الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكل الصحراء الغربية

عذري مازغ

2022 / 8 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تتمة لموضوع نافذة على الإعلام المغاربي بين التناول النزيه وطرح المشكلة بشكل علمي

حتى مفهوم المنافسة بين الدول تحول مع ازمة تونس إلى استعداء: "المغرب تنافسنا في كذا"، الرد: "تونس تنافسنا في كذا"، بؤس إعلامي في غياب الهدوء والترزن وكأن المنافسة جريمة.
فساد إعلامي مستشري شعبوي مهزوم يترك القضايا الحقيقية لشعوبنا لنصرة أنظمة لم تراكم إلا التخلف وتصدير الأزمات .
سأثير ملاحظة اخرى: نعم سيقال أني أتحدث عن ذباب إلكتروني والأمر صحيح برغم ان الحدود غير محدودة، بمعنى ان الذباب او ما يمكن ان يعتبره البعض ذباب له هذه الخاصة من أن يكون إعلام رسمي او شبه رسمي، والخطير في الأمر ان هذا الامر موجه للقواعد الشعبية من حيث يمتلك لغة شعبوية سهلة تتماشى مع سياق الثقافة الشعبوية، خطورته ليس في كونه من زاوية اكاديمية عمل إعلامي لا قيمة له بل خطورته في كونه متناول من اغلب الشعب، من القاعدة الهرمية الواسعة في الشعب.
إن التكنولوجية الرقمية تمنح هذه الحرية العارمة في خلق مثل هذه القنوات وبدون قيود وتعمل تأثير كبيرا اكثر مما يعمله الإعلام المحترف والإعلام الرسمي والخطورة هي حين يحصل حدث أزمة ديبلوماسية كما حصل في ازمة تونس المغرب: الناس تشتاق للإطلاع على الجديد وكأننا دخلنا في حرب تستلزم إحصاء الضحايا، والتصاريح الرسمية للدولتين بطيئة: بيان مغربي، رد تونسي مضطرب (نعم سيلومني البعض لماذا مضطرب، ببساطة لانه مضطرب بين واقعة بروتوكول الإستقبال وكلام البيان كون تونس لازالت على الحياد)، انتظار وقت طويل ليظهر تعقيب مغربي، وطبعا حتى الآن لم يعد تعقيب تونسي، في هذا الوقت البطيء من حيث ردود الفعل الرسمية نسج الإعلام الذبابي بين الطرفين قاعدة بناء التبريرات وتركيب قاعدة الهجوم على الطرف الآخر: لم نعد الآن نمارس التحليل الموضوعي ومقارنة المعطيات من الجانبين، لقد أصبحنا عاطفيين اكثر من عقلانيين، لقد شحن العقل بالوطنية الزائفة: "انصر اخاك ظالما أومظلوما"، وغاب منطق البناء ليحل محله منطق الهدم، وهنا افتح نقطة: صحيح هناك من الجانبين مواقف عقلانية هادئة، لكنها مع ذلك انفعالية بسبب قربها الزماني من الحدث ولتوضيح هذا أحيلكم إلى الازمة المغربية الجزائرية من حيث تاريخيتها وطول زمنها، لم تحدث انفعالات أزمية كما في أزمة تونس التي بشكل انفعالي ظهرت مناداة بالمقاطعة الرياضية والثقافية والاقتصادية، مع الجزائر ليست هناك مقاطعة رياضية وثقافية وغيرها برغم تسجيل بعض المواقف الجزائرية في المجال الثقافي والتي يتفهمها المغرب تماما: مقاطعة مجلة علمية تاريخية من طرف أساتذة جزائرين تحت إكراه وزارة جزائرية معينة.
قلت بأن الذباب بنى استراتيجية خريطة جديدة انخرط فيها حتى المثقفون، لم نعد الآن نفكر في الحل، أصبحنا نفكر في شحن الصراع بما ينعم سيادة انظمتنا الديكتاتورية: تصدير ديالكتيكي للأزمات بشكل يتنفس ضيقنا في الوطن بإلقاء اللوم على الآخر.
في تشخيص الازمة: الرواية المغربية هي: اليابان ورئيس تونس هم من يستضيفون القمة بدعوة فيها توقيعين، توقيع ياباني وآخر تونس وفقا لتوصية مرقمة سابقة. تونس استضافت أو دعت للجبهة بشكل أحادي
الرواية الرسمية التونسية: مفوضية الإتحاد الإفريقي هي من قدمت الدعوة للجمهورية العربية الصحراوية. وتونس لها الحق في استقبال ما تريد، نحن لازلنا على الحياد .
الرواية الثالثة اليابانية: نحن لم نقدم دعوة إلا للدول التي لنا معها علاقات وهي خمسين دولة إفريقية، نحن لا نعترف بالجبهة كدولة وفقا للقانون الدولي .
في السياق نفسه:
تدافع تونس عن وجود لقاءات سابقة حضرت جبهة البولزاريو ولم يحصل هذا اللغط (وهذا امر مقصود في معادات تونس من طرف المغرب)
المغرب وحتى إن لم يخرج توضيح مشخصن: الملك حدد في آخر خطاب تعامل المغرب مع الدول من خلال الموقف من الصحراء، هذا الموقف عبر عليه الملك قبل في عيد العرش من السنة الماضية، أيضا ووفقه تفاعلت المانيا وإسبانيا ودول اخرى، وحتى الصين متفهمة لهذا الموقف وربما روسيا أيضا، وبشكل عام هناك تجدر في الموقف المغربي الرسمي لا يحاسب فيه على ما تم قبلا بل عما يرسمه في سياسته الجديدة، للتوضيح فقط: لم يكن المغرب سابقا يقيم العلاقات الخارجية وفق منظور الموقف من الصحراء الغربية.
في نفس السياق وقع قطع العلاقات مع إسبانيا لموقف إنساني وليس ديبلوماسي سياسي في استقبالها لبن بطوش.
معطيات للإستئناس ولا احب ان أشخصن الموقف باعتباري مغربي.
هذه الامور كلها لم يقراها النظام التونسي.
سياق السيادة:
نعم لتونس الحق في استقبال واستضافة من تريدن لكن ليس بالشكل الذي يمرر رسالة: بيان الخارجية التونسية وليس بروتوكول الإستقبال فقط يسمي غالي رئيس الجمهورية الصحراوية العربية كذا، هنا لم نعد نتكلم عن زعيم جبهة معينة بل نتكلم عن رئيس دولة ينتزع السيادة مع المغرب في إقليم معين
رد المغرب سيادي أيضا: من منظور المغرب، من حقه ان يقطع العلاقات مع أي دولة تستضيف زعيم حركة انفصالية (موقف سيادي وليس تدخل في الشأن التونسي: بما أنكم تقيمون علاقة مع شق انفصالي منا، سنتركه لكم ونبحث عن علاقات اخرى ).
ماهي المشكلة؟
طرحت مسألة التطبيع مع إسرائيل، لكن ماهي المقارنة في الأمر؟ كلنا يعرف سياق التطبيع (هنا احلل الامر وليس موقفا شخصيا)، الموقف سيادي وليس له علاقة لا بتونس ولا بدولة اخرى، بالطبع له علاقة بجبهة البولزاريو من حيث حلحلت الموقف الدولي من قضية الصحراء: الدولة الغسرائيلية موجودة وتعترف بها الأمم المتحدة ويلتقي معها في مؤتمرات الامم المتحدة كل هذا الرهط المناهض للتطبيع واكثر من ذلك هي قوة لا يمكن تجاهلها بخرافة عدم التطبيع.
مسألة أخرى: هل كانت دولة المخزن لتطبع لو لم تخلق مشكلة إقليمية في منطقتنا؟ حتى الآن لا يريد المخزن تطبيع كامل: هو ضد فتح سفارة إسرائيل بالمغرب (وهنا لا أدافع عن المخزن وموقفي الشخصي مختلف عما اسوقه هنا في قضية الصحراء). سأعود إلى طرح المسالة من جديد: هل إسرائيل تنتزع إقليما في تونس وطبع معها المغرب؟
هنا يمكن مقارنة الأمر في سيادة الإستضاف
المشكلة الفلسطينية؟؟
دعونا من خلط الاوراق والمتاجرة بالقضية الفلسطينية!
دولة فلسطين دولة محتلة من طرف إسرائيل، وأساسا قلت هذا في مقالات سابقة: إسرائيل ولاية أمريكية وضعت في الشرق الأوسط لابتزاز العرب في مواردهم الطبيعية: إنها مشكلة المشرق العربي وليست مشكلة المغرب والدول المغاربية وشحن العواطف هنا لا يفيد لسبب بسيط، إنها جغرافيا بعيدة لا تستطيع الدول المغاربية التأثير فيها، يمكننا فقط دعم دول المواجهة وهذا ما حصل حين تبنت هذه الدول عسكريا مواجهة الدولة الإسرائيلية.
تطبيع المغرب مع إسرائيل شماعة الأنظمة الديكتاتورية في مواجهة ديكتاتورية المخزن: المشكلة هي تصحيح اوضاعنا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، تقوية الذات ليكون لها التأثير الدولي المنسجم مع عواطفنا الحقيقية في نصرة فلسطين: لا يمكن ان تواجه فلسطين واجر العامل في بلداننا اقل من أجر العامل الفلسطيني (هذا حسب إحصائيات نشرت اخيرا)، لا يمكننا مواجهة إسرائيل بالعواطف وبيانات الإدانة، يمكننا مواجهتها بالقوة والقوة هي ان تبنيها قبل أن تواجه عدوك.
يساريا: لا قيس سعيد ولا تبون في الجزائر يمكنهم ان يلتحقوا بدرجة فيديل كاسترو الثرثار كما قيس سعيد: الفصاحة في البلاغة في اللغة لا تحل المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
المنافسة بين تونس والمغرب شريفة: فسفاط المغرب لا نستفيد منه كمغاربة، من فائض انتاجه يخصص قدر قليل للضمان الإجتماعي وصندوق التقاعد، الحقيقي منه هو ما يدفعه العمال في هذه المناجم لهذه الصناديق أما الفئض الكبير فلا نعرف أين يذهب؟؟
في هذا المجال ننافس روسيا والصين وليس تونس لسبب بسيط: لدينا احتياط ثمانية قرون، نحن الاولون احتياطيا ونحن في الدرجة الثالثة أو الرابعة عالميا من حيث التصدير.
ننافس تونس سياحيا؟ هذا أمر غريب: السياحة كأمر بيوت العناكب، من ينسج أكثر يستفيد أكثر وطبيعي ان العناكب لا تحارب بعضها إلا في التناسل .
يسرق المغرب استثمارات من تونس هو امر شائك، نفس المشكلة عند العناكب: من ينسج أكثر يستفيذ اكثر. في وضع سياسي مضطرب في تونس هربت بعض الاستثمارات الأجنبية من تونس وذهبت إلى المغرب، لكن مالذي ستستفيده تونس من جبهة لا مقومات دولة لديها؟
دولة وهمية لا تنافس تونس سياحيا! (قالها خالد نزار وهو جينيرال جزائري سابقا: "لكي تكون عظيما عليك تهشيم عظام جيرانك") والنموذج الأمثل للعظمة هو منافسة دولة ليست لها مقومات دولة.
المبدأ في حق تقرير المصير؟ مبدأ رائع، لكنه ينطبق اكثر على الجزائر وليس على تونس وربما لهذا يتفهم المغاربة التعنت الجميل والرائع في التمبذؤ عند حكام الجزائر: نفخة غاز وليس أنفة.
سأعترف لكم بشيء اسطدمت به في مسار حياتي: كنت من مناصري حق تقرير المصير ولا زلت اتبناه بشكل مختلف: ضد الحكومة المركزية، ضد أن يتدخل المركز في تدبير مواردنا المحلية، ضد أن أكون تحت تصرف قائد معين من الرباط وليس قائد انتخبته، في المغرب ضد ازدواجية السلطة: السلطة المحزنية موازاة مع السلطة المنتخبة التي في سياق مغربي تخضع للسلطة غير المنتخبة: القايد، العامل ، الوالي، كائنات لا شرعية لها ، غير منتخبة، في السياق ذاته يطرح المغرب صحراء بحكم ذاتي، إليكم القرارات السياسية لو كنت مسؤولا في المغرب أتبنى هذا الطرح: سأعلن عن استقلال ذاتي، معناه باللغة التونسية هو، حكومة صحراوية ذات برلمان صحراوي يتشكل من احزاب صحراوية (وبما انها منطقة حكم ذاتي تحت المغرب سأسمح بوجود منتخبين لاحزاب مغربية)، علاوة على ذالك ستكون حكومة فيها وزراء ورئيس كما في الحكومات الفيديرالية الغربية وطبعا ستكون علاقتها بالخارج تمر بموافقة السلطة المغربية، وعلاوة على ذلك أيضا يمكنها ان تمثل نفسها في المنتديات الدولية وأن تعقد الصفقات ولو تحت موافقة السلطة المغربية: إن هذا الأمر هو من سيفقد السلطة الجزائرية المعادية اي أثر على الصحراء، مثلا في المتديات الدولية ستجد جبهة البوليزاريو سلطة صحراوية حقيقية امامها. حكومة ذات صلاحيات ذاتية: استقالا تام في التدبير تحت الدولة المغربية.
إن معيار التصويت في الانتخابات الاخيرة من قبل الصحراويين بنسب كبيرة ليس معيارا يمكن الاعتماد عليه، هو معيار للإستئناس فقط مفاده ان اغلب الشعب الصحراوي يشترك وهو امر غير مقنع تماما، لكن إليكم المعطيات الأخرى:
المغرب بنا أو خلق بورجوازية رأسمالية في الصحراء لا يمكن الاستهانة بها: خلق في الصحراء طبقة رأسمالية ذات نفوذ اقتصادي لن تسمح على الإطلاق ان يأتي صعلوك مشرد بالثقافة الثورجية ليزيحها باسم حق تقرير المصير، وهذا الأمر لن يفهمه النظام الجزائري ولا الأنظمة التي تحوم حول قطره.
المغرب استثمر بالصحراء بشكل مبالغ بشكل إذا سحب بشكل ما ، من خلال استفتاء سلبي، كل استثماراته ستعود الصحراء إلى نفس البؤس في تيندوف واعرف ما سيقوله البعض: استثمار ثروات الصحراء!
صحيح لكن لصالح من؟ لصالح جبهة لا تعرف الصحراء اصلا ام لصالح الطبقة الراسمالية المشكلة في الصحراء؟
نظريا، حتى لو انسحب المغرب من الصحراء، ستبقى مرهونة للراسمال المغربي والإستثمارات المغربية، والتفاوض في هذا الشأن، حتى وإن نجح استفتاء يقر باستقلال الصحراء، لن يكون هناك استقلال حقيقي بل بنية كولونيالية معقدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