الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تحضر فلسطين الجميع يتنصل

عصام محمد جميل مروة

2022 / 8 / 29
القضية الفلسطينية


اذا كانت المانيا والاتحاد الاوروبي يقفون في وجه إسرائيل ولجم محاولاتها الدائمة في منع الحياة المباشرة والغير المباشرة عبر المساعدات العينية فقط لإحياء ما تبقى من انفاس تقترب الى الموت السريري الذي يتعرض نتيجته الشعب الفلسطيني المحاصر تِباعاً منذ بداية التشرد في الداخل وفي الخارج على حد وآن واحد .
طبعاً وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى المانيا ، بعد ارساله مراراً محاولات ايصال رأى الشعب الفلسطيني المباشر وتقديمه الى العالم دون تزييف او مبايعة او تفنن في الإبتزاز للإقتناص والزعم والدعم المباشر للقضية الفلسطينية ، بعد كل حرب او ضربة تفتعلها إسرائيل لدواعى امنية وإتهامات ارهابية تقوم بها المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها التاريخية منذ انطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف الدولى بحقها الشرعي في المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني منذ عام "" 1947 "" . وصاعداً فلذلك نرَ دائماً بعد كل هزة علنية يذهب ضحيتها العشرات من شعبنا المناضل وصاحب الحق الشرعي . فلذلك عندما سُئِلَّ الرئيس محمود عباس مباشرة اثناء وجوده في مؤتمر صحافي مع مُضيفهِ المستشار الإلماني "" اولاف شولتس "" ، وكان الصحافي يستفز بطريقة كأنهُ يُرِيدُ ان يقلب الطاولة كالسِحر على الساحر . ماذا ترَ يا مستر ابومازن في اعادة تعويم قضية عملية ميونيخ الشهيرة التي وقعت "" 5-6 ايلول -1972 "" ،حيث تم احتجاز الوفد الاسرائيلي المشارك في المناسبة الرياضية الكبيرة حينها اقتحمت مجموعة فدائية لها في عمليات الخطف في مقابل شرف المقاومة وايصال رأى الشعب الفلسطيني الحر في تقديم القضية على مستوى دولي وعالمي !؟. حتى لو ادى ذلك الى إخفاق في اخر الدواء وهو القتل العمد في نسف كل المحاولات لإيجاد حلول متبادلة حول تذليل عملية القتل الشهيرة حينها . بعدما فجر الفدائيون وقتلوا الوفد الاسرائيلي في معركة شريفة ليس بغرض الانتقام بل نتيجة الوقوف الرسمي تِباعاً في جانب الجلاد ونسيان الضحية على مدار الزمن ، هنا تفاجأ الصحافي بعد رفض ابومازن الاعتذار عن عملية ميونيخ . وقال ان الشعب الفلسطيني يتعرض منذ ازاحتهِ عن ارضهِ الى اقسي واقوى درجات من مستويات"" الهولوكوست "" ، التي سادت ايام النازية منذ نهاية الثلاثينيات ومطلع الحرب العالمية الثانية عام "" 1945 "" حيث تم ابادة المئات من الالاف من اليهود على ايادي النازية وبإشراف مباشر من ادولف هتلر الذي كان يعتبر التدخل في الشؤون الداخلية الاوروبية وصيغة اليهود الشهيرة في حقهم الوحيد المناسب لتحكمهم في ادارات العالم قاطبةً !؟.
لكن السيد ابومازن سرعان ما حُوصِرَ وأُنتقِدَ في عدم الإكتراث للإعتذار مما ادى الى فض المؤتمر الصحافي، واكثر من ذاك هناك من حاول منع الرئيس العودة والسفر الى بلاده بل طُلِب من الشرطة المحلية الالمانية توقيفه ومعاقبته على ذم الإلمان في تحملهم مسئولية اسيادهم سابقاً عن المجازر ضد اليهود، وهناك من اعتبر القضية في مسار الاستنكار والاستفزاز المراد من ذلك ايقاف نقد المانيا وتبرئتها من ارتكابها محارق بحق الجالية اليهودية ونسيان القضية وعدم الافساح في المجال لتعويمها وتعرف الاجيال الصاعدة عن حقيقة الزعامات في ارتكابها كافة العوامل لإملاء وإمحاء الارهاب المنظم النازي الموصوم في عارهِ المزعوم اياه .
بعد تلك المحاولة المباشرة في المؤتمر الصحافي كانت الحكومة الاسرائيلية قد امرت في إقفال كل المقرات الحقوقية والانسانية في القدس ورام الله وغزة وفي مناطق متفرقة بعد موافقتها مسبقاً عن إنشاء تلك المكاتب ؟ ولكن الفاضح في عملية الإسراع في الاقفال اياه كان بمثابة ردع تقوم به الحكومة الصهيونية في عدم السماح لإيصال للعالم ما تقوم بهِ من اعمال حربية ومجازر ترتكبها منذ بداياتها وتريد التعامل معها كونها ذات حقيقة وضرورة تقوم بالدفاع عن وجودها او نشوءها المشبوه ولو بأسلوب قاتل ومُحرم دولياً وافظع بألاف المرات من المحارق النازية والإختناق في فتح الغاز السام .
لكن السؤال الان هل هناك من يعتبر اعادة التلميح الى ان الصهاينة هم اكثر ارهاباً على الاطلاق منذ بداية سلطتهم المنبوذة والمسمومة والمدعومة دولياً ،
وكانت القوات الصهيونية تقوم في إرهابها على قدم وساق وتحت مرأى ومسمع ومشاهدة القوات البريطانية والفرنسية ايام ما بعد"" وعد بلفور- وسايكس بيكو "" ، ومواقف كلها تقوم في عمق الخبث الارهابي الصهيوني القائم على رائحة الدم .
برغم كل تلك المهالك هناك افراد مستقلون يعملون ليلاً ونهاراً لملاحقة وفضح إسرائيل وجبروتها في تنظيم عمليات الابادة الجماعية التي فرضتها منذ حرب الاستنزاف في مصر ومنطقة سيناء شاهدة على إحراق جثث الجنود ""والفدائيون"" من المتطوعين في الجيش المصري قبل ثورة يوليو عام "1952 " !؟.
ان إسرائيل تحمل الرقم القياسي في عملياتها الاجرامية الشهيرة في ملاحقة كل من يقف ضدها وضد مشروعها التوسعي في مناطق على حدود دول الطوق . الاردن وسوريا ولبنان ، وهناك إحصاءات تقوم قوى متواضعة في تأريخها وتقديمها كدليل جدي عن عدم احترام اسرائيل حقوق الانسان وذلك لا يُحتسب خوفاًً من الدول الواقفة الى جانبها ودعمها بكل الامكانيات اللازمة عوضاً عن تغاضى الامم المتحدة عن جرائم إسرائيل واعتبارها ضحية ولها الحق في استخدام ترسانتها لردع من يعترض عليها ويهدد امنها المصون دولياً ،
اذا ما عدنا قليلاً الى الوراء فنلاحظ دور القادة في تنظيم عمليات الخطف للطيران ، وعملية ميونخ كانت من بنات افكار جهابذة وافذاذ المقاومة الفلسطينية بعد نكسة " عام 1967 " وإتساع حركة المقاومة الفدائية بعد أخفاقات الاردن ومحاصرة المقاومة في لبنان ، وسوريا ، كان المفكر والمقاوم "" فخري العمري - ووديع حداد "" . من حركة فتح ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،قد اقدموا على اجراءاتهم الفدائية تلك كرد واقعي وموضوعي عن ما تفعله إسرائيل في ارتكابها المجازر المتتالية دون إستنكار يُدينُها او يتم ايقافها عن افعالها . دير ياسين ، وصبرا وشاتيلا ، والقنيطرة ، وفي اليرموك ، وفي قانا .
يعترف اكثر من "" 130 "" دولة في العالم اليوم لها علاقات ومبادلات ديبلوماسية مع فلسطين المحتلة ، فلذلك جعل الامن والشرطة المحلية الالمانية بعدما اصدرت بحق ابومازن "" نقطة نظام "" او مخالفة القوانين او محاسبة على اراضيها ومع ضيوفها الكبار في شأن الاعتذار او رفضه او إنكاره .
على المجمع الدولى اليوم ان يحترم موقف محمود عباس في عدم انكاره للإعتذار المباشر عن مقتل الوفد الرياضي الاسرائيلي عام "" 1972 "" لكن في نفس الموقف يُدين محمود عباس ابادة الشعوب ولو لم يحدد موقف مباشر للهولوكوست التي فاقت في جوانب كثيرة افعال الصهاينة على تضليلهم الماضي واخفائهِ ، والحاضر وإخفاقهِ ، والمستقبل وإغفائهِ عن اعين المجتمع الدولى لما تريد اسرائيل فعلهِ دون معاقبة او إلتفاته تُذكر .
عندما تحضر فلسطين الجميع يتنكر ويتنصل من مسئولياته إتجاه تحديد الفرق ما بين الحق في المقاومة، وما بين الترهيب والترغيب ، وفرض الإرهاب عبر المجازر والمحارق والأسر والحراسات وإنشاء السجون والزنازين المظلمة في عصر التنوير والعولمة والحضارة الانسانية .
فلسطين قضية لا تنتهي ولا تقف عبر صمت المُضيف وذهولهِ بعد كلام الضيف العابر صاحب مجد مقاوم لن يتوقف .

عصام محمد جميل مروة .،
اوسلو في / 28 - آب - اغسطس / 2022 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي