في الغالب على الحكومة المرئية والغطاء الليبرالي الوارد ذكره، فإن تاريخ الحكومة غير المرئية لجهاز الأمن القومي تشير بان الفاشية، ابعد ما تكون عن كونها قد هزمت في الحرب العالمية الثانية، حيث تم نشرها بنجاح على صعيد العالم كله".
مقاربة روكهيل لموقف الولايات المتحدة من الفاشية وحروبها العدوانية ترصد تدشين مرحلة الامبراطورية الأميركية ومسلسل جرائمها، الذي لم يزل يلحق الكوارث بالشعوب. كانت الحرب الباردة الثقافية أداتها الروحية . حدث سونامي إعلامي في بلدان الغرب فرض التحول من الإشادة بالاتحاد السوفييتي وب"العم ستالين" الى تعريضهما لحملات دعاية مضادة، لدرجة فرض على صحفيين اشتهروا بنقل الرسائل الصحفية من الجبهة السوفييتية إبان الحرب، بأن يلفقوا ادعاءات بانهم إنما نقلوا ما نقلوه زيوفا مقابل رشوات من السوفييت!!
مضت الأمور على النحو التالي:عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية كان الرئيس المقبل لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، ألن دالس، يتحسر لأن بلاده تحارب العدو الخطأ. فالنازيون ، كما أوضح، مسيحيون آريون موالون للرأسمالية؛ بينما العدو الحقيقي هي الشيوعية "الملحدة" وعداؤها الحازم للرأسمالية . الولايات المتحدة كانت قبل عشرين عاما فقط ضمن المتدخلين العسكريين لوأد الاتحاد السوفييتي؛ وبكلمات وينستون تشرشل- من اجل "خنق الوليد البلشفي وهو بالمهد". أدرك دالس، شأن عدد من زملائه في الحكومة الأميركية، أن ما سيدعى لاحقا الحرب الباردة هي مواصلة للحرب القديمة. عمل شقيقه ، جون فوستر دالس، وزيردخارجية الولايات المتحدة وداعية مواقع حافة الحروب ومروج الحرب الباردة وفرض التبعية للولايات المتحدة. ادان حركة عدم الانحياز ب"اللاأخلاقية". وكما طرح القضية ميشيل بارينتي[ بروفيسور في علوم الإدارة] لقد كافحوا الشيوعية منذ بزوغها.
قبيل انتهاء الحرب توجه الجنرال كارل وولف، الذراع الأيمن لهملر، الى دالس في زيورخ ، حيث كان يعمل لصالح مكتب الخدمات الاستراتيجية، سلف السي آي إيه. عرف وولف ان الألمان قد خسروا الحرب، وأراد تجنب تقديمه للعدالة.
من جانبه طلب دالس ان تلقي الوحدات في إيطاليا ، العاملة تحت قيادة وولف سلاحها ، وتتحول من مواجهة الغرب الى مساعدة الأميركيين في حربهم ضد الشيوعية. الجنرال النازي ، الذي اشرف على الة إبادة الجنس ، وهيأ قطارات شحن تنقل يوميا خمسة آلاف يهودي الى تريبلينكا، ابتهج لأنه سيلقى الحماية من رئيس المخابرات المركزية القادم، والذي ساعد بالفعل على تجنيبه محاكمات نورمبيرغ. لم يكن الوحيد، فحكاية راينهارد غيهلين مشهورة على وجه الخصوص. هذا الجنرال في الرايخ الثالث، الموكل بمنظمة (فريمده هيري اوست)، بالاستخبارات النازية العاملة ضد الاتحاد السوفييتي قد تم تجنيده بعد الحرب في السي آي إيه، وعين في ما بعد، رئيس اول منظمة استخبارات المانية، وتقدم لتوظيف العديد من زملائه المتعاونين مع النازية . عبر يفونّيك دينويل عن هذا الالتفاف بوضوح: "من الصعب ان نفهم ان يجند الجيش والاستخبارات الأميركية مجرمي الحرب النازيين، في وقت مبكر ـ عام 1945- وبدون دخان".
مكافحة التحرر الوطني
استهل روكهيل بحثه بعبارة كتبها أحدا المناضلين السود اغتيل وهو في الثلاثين من العمر: "أقامت الولايات المتحدة من نفسها عدوا لا يهادن أي حكومة شعبية في العالم وأي تعبئة اشتراكية – علمية للوعي في كل أنحاء المعمورة ، وأي حركة مناهضة للامبريالية على وجه البسيطة." حقا ، فقد شرعت الولايات المتحدة هجماتها بحملة إسقاط الأنظمة الوطنية والحكومات المنتخبة ديمقراطيا ، كما حدث في إيران ، حيث اطيح بحكومة محمد مصدق التي أقدمت على تأميم شركة نفط إيران وأعيدت ديكتاتورية الشاه؛ ثم انثنت في أميركا اللاتينية تطيح بحكومة هندوراس المنتخبة ديمقراطيا ؛ وبموجب نظرية الفراغ في الشرق الأوسط، التي ابتدعتها إدارة ايزنهاور في الولايات المتحدة في خمسينات القرن الماضي تم قطع الطريق على التطور الوطني الديمقراطي بالأردن ، وفتح باب اعتداء السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية المنتخبة وهيمنتها المستدامة لدرجة اشتراط موافقة المخابرات العامة على الترشح للانتخابات " الديمقراطية". فقد تم ، في إبريل 1957، اعتقال أو فصل تعسفي من عضوية البرلمان لخمسة عشر نائبا في البرلمان الأردني ، منهم النائبان الشيوعيان، فائق ورد ويعقوب زيادين، والنائب عبد الخالق يغمور ونواب الحزب الوطني الاشتراكي في حينه . تم إلحاق الأردن بسيطرة الاستعمار الجديد ، ووضعت أساسات التنمية المضطردة للتخلف في الأردن، وتشويه القاعدة الاقتصادية بإدخال نهج الاقتصاد الاستهلاكي وتحوراته في السياسية والثقافة. انتقل الأردن من التبعية لبريطانيا الى التبعية للولايات المتحدة، وكانت الأشد مناعة بوجه التحرر والتقدم.
لم يتوقف نهج العدوان الامبريالي على الشعوب وإسقاط الحكومات الديمقراطية بالقوة المسلحة طوال العقود التالية من القرن الماضي، وتعرض للعدوان العسكري الأميركي المباشر شعوب فييتنام وكوريا ، وغير المباشر تعرضت شعوب في قارات أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا ، حيث استعانت الامبريالية الأميركية بالانقلابات العسكرية تفرض الأنظمة الفاشية ، كما حدث في البرازيل (1963) و أندونسيا (1965) وغانا (1966)ضد حكم نيكروما، وفي الكونغو ضد حكم لومومبا، وكذلك العدوان الإسرائيلي على مصر والبلدان العربية المجاورة (1967) والانقلاب العسكري في تشيلي (1973). منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والامبريالية الأميركية تكرس الفاشية والنازية الجديدة في أرجاء المعمورة؛ وقد انجزت تثبيت الفاشية وتعميمها في البلدان المنكوبة بسطوة الامبريالية الأميركية تحت شعار الحرية والديمقراطية. على سبيل المثال أطيح بحكومة غواو غولارد المنتخبة ديمقراطيا في البرازيل عام 1963على أيدي العسكر وصرح السفير الأميركي في البرازيل ان الديمقراطية قد انتصرت. وشاع في الأدب السياسي مفهوم " العالم الحر" عالم السطوة الكاسرة للفاشية في جنبات المعمورة بدعم السي آي إيه.
إشاعة الفاشية في سياات دول الامبريالية
اتفاق دالس مع وولف كان جزءًا من مشرع أضخم أُطلق عليه "عملية شروق الشمس"، جرى فيه تسخير النازيين والفاشيين لإنهاء الحرب في إيطاليا (والشروع بالحرب العالمية الثالثة عبر العالم). تعاون دالس مع جيمز أنغيلتون، الذي سيصبح الرئيس القادم للمنظمة. وبتعاونهما الوثيق ضما النازيين والفاشيين الى منظمتيهما الاستخباريتين. استعد هؤلاء لخدمة الأميركيين في النضال المناهض للشيوعية. انقذهم انغيلتون من أيدي الشيوعيين ليواصلوا الحرب ضد اليسار الراديكالي تحت إشراف صاحب العمل الجديد- السي آي إيه.
