الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


11 – مدخل . . الى العقل المتصنم / 12 - الزواج ، الأسرة – التوافق

أمين أحمد ثابت

2022 / 8 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لا يحضر لدى العقل العربي وخاصة اليمني أي اهتمام او تعرف إدراكي لهذه الاصطلاحات الثلاث ، فهو وفق فهمه واعتقاده وسلوكه الواقعي الحسي يقوم على ما لقن به من التربية الاسرية والتعليمية – المسيدة ايديولوجيا – والاعراف والتقاليد الاجتماعية . . بما فيها المعتقدية الدينية – بينما لا يمتلك عقل كل فرد منا ما يؤسس قناعاته الفكرية والاخلاقية الذاتية الحرة دون سيطرة ما سبق ذكره على قناعاته الشخصية – وعموما فيما هو خاص بنا دونا عن الشعوب الاخرى . . ما هي موسومة بها شخصيتنا العربية ب ( الثنائية الانفصامية ) بين ما نطلقه ونعلنه موقفا نظريا مجردا ( في قولنا الخطابي الشفهي او المكتوب ) ، المبني عادة على مورث اخلاقي مطلق المثالية الاخلاقية ، وبين الموقف فيما نسلكه واقعيا بشكل محسوس وملموس يكون وفق مورثنا الاجتماعي – سي السيد – ووفق مورثنا العائلي او الاجتماعي الملقن لعقولنا كقناعات ذاتيه تتحرك عليها سلوكياتنا – التمييزية المجتمعية كأبعاد تحيزية عصبوية من حيث اللون والمنحدر والعرق والقبيلة والفقر او الغنى ودرجته والمكانة التنفذية للتاريخ العائلي – حيث تنكشف فصاميتنا الثنائية من خلال : متضادية ما نعلنه كقول نظري مجرد – يظهر كل فرد منا كما لو انه ملاك قيمي الاخلاق بإطلاق وليس بشرا – حيث يلعب هذا القناع المخادع كوجه يعبر عنا ، بينما في الاصل يلعب دورا إخفائي تحايلي لحقيقتنا المنكشفة خلال تعاملنا وسلوكياتنا ومسلكياتنا ، والتي تقوم على قيم نقيضة لتلك التي نطلقها – بمعنى ما اصبح طبعا تاريخيا معلم بنا ( نظهر ما لا نضمر او نبطن به ) – لغرضية نوهم بها الغير عكس حقيقتنا المخفية او لنفعية نريد تحقيقها بترخيص انفسنا او استعراضا وتباهيا فيما نحن لسنا اهلا له .

هذا الجمود الجاهل لعقولنا بقناعاتها المتشكلة عبر غير انفسنا ، وتوهمنا بأنا نمتلك المعرفة الصحيحة التي تجعلنا لا نحتاج البحث فيما نعرفه ونعتقده أكان مؤكدا لثقتنا فيما نعتقده او انه يكشف أنا لا نفكر ابدا بقدر ما نخزن ما نلقن به خلال حياتنا .

كيف يمكن أن تكون معتقداتنا وتصوراتنا وقناعاتنا سليمة وفهمنا – مثلا في اطار موضوعنا المطروق – ونحن لم نقف عليها ونخضعها للتحليل والتقييم والاستنتاج الذاتي ، كيف ونحن لا وجود في عقولنا مفككات كل مصطلح بعينه – سبحانك اعتزازنا بعظمة عقولنا المفرغة !!!!!!!

إن المفاهيم الثلاثة السابقة – معنى ومدلولا - ذات بعدين اساسيين ، احدهما طبيعي والاخر بشري الدماغ عاقل في ادراكاته – فالزواج طبيعيا مقرون بلفظ التزاوج – طالما أن نوعنا الحي كائن ثنائي الجنس – حيث الوجود والبقاء والاستمرار لنوعنا لن يكون إلا من خلال علاقة ارتباط الاتصال الجنسي ، وعليه فالتزاوج حاجة طبيعية كغيرنا من الكائنات الحية ثنائية الجنس – أي ذكر وانثى – وتعد ضرورة رئيسية للوجود والاستمرار – ألا تلاحظون عند عقد القران في اخر الاديان السماوية يلزم نطق اب او ولي امر الفتاة بقوله الصريح انكحتك ابنتي او ابنتنا ويرد الاخر قبلت نكاحها على سنة الله ورسوله – إذا لماذا نخجل من طبيعتنا الحية ونحتمي بأقنعة من المثل الاخلاقية المطلقة ؟ - حتى أن نظاميتنا البيولوجية – الغدية الافرازية ، العصبية اللا إرادية – النفسية العصبية . . إلخ . . حتى آلياتنا الحيوية والخلوية والعضوية مثل – مثلها الاسرة ، لماذا نلغي سمتها الطبيعية - كغيرنا من الكائنات الحيوية ثنائية الجنس – ونهرب نخادع انفسنا ونخادع الاخرين للتخفي وراء ادعاءاتنا بالمثل الاخلاقية المطلقة ، فالأسرة يقف عليها اب وام او اب وعدة امهات او زوجات على الابناء – وقديما كانت الاسرة تقوم على تعدد الازواج للمرأة الوحيدة الزوجة – أما العائلة فهي تضم كبير العائلة كقائد القطيع ، والتي تحتوي العديد من الاسر إن لم تكن العائلة الموجودة محدودة العدد في اسرة مصغرة واحدة ، فما نغالط فيه اخلاقيا بدور الاب والام عندنا هو ما يحدث في عالم الحيوان – كالحماية والرعاية والتنشئة والتدريب على المهارات والحركة واتخاذ القياس للمواقف . . إلخ ، حتى فيما نسميه بالغيرة والتملك يسلكها الحيوان ايضا ومثلها العاطفة للأبناء او في علاقة العشرة .

إذا كنا نكذب ونخفي حقيقتنا فيما نحن عليه طبيعيا ، نرى أنا في البعد او الجانب الثاني لحقيقة نوعنا البشري – العاقل المحلل تجريدا والمفكر حرا لاستنطاق ما يعبر عن نفسه ، وهو ما ليس فينا – أن اخلاقياتنا ( البشرية ) تتغير مع تغير حياتنا الزمكاني في التاريخ ، تغير للقيم يتجه دوما في صالح الانسان ووجوده وحياته – فلسنا ملائكة لا نوازع عندنا وتحكمنا قيم ثابتة مطلقة على طول مدى تاريخ وجودنا البشري – إذا فنحن نخادع ونكذب وندعي بسمونا القيمي الاخلاقي الى مصاف الملائكة ، بينما نخفي وجه حقيقتنا البشرية النوع أنا اكثر الكائنات انانية ووحشية وشراهة للتملك والاستقواء والتمتع الشهواتي مقارنة بكل كائنات هذا الكوكب – لن نفصل في هذا الامر - يمكن وجود التفاصيل المغرقة الدقة في مؤلفي ( إعادة تخليق العقل ) ، المكون من الف وثلاثمائة صفحة بالتقريب .

إن مصطلح التوافق هنا ليس كما هو في المنطق الرياضي ، والمأخوذ بدرجتين لفظا ( التماثل ، التشابه ) ، بينما هنا فيما يخص نوعنا البشري فيحتوي مختلف قوانين وعوامل رياضية ، حيث يتمثل التوافق – بين الرجل والمرأة في الزواج والاسرة – بالتقارب التشابهي او التماثلي ، والتكامل ، واحيانا التضاد النوعي او التعارض يمثل حالة من التكامل الامثل ، مثل زوج ترابي وزوجة نارية ، وايضا الاختلاف النوعي في الطباع والفهم والقناعات – بينما تكون ذات العوامل سابقة الذكر اساسا لحدوث انعدام التوافق بين الزوجين .

وخلاصة ، أن إدراك حقيقة أي امر او شيء او طبع او تطبع او سمة او صفة اساسية او ثانوية او عارضة في الانسان – وهنا فيما نختصه بموضوعنا – لا وجود له في بنانا العقلية وما أنتجته ايضا مؤلفاتنا الفكرية والعلمية عبر التاريخ ، فكل ما سطر ظاهراتي وسطحي ولا يبتعد عن ما هو متعارف عليه ومورث في عقولنا تلقينا . وهنا يحتاج البحث التصويبي للأمر منهجا ودخولا مغايرا كليا كما نعرفه وما يصل إلينا حتى من الاخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال