الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكملة الموضوع السابق

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لأنها مطلقة الصحة وأصبح الهدف هو تطبيقها فقط لهذا تحولت إلى سياسة مبتذلة وأصبح التكتيك هو جوهر كل نقاش وكل بحث وأصبح التكتيك في ظل التمسك يمثل نظرية مطلقة الصحة تعي الواقع مسبقاً وبالتالي تتجاهل البحث العميق في كل مكونات الواقع الذي يتحول إلى سياسة براغماتية تقوم على المصلحة الآنية مما حول الماركسية إلى أيديولوجيا لتبرير المصالح الآنية المؤقتة وأصبح البحث النظري هو بحث في تبرير مصالح آنية ضيقة الأفق لتبرير التكتيك وأصبحت هذه سمت كل الأبحاث الماركسية في الاتحاد السوفيتي ولدى معظم ماركسيي الأمم الرأسمالية ومنها الماركسية الأوربية بالرغم من تمرد قلة على هذه الماركسية فحاولوا وعي الواقع انطلاقاً من المنهجية الماركسية ماوتسي تونغ وهوشي منه وكاسترو وجيفارا حاولوا تقديم بحث ماركسي جاد في العديد من القضايا الرأسمالية في التخلف والتبعية والقومية وأنماط الإنتاج وعلم الجمال والأخلاق إلا أن هيمنة الماركسية الستالينية كانت تعني تهميش هؤلاء وتضييق الحدود المقيدة على أبحاثهم وفي كل الأحوال كانت تجعل تطور البحث الماركسي أمراً صعباً.
بهذا تشكلت أزمة الماركسية التي قدمت قانونيات عامة لم تتطور ووضعت افتراضات ثبت خطأ بعضها وتجاوز الزمن البعض الآخر لأن الواقع في صيرورة دائبة فقد بدت تصوراتها قديمة كما أنها لم تكن قد أحاطت بغنى الواقع فظلت قضايا كبيرة دون روية وربما كان ماركس وأنجلز ولينين والعديد من الماركسيين الآخرين قد قدموا أفكاراً حولها أو حول بعضها ولكن هذه الأفكار لم تتحول إلى قوانين أو إلى رؤى مكتملة لذلك :
1) لم تتضح التصورات حول مسائل أساسية تتعلق بالواقع والتاريخ والطبيعة والمجتمع والفكر.
2) لم يتحدد بدقة معنى جوهر الماركسية.
3) لم تدرس التطورات التي طالت العالم في الاقتصاد والسياسة والفكر والعلم لتبدو الماركسية في أفضل الأحوال رؤية حالمة لكنها قاصرة على الرغم أنها طورت كل مجالات الفكر البورجوازي.
لقد ظلت تلك النظرية / الفلسفة المكتملة خاضعة لأزمة أخفتها وأحياناً قهرتها حينما قهرت محاولات البحث فيها من أجل تسيدها على اعتبار أنها الماركسية بحق!! ولكن الأزمة كانت قائمة تكبر وتتفاقم وجرى تسييد (الماركسية الستالينية) التي جعلت العودة إلى الأصول تكتسي طابعاً تقديسياً نصوصياً أي لاهوتياً كما بدت آراء ماركس وبالتحديد بعضها كقوانين مطلقة الصحة من جديد وكذلك بدت آراء ماركسيين آخرين (كاوتسكي بليخانوف تروتسكي وحتى برنشتاين) وكأنها الأكثر صحة وبالتحديد الأفكار ذات الطابع السياسي والخاصة بالثورة الاشتراكية حيث أصبحت فكرة ماركس عن الثورة الاشتراكية في الأمم الرأسمالية المتقدمة هي الصحيحة فقط وذلك على العكس من فكرة لينين التي فتحت أفق تحقيق الاشتراكية بعدما تقادمت فكرة ماركس على ضوء تطور الرأسمالية بالذات فغدت فكرة وهمية ونتيجة الشعور بتقادمها استخدمت كنفي لفكرة لينين فقط وجرى خلطها بفكرة برنشتاين عن استمرار الرأسمالية بتجديد ذاتها وبالتالي تحقيق تطور ثوري مما جعل الثورة الاشتراكية سابقة لأوانها مع إيمان بقصورها عن تحقيق تقدم الأمم المتأخرة القائم على أساس انتصار الرأسمالية فيها وفي هذه المسألة بالتحديد جرت العودة إلى المنحرف بليخانوف والمناشفة وإلى الأممية الثانية عموماً وهذا هو أساس نفي اللينينية وتشويه لينين وتحميله وزر التجربة الاشتراكية كلها.
إن الماركسية الستالينية والماركسية السوفيتية هما السبب في ذلك بل إنهما نتيجته نتاج ظروف مجتمع متخلف لأن هذا النمط من الماركسية انتشر في الأمم الرأسمالية عالية التطور كما في الأمم المتخلفة ولم يكن انتشاره قسرياً وقد سكنت وعي عموم الماركسيين لأن هذا الوعي يقبل اليقين ويحتاج إلى الركون إلى مفاهيم وأفكار بدت صحيحة لأنها انتصرت أي في العقل المفرط وفي جموده الذي كان مهيأ لاعتناق المفاهيم المبسطة والمطلقة العقل المقدس.

يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير