الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأيٌ خاص حولَ مَنْعِ التّفاهة ..

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2022 / 8 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


---------------------------
في جوابي المُختصر على رجاء صديق ، أرسل إلي مُلحاً، أنْ أكتب له شئياً بسيطاً من التفكير لدي،
في حالِ " التفاهة" وظروف منعها، وسُبل مُحاربتها الأخيرة ..
قلتُ له -وأنا لا رغبة عندي في الكلام لصعوبة الحكم فيه :
الحق ، أنا أرى في حال " التفاهة " مُعضلة حقيقية،
أنْ انتَ وقفتَ في وجهها طَمَرتكَ، وانْ انتَ سمحتَ لها بالمسير نشرَتكْ.
بمعنى آخر ، أن مُعضلة " التّفاهة - بشكلٍ عامٍ - تكمنُ في أنكَ
إذا منَعتها ..
أثرتَ فضولَ عامّة الناس، الى السؤالِ عَنها و مَعرفتها ، والتعرّف عليها ،
بما في ذلك خصومها الألداء من الأفهام الخاصة,
فتنتشر - وقتئذٍ - بسرعةٍ هائلةٍ، بفضل أعدائها ، لا بجهد أتباعها.
وإذا أنتَ سمحتَ لها بحرّية الحضور، و النشور، و حقّ التعبير عن ذاتها .. واعتمدتَ فقط ، على المبدأ الاقتصادي..
" البضاعة الجيدة تطردُ البضاعةَ الرّخيصة .
ثم وقفتَ أمام حانوت الزمن مفلساً تماماً ، تراقبها عن كثب..
- و لا تمتلك ضدّها أيّة بضاعة مقابلة، ذاتْ قيمة ( عدا الوهم الاخلاقي التليد، والمخيال التاريخي المجيد ..
- أو ليس لديكَ نَحوها ، أيّ عملٍ جادٍ ، في بناء واقع علمي منهجي جديد، وتعليمي مُنافس..
- و لا تقوم بأيّة جهود معرفية علمية أو ثقافية جدّية حقيقية، في طرح الأفضل، والتسويق له بلغة العصر .
عندئدٍ ياعزيزي .. لا غرابة أنْ تنتصر هذه التفاهة الرائدة، وتفرض حضورها عليك، وعلى مستقبلك برمته..
وذلك لأسباب عديدة يصعبُ حصرها :
أولا : بحكم مجرى الواقع،
ثانياً : بحكم أحقيتها في تمثيله، لكونها الفاعل الوحيد فيه.
ثالثاً : وهو الاهم ، بحكم أنه - اي الواقع - لايقبل الخواء بتاتاً..
وبذا تكون التفاهة هي المثال والآمال ، التي تتمدّد - شيئاً فشيئاً - مُستغلةً الفراغ الفكري والفني والاجتماعي السائد. بكل براعة ..
لتسود وتزدهر وتتعمق وتنتشر ... أكثر فأكثر ..
ولكن الأنكى من هذا كله ، أن تصحو - أنت كرقيب - يوماً لتكتشف ، ببلاهة المُستقيظ على رعب، أنها سادت بالفعل مَناحي حياتك تماماً،
وأنّها أضحتْ تقود حاضر ثقافتك الميتة ، بدبكة وصياح أتباعها المُتكاثرين المخلصين .
حينئذٍ ، يتسع الخرق على وعي الراتق ,
ويفوتُ الأوان في إصلاح ما أفسده الزمان ..
لتدرك بكلّ ألمٍ وحسْرةٍ ,,
أنكَ كنتَ -مع كلّ ما تحمله ، منْ صوابٍ وقسرٍ و قيمٍ جامدة - على خطأ في منعها ، بل وربما في سذاجة مبكية مضحكة للجميع ..قد تصبح أنتَ موضوعَ موسيقاها المُقبلة،
أو يَصير كلّ ما تتغنى به، من كنوزٍ و أمجاد ، وآباد وأوراد وانتصارات وأعياد ..
مُجرّد إشارات هزلية مُضحكة، للطور الحتمي ، القادم من أنغام التفاهة الجديدة..
وأغلبُ الظّن :
لنْ يبقى أمامكَ حينها ، سوى الهَرولة الى أقربِ مسرَحٍ لها، لترقصَ أمامَها دونَ وعيٍ، ربّما تبقيانِ حتى الموت معاً..
أو لكَ أنْ تطأطئ بسرعة، رأس فضيلتك القشّة، وسلطتك الهشّة ..
و " تبوس الواواااا
كي تستغفرها .. عاجلاً غير آجلْ .
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل