الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة الشيوعي الفرنسي للوضع الراهن في بلاده

رشيد غويلب

2022 / 8 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في فرنسا التي تعاني من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وأزمة حرائق الغابات، وتقلص إنتاجها، لأول مرة منذ عام ونصف عام، اسوة بشركائها الغربيين، نتيجة لإصرارهم على منطق القوة وفرض التنازلات. وانخفاض نشاط القطاع الخاص الفرنسي في آب الجاري إلى أدنى مستوى له منذ ازمة وباء كورونا، وبمستوى أكثر مما توقعه الاقتصاديون، وصولا إلى حافة الانكماش، بالإضافة إلى انخفاض الطلب في قطاعي الخدمات والتصنيع. في هذه البلاد، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء الفائت، الشعب الفرنسي إلى مزيد من “الاستعداد لتقديم تضحيات”. جاءت مطالبات الرئيس بعد عودته من اجازته الصيفية الفاخرة في المقر الرئاسي الصيفي في كوت دازور، مطالبا بـ “نهاية الإفراط واللامبالاة وكل ما هو معتاد”. لقد أتاح هجوم الرئيس ضد ما تبقى من منجزات دولة الرفاه، فرصة لقوى اليسار، لطرح خططها البديلة بشأن تعامل عادل مع 67,5 مليون مواطن هم مجموع سكان البلاد.

رد الشيوعي الفرنسي

في اجتماع موسع لكادر الحزب الشيوعي الفرنسي، الخميس الفائت، في مدينة في اقصى الشمال الفرنسي، عرض السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، ومرشح الحزب في آخر انتخابات رئاسية في نيسان الفائت، فابيان روسيل، حزمة من المقترحات ركزت على ضرورة تحميل أغنى 500 شركة وعائلة في فرنسا تكاليف ازمة الطاقة والخدمات الاجتماعية، وحظيت البدائل التي طرحها روسيل بتأييد واسع من نواب تحالف اليسار الذي خاض الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والبالغ عددهم 147 نائبا.

لا يجد اليسار الفرنسي ممارسة الإفراط واللامبالاة بين غالبية سكان البلاد، بل بين تلك الشريحة من السكان الذين لم يعانوا من أزمات السنوات الأخيرة، بل استفادوا منها بشكل كبير. ولهذا يتساءل السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي: “في أي عالم يعيش هذا الرئيس فعليا؟”. هناك “عشرة ملايين من مواطنينا يعيشون تحت خط الفقر، وثمانية ملايين بحاجة للمساعدة في تأمين طعامهم، وأربعة ملايين يعيشون في ظروف مهينة، واثنا عشر مليون مواطن لا يستطيعون دفع تكاليف الكهرباء والتدفئة”. إن “الإهمال” الذي يلوم الرئيس مرة أخرى الأغلبية عليه، يراها روسيل لدى المليارديرات مثل برنارد أرنو، مالك مجموعة ام اج ال لتجارة السلع الفاخرة، وهو صديق مقرب ومؤيد لماكرون، أو عند فرانسوا هنري بينولت، رئيس مجموعة كيرينغ للسلع الفاخرة الأخرى. ويشدد روسيل على ان: “رؤساء شركات توتال وكارفور وكومباني هم من يجعلون جيوبنا فارغة”.

يقترح الشيوعي الفرنسي توفير 50 مليار يورو على الأقل من خلال مشروع قانون يقر في الجمعية الوطنية الفرنسية، يفرض على الشركات الكبرى واكثر العوائل ثراء تحمل قسط كبير من مسؤولية الأزمة، وهو مطلب متواضع نسبيًا، ولكن من الصعب تمريره، لان الرئيس اليميني وحلفاءه من اليمين التقليدي لا زالوا يحتفظون بالأكثرية في البرلمان، على الرغم من خسارة حزب الرئيس اكثريته المريحة في الانتخابات البرلمانية في حزيران الفائت. ويمكن لمقترحات روسيل بشأن “سياسة مناخية فعالة” على نطاق صغير، يمكن أن تحظى بقبول أوساط من اليمين: السفر المجاني للعمال وأطفال المدارس والطلاب في السكك الحديدية وتطوير وسائل النقل المحلية بالإضافة إلى تطوير سيارة كهربائية في شركة رينو وسيتروين “بسعر أقل من 12 ألف يورو - بدون دعم الدولة”.

ونقد من الأعلام المحافظ

حتى جريدة فياغرو اليومية الباريسية اليمينية المحافظة طلبت في اليوم نفسه، من أستاذ العلوم السياسية أرنو بينيديتي أن يشرح لقرائها بالتفصيل مدى افتقار ماكرون مناشداته إلى “الشرعية والعدالة”. وان عدالة الرئيس المبنية على “توجه فرنسي قائم على الانحياز إلى السياسية الامريكية، في اطار الاتحاد الأوربي، تواجه تشكيكا من الرأي العام الفرنسي”. يقول بينيديتي في الفياغرو: “الناس ليسوا غير مستعدين للموت من أجل أوكرانيا فقط، بل غير مستعدين لتقديم تضحيات يومية من أجل هذه القضية أيضا”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان