الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبعون سنة من عمري وجمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة

دلير زنكنة

2022 / 8 / 31
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بقلم فيكتور غروسمان
ترجمة دلير زنكنة

إنه يوم بالغ الأهمية! ليس للعالم - ليس شيئًا مميزًا بالنسبة له- ولكن بالنسبة لي! قبل سبعين عامًا ، في حالة ذعر نفسي ، خلعت سترة وحذاء وشارة الأكمام للجيش الأمريكي ودخلت في نهر الدانوب السريع الذي قسم ، في لينز في النمسا التي كانت لا تزال محتلة ، خط فصل منطقة الولايات المتحدة الأمريكية عن منطقة الاتحاد السوفيتي. على الرغم من أنها كثيرة المياه في هذا القطاع القصير ، إلا أنها كانت جزءًا من الستار الحديدي الطويل {الذي يفصل الشرق الاشتراكي عن الغرب الرأسمالي }. وكنت أسبح عبره فيما يعتبره معظم الأمريكيين اتجاهًا خاطئًا للغاية!

لم يكن حقا خياري الحر! في عام 1950 ، قضى قانون مكاران McCarran Act بأنه يجب على جميع أعضاء قائمة طويلة من منظمات "الواجهة الشيوعية" التسجيل فورًا كعملاء أجانب. كنت في دزينة: {مثل}الشباب الأمريكي من أجل الديمقراطية ، واللجنة الإسبانية للاجئين المناهضة للفاشية ، ومؤتمر شباب الزنوج الجنوبي (أعطيتهم دولارًا للتضامن) ، ومدرسة سام آدامز ، وحزب العمال الأمريكي ، والتقدميون الشباب - والأكثر سوءًا، أي الحزب الشيوعي الاميركي . أقصى عقوبة لعدم التسجيل يمكن أن تكون 10000 دولار - في اليوم! - و 5 سنوات في السجن !! لا أنا ولا أي شخص آخر يقبل هذه الوحشية!

لكن في كانون الثاني (يناير) 1951 ، أثناء الحرب الكورية ، تم تجنيدي {الاجباري}- وطُلب مني التوقيع على أنني لم أكن أبدًا ضمن أي من المنظمات المدرجة في تلك القائمة الطويلة جدًا . هل يجب أن أخاطر بسنوات في السجن من خلال الاعتراف بعملي الشرير؟ أو أوقّع ، و أخفض رأسي ، متأملًا النجاة و قضاء مدة عامين في الجيش دون أن يدقق أحد؟ وقعّت.

ولكنهم ، دققوا ! بعد عشرات السنين ، وبفضل قانون حرية المعلومات FOIA، كشفت 1100 صفحة (!) من تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي عني (دفعت 10 سنتات / الصفحة) أن رجال ايدغار جي هوفر {مدير الاف بي آي} كانوا يراقبونني عن قرب، كطالب يساري في جامعة هارفارد (اسماء سبعة مخبرين كانت ممسوحة)، و كعامل في بفالو {مدينة في نيويورك} ، حيث كنت آمل في المساعدة في النضال لاستنهاض نقابات CIO التي كانت نشطة في الثلاثينيات.

في أغسطس 1952 ، أدرجت رسالة من البنتاغون سبعة من عضوياتي وأمرتني "بتقديم تقرير يوم الاثنين إلى المقر الرئيسي". عقوبة الحنث باليمين الخاصة بي: تصل إلى 5 سنوات ، ربما ساسجن في ليفنوورث{1}. بحلول ذلك الوقت ، تم توجيه الاتهام إلى عشرات الشيوعيين. تم إرسال الكثيرين إلى السجن. لحسن الحظ لم يتم إرسالي إلى كوريا ولكن إلى بافاريا المجاورة للنمسا. مع عدم وجود من ينصحني ، اخترت نهر الدانوب.

عبرت النهر ، في مشهد هادئ بشكل مدهش ، لا يشبه الستار الحديدي بأي حال من الأحوال ، أبقاني السوفييت لمدة أسبوعين في سجن محروس ولكن مهذب ، ثم أرسلوني شمالًا إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية GDR، ألمانيا الشرقية. كنت محظوظا مرة أخرى. كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية هي الأكثر نجاحًا و الاقل مشاكلا في "الكتلة الشرقية". على مدار الـ 38 أعوامًا التالية ، كأمريكي ، تلقى في السابق تعليم واسع ومتنوع (ست مدارس عامة ، برونكس للعلوم ، دالتون ، فيلدستون ، هارفارد) ، شاهدت ، بعيون يسارية ولكن ليست محدودة بشكل دوغمائي ، صعود ثم سقوط المركز الامامي للاشتراكية (أو الشيوعية ، أو "اشتراكية الدولة" ،أو "الشمولية" ، أو أيا كان) في مواجهة الغرب.

لم أجد لا يوتوبيا ولا ، في ذلك الوقت أو في أي وقت آخر ، الجوع والفقر والبؤس العام الذي ربما دفعتني وسائل الإعلام الأمريكية إلى توقعه. حتى في العام الحاسم والصعب 1952-1953 ، بعد أقل من ثماني سنوات من الحرب ، بينما كانت عروض المتاجر محدودة ، وتفتقر إلى التنوع ، والأناقة ، أو فقط ذلك الشيء الذي كنت تبحث عنه ، فقد تم تخزينها جيدًا بما يكفي من الأساسيات. كانت ألمانيا الشرقية أصغر بكثير ومن حيث الصناعة والموارد الطبيعية أفقر بكثير من ألمانيا الغربية. لقد تحملت أكثر من 90٪ من أعباء تعويضات الحرب. الاتحاد السوفياتي المدمر بشدة ، لم يسقط هذه التعويضات حتى عام 1953. كانت ألمانيا الديمقراطية تفتقر إلى إمكانيات الاستثمار الضخمة للاحتكارات الإجرامية الحربية مثل كروب وسيمنز وباير أو باسف ، و التي أُممت مصانعها ، فضلاً عن المساعدة ذات الأهداف السياسية لخطة مارشال. هربت أعداد كبيرة من طاقمها العلمي والإداري والأكاديمي ، ومعظمهم من المؤيدين للنازية - من الجيش الأحمر المحتل واليساريين ، ومعظمهم من الإداريين الشيوعيين الذين جاءوا مع هذا الجيش - وحصلوا على وظائف مع رؤسائهم السابقين {في المانيا الغربية}الذين سرعان ما اغتنوا مرة أخرى على طول نهر الراين و الرور. أدى ذلك إلى إضعاف الانتعاش الاقتصادي بشكل خطير ، لكنني شعرت بالسعادة لأن مجرمي الحرب قد رحلوا.

بصفتي (يهوديا) و معاديًا متحمسًا للفاشية ، فقد ابتهجت عندما وجدت أن الجو بأكمله كان معاديًا للنازية! على عكس ألمانيا الغربية ، تم تطهير المدارس والجامعات والمحاكم وإدارات الشرطة من جماعة الصليب المعقوف ، حتى عندما كان هذا يعني في البداية بدائل جديدة مدربة بالكاد ، مثل والد زوجتي ، نجار مؤيد للنقابات ، حيث أصبح عمدة القرية أو شقيقيّ زوجتي كمعلمين. ارتجفت زوجتي عندما تم تذكيرها بمعلميها المتوحشين قبل عام 1945. لكن ، في مدارس ألمانيا الشرقية المعدلة ، تم حظر العقاب البدني على الفور.

بالطبع كانت هناك مشاكل لا حصر لها في بلد حكمه هتلر وشركاه لمدة اثنتي عشرة عامًا ، حيث انتشر التشاؤم على نطاق واسع ، وكانت لآراء ستالين الثقافية و المعادية للسامية تأثير لا داعي له حتى وفاته في عام 1953. ولحسن الحظ ، كان الزعيم الشيوعي المسن فيلهلم بيك قادرًا على حماية جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى حد كبير في هذا الصدد. ومنذ البداية ، أصبح اليساريون المناهضون للنازية ، والذين غالبًا ما كانوا منفيين يهودًا عائدين ، قادة في المشهد الثقافي بأكمله ؛ المسرح والموسيقى والأوبرا والأدب والصحافة والسينما ، حيث تم إنشاء روائع حقيقية ، غالبًا ضد الفاشية ، ولكن تمت مقاطعتها وبالتالي فهي غير معروفة في ألمانيا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. في المكتب السياسي القوي للحزب الحاكم ، نجا {عضو المكتب السياسي}هيرمان أكسين بالكاد من أوشفيتز وبوخنفالد (شقيقه ووالديه لم ينجو ). هرب {عضو المكتب السياسي} ألبرت نوردن إلى الولايات المتحدة، قتل النازيون والده الحاخام في تيريزينشتات. في جمهورية ألمانيا الديمقراطية ، باستثناء 3 أو 4 كلمات مبتذلة ، لم ألتق بأي معاداة للسامية طوال تلك السنوات الـ 38. أولئك الذين ما زالوا مصابين بالإيديولوجية الفاشية كانوا حريصين ، باستثناء الأسرة أو الأصدقاء ، على إبقاء أفواههم مغلقة. و كان ذلك حسنًا معي!

خطوة بخطوة تحسن مستوى معيشتنا - زوجتي العزيزة جدًا ، التي عوضتني عن الحنين إلى الوطن ، ابناؤنا وأنا - مثل كل شخص تقريبًا في جمهورية ألمانيا الديمقراطية ، التي استعادت نفسها بجهودها الذاتية. أكثر ما يثير إعجابي كأميركي: لا تسريح للعمال ، ولا بطالة ؛ كانت هناك وظائف للجميع. بلغ متوسط الإيجارات أقل من 10٪ من معظم الدخول ؛ طرد المؤجر محظور بموجب القانون. في السنوات الأولى ، تم تقسيم الشقق الكبيرة عند الحاجة ؛ لم ينم أحد في الشوارع أو يتسول. لم تكن هناك حاجة إلى مخازن الطعام {أماكن لتوزيع الطعام مجانا على الفقراء في أمريكا}، حتى أن الكلمة لم تكن معروفة. وكذلك كان ديون الطلاب. كان التعليم مجانيًا وكانت الرواتب الشهرية تغطي التكاليف الأساسية ، مما جعل عمل الطلاب أثناء الدراسة في الكلية غير ضروري.

غطت ضريبة طبية شهرية على الأجور أو المداخيل(بحد أقصى 10٪) كل شيء: في حالتي ، تسعة أسابيع (مجانية) في المستشفى بسبب التهاب الكبد بالإضافة إلى أربعة أسابيع في منتجع صحي للتعافي وأربعة أسابيع أخرى بعد ذلك بعام في كارلسباد. خضعت زوجتي لثلاثة علاجات للروماتيزم ، أربعة أسابيع لكل منها ، في الجبال البولندية و جبال هارتس {الألمانية }. تمت تغطية جميع التكاليف وحصلنا أيضًا على 90٪ من رواتبنا. تم تغطية الأدوية الموصوفة بالكامل ، وكذلك العناية بالأسنان والنظارات والمعينات السمعية ؛ لم أكن بحاجة إلى محفظتي أو دفتر الشيكات الخاص بي للدفع مقابل جرعات الأنسولين اليومية أو جهاز ضبط وتيرة نشاط القلب لمدة عشر سنوات. ولا بالنسبة لإجازتي الأمومة لزوجتي (ستة أشهر مدفوعة الأجر ، و أكثر ، إذا رغبت في ذلك ، مع وظيفة مضمونة). لا توجد رسوم للرعاية الكاملة للأطفال ، والمشاركة في الألعاب الرياضية ، والمعسكرات الصيفية ، وليس على وسائل منع الحمل ولا للإجهاض المجاني بعد إصدار قانون جديد في عام 1982. اختفت مخاوف {حياتية} كثيرة - الكثيرة منها لم تكن معروفة أصلًا !

لقد شاركت بشكل كامل في الحياة العادية جدا. أولاً كعامل مصنع ، متدرب مشغل مخرطة ، ثم طالب ، ومحرر ، ومدير أرشيف "بول و اسلاندا روبسون "الجديد{بول روبسون المدافع الامريكي الاشتراكي عن حقوق السود و العمال، الفنان و مغني الاوبرا و زوجته اسلاندا } ، وأخيراً كصحفي مستقل ومحاضر ومؤلف. لم أعامل بتفضيل على أنني "أميركي" ، كما يفترض البعض ، ولكن المهن الثلاثة الأخيرة كانت تعني - في سلسلة سياراتي المكونة من أربع سيارات ترابانت الصغيرة ذات السلندرين ، أنني فعلا كنت "أتجول" - في جميع المناطق تقريبًا ، مع جميع المستويات العمرية ، مع جميع شرائح المجتمع.

قد يبدو هذا حقًا شبه يوتوبيا . إذن لماذا خاطر البعض بحياتهم للمغادرة؟ لماذا تم بناء جدار لإبقائهم فيها؟ لماذا صوتوا للانضمام إلى ألمانيا الغربية - والتخلي عن جمهورية ألمانيا الديمقراطية؟ لماذا فشلت؟

كانت هناك أسباب كثيرة . كانت ألمانيا الشرقية محتلة من قبل دولة كانت قد تعلمت أن تكرهها ، و جنودها قاتلوها بشدة ، وكانوا في الغالب عنيفين في الأسابيع الأولى ، وكانوا أفقر وأصعب من أن يحبوهم مثل ذلك البلد المزدهر{امريكا} ، و بالتالي السخي و الذي جاء جنوده الذين يمضغون العلكة من وطن ثري غير متضرر من الحرب. قدر العديد من الألمان الشرقيين ، ولكن ليس كلهم بالتأكيد ، الدور الرئيسي للسوفييت في هزيمة النازيين و ضغطهم وتوجيههم حول مصادرة الصناعة الكبرى وكسر قوة أسوأ أعداء العالم والألمان ، شركات كروبس وسيمنز و آي جي فاربنس، و الإطاحة بملاك الأراضي الكبار البروسيين ، والعسكريين اليونكرز ، الذين غالبًا ما دفعوا ألمانيا إلى إراقة دماء جماعية وكوارث .

قدم الروس الكثير من الثقافة الجيدة ، مثل تولستوي ودوستويفسكي ، رقص عالي الجودة ، و "بيتر والذئب" و "طائر الكركي المحلق". لكن نادرًا ما يمكن أن تتنافس هذه في الشعبية مع فريق البيتلز وستونز و الفيس بريسلي وأفلام هوليوود المليئة بالتشويق.

مثل هذه الإغراءات ، التي تضمنت بعضًا من النوعيات العالية ، بنيت على مزيج أمريكي غير عادي من الثقافات الأنجلو-سكوتلندية والأيرلندية واليهودية والإيطالية وخاصة الثقافة السوداء ، تم إساءة استخدامها بذكاء لزيادة السياسة و النفوذ الاقتصادي والقوة في العالم ، وخاصة في الكتلة الشرقية. لقد تم اقرانهن ، قبل كل شيء في ألمانيا ، بدعاية ذكية مقتبسة من كل من غوبلز و ذلك البائع المتجول الكبير لأي شيء من معجون الأسنان إلى الرأسمالية ، إدوارد ل. بيرنايز. إنهم يهددون الثقافات القديمة العظيمة لفرنسا وإيطاليا والهند وحتى الصين. في حين أن قادة ألمانيا الديمقراطية ، مع كامل السلطة ، كانوا يهدفون إلى تحقيق أهداف نبيلة ، فكيف يمكن لمثل هؤلاء الرجال المسنين ، الذين قويتهم سنوات من صراع الحياة والموت ضد القتلة النازيين ، ولكنهم عادة ما يتدربون على الكليشيهات الستالينية ، أن يصبحوا مرنين بما يكفي لإيجاد علاقة في المطبوعات أو الاعلام الناطق مع المواطن العادي المتغير؟ لقد كانت هناك بالفعل نجاحات - لكنها كانت قليلة جدًا ومتباعدة.

في الثمانينيات ، زادت الصعوبات ، وتباطأت الاتجاهات الصعودية وانزلقت إلى أسفل. لم يقدم الاتحاد السوفياتي ، بمشاكله الخاصة ، أي مساعدة. كانت مثل هذه المشاكل صعبة ، ولكن في عالم متغير ، بالكاد نادرة أو لا يمكن التغلب عليها - باستثناء أنه تم استخدام كل مشكلة هنا في المحاولات المستمرة لاستعادة ألمانيا الشرقية ، لغرض إستخدام الطبقة العاملة الماهرة ولكن القابلة للاستغلال والتحرك شرقًا من هناك. كان أمن الدولة أو "ستاسي" ، الذي تم إنشاؤه لمعارضة مثل هذه الأعمال ، فظًا بما يكفي لجعل الوضع أسوأ.

ومع ذلك ، ربما اقتربت ألمانيا الديمقراطية أكثر من أي بلد في العالم من تحقيق هذا الهدف الأسطوري المتمثل في القضاء على الفقر ، مع تقليص الفجوة المخيفة والمتنامية بين الأغنياء والفقراء على أساس نظام ربح فاحش. لكنها لم تستطع تحمل التكاليف الهائلة لمجموعة منوعة من البضائع - الأطعمة ، والملابس ، والأجهزة ، والإلكترونيات ، والمركبات ، والسفر التي قدمها الغرب ، وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا الغربية. أخذ مواطنو جمهورية ألمانيا الديمقراطية جميع مزاياها الاجتماعية المذهلة كأمر مسلم به وحلموا بالموز النادر و سيارات فوكس واگن غير المتوفرة ، و الاحلام الذهبية و الوردية - دون أن يدركوا أن هذه متوفرة إلى حد كبير وبأسعار معقولة بسبب فقر الأطفال في غرب إفريقيا أو البرازيل ، أو المستغلين من جامعي الثمار في الحقول والبساتين الجنوب امريكية أو الكاليفورنية. بدأ البعض الآن في إدراك أن هؤلاء العمالقة المليارديرات ، بعد خداع الكثير من الأشخاص الملونين ، وتدمير مناخ العالم واستخدام أسلحة دمار أكثر فتكًا ، قد يشعرون قريبًا بأنهم مضطرون للضغط وكسر الطبقات الوسطى المريحة في بلدانهم. شعرت العديد من العائلات ببدايات هذا الامر.

ألقي نظرة على السبعين عامًا الماضية من حياتي كمغترب ، وما زلت أعتبر نفسي أمريكيًا وطنيًا - ليس من اجل أمريكا مورغان أو روكفلر ولكن لامريكا جون براون وهارييت توبمان ويوجين دبس وإليزابيث جورلي فلين ودوبوي وروبسون ، مالكولم ومارتن. {2}

كما أنني أحب وأعجب بالألمان العظماء: كارل ماركس وفريدريك إنجلز وكارل ليبكنيشت والألمانية البولندية العظيمة روزا لوكسمبورغ - أو الكتاب العظماء: ليسينغ ، وغوته ، وهاينريش هاينه ، وتوماس مان ، وبيرتولت بريخت. وأنا أحترم وأتعاطف مع الناس من جميع البلدان ، إخوتي وأخواتي ، من غوام إلى غواتيمالا - وغزة.

لا يسعني إلا أن آمل أن تتعلم الأجيال الجديدة من جمهورية ألمانيا الديمقراطية ، وليس فقط من الأخطاء الفادحة والعادات والقيود السيئة التي نشأت من تاريخها و من جميع المخاوف الواقعية للغاية من الإطاحة بها.

تمت الإطاحة بها أخيرًا ولم تعد تقف حاجزًا أمام توسع المليارديرية المتجدد - الاقتصادي والسياسي والعسكري - إلى الجنوب والشرق. لا يزال يتم التقليل من شانها أو الإساءة إليها- إلى حد كبير بسبب الخوف من أنه لم يتم محوها ونسيانها بشكل كافٍ بعد. على الرغم من مشاعري في بعض الأحيان في تلك السنوات من اليأس ، وحتى الغضب من المسارات الخاطئة أو الفرص الضائعة ، ما زلت أنظر إلى الوراء بمزيج من الحنين إلى الماضي والندم وأيضًا الفخر بالإنجازات العديدة التي تحققت بشق الأنفس ، في الثقافة ، في العيش المشترك،في التغلب جزئيًا على عبادة الجشع والتنافس ، في دعم ألمانيا الديمقراطية الثابت لمانديلا ، الليندي وهو تشي مينه ، لأنجيلا ديفيس أيضًا - وليس ، مثل خصومها الأقوى والمنتصرين في بون ، أنصار بينوشيه، وفرانكو ، و طغاة العنصرية و الفصل العنصري. أتذكر إنجازاتنا في تجنب الحرب والسعي للعيش دون خوف أو كراهية. على العموم كانت سنوات جيدة. أنا سعيد لأنني عشت فيها.

فيكتور غروسمان Victor Grossman

هرب فيكتور غروسمان ، المولود في مدينة نيويورك ، من تهديدات حقبة مكارثي عندما كان مجندًا شابًا ، ووصل إلى ألمانيا الشرقية حيث عاش صعود وسقوط جمهورية ألمانيا الديمقراطية. لقد وصف حياته الخاصة في سيرته الذاتية "عبور النهر: مذكرات اليسار الأمريكي ، والحرب الباردة ، والحياة في ألمانيا الشرقية" (مطبعة جامعة ماساتشوستس ، 2003) ، وحلل جمهورية ألمانيا الديمقراطية وأسئلة الرأسمالية والاشتراكية في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، باستنتاجاته الاستفزازية ، إلى جانب الفكاهة ، والسخرية في جميع الاتجاهات ، في كتابه "منشق اشتراكي: من هارفارد الى كارل ماركس اليي"(New York: Monthly Review Press).

ملاحظات
{1} سجن ليفنورث ، لسجن العسكريين و المجندين، و أيضا بعض من عتاة المجرمين ، و سجن فيه أمين عام الحزب الشيوعى الامريكي الراحل غاس هول ثمان سنوات ، بسبب الشيوعيه .
{2} مناضلين و مناضلات من اجل المساواة و حقوق العمال و النساء و ضد العنصرية John Brown, Harriet Tubman, Eugene Debs and Elizabeth Gurley Flynn, DuBois, Robeson, Malcolm and Martin.
الملاحظات بين القوسين{ } للمترجم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسلم الأنامل
حسين علوان حسين ( 2022 / 9 / 1 - 22:05 )
الأستاذ الفاضل دلير زنكنة المحترم
تحية حارة
جزيل الشكر على ترجمتكم لهذه المقالة الجميلة . الحق يعلو ولا يعلى عليه .
كل الحب و التقدير و الاعتزاز .


2 - الف شكر
دلير زنكنة ( 2022 / 9 / 2 - 11:50 )
شكرا جزيلا يا دكتور حسين، تحياتي و احترامي لك


3 - ألأمريكي في المانيا والسوداني في العراق
د. لبيب سلطان ( 2022 / 9 / 2 - 21:17 )
اخ دلير
الا. تذكرك هذه المقالة المترجمة بما ينشره السودانيون والفلسطينيون والسوريون والأردنيون ممن عاشوا في العراق او طلبة درسوا في الخارج على حساب العراق يستلمون شهريا رلتبا وكنا
طلبة عراقيين نعمل ليلا لندرس نهار، في تمجيد صدام وحكمه المناهض لأسرائيل والأمبريالية والداعي للوحدة العربية ..اقترح ترجمات للأصلاح الفكري والتنوير الحضاري مع التقدير


4 - لا اعتقد
دلير زنكنة ( 2022 / 9 / 3 - 03:36 )
تحياتي دكتور لبيب

السودانيون و الآخرون ن كانوا يأتون من بلدان فقيرة، يعطون امتيازات مادية و تعليم الخ فينبهرون و يمدحون نظام صدام، و لكن غروسمان جاء من اغنى دولة في العالم، و هو يذكر انه لم يتلقى اي معاملة خاصة او امتياز، و هو تزوج و عاش هناك مدة طويلة و رآى الايجابي و السلبي و هو موضوعي لا يتكلم عن الاشياء الجيدة فقط ، و بالتالي تجربته جديرة بالاهتمام


5 - سيبقى الأشرار بيننا دائما : فكتور غروسمن
حسين علوان حسين ( 2022 / 9 / 3 - 09:11 )
عندما كنت في الثامنة من عمري ، وُجِّه لي هذا السؤال
( ؟ من هو أفضل مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة (لعام 1936.
أجبت : ربما روزفلت
رد علي الكبار في اتحاد المزارعين الأحرار :
أنت تقصد ذلك الرجل الذي دعم الشركات الكبرى في التغلب على خسائرها خلال فترة الكساد الكبير ودشن برنامج رفع اسعار المواد الغذائية ، فدفع من خلال لذلك لكي يتم ذبح الخنازير ، وحرق القمح ، وسكب الحليب في النهر لرفع الأسعار بينما يبقى الناس جوعى؟
لكن ألن يكون لاندون أسوأ منه ؟ سالتهم أنا .
قالوا :
إذا اختار الناس دائمًا أهون الشرين ، فسيظل الشر قائما معنا على الدوام-

فيكتور غروسمان. عبور النهر ص 14


6 - سيبقى الأشرار بيننا دائما : فكتور غروسمن
حسين علوان حسين ( 2022 / 9 / 3 - 11:37 )
عندما كنت في الثامنة من عمري ، وُجِّه لي هذا السؤال
( ؟ من هو أفضل مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة (لعام 1936.
أجبت : ربما روزفلت
رد علي الكبار في اتحاد المزارعين الأحرار :
أنت تقصد ذلك الرجل الذي دعم الشركات الكبرى في التغلب على خسائرها خلال فترة الكساد الكبير ودشن برنامج رفع اسعار المواد الغذائية ، فدفع من خلال لذلك لكي يتم ذبح الخنازير ، وحرق القمح ، وسكب الحليب في النهر لرفع الأسعار بينما يبقى الناس جوعى؟
لكن ألن يكون لاندون أسوأ منه ؟ سالتهم أنا .
قالوا :
إذا اختار الناس دائمًا أهون الشرين ، فسيظل الشر قائما معنا على الدوام-

فيكتور غروسمان. عبور النهر ص 14

اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست