الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....25

محمد الحنفي

2022 / 8 / 29
الحركة العمالية والنقابية


العلاقة بين النقابة المبدئية المبادئية وبين النقابات المتعددة:.....6

وانطلاقا من التمييز بين النقابة المبدئية المبادئية، والنقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، يمكن أن نتساءل:

بماذا تهتم النقابة المبدئية المبادئية؟

إن أية نقابة، تكتسب الشرعية النضالية، والتي لاتقوم إلا بالعمل النقابي الصحيح، والمبدئي، والمبادئي، من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا تهم إلا:

1) تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: قطاعيا، ومركزيا، وعلى جميع المستويات: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، حتى يتمكنوا جميعا من امتلاك الوعي النقابي الصحيح، وينضبطوا لقيادة النقابة، في أفق العمل على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى التحرير من الاستغلال المادي، والمعنوي، ومن الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ومن عبودية الرأسمال، الذي يعمل على أن يحتل كيان الإنسان: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

2) التكوين النقابي المطلبي، والقانوني، والبرنامجي، والنضالي، الذي يهدف إلى ترسيخ التكوين النقابي، بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وصولا إلى امتلاك الوعي بالذات، وبعلاقات الإنتاج: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبالموقع من تلك العلاقات، وبدور النقابة في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أملا في أن يصير الإنسان إنسانا، وليس شيئا آخر، لا علاقة له بالإنسان، الذي يتمتع بحقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

3) تكوين الملفات المطلبية: القطاعية، والمركزية، المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، حرصا على تحديد المطالب العامة، والمطالب القطاعية، والمطالب الخاصة، التي تهتم بها القطاعات الصغرى، والتي تعودت على أن تكون محرومة من الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أملا في تحرير الإنسان، من الاستغلال الهمجي، الذي يمارس على القطاعات الصغرى، التي تحرم من كل الحقوق الإنسانية، والشغلية.

4) ربط الاتصال بالإدارة، من أجل الحوار، أو إجراء مفاوضات جماعية، من أجل انتزاع مكاسب معينة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة. ونظرا للأهمية القائمة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين النقابة المبدئية المبادئية، فإن على القيادة النقابية، أن تحرص على الاتصال المستمر، بالإدارة الرسمية، وبالإدارة الخاصة، تحت إشراف الإدارة الرسمية، من أجل إيجاد حلول للمشاكل القائمة، بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الإدارة، حرصا من النقابة المبدئية المبادئية، على تحسين شروط العمل الإنتاجي، والخدماتي، والزراعي، والحيواني، والاستخراجي المعدني، بالإضافة إلى الحرص على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفاء من النقابة المبدئية المبادئية، وسعيا إلى جعل حياة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، خاصة من البؤس الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

5) قيادة النضالات المطلبية: إضرابات، اعتصامات، من أجل فرض الاستجابة للمطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، انطلاقا من التعبئة النقابية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكاحين، سواء تعلق الأمر بالقطاع العام، أو بالقطاع الخاص، وسواء كانت الشخصيات النقابية، متعلقة بالقطاع العام، أو بالقطاع الخاص، وسواء كانت النضالات المطلبية مركزية، أو تتعلق بإحدى القطاعات الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو السياسية، حتى يصير الجميع، في المحطات النضالية العامة، أو القطاعية، مستعدا لخوض المعركة النضالية، في أفق فرض انتزاع المكاسب، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تحسين شروط العمل من جهة، ومن أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، أو من أجل تحسين شروط العاملين في قطاع معين، أو من أجل تحسين أوضاع العاملين في ذلك القطاع. سواء كان محليا، أو إقليميا، أو جهويا، أو وطنيا، حتى يتأتى للنقابة أن تقوم بدورها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

أما النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، فإن اهتمامها لا ينصرف إلى تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما لا ينصرف اهتمامها إلى التكوين المطلبي، والقانوني، والبرنامجي، والنضالي، الذي يهدف إلى ترسيخ النقابة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وصولا إلى امتلاك الوعي النقابي الصحيح كما لا ينصرف إلى جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، قادرين على تكوين الملفات المطلبية، القطاعية، والمركزية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية: العامة، والخاصة. وكذلك نجد أنها لا تهتم بربط الاتصال بالإدارة، أي إدارة، في القطاعين: العام، أو الخاص، من أجل الحوار، أو المفاوضة الجماعية، لإيجاد حلول للمشاكل القائمة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حرصا من النقابة على تحسين شروط العمل من جهة، وعلى تحسين الأوضاع المادية والمعنوية من جهة ثانية، كما لا تهتم النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، بقيادة النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن كل ذلك الاهتمام، لا يهم النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية.

فما يهم النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، هو العمل المتواصل من أجل:

1) إرضاء الحكم، في تكريس تحريف النقابة، والعمل النقابي، حتى يصير التحريف النقابي، هو القاعدة، ويصير حضور العمل النقابي الصحيح، هو الاستثناء، ليطمئن الحكم، في مستوياته المختلفة، مطمئنا على سيادة التحريف في النقابة، وفي العمل النقابي، ممارسا من قبل القيادة النقابية البيروقراطية، أو من قبل القيادة النقابية الحزبية، أو من قبل القيادة النقابية التابعة.

2) إرضاء القيادة البيروقراطية، التي تقود التحريف النقابي، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وإرضاء القيادة البيروقراطية ،التي تجعل العمل النقابي، لا يتجاوز، في شروط معينة، جعل العمال، لا يتجاوزون القدرة على الحصول على الخبز، ولكن بدون مرق، من أجل أن لا يعملوا على ربط النضال النقابي، بالنضال السياسي، في مستوياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

3) إرضاء قيادة النقابة، التي تعتبر نفسها نقابة حزبية، والتي لا تهتم بما تهتم به النقابة المبدئية المبادئية؛ لأن ما يهم قيادة النقابة، التي تعتبر نفسها حزبية، هو ربط النضال النقابي، بالنضال الحزبي، بين قوسين، نظرا؛ لأنه لا يوجد شيء، في الأدبيات النقابية، اسمه ربط النضال النقابي، بالنضال الحزبي، وبالتالي: فإن ما يهم النقابة، التي تعتبر نفسها حزبية، هو توسيع القاعدة الحزبية؛ لأن هذه النقابة، لا تقود الصراع، ولا يهمها أن تقود الصراع، وليست حرة في اتخاذ القرارات. وما تقوم به، لا يتجاوز تنفيذ القرارات الحزبية، حتى وإن ادعت غير ذلك؛ لأنها لا تدرك أنها مجرد نقابة تحريفية.

4) إرضاء القيادة النقابية، التي تعتبر نفسها تابعة، تتلقى الإملاءات، من الجهات التي تتبعها، وتنصرف لأجرأة تلك الإملاءات، التي قد تكون من الحكم، أو من حزب معين، أو من أجل أن يتم التشويش على النقابة المبدئية المبادئية، حتى لا تستمر في أداء دورها النقابي، كما يجب: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

والغاية من هذا التشويش، هو خدمة مصالح الحكم، وخدمة مصالح الجهة التي تقدم إملاءاتها إلى النقابة التابعة لها، ومن أجل ممارسة التضليل على العمال، وباقي الأجراءن وسائر الكادحين.

وسواء خدم التحريف النقابي مصالح الحكم، أو خدم مصالح الجهاز البيروقراطي، في مستوياته المختلفة، أو خدم مصالح الحزب، الذي يصير المنتمون إلى النقابةن جزءا لا يتجزأ منه، أو خدم مصالح الجهة التي تتبعها نقابة معينة، تتلقى إملاءاتها المختلفة منها، إلا أنها، كنقابة تحريفية، لا تخدم أبدا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين تضع النقابة المبدئية المبادئية نفسها، رهن إشارتهم، في قيادتها للنضال النقابين المرتبط، كذلك، بالنضال السياسين اقتصاديان واجتماعيان وثقافيا، وسياسيا.

وهنا نصل إلى طرح السؤال:

ماذا نعني بالنقابة البيروقراطية؟

إن أي أسرة تعاني من بيروقراطية الأبن وإن أي جماعة تعاني من بيروقراطية الرئيس، وإن أي دولة تعاني من بيروقراطية الرئيس. وهذه المعاناة، لا يمكن الحد منها، والقضاء عليها، إلا بالديمقراطية. والديمقراطية، هي العلاج العلمي لمرض البيروقراطية، الذي تعاني منه العديد من الأسر، والعديد من الدولن والعديد من التنظيمات الحزبية، والجماهيرية. إلا أن معظم هذه التنظيمات، التي تتمبدأ، بمبدإ الديمقراطية، التي تعتبر بلسما لعلاج مرض البيروقراطية، الذي يحدث جروحا عميقة، في جسد الإطار النقابي، أو الحزبي، أو الجمعوي، مما يعطينا تنظيمات مريضة، بمختلف جروح البيروقراطية، التي لا تستطيع معها كل التنظيمات، التحرك بكامل الحرية، من أجل العمل على تحقيق أهداف أي تنظيم، مهما كان هذا التنظيم، وكيفما كان.

والغاية من التصاق كل التنظيمات بالبيروقراطية، هو الحيلولة، دون تحولها إلى تنظيمات ديمقراطية، حتى لا تساهم في تربية جميع أفراد المجتمع، على الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى لا يحرص أفراد المجتمع، على تحقيق الديمقراطية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل أن لا تبقى بيروقراطية الحكم، هي المتحكمة في الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

ولذلك، نجد أن مفهوم البيروقراطية، يتلون بلون المنظم، الذي يعتمدها. فهناك بيروقراطية الحكم، أو إحدى إداراته، وهناك البيروقراطية الحزبية، وهناك البيروقراطية النقابية، وهناك البيروقراطية الجمعوية، وغير ذلك، من أنواع التنظيمات التي تعاني من البيروقراطية. والبيروقراطية، أخت الاستبداد. فإذا كان المستبد بالحكم، يعتبر نفسه هو المقرر، وهو المنفذ، وهو الباني، وهو الذي يهدم، فإن البيروقراطية تجعل البيروقراطي، هو مصدر القرار الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. فهو الذي يقرر، في إطار التنظيم، وهو الذي يعطي إشارة التنفيذن في الميادين النقابية: القطاعية، أو المركزية، أو في الميدان الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وكل من ينتمي إلى الإطار، أو يتحرك باسمه، لا يستطيع مخالفة الشخص البيروقراطي، أو الجهاز البيروقراطي، قيد أنملة، حتى يحافظ علة شرعية الانتماء، بفقد القدرة على قطف ثمار الممارسة البيروقراطية، الشائعة في التنظيم، مهما كان هذا التنظيم، الذي يسمح حتى باستنشاق نسيم البيروقراطية، في مستوياتها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بل إنه يمنع مرارا هذا النسيم، من فضاءات التنظيمات البيروقراطية.

وبناء على ما سبق، فإن البيروقراطية، ممارسة استبدادية، تشيع على مستوى تسيير مجموعة من الإطارات، المعتبرة بيروقراطيةن انطلاقا من التنظيم الذي لا يكون إلا كما يريده القائد البيروقراطين أو كما يريده الجهاز البيروقراطي، ومرورا بالتسيير اليومي، الذي يخضع للقانون، الذي أعده القائد البيروقراطي، أو الجهاز البيروقراطي، على المستوى المركزي، أو الجهوي، أو الإقليمي، أو المحلي، وبالتقرير من القيادة، إلى القاعدة، ولا ينتمي إلى التنظيم البيروقراطي، إلا من يرضى عنه الجهاز البيروقراطي، ولا يقوم إلا بما يقرره القائد، أو الجهاز البيروقراطي، ولا ينفذ إلا في الوقت الذي يقرره القائد البيروقراطي، أو الجهاز البيروقراطي.

والبيروقراطية، عندما تجعل تنظيما معينا، بيد شخص معين، أو تحت رحمة جهاز معين، فإنها تعتبر تحريفا بالكيان. وهذا التحريف، نتيجة التحكم في التنظيم، تنظيما، وتسييرا، وتقريرا، وتنفيذا. والمنتمون إلى التنظيم، يتحركون وفق ما يرسمه لهم الجهاز البيروقراطي، المحلي، أو الإقليمين أو الجهوي، أو الوطني، إذا أراد أن يحافظ على شرط الانتماء، حتى ينال حقه من تجار الممارسة البيروقراطية، التي لا تختلفن في شيء، عن الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى لا يصير التنظيم متحررا، وحتى لا يساهم في تربية الجماهير الشعبية على التحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح رئيس منظمة ال


.. عدد المستفيدين من التأمين الصحي الشامل.. #معلومة_ع_السريع




.. مظاهرة بمطار أيرلندي احتجاجا على استخدامه في رحلات عسكرية لإ


.. متظاهرون مناصرون لفلسطين يدعون إلى إضراب في جامعة ميشيغان بس




.. مظاهرة في تل أبيب احتجاجا على حكومة نتنياهو وللمطالبة بإجراء