وكما أورد فريدريك شاربير:" تم إنقاذ الجنرالات وكبار المسئولين والشرطة والصناعيين والمحامين والاقتصاديين والدبلوماسيين والعلماء ومجرمي الحرب الحقيقيين واعيدوا الى وظائفهم". على سبيل المثال ، فالرجل الذي أسندت اليه مهمة الإشراف على مشروع مارشال، عمل في الحكم النازي احد كبار مستشاري غورينغ، رئيس أركان القوة الجوية. عمل دالي قائمة بأسماء كبار العاملين في النظام النازي لتأمين حمايتهم وتحويلهم معارضين لهتلر. ويقدر إيريك ليختبلاو أن ما يزيد على عشرة آلاف نازي سابق استطاعوا السفر الى الولايات المتحدة بعد الحرب(على اقل تقدير سمح ل 700 عضو مسجل بالحزب النازي بدخول الولايات المتحدة). استطاع هؤلاء إدخال ما لا يقل عن 1600 عالم ألماني مع أسرهم للإقامة في الولايات المتحدة، وتوظيف خبراتهم في مجال الصواريخ والطيران والأسلحة البيولوجية والكيماوية لصالح الامبراطورية الأميركية.
تعاونت السي آي إيه مع المخابرات البريطانية (إم 16) لإنشاء منظمة سرية تضم جنودا معادين للشيوعية في كل بلد من أوروبا الغربية. ولهذه الغاية جندوا متعاونين نازيين وفاشيين وغيرهم من المعادين للشيوعية واليمين المتطرف. وقدر عددهم بعدة آلاف في كل قطر. كما قامت سلطة الأمن القومي بالولايات المتحدة بالإشراف على نقل الفاشيين من أوروبا والسماح لهم بالإقامة في ملاذات آمنة في أنحاء العالم، وذلك مقابل القيام بأعمال قذرة. وليست قضية كلاوس باربي -جزار ليون- سوى واحدة من آلاف.
ونفس الدور لعبه الفاشيون في اليابان. أوضح تيسا موريس- سوزوكي استمرار المخابرات، حيث بالتفصيل شرح كيف أشرفت سلطة الأمن القومي على منظمة كاتو، الشبكة الاستخبارية الخاصة، المماثلة لمنظمة غيهلين، وأدارتها بصورة مباشرة. كما أقامت قوات الاحتلال الأميركي علاقات متينة مع قادة المخابرات العسكرية، بمن فيهم رئيس الاستخبارات الامبراطورية. هذه الاستمرارية البارزة في اليابان قبل وبعد الحرب قد دفع موريس –سوزوكي وغيره من العلماء للتعبير عن تاريخ اليابان "نظام عبر الحرب"، بمعنى انه تواصل حتى بعد الحرب. نابوسوكي كيشي، المعجب بألمانيا النازية، عين وزيرا للذخيرة في حكومة هيديكيتوجوعام 1941، لتجهيز اليابان لخوض حرب شاملة ضد الولايات المتحدة، وكان هو الموقّع على الإعلان الرسمي للحرب ضد أميركا. وبعد أن أمضى فترة سجن قصيرة، كمجرم حرب، أعادت سي آي إيه تأهيله مع زميله في الزنزانة، يوشيو كوداما ، ملك الجريمة المنظمة. تزعّم كيشي، بمؤازرة أسياده الجدد الحزب الليبرالي، وتسلم رئاسة الحكومة.
كتب تيم وايزنر ان "اموال السي آي إيه انهمرت طوال خمسة عشر عاما على الأقل، في ظل أربعة رؤساء وزارات وساعدت على توطيد نظام الحزب الواحد باليابان طوال الحرب الباردة".

هذا التوسع الدولي لأنماط حكم فاشية قد أفضى الى تكاثر معسكرات الاعتقال وحملات التعذيب والإرهاب والحروب القذرة، وشبكات الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة في أنحاء العالم. اُورِد هنا شهادة فيكتور مارشيتي ، الذي كان أحد كبار ضباط السي آي إيه خلال الفترة 1955-1969: "كنا نقدم المساعدة لكل ديكتاتور أحمق ولكل طغمة عسكرية واوليغارشية ظهرت في العالم الثالث، طالما يعدِون بالحفاظ على الوضع القائم، الذي هو بالطبع مفيد للمصالح الجيوسياسية الأميركية، والمصالح العسكرية ومصالح البيزنيس وغيرها من المصالح الخاصة."
دعم النازية الجديدة بغطاء ليبرالي
ان سجل السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ربما يشكل أفضل معيار لإسهامها الفريد في عولمة الفاشية. تحت علم الديمقراطية والحرية نجحت الولايات المتحدة ، كما أورد أستاذ علم النفس، ويليان بلوم ، في الإطاحة بأزيد من خمسين حكومة أجنبية؛ و التدخل بفظاظة في الانتخابات الديمقراطية في30 بلدا على الأقل؛ ومحاولة اغتيال ازيد من خمسين زعيما أجنبيا؛ كما ألقيت القنابل على اكثرمن ثلاثين بلدا؛ وحاولت قمع حركات شعبية او وطنية في عشرين بلدا.

في أكرانيا أطلقت شارة الانطلاق النازي الجديد فيكتوريا نولاند، برزت في النشاط السياسي خلال إدارة بوش الابن مستشارة الشئون الخارجية في مكتب ديك تشيني ، نائب الرئيس بوش ، خلال الفترة 2003-2005 ؛ ثم عينت سفيرة الولايات المتحدة لدى مركز حلف شمالي الأطلسي، فيما بين 2008و2011، حيث ركزت الجهود على الدعم الأوروبي للحرب في أفغانستان . التقطتها هيلاري كلينتون وزيرة الخاجية بإدارة أوباما وعينتها وكيلة وزارة الخارجية لشئون اوروبا ، وشرعت تحيك الدسائس في اكرانيا بتقديم قرض بمليار دولار ، ثم قدمت خمسة مليارات دولار لتدبير الانقلاب ضد الإدارة المنتخبة عام 2014.
في محادثة التقطت أجرتها مع بيات ، سفير اميركا في كييف قالت أن أرسيني ياتسينيوك أفضل من يشكل حكومة اكرانيا. غدت اكرانيا مستعمرة أميركية، وغدت الدبلوماسية الأميركية عراب الحركات والقوى اليمينية والنازية تحت ستار الحرية والديمقراطية.
تمددت الجماعات النازية الجديدة واليمين المتطرف لتشكل الجزء الرئيس من جيش أكرنيا. أكرانيا هي البلد الوحيد في العالم تقر بوجود كتائب من النازيين الجدد في جيشها. تم دمج وحدات آزوف في الحرس الوطني الأكراني في 12 نوفمبر 2014، وذلك بعد مذبحة رهيبة اقترفتها في مدينة ماريوبول؛ نظمت هجمات ضد المهاجرين والأقليات في أنحاء البلاد ، واقترفت المجازر في الدونيتسك؛ وأدانت ممثلية الأمم المتحدة تلك المجازر. جرت مذابح رهيبة خلال حقبة ما بعد 2014. تلقت المنظمة الدعم من وزارة داخلية أكرنياعام 2014، نظرا لإقرار الحكومة ان الجيش أضعف من أن يتصدى للانفصاليين، وعهدت لوحدات تطوعية شبه عسكرية القيام بالمهمة. أشرفت الأوليغاركية الأكرانية على تمويل وحدات آزوف ، وأبرزهم إيغور كولومويتسكي، الملياردير صاحب احتكار الطاقة في اكرانيا. وبالإضافة الى آزوف مول كولومويسكي الفرق التطوعية، مثل دنيبرو 1، دنيبرو 2، إيدار ووحدات دونباس، منظمة يمينية من المتطوعين القوميين المتطرفين، بقيادة أندريي بيليتسكي، كان بيليتسكي قد صرح بان الهدف القومي لأكرانيا "قيادة العرق الأبيض في العالم في حرب صليبية أخيرة بالعالم، ضد العرق السامي، الذي يقود الأعراق المنحطة" . والمنظمة بذلك تنشر أيديولوجيا النازية الجديدة والتفوق العرقي. أطلق عليه انصاره لقب "الحاكم الأبيض"وشكل حزب الوحدات اليمنية المتطرفة في أكتوبر2016؛ ومهمتها الأساس دعم جيش آزوف.
في العام 2015 صرح الناطق بلسان آزوف ، أندريي دياتشينكو، ان ما بين عشرة وعشرين بالمائة من مجندي أزوف هم نازيون. ورغم الإنكار يعترف معظم أعضاء المنظمة انهم نازيون جدد والنواة الصلبة للقومية المتطرفة. في العام 2018 دعت وحدة حماية الشارع لمنظمة آزوف، وتدعى دروجينا ، الى "استعادة" النظام في كييف العاصمة. نفذت الوحدة المهمة بمجزرة ضد مجموعة روما وهاجمت أعضاء منظمات ديمقراطية أخرى. أكرانيا هي الدولة الوحيدة بالعالم لديها تشكيلات من النازيين الجدد في قوام جيشها" ، وهذا ما نشرته عام 2019 مجلة "ذا نيشن" الأميركية لمراسلها في أكرانيا .
لم تبق الولايات المتحدة على ليبراليتها السياسية، فمع احتدام النضال لنصرة نهج الحرب الباردة خضعت الولايات المتحدة لفاشية الماكارثية، واستمرت الظاهرة الفاشية في اضطهد السود وقوى الديمقراطية المحلية. في مقالة عنوانها "سياط السياسات الفاشية وبروز قومية البيض من اوربان الى دي سانتيس" اورد الأكاديمي الأميركي، هنري غيروكس، اسم سانتيس ، حاكم ولاية فلوريدا وداعية الفاشية بالتحريض والممارسة. يقول غيروكس أن الحزب الجمهوري أتاح تذكرة مضمونة في مجلس النواب ل (كارل بالادينو) ، الذي صرح عام 2021 ان" ادولف هتلر ملهم وهو القائد الذي نحتاجه". أضاف غيروكس ، "يوجد طيف واسع من السياسيين الأميركيين يعملون على نزع إنسانية البشر ، ممن هم غير مسيحيين وغير بيض ، ويعملون لإقصائهم من الجنسية الأميركية". تفوق البيض العنصري يجد مشايعين ممن يبيحون العنف لأغراض سياسية. "تنتشر نظرية ’الإحلال العنصري’ ، تغذي العنف ضد الأفراد والجماعات التي يزعم انها مسئولة عن احتلال مواقع البيض والمسيحيين في فرص العمل"، كتب غيروكس.
الولايات المتحدة حاليا تتعرض لزحف فاشي يقوده الحزب الجمهوري والمسيحية الصهيونية من أعضاء الحزب الملتزمين بلاهوت المسيحية الصهيونية، حيث سيطر أنصاره على المحكمة العليا إبان إدارة ترمب، وسيطروا أيضاعلى نظام القضاء الفيدرالي، حيث القضاة الفيدراليون يختارهم الرؤساء الأميركيون من بين محامي الشركات الكبرى. علاوة على ذلك يفرض حكام الولايات من الجمهوريين قوانين تقيد الحريات وتمنع السود والفقراء من المشاركة في الانتخابات، بمسوغ أنهم لا يدفعون ضرائب، كما يفرضون نظاما تعليميا يحد من المعرفة بالواجب الاجتماعي ويقصر على الخبرات التقنية اللازمة لخدمة الراسمال.
في الولايات المتحدة يعتبر نضال السود ضد التعسف الدموي للشرطة "ماركسية جديدة"، ويجري غض النظر عن اغتيالات السود اليومية. يبيح القانون في ولايات أميركية بدهس المتظاهرين بحجة أنهم يعطلون السير، وفي الولايات المتحدة تنشط اكثر من ثلاثمائة منظمة من الشباب المسلح تمارس الإرهاب المنظم لصالح ترمب. وقد سافر مراهق ينتمي لإحدى المنظمات الى ولاية حيث تجري مظاهرات السود ضد القتل المتعمد، وأطلق النار على المظاهرة فقتل اثنين وجرح الثالث . حظي ذلك الشاب بثناء ترامب وهو في الحكم، برأه قاض فيدرالي ينتمي للحزب الجمهوري بذريعة أنه اطلق النار دفاعا عن النفس. في الولايات التي يحكمها جمهوريون تجري حرف عملية التعليم كي تلائم التربية الفاشية للشباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله سوداويه من عقلية متعفنه بالتضليل وكره الدمقر
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 8 / 28 - 04:49 )
وكره الدمقراطيه وعين عوراء لاترى ابدا عظمة التطور الاقتصادي والثقافي والتعليمي والعلمي التوازيه والمندمجه بالتطور الدمقراطي المزدهر-تحياتي

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل